- 3 ديسمبر 2020
- 371
- 160
- 43
- الجنس
- ذكر
- القارئ المفضل
- عبد الباسط عبد الصمد
- علم البلد
-
دعاء إبراهيم
لعل هناك علاقة بين اسم السورة ودعاء ابراهيم عليه السلام الخاشع الذي يطلب فيه من الله: الأمان، والذرّية المؤمنة والمقيمة للصلاة والسكن ذي الزرع والثمرات. والذي لا يتحقق إلا بالإيمان وباجتناب عبادة الأصنام، وهذا يحدد الإطار العام للسورة وهو أن كلّ الناس تطلب نعمة الأمان والذريّة والسكن والزرع. وان كلّ الأمم {جاءتهم رسلهم بالبينات} وهذه نعمة الله على البشر ليحقق لهم مطلبهم بالأمان ورغد العيش، وزيادتها بالشكر. {لئن شكرتم لأزيدنكم} لا بالكفر والجحود {ولئن كفرتم إنّ عذابي لشديد}.
إن أعظم نعم الله هي نعمة الإيمان بالله، وما نعمة المال والأولاد والشهوات إلا تبع لها. وأعظم مصيبه هي الكفر والبعد عن سبيل الله تعالى.
ومن الوقفات في دعاء ابراهيم عليه السلام ما يلي :
المطلب الأ ول : طلب ابراهيم أولا من الله نعمة الأمان، قال الرازي: والابتداء بطلب نعمة الأمن في هذا الدعاء يدل على أنه أعظم أنواع النعم والخيرات وأنه لا يتم شيء من مصالح الدين والدنيا إلا به، ( وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا )
والمطلوب الثاني: أن يرزقه الله التوحيد، ويصونه عن الشرك، ( وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ (35) رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ )
والثالث: طلب تيسير المنافع على أولاده لأجل أن يتفرغوا لإقامة الصلوات وأداء الواجبات، ( رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ ) ودعاؤه ( رب اجعلني مقيم الصلواة ومن ذريتي )
والرابع: ذكر أنه لا يعلم عواقب الأحوال ونهايات الأمور في المستقبل، وأنه تعالى هو العالم بها المحيط بأسرارها، أنك أعلم بأحوالنا ومصالحنا ومفاسدنا منا، أي هو عالم بالمقصود سواء صرحت به أو لم أصرح، كأنه كان في قلبه أن يطلب من الله إعانتهما وإعانة ذريتهما بعد موته ولكنه لم يصرح بهذا المطلوب. ( رَبَّنَا إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِي وَمَا نُعْلِنُ وَمَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ )
والخامس: الثناء على الله بما هو أهله رجاء تقبل دعائه ( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ ) و قوله ( ربنا وتقبل دعاء )
وأخيرا : شمل الوالدين والمؤمنين بدعائه {ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب}.
هذا والله أعلم
منقول بتصرّف
لعل هناك علاقة بين اسم السورة ودعاء ابراهيم عليه السلام الخاشع الذي يطلب فيه من الله: الأمان، والذرّية المؤمنة والمقيمة للصلاة والسكن ذي الزرع والثمرات. والذي لا يتحقق إلا بالإيمان وباجتناب عبادة الأصنام، وهذا يحدد الإطار العام للسورة وهو أن كلّ الناس تطلب نعمة الأمان والذريّة والسكن والزرع. وان كلّ الأمم {جاءتهم رسلهم بالبينات} وهذه نعمة الله على البشر ليحقق لهم مطلبهم بالأمان ورغد العيش، وزيادتها بالشكر. {لئن شكرتم لأزيدنكم} لا بالكفر والجحود {ولئن كفرتم إنّ عذابي لشديد}.
إن أعظم نعم الله هي نعمة الإيمان بالله، وما نعمة المال والأولاد والشهوات إلا تبع لها. وأعظم مصيبه هي الكفر والبعد عن سبيل الله تعالى.
ومن الوقفات في دعاء ابراهيم عليه السلام ما يلي :
المطلب الأ ول : طلب ابراهيم أولا من الله نعمة الأمان، قال الرازي: والابتداء بطلب نعمة الأمن في هذا الدعاء يدل على أنه أعظم أنواع النعم والخيرات وأنه لا يتم شيء من مصالح الدين والدنيا إلا به، ( وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا )
والمطلوب الثاني: أن يرزقه الله التوحيد، ويصونه عن الشرك، ( وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ (35) رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ )
والثالث: طلب تيسير المنافع على أولاده لأجل أن يتفرغوا لإقامة الصلوات وأداء الواجبات، ( رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ ) ودعاؤه ( رب اجعلني مقيم الصلواة ومن ذريتي )
والرابع: ذكر أنه لا يعلم عواقب الأحوال ونهايات الأمور في المستقبل، وأنه تعالى هو العالم بها المحيط بأسرارها، أنك أعلم بأحوالنا ومصالحنا ومفاسدنا منا، أي هو عالم بالمقصود سواء صرحت به أو لم أصرح، كأنه كان في قلبه أن يطلب من الله إعانتهما وإعانة ذريتهما بعد موته ولكنه لم يصرح بهذا المطلوب. ( رَبَّنَا إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِي وَمَا نُعْلِنُ وَمَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ )
والخامس: الثناء على الله بما هو أهله رجاء تقبل دعائه ( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ ) و قوله ( ربنا وتقبل دعاء )
وأخيرا : شمل الوالدين والمؤمنين بدعائه {ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب}.
هذا والله أعلم
منقول بتصرّف
