- 3 ديسمبر 2020
- 372
- 165
- 43
- الجنس
- ذكر
- القارئ المفضل
- عبد الباسط عبد الصمد
- علم البلد
-
سورة العلق سورة مكية وتسمى سورة اقرأ
والبداية بقوله تعالى " اقرأ " دلالة على طلب العلم والذي تعتبر القراءة السبيل اليه وتكرر الأمر في السورة بالقراءة مرتين ، وهذا يبين أهمية وفضل العلم والتعليم، وان تكون هذه الأيات أول ما نزل من القرآن الكريم ، فيه إبراز للمعجزة أكثر، لأن النبي الأمي بالأمس صار معلماً للبشرية اليوم.
قوله : {بِاسْمِ رَبِّكَ}؛ إشارة الى الربوبية بما فيها من العناية والرعاية ، ولا يكون العلم نافعا الا اذا هدى الى الله ، فجعل القراءة باسم الله ،
{الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ}، وهذه إشارة إلى التدبير الإلهي للانسان من عهد تدرُّجه من العلقة إلى أن صار إنسانًا سويًّا.
وذِكْر العَلَق - يثبت أن الإنسان مخلوق لخالق قادر، وكون المخلوق مملوكا واجبًا عليه أن يمتثل أَمْر مالِكه ؛ إِذ المملوك في حيازة مالِكه يتصرف فيه بما يشاء، ويأمره بما يريد، فإن لم يفعل استحق الجزاء، جزاء خروجه أو محاولة خروجه على تصرف مالکه ومُرَبِّیه.
تلك العلاقة وحدها هي التي توجب على القارئ والمتعلم ان لا يخرج في أسباب ومقاصد طلب العلم وتطبيقه في الحياة عن منهاج ربه وخالقه .
" أقرأ وربك الأكرم " ولما كان الهدف من القراءة تحصيل العلم النافع الذي به يهتدي الناس إلى العمل الصالح فلا بد من الاستعانة بالله تعالى ومصاحبة هذه القراءة بالتفكر بأسماء الله تعالى وصفاته الحسنى.
" الذي علّم بالقلم " : وذكر القلم إبرازا لمكانته وأهميته في حفظ العلم وتبليغه ، فهو أداة تدوين العلم والمعرفة ، قال الزجاج: أي علم الإنسان الخط بالقلم. وقال ابن كثير: وفي الأثر: قيدوا العلم بالكتابة.
(عَلَّمَ الإنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ) فمن كرمه عز وجل أنه علم الإنسان أنواع العلوم. وكقوله تعالى أيضا :" وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما " وهذا من الأكرمية التي ذُكرت في الأية من قبل .
وحين يولد الإنسان يكون جاهلا لا يعلم شيئا ،ولكن وهبه الله في خلقه وتكوينه كل أسباب اكتساب المعرفة ، وهذا أيضا من كرم الله على الإنسان بما هيّأ له من أسباب العلم واكتسابه كما قال تعالى :" وَاللَّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ ۙ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (78) النحل
وحض الله في خاتمة السورة " فاسجد واقترب " على نتيجة العلم وهو العلم المقرّب إليه جل وعلا، فقال له ( اسجد واقترب) وحاصله اعلم واعمل ،
فمن أراد الثبات على دينه ومقاومة الطغيان ، فعليه باللجوء الى الله ، والتقرب اليه بالسجود بين يديه قَال -صلى الله عليه وسلم - : ( أقربُ مَا يَكونُ العبْدُ مِن ربِّهِ وَهَو ساجدٌ، فَأَكثِرُوا الدُّعاءَ ) رواهُ مسلم.
فالمؤمن يجد أن قمة الذل لله هي قمة الاقتراب منه فهو لا يسجد الا لله ، والذل لله سبيل العزة و السيادة في الكون، وعندما يقترب الإنسان من العزيز جل وعلا بذله وخضوعه له يوُرث العبد عزةً في قلبه، ويصير سيدًا على الكون كله بهذه العزة؛ التى نمت في قلبه من شدة ذله وخضوعه لله.
والبداية بقوله تعالى " اقرأ " دلالة على طلب العلم والذي تعتبر القراءة السبيل اليه وتكرر الأمر في السورة بالقراءة مرتين ، وهذا يبين أهمية وفضل العلم والتعليم، وان تكون هذه الأيات أول ما نزل من القرآن الكريم ، فيه إبراز للمعجزة أكثر، لأن النبي الأمي بالأمس صار معلماً للبشرية اليوم.
قوله : {بِاسْمِ رَبِّكَ}؛ إشارة الى الربوبية بما فيها من العناية والرعاية ، ولا يكون العلم نافعا الا اذا هدى الى الله ، فجعل القراءة باسم الله ،
{الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ}، وهذه إشارة إلى التدبير الإلهي للانسان من عهد تدرُّجه من العلقة إلى أن صار إنسانًا سويًّا.
وذِكْر العَلَق - يثبت أن الإنسان مخلوق لخالق قادر، وكون المخلوق مملوكا واجبًا عليه أن يمتثل أَمْر مالِكه ؛ إِذ المملوك في حيازة مالِكه يتصرف فيه بما يشاء، ويأمره بما يريد، فإن لم يفعل استحق الجزاء، جزاء خروجه أو محاولة خروجه على تصرف مالکه ومُرَبِّیه.
تلك العلاقة وحدها هي التي توجب على القارئ والمتعلم ان لا يخرج في أسباب ومقاصد طلب العلم وتطبيقه في الحياة عن منهاج ربه وخالقه .
" أقرأ وربك الأكرم " ولما كان الهدف من القراءة تحصيل العلم النافع الذي به يهتدي الناس إلى العمل الصالح فلا بد من الاستعانة بالله تعالى ومصاحبة هذه القراءة بالتفكر بأسماء الله تعالى وصفاته الحسنى.
" الذي علّم بالقلم " : وذكر القلم إبرازا لمكانته وأهميته في حفظ العلم وتبليغه ، فهو أداة تدوين العلم والمعرفة ، قال الزجاج: أي علم الإنسان الخط بالقلم. وقال ابن كثير: وفي الأثر: قيدوا العلم بالكتابة.
(عَلَّمَ الإنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ) فمن كرمه عز وجل أنه علم الإنسان أنواع العلوم. وكقوله تعالى أيضا :" وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما " وهذا من الأكرمية التي ذُكرت في الأية من قبل .
وحين يولد الإنسان يكون جاهلا لا يعلم شيئا ،ولكن وهبه الله في خلقه وتكوينه كل أسباب اكتساب المعرفة ، وهذا أيضا من كرم الله على الإنسان بما هيّأ له من أسباب العلم واكتسابه كما قال تعالى :" وَاللَّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ ۙ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (78) النحل
" كَلاّ إِنَّ الإنسَانَ لَيَطْغَى * أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى *إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى "
فإذا تُـرك الإنسان من غير توجيه ، وامتلك أسباب العلم والقوة ، واغتر بما عنده من الجاه والسلطان وكثرة الأعوان والأتباع ، فإنه يطغى ، ويظن نفسه قد استغنى بما عنده عن الله وعن الناس . وليس شيء يثني الانسان عن الطغيان أكثرمن تذكّر أصله الضعيف الذي ذكره الله في أول السورة " خلق الأنسان من علق " وكذلك تذكر الرجوع الى الله يوم الحساب الذي يحاسب فيه على كل صغيرة وكبيرة لذلك قال تعالى " ان الى ربك الرجعى ".وحض الله في خاتمة السورة " فاسجد واقترب " على نتيجة العلم وهو العلم المقرّب إليه جل وعلا، فقال له ( اسجد واقترب) وحاصله اعلم واعمل ،
فمن أراد الثبات على دينه ومقاومة الطغيان ، فعليه باللجوء الى الله ، والتقرب اليه بالسجود بين يديه قَال -صلى الله عليه وسلم - : ( أقربُ مَا يَكونُ العبْدُ مِن ربِّهِ وَهَو ساجدٌ، فَأَكثِرُوا الدُّعاءَ ) رواهُ مسلم.
فالمؤمن يجد أن قمة الذل لله هي قمة الاقتراب منه فهو لا يسجد الا لله ، والذل لله سبيل العزة و السيادة في الكون، وعندما يقترب الإنسان من العزيز جل وعلا بذله وخضوعه له يوُرث العبد عزةً في قلبه، ويصير سيدًا على الكون كله بهذه العزة؛ التى نمت في قلبه من شدة ذله وخضوعه لله.
هذا والله أعلم
منقول بتصرف
منقول بتصرف
التعديل الأخير: