إعلانات المنتدى


وقفة مع آية ( ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان وضياءً وذكراً للمتّقين)

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

عمر محمود أبو أنس

عضو كالشعلة
3 ديسمبر 2020
329
147
43
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
عبد الباسط عبد الصمد
علم البلد
قال تعالى ( ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان وضياءً وذكراً للمتّقين)
وصفت الأية التوراة بأوصاف عدة :
فهي "الفرقان" يعني في الأصل الشيء الذي يميّز الحقّ عن الباطل، وهو وسيلة لمعرفة الإثنين.
وهي "الضياء" فتعني النور الذي ينبع من ذات الشيء، ومن المسلّم أنّ القرآن والتوراة ومعجزات الأنبياء كانت كذلك
وهي "الذكر" هو كلّ موضوع يبعد الإنسان عن الغفلة، وهذا أيضاً من آثار الكتب السماوية والمعجزات الإلهيّة الواضحة.

إنّ ذكر هذه التعابير الثلاثة متعاقبة ربّما كان إشارة إلى أنّ الإنسان من أجل أن يصل إلى هدفه يحتاج أوّلا إلى الفرقان، أي أن يشخّص الطريق الأصلي عند مفترق الطرق، فإذا شخّص طريقه يحتاج إلى ضياء ونور ليتحرّك في ذلك الطريق ويستمرّ فيه، وقد تعترضه موانع أهمّها الغفلة، فيحتاج إلى ما يذكره ويحذّره دائماً. فجاء وصف " الذكر "
وفي آية اخرى يقول تعالى ( (ومن قبله كتاب موسى إماماً ورحمة وهذا كتاب مصدق لساناً عربياً لينذر الذين ظلموا وبشرى للمحسنين )
والتعبير بـ (إماماً ورحمة) أن هذا الكتاب يجمع مع مشقة التكاليف والأوامر التي جاء بها الرحمة للناس ، وأي رحمة أعم وأسمى من تربية نفوس الناس على الحق والخير
ثمّ تضيف بعد ذلك: (لساناً عربياً) يفهمه الجميع ويستفيدون منه. ثمّ تبيّن في النهاية الهدف الرئيسي من نزول القرآن في جملتين قصيرتين، فتقول: (لينذر الذين ظلموا وبشرى للمحسنين) وإذا لاحظنا أنّ جملة (ينذر) مضارعة تدل على الاستمرار والدوام، فسيتّضح أنّ إنذار القرآن كبشارته دائم و مستمر، فهو يحذر الظالمين والمجرمين على مدى التأريخ ويخوفهم وينذرهم، ويبشر المحسنين على الدوام.

وممّا يلفت النظر أنّ الآية جعلت الظالمين في مقابل المحسنين لأنّ للظلم هنا معنى واسعاً يشمل كلّ إساءة ومخالفة، ومن الطبيعي أنّ الظلم إمّا بحق الآخرين أو بحق النفس ، و "المحسنين" هم السائرون على خط التوحيد من الناحية العقائدية، وفي خط الاستقامة والصبر من الناحية العملية

وااله أعلم
منقول بتضرف
 
التعديل الأخير:

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع