إعلانات المنتدى


تحقيق الايمان في سورة الحديد

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

عمر محمود أبو أنس

عضو كالشعلة
3 ديسمبر 2020
371
160
43
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
عبد الباسط عبد الصمد
علم البلد
موضوع سورة الحديد هو: تحقيق اﻹيمان الذي استقر في قلوب المؤمنين . فالله جل جلاله من خلال هذه السورة ﻻ يريد إيمان ادعاء ً، وﻻ يريد إيمانا ضعيفا وﻻ يريد إيمانا ﻻ يُغير السلوك،

ومن طرق تثبيت الايمان وتحقيقه في السورة :

أولا : التسبيح لله والتذكير بأسمائه الحسنى وصفاته العلى ، ومما يلفت النظر في أول أربع آيات من السورة أنه تكررت أسماء الله وصفاته خمسة عشر مرة. فتعريف العباد برب العباد هو أول طريق الايمان
كقوله تعالى (وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) ( لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ) (يُحْيِي وَيُمِيتُ) (وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ) ثم (اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ) ثم ( يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا) وﻻ يخفى عليه شيء ثم ( وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ) وهو معكم أي بعلمه ثم قال (وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) وذلك يغرس شعور المراقبة أن الله يعلم بعملِك، ولأن الملِك الحقيقي له سبحانه وتعالى ، هو الملِك حقيقة، وهو من ترجع إليه جميع اﻷمور ابتداء وانتهاءً، ( وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ) و (إلى الله المصير)

ثانيا: التذكير بدور القرآن وأثره (وَمَا لَكُمْ لَا تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ۙ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ لِتُؤْمِنُوا بِرَبِّكُمْ وَقَدْ أَخَذَ مِيثَاقَكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (8)هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَىٰ عَبْدِهِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لِّيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ) فالتذكير بدور الرسول صلى الله عليه وسلم وبدور القرآن وهذا يدعونا إلى أن نتدبر كتاب الله وأن نتدبر هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن يريد أن يكون مؤمنا حقا.

ثالثا: التذكير بيوم القيامة وجزاء اﻹيمان في عرصات القيامة (يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَىٰ نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم).

رابعا: علاج قسوة القلوب وهذا عائق عظيم من عوائق اﻹيمان ( أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ) (للذين آمنوا) هم آمنوا لكنهم مؤمنون قساة قلوب فينبغي أن تُعالج هذه القسوة لتصِل إلى اﻹيمان المطلوب.

خامسا: التذكير بالبلاء اﻷكبر واﻷعظم، وهو حب الدنيا فتأتي السورة لتعالج هذا الأمر (اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ ۖ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا) انتهى كل شيء سريعا ، إذا لا ينبغي أن نُعظِّم الدنيا التعظيم الذي يعوقنا عن الوصول إلى أُفق الإيمان الذي يريده الله .

سادسا: التذكير بأهمية الجنّة ( سَابِقُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ۚ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ) ليست الدنيا فضل الله إنما الفضل الحقيقي النعيم المُقيم الأبدي هو في الجنة .

سابعا: التذكير بالمصائب وأنها قضاء وقدر. فتأتي السورة لتُعالج هذا الأمر أيضا، وتدعو المؤمن أن يصبر عليها (مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا ۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (22) لِّكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ) فالبعض ينشغِل بالمصائب انشغالا يعوقه عن عبادة الله وعن الدار الآخرة،

وأخيرا قوله تعالى (لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ ۖ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ ۚ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ )

من ضِمن تأكيدات السورة على حقيقة الإيمان هو : نصر الله ودينه، لابد أن يُوطن المؤمن نفسه على أن يكون من أنصار الله ولذا قال الله سبحانه وتعالى بعد هذه الآية (وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ) ويظهر من ذكر الحديد هنا أنه رمز للقوة والسلاح وعدة الجهاد ، فإيمانك يحمِلك على أنه قد يصِل الأمر إلى التضحية بالنفس في سبيل الله وفي سبيل إرضاء الله في سبيل نُصرة دين الله لهذا الغيب الذي آمنت به ولم تره. فينبغي لكل من يؤمن بالله واليوم الآخر أن يكون نصيرا لله بقدر ما يستطيع .
هذا والله أعلم
منقول بتصرّف
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع