- 3 ديسمبر 2020
- 372
- 165
- 43
- الجنس
- ذكر
- القارئ المفضل
- عبد الباسط عبد الصمد
- علم البلد
-
المقدمة
هي سورة عظيمة في بنائها وتركيبتها، تحض على العطاء والتضحية لأجل الضعفاء،
جاء في اللغة لمعنى الماعون : هو من العون، ففي كتاب الصحاح في اللغة في معنى العون " المَعونةُ: الإعانةُ.
والماعونُ: اسمٌ جامعٌ لمنافع البيت، كالقِدْر والفأس ونحوها. ويسمى الماء أيضاً ماعونا
وهذا المعنى يشدك للتفكيربمن حولك، حيث لا تنحصر في دائرة الذات، فهذه السورة تبني الفرد الذي يتربى على إحساس الشعور الجمعي، والإحساس بالآخرين، وتمنع الأنانية الفردية أو حب الذات المتعالي، وذلك بلا شك يسهم في تحقيق العدالة الاجتماعية التي يجب أن يسعى إليها الفرد والمجتمع، والتي تقوم على عدم احتكار الأموال لفئة واحده من الناس، ولا يقام كل ذلك ويبنى إلا على صدق الإيمان، والاعتقاد السليم القائم منذ البداية على الإيمان بالغيب .
صفات الذي يكذّب بالدين
أولا " فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ " : والدع هو الدفع بقوة مع الإعراض وإشاحة الوجه، أو شدة الانفعال والغضب والتحقير لشأن من يُدع، وصرفه عن الاقتراب منه، ومثل هذا المكذب بالدين لا يتصف بالرحمة ، بل بالغلظة والاستعلاء
ثانيا " وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ " : وهذه صفة أخرى لهذا الذي يمنع حق الضعيف ، في أنه لا يكتفي بامتناعه عن ذلك بل يمنع غيره عن فعل ذلك وهذا ولا شك مبالغة في ما وصلت إليه نفسه من البخل والشح
ثم تأتي النقلة الأخرى قي هذه السورة، والتي تبين أن الإيمان الحقيقي لا يقوم إلا على صدق الاعتقاد وقوته، فلا يمكن أن يقوم الإيمان على حركات ظاهرية وتعبدية، لذا جاء الجزء الثاني لآيات السورة، ليصف حال المكذب بالدين، أنه منفصل عن خالقه، كما فصل نفسه عن مجتمعه وأهله، فيقول الله سبحانه :" فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ "
فحذر الله المؤمنين أن يكونوا من أصحاب الويل، وويل كلمة للتهديد والوعيد ، وذلك بأن لا يكونوا من المصلين الذين هم ساهون عن صلاتهم، أي يتناساها ويغفل عنها ، فعقله وفكره و قلبه منشغل بزينة الدنيا ولهوها ولعبها، ويؤخّر ذكر ربه وكل عمل يؤدي إليه، والرابط بين هذه الآية وما قبلها أن العبادة الحقيقية هي التي تدفع صاحبها إلى فعل الخير والصالحات والإحسان للآخرين ،
فيرى المؤمن أن كل شيء في هذه الدنيا إن فقد منه الارتباط بالخالق، فهو باطل ولا أثر له، أما الإيمان الحق، وصدق الإخلاص والنوايا، لا بد أن يظهر الأثر السلوكي الإيجابي على النفس، فيدفعها نحو حب العمل والعطاء .
ولعل تقديم صفات القلب السلبية، من عدم الإيمان بالغيب، ودع اليتيم، وعدم الحض على إطعام المسكين، دليل على أن صلاتهم لم تترك الأثر الإيجابي فيهم، فلو كانت صلاتهم صادقة ومخلصة لكانت تركت الأثر السلوكي الإيجابي عليهم،(إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ ) العنكبوت/45 ،
ثم يأتي الوصف لحقيقة ما في قلوبهم، فهذا الدين لا يقوم إلا على طهارة النفس وصفائها، " الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ * وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ ".
فغير المؤمن لا يفعل عمله إلا لأجل السمعة وإرضاء الآخرين، ولأجل مصالحه ومنافعه، بل هو يمنع الماعون، و كل عمل للخير فيه إعانة وتعاون مع الآخرين،
والخلاصة : أن العبد المؤمن الحق هو من يجعل من قلبه وعاء للخير الدائم، فليس الإيمان بكثرة الأعمال والعبادات، بل هو بالقلب السليم الصادق، فهؤلاء أصحاب القلوب الكبيرة التي ما عرفت النفاق والرياء، ولا الغل ولا الحقد و الكذب، تربت على الإخلاص للرحمن، حتى اتصفت من صفات عباد الرحمن، لتمد يد الرحمة لكل من يمد يده إليها
هي سورة عظيمة في بنائها وتركيبتها، تحض على العطاء والتضحية لأجل الضعفاء،
جاء في اللغة لمعنى الماعون : هو من العون، ففي كتاب الصحاح في اللغة في معنى العون " المَعونةُ: الإعانةُ.
والماعونُ: اسمٌ جامعٌ لمنافع البيت، كالقِدْر والفأس ونحوها. ويسمى الماء أيضاً ماعونا
وهذا المعنى يشدك للتفكيربمن حولك، حيث لا تنحصر في دائرة الذات، فهذه السورة تبني الفرد الذي يتربى على إحساس الشعور الجمعي، والإحساس بالآخرين، وتمنع الأنانية الفردية أو حب الذات المتعالي، وذلك بلا شك يسهم في تحقيق العدالة الاجتماعية التي يجب أن يسعى إليها الفرد والمجتمع، والتي تقوم على عدم احتكار الأموال لفئة واحده من الناس، ولا يقام كل ذلك ويبنى إلا على صدق الإيمان، والاعتقاد السليم القائم منذ البداية على الإيمان بالغيب .
صفات الذي يكذّب بالدين
أولا " فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ " : والدع هو الدفع بقوة مع الإعراض وإشاحة الوجه، أو شدة الانفعال والغضب والتحقير لشأن من يُدع، وصرفه عن الاقتراب منه، ومثل هذا المكذب بالدين لا يتصف بالرحمة ، بل بالغلظة والاستعلاء
ثانيا " وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ " : وهذه صفة أخرى لهذا الذي يمنع حق الضعيف ، في أنه لا يكتفي بامتناعه عن ذلك بل يمنع غيره عن فعل ذلك وهذا ولا شك مبالغة في ما وصلت إليه نفسه من البخل والشح
ثم تأتي النقلة الأخرى قي هذه السورة، والتي تبين أن الإيمان الحقيقي لا يقوم إلا على صدق الاعتقاد وقوته، فلا يمكن أن يقوم الإيمان على حركات ظاهرية وتعبدية، لذا جاء الجزء الثاني لآيات السورة، ليصف حال المكذب بالدين، أنه منفصل عن خالقه، كما فصل نفسه عن مجتمعه وأهله، فيقول الله سبحانه :" فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ "
فحذر الله المؤمنين أن يكونوا من أصحاب الويل، وويل كلمة للتهديد والوعيد ، وذلك بأن لا يكونوا من المصلين الذين هم ساهون عن صلاتهم، أي يتناساها ويغفل عنها ، فعقله وفكره و قلبه منشغل بزينة الدنيا ولهوها ولعبها، ويؤخّر ذكر ربه وكل عمل يؤدي إليه، والرابط بين هذه الآية وما قبلها أن العبادة الحقيقية هي التي تدفع صاحبها إلى فعل الخير والصالحات والإحسان للآخرين ،
فيرى المؤمن أن كل شيء في هذه الدنيا إن فقد منه الارتباط بالخالق، فهو باطل ولا أثر له، أما الإيمان الحق، وصدق الإخلاص والنوايا، لا بد أن يظهر الأثر السلوكي الإيجابي على النفس، فيدفعها نحو حب العمل والعطاء .
ولعل تقديم صفات القلب السلبية، من عدم الإيمان بالغيب، ودع اليتيم، وعدم الحض على إطعام المسكين، دليل على أن صلاتهم لم تترك الأثر الإيجابي فيهم، فلو كانت صلاتهم صادقة ومخلصة لكانت تركت الأثر السلوكي الإيجابي عليهم،(إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ ) العنكبوت/45 ،
ثم يأتي الوصف لحقيقة ما في قلوبهم، فهذا الدين لا يقوم إلا على طهارة النفس وصفائها، " الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ * وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ ".
فغير المؤمن لا يفعل عمله إلا لأجل السمعة وإرضاء الآخرين، ولأجل مصالحه ومنافعه، بل هو يمنع الماعون، و كل عمل للخير فيه إعانة وتعاون مع الآخرين،
والخلاصة : أن العبد المؤمن الحق هو من يجعل من قلبه وعاء للخير الدائم، فليس الإيمان بكثرة الأعمال والعبادات، بل هو بالقلب السليم الصادق، فهؤلاء أصحاب القلوب الكبيرة التي ما عرفت النفاق والرياء، ولا الغل ولا الحقد و الكذب، تربت على الإخلاص للرحمن، حتى اتصفت من صفات عباد الرحمن، لتمد يد الرحمة لكل من يمد يده إليها
منقول بتصرف