- 3 ديسمبر 2020
- 372
- 165
- 43
- الجنس
- ذكر
- القارئ المفضل
- عبد الباسط عبد الصمد
- علم البلد
-
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
نقف مع بعض التأملات القرآنية الواردة في سورة الفجر :
فقد قدمت السورة من الروائع التربوية في تثبيت صلاة الفجر والاجتهاد في العبادة في الليالي العشر والاهتمام بصلاتي الشفع والوتر، وقيام الليل ومجاهدة النفس بلجام العقل، والاعتبار بقصص الغابرين، ومقاومة الطغاة والظالمين والمفسدين حتى لا ينزل علينا سوط العذاب، و تمام الرضا بالله وعن الله - تعالى -، وإكرام اليتيم والحض على طعام المسكين، والحد من حب المال حبًا يدفع إلى أكل التراث الحرام، والارتعاش من هول يوم القيامة مع ما فيه من دكِّ الأرض، ومجيء الملائكة، وبروز جهنم، وكثرة الندم، وشدة الوثاق والعذاب، ولا يجد الإنسان ملاذًا آمنًا إلا في الرضا عن الله، والتعلق بالصالحين من عباد الله تمهيدًا لدخول جنة الله.
و ختام السورة عن النفس المطمئنة وأصحابها الفائزين بالجنة هم الذين يحققّون ما دعت إليه السورة فهم يصلون الفجر، ويقيمون الليل ، ويقاومون الظلم والطغيان ويحاربون المفسدين في الأرض، ويحقّقون عبادة الرضا عن الله فهم في الضراء صابرون ، وفي السراء شاكرون ، ومن هول يوم القيامة يرتعدون، وفي رحمة الله راغبون، وهم الراضون المرضيون المطمئنون .
نقف مع بعض التأملات القرآنية الواردة في سورة الفجر :
- خصوصية الفجر :
- بدات السورة بالقسم بالفجر وذلك لما للفجر من خصوصية فريدة ، فصلاة الفجر وخاصة جماعةً في المسجد هي الطريق إلى رضا الله والجنة،وأن الملائكة تشهد القرآن فيها والفجر أول وقت الصيام. ومصدر طِيب النفس ونشاطها.ومعيار صدق الإيمان ونفي النفاق، والمواظبة على صلاة الفجر مصدر النور التام يوم القيامة، ومبعث الأمل لكل من اشتدت عليه ظلمة البلاء.
- المواسم الربانية :
- ثم تأتي الدعوة في السورة إلى أعلى درجات استثمار المنح الربانية مثل الليالي العشر سواء كانت الأخيرة من رمضان أو الأولى من ذي الحجة، ثم يأتي القسم من الله - تعالى - بالشفع والوتر فذلك تأكيد لمنهجية عقيدتنا الإسلامية: "وحدانية الخالق وزوجية المخلوقات"
- خصوصية الليل :
- " والليل اذا يسر " والعباد يعيشون فيه بين ليل العابدين أو العابثين، فالعابدون يقضون الليل بين القنوت والسجود والتهجد والتسبيح والدعاء وتلاوة القرآن والصلاة والإنفاق والتعلم، حتى إذا أجهدتهم العبادة انتقلوا إلى عبادة أخرى وهي السكن والنوم والاسترواح أو المتعة في الحلال بين الأزواج، متجاوزين ليل العابثين الذين يمكرون بالليل ما يفسد النهار، ويغفلون عن ذكر الله، ويقضون ليلهم في مقارفة الذنوب والمعاصي.
- تنبيه لكل عاقل :
- " إن في ذلك قسم لذي حجر " والحِجر هو اللجام الذي يضبط نزوات العواطف بنظرات العقول، وهذا يؤكد أن النفس بحاجة دائما إلى علم يعالج الشبهات، ومجاهدة تعالج الشهوات؛ لنعالج هذا الانفلات للأهواء والنزوات سواء كانت شهوة البطن أو الجنس أو الغضب أو الكلام مما يوجب أن نجعل العقل قيِّما على شهوات النفس، موجها نحو التزام منهج القرآن والسنة عسى أن نسعد في الدنيا وأن نكون في الآخرة من أهل الجنة.
- الاعتبار بمصير الطغاة :
- ثم ذكر الله - سبحانه وتعالى - أن عادًا وثمود وفرعون اشتركوا في خاصيتين هما: الطغيان والفساد، فاستحقا الهلاك والعذاب، وجاء التعقيب (إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَاد ِ) ، ليؤكد مع نصوص أخرى في القرآن الكريم على منهجية أن "الطغيان والفساد سببان للهلاك في الدنيا والاخرة"، فلا يتخلف عن أية أمة في أي مكان أو زمان.
- التعامل مع الابتلاء :
- وأوضحت الآيات منهجية التعامل مع الابتلاء بسعة الرزق أو قلته " ، حتى نصل إلى نفس مطمئنة راضية مرضية، ولا يتحقق ذلك إلا بالرضا بالله ربَّا أولا، ثم الرضا عن الله في قضائه وقدره، خيره وشره، وهو يعني الشكر عند النعمة الأولى واستمرار الشكر مع طول العطاء، والصبر عند الصدمة الأولى واستمرار الصبر مع طول البلاء، فإذا لم يحقق الإنسان ذلك رضي بالدنيا وبالقعود عن الواجبات، وينتقل من سخط في الدنيا على نفسه وحياته إلى غضب الله وعذابه في الآخرة.
- التعامل مع المال :
- و يلزم في المال التخلية عن جمعه من الحرام، أو منعه من الواجبات مثل: أكل التراث أكلا لمَّا، وعدم إكرام اليتيم وإطعام المسكين، ثم التحلية بإعطاء كل ذي حق حقه في المال وحض الناس على الإطعام وكفالة الأيتام، والتأكيد على "تَحَاضُّونَ" في السورة وغيرها مما يوجب تحويل أعمال البر من المبادرات الفردية إلى المؤسسات الخيرية حتى تتم كفاية وكفالة فقراء وأيتام الأمة والعالم بشكل مستمر و مستقر
- الاستعداد ليوم المعاد :
- وتحث السورة بكل قوة أي مسلم أو مسلمة على الاستعداد للقاء الله قبل يوم المعاد، قبل أن تدك الأرض دكًا، ويأتي أمر ربنا والملك صفًا صفًا، ويؤتى بجهنم ويعلو الندم، ويشتد العذاب والوثاق، فإذا سأل أين المخرج؟ جاءه النداء في رحمة من الله أن يرجع الإنسان إلى ربه، وأن يدخل مع الصالحين من عباده ليكون أهلا لمرضاته وجناته، فيعود بواجبات عملية من خلال القرآن والسنة يستعد بها ليوم النشور.
فقد قدمت السورة من الروائع التربوية في تثبيت صلاة الفجر والاجتهاد في العبادة في الليالي العشر والاهتمام بصلاتي الشفع والوتر، وقيام الليل ومجاهدة النفس بلجام العقل، والاعتبار بقصص الغابرين، ومقاومة الطغاة والظالمين والمفسدين حتى لا ينزل علينا سوط العذاب، و تمام الرضا بالله وعن الله - تعالى -، وإكرام اليتيم والحض على طعام المسكين، والحد من حب المال حبًا يدفع إلى أكل التراث الحرام، والارتعاش من هول يوم القيامة مع ما فيه من دكِّ الأرض، ومجيء الملائكة، وبروز جهنم، وكثرة الندم، وشدة الوثاق والعذاب، ولا يجد الإنسان ملاذًا آمنًا إلا في الرضا عن الله، والتعلق بالصالحين من عباد الله تمهيدًا لدخول جنة الله.
و ختام السورة عن النفس المطمئنة وأصحابها الفائزين بالجنة هم الذين يحققّون ما دعت إليه السورة فهم يصلون الفجر، ويقيمون الليل ، ويقاومون الظلم والطغيان ويحاربون المفسدين في الأرض، ويحقّقون عبادة الرضا عن الله فهم في الضراء صابرون ، وفي السراء شاكرون ، ومن هول يوم القيامة يرتعدون، وفي رحمة الله راغبون، وهم الراضون المرضيون المطمئنون .
- منقول بتصرف
التعديل الأخير: