إعلانات المنتدى


تأملات في " سورة النبأ "

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

عمر محمود أبو أنس

عضو كالشعلة
3 ديسمبر 2020
372
165
43
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
عبد الباسط عبد الصمد
علم البلد
سورة النبأ من اسمها تتحدث عن يوم القيامة ، والنبأ هو الخبر العظيم ، فالموضوع الرئيسي والذي هو مسألة البعث هو السلك الناظم لهذه السورة ، يدركه كل متأمل لها ، فالسورة كلها تتحدّث عن البعث وما بعد البعث وكذلك الحجج التي جاءت بها أيضاً لهذه القضية كما ختمت بهذا الأمر .
ومن الوقفات مع هذه السورة :
  • الاستهلال الرائع بقوله تعالى " عمّ يتساءلون " و ذلك لما في هذا الاستفهام من جذب الانتباه ، و توجبه العقول والأفئدة إلى موضوع السورة وهو البعث .
  • تسمية خبر البعث و وما يكون في يوم القيامة من مشاهد وأحداث بالنبأ العظيم لبيان عظم الأمر ، وانه واقع حقيقة ، وانه جدٌّ وليس بالهزل ، وكيف لا يكون كذلك ومصير الانسان من فوز وخسران وجنة ونار متوقف عليه .
  • وصف اختلاف الكفار في خبر البعث بين مصدق ومكذّب بقوله " الذي هم فيه مختلفون " فاستخدم صيغة الاسم " مختلفون " ليدل على الثبات واللزوم ، أي سيخرج في كل وقت وحين من الكفار من ينكر البعث والحياة الآخرة
  • أسلوب الردع بتكرار قوله تعالى " كَلَّا سَيَعْلَمُونَ * ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ " أي سيعلم هؤلاء الكفار المنُكرون وعيد الله أعداءه، وما الله فاعل بهم يوم القيامة، فليس الأمر كما يزعمون من أن الله غير محييهم بعد مماتهم، ولا معاقبهم على كفرهم به، وسيعلمون أن القول غير ما قالوا إذا لقوا الله، وأفضوا إلى ما قدّموا من سيئ أعمالهم.
  • ثم ذكر الله تعالى الدلائل بعد ذلك على البعث . وذكر الله عز وجل عشر آيات كلها تدل على صحة البعث بالمنطق والعقل ، هذه العشر آيات قسمها الله إلى قسمين إلى آيات أرضية وآيات سماوية:
اما الآيات الأرضية فقوله تعالى :" أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا (6) وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا (7) وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا (8) وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا (9) وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا (10) وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا " واما الآيات السماوية ( وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا (12) وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا (13) وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا (14) لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَبَاتًا (15) وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا ) وفي هذا حسن الترتيب والعرض
  • التناسق البديع في ذكر الزرع والثمر " لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَبَاتًا (15) وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا " بعد ذكر نزول المطر " وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا " فهو نتيجة منه ، ثم الترتيب في ذكر الأيات الأرضية والسماوية من أسفل إلى أعلى فبدأ بالأرض وما عليها ثم انتقل إلى السماء وما فيها .
  • ذكْر النوم بالليل والذي هو شبيه الموت ثم ذكْر المعاش في النهار والاسيقاظ الذي هو شبيه البعث بعد النوم الطويل ، فيه دليل واضح على قدرة الله على البعث فكما أنامهم الله ثم أيقظهم في كل يوم هو قادر على إحيائهم بعد مماتهم ، ودليل آخر ذُكر كذلك فيالأيات وهو إحياء الأرض الميتة بالمطر ، كل ذلك لتقريب الصورة في الأذهان وإقامة البرهان على ما سيكون من البعث بعد الموت .
  • بعد ذكر هذه الأيات جاءت النتيجة التي مهّدت لها : (إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا) ميقات محدد لا يعلمه أحد و هو مما استأثر الله عز وجل بعلمه سبحانه وتعالى ، وسمي يوم القيامة في الآية يوم الفصل لأن الله سيفصل فيه بين خلقه بالقضاء بينهم ومحاسبتهم على أعمالهم
  • الجمع بين الترهيب والترغيب ، فبدأ بمصير الكافرين " إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا " ثم ختم بمصير المؤمنين " إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا " ولعل البدء بالترهيب قبل الترغيب لأن ابن آدم بطبيعته يخاف من الترهيب والتشديد أكثر من استجابته للترغيب والوعد الجميل وهذا ظاهر في حياة الإنسان.
  • استحضار مراقبة الله في الأقوال والأعمال في قوله تعالى " وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَابًا " ليعلم الانسان أنه محاسب على كل شيء في ذلك اليوم ، وفي هذا أثره في تربية الانسان على المحاسبة والمساءلة ولا شك ان هذا يجعله يحجم عن الشر والطغيان ويدفعه إلى فعل الخير والإحسان .
  • وصْف جهنم أنها واقفة منتظرة تترصد من سيدخلها " إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا " صورة بلاغية جميلة توقع في النفوس الخوف والهلع من ان يكون من أهلها الذين سيدخلونها وانها ستكون مصيرهم الذي لا ينفكون عنه ولا يخرجون منه .
  • وصف جزاء الكافرين بقوله " جَزَاءً وِفَاقًا " وجزاء المتقين بقوله " جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا " دليل أن محاسبة الكافرين تكون بالعدل وأما محاسبة المؤمنين فتكون بالعدل والفضل .
  • مشهد الكبرياء والعظمة لله يوم القيامة ، حيث يسود الصمت ولا يُؤذن بالكلام إلا لمن شاء الله له وهو مقام الشفاعة :" رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الرَّحْمَنِ لَا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَابًا "
  • سُمّي يوم القيامة بيوم الحق " ذَلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآَبًا " لسببين أحَدُهُما: لِأنَّ مَجِيئَهُ حَقٌّ وقَدْ كانُوا عَلى شَكٍّ.منه في الدنيا والثّانِي: أنَّ اللَّهَ تَعالى يَحْكُمُ فِيهِ بِالحَقِّ بِالثَّوابِ والعِقابِ
  • أن يوم القيامة قريب وإن كانوا يظنونه بعيدا :" إِنَّا أَنْذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا " وهذا يتطلب من الانسان العاقل ان يُعدّ العدة سريعا لذلك اليوم فالدنيا سريعة فانية
  • قوله تعالى : يَنْظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ " إشارة إلى عدل الله في ذلك اليوم وأنه يقيم الحجة على عباده عند حسابهم
  • الندامة والحسرة تكون على الكافرين يوم القيامة :" وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا " حيث يَوَدُّ الْكَافِرُ يَوْمَئِذٍ أَنَّهُ كَانَ فِي الدَّارِ الدُّنْيَا تُرَابًا، وَلَمْ يَكُنْ خُلِقَ، وَلَا خَرَجَ إِلَى الْوُجُودِ. وَذَلِكَ حِينَ يعَايَنَ عَذَابَ اللَّهِ .
نسأل الله العفو والعافية
منقول بتصّرف
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع