إعلانات المنتدى


قوة الحق

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 1 عضواً )

عمر محمود أبو أنس

عضو كالشعلة
3 ديسمبر 2020
328
147
43
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
عبد الباسط عبد الصمد
علم البلد
قال تعالى :" بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق "
إن قوة الحق كامنة فيه بوصفه حق، إنه يحتوي على أسباب ظهوره وتمكينه في الأرض ، فهو قوي في ذاته وإن خذله أهله أو ضعف حاملوه عن نصرته . وحول هذا المعنى سيكون لنا هذه الوقفات :

الوقفة الأولى : الحق يرفع أهله
ان للحق اهلا كما ان للباطل اهلا .... فأهل الحق هم الذين آمنوا به واعتقدوه وصدّقوا به والتزموا جانبه، فأسبغ الحق عليهم قوته وأمدهم بالقدرة والطاقة التي مكّنتهم من حمله وتبعاته، وخير مثال على ذلك عبد الله بن مسعود بعد ان حمل الحق اضفى عليه الحق من قوته ما مكنه من الصعود على صدر ابي جهل ليقول له ( لقد ارتقيت مرفقاً صعباً يا رويعي الغنم ) نعم فلقد ارتقى بالحق الذي عزّ به هذا المرتقى وأعلى من ذلك.
وتمكّن المسلمون بتمسكهم بهذا الحق ، ان يبلغوا قصور الروم وفارس حتى دانت لهم البلاد والعباد
الوقفة الثانية : التمسك بالحق يكشف زيف الباطل
لابد ان يبرز الفرق بين صدق اهل الحق والتزامهم بحقهم ووقوفهم عند حد الله الذي حده لهم وبين انفلات اهل الباطل وكيدهم وكذبهم، فلا بد ان يظهر الالتزام تجاه الانحراف حتي يحصل عند الامة هذا التمايز حين تمييزهم بين اهل الحق واهل الباطل. وما اجمل قول من قال ( أن استقامة المستقيم تكشف انحراف المنحرف )
الوقفة الثالثة : الثبات على الحق
فحمل الحق ليس وظيفة وانما هو التزام ، والزام للنفس بالصبر عند الشدائد التي تحيط بالأمة من كل اتجاه ، فتميز اهل الحق عن اهل الباطل، لا يظهر جلياً إلا عند نزول البلاء والمحن فيصدع اهل الحق بالحق صابرين محتسبين فيما ينقلب اهل الباطل ويظهر عوارهم وانحيازهم بالكلية لباطلهم ولأهوائهم .
الوقفة الرابعة : الاعتزاز بالحق
ان اهل الحق لا يستجدون حقهم ولا يطلبونه توسلاً لا من اهل الباطل ولا من غيرهم من اهل القوة، فأهل الحق بقوة الحق يأخذون حقهم أخذا ولا يستجدونه استجداءً، فالحق لا يًعطى وانما يؤخذ أخذاً ، فلا بد للحق ان تكون له قوة تدافع عنه وتحميه وتفرضه على جاحديه ليظهر الحق بصورته الحقيقية وليست بالصورة المشوهة حين يحمله غير أهله
ان حامل الحق الواقف عند حدود الله عز وجل يدرك ادراكاً جازماً انه بموقفه لا يعبر عن نفسه فقط وانما هو صورة معبرةٌ عن الحق وعن جهته، وكل ضعف في مواقفه انما تنعكس سلباً على الحق الذي يحمله في أعين الناس
الوقفة الخامسة : الصراع بين الحق والباطل
ولا بد من إعداد القوة التي تحمي الحق بطلب الله منا في قوله (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ )
إن الباطل يمكن ان يملك القوة المادية المهولة والضخمة والكثيرة العدد والعدة ، ولكنه بكل ما أوتي من قوة لا يمكن له أن ينقلب حقاً لانه امتلك القوة ، فيمكن للباطل بقوته ان يغتصب وأن يحتل وأن يستعمر ولكن اغتصابه واحتلاله واستعماره لا يدخل في دائرة الحق مطلقاً وانما تبقى دائرته تدور ضمن دائرة القوة والغلبة، حتى تأتي قوة أخرى أقوى منه تأخذ ما في يده
الوقفة السادسة : النصر والتمكين للحق وأهله
قال تعالى (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (55) النور
فكون حملة الحق في معية الله عز وجل فإن الله لا يخلف وعده ولا يهزم جنده، وهو معهم ولن يترهم أعمالهم وإنه ناصرهم ولو بعد حين.

منقول بتصرّف
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع