- 3 ديسمبر 2020
- 371
- 160
- 43
- الجنس
- ذكر
- القارئ المفضل
- عبد الباسط عبد الصمد
- علم البلد
-
عرضت سورة الأعراف قصص الأنبياء حسب الترتيب التاريخي ، وتُعرَض هذه القصص لتؤكد لنا عدة حقائق .. ونجملها فيما يلي :
الحقيقة الأولى : أن الصراع بين الحق والباطل دائم لا يتوقف عبر التاريخ .
فكل الأنبياء عاداهم أقوامهم ، ومعاداة المصلحين هي سنة جارية في الكون .
الحقيقة الثانية: بيان أن دعوة الأنبياء عليهم السلام كلها واحدة { يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره } وحتى الحجج واحدة { أوعجبتم أن جاءكم ذكر من ربكم}
وكذلك رد المكذبين والكفار متقارب {إنا لنراك في ضلال مبين}{ إنا لنراك في سفاهة}
الحقيقة الثالثة: هي التركيز على عاقبة الصراع بنجاة الانبياء صلى الله عليهم جميعا ومن اتبعهم وهلاك المكذبين …
ففي قصة نوح : {فكذبوه فأنجيناه والذين معه في الفلك وأغرقنا الذين كذبوا بآياتنا إنهم كانوا قوما عمين} .
وفي قصة هود : {فأنجيناه والذين معه برحمة منا وقطعنا دابر الذين كذبوا بآياتنا وما كانوا مؤمنين } .
وفي قصة صالح: { فأخذتهم الرجفة فأصبحوا في دارهم جاثمين فتولى عنهم وقال يا قوم لقد أبلغتكم رسالة ربي ونصحت لكم ولكن لا تحبون الناصحين }
وفي قصة لوط: { فأنجيناه وأهله إلا أمرأته كانت من الغابرين وأمطرنا عليهم مطراً فانظر كيف كان عاقبة المجرمين}
ثم قصة شعيب: { فأخذتهم الرجفة فأصبحوا في دارهم جاثمين فتولى عنهم وقال يا قوم لقد أبلغتكم رسالات ربي ونصحت لكم فكيف آسى على قوم كافرين}
وهنا لطيفة: قصص السوره جاءت متسلسلة تسلسلاً تاريخياً ومع ذلك فالآيات هنا تقص علينا قصة سيدنا لوط ولا تحدثنا عن إبراهيم مع أن لوط عليه السلام هو أول المستجيبين لدعوة إبراهيم أبو الأنبياء وذلك لأن السياق يتحرى مصارع المكذبين وهو متناسق مع ما جاء في أول السورة { وكم من قرية أهلكناها فجاءها بأسنا بياتا أو هم قائلون} وقوم إبراهيم لم يهلكوا لأن إبراهيم عليه السلام لم يطلب هلاكهم وإنما اعتزلهم وما يعبدون .
الحقيقة الرابعة: سبب هزيمة الباطل إنما هو الفساد بجميع أشكاله وصوره .
في قوم صالح: فساده الترف الزائد فكان هو سبب لإهلاكهم { وَأَذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِن بَعْدِ عَادٍ وَبُوَّأَكُمْ فِي الْأَرْضِ تَتَّخِذونَ مِن سُهُولِهَا قُصُورًا وَتَنْحِتُونَ الجِبَالَ بِيُوتًا فَاذْكُرُوا أَلَاء الَلهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}
أما قوم لوط فكان فسادهم الأخلاقي وشذوذهم الجنسي سبباً لإهلاكهم وضلالهم. { وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّنَ الْعَالَمِينَ (80) إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاءِ ۚ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ (81) }
وَأَمَّا مَدْيَن قَوْمُ شُعَيْبٍ فَكَانَ فَسَادُهُمْ الْإِقْتِصَادِي هوَ الْمُسْتَشْرِي وَالسَّائِدُ فِيهِمْ فَكَانَ سَبَبُ هَلَاكِهِمْ { وَإِلَىٰ مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا ۗ قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرُهُ ۖ قَدْ جَاءَتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ ۖ فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ }
الحقيقة الخامسة : التحذير من الاستكبار لأنه من أخطر أسباب الهلاك .
فعبارة ( قال الملأ الذين استكبروا من قومه) نراها تتكرر مع أغلب الأنبياء – مع ثمود ومدين – كما أن في أوائل السورة جاء التركيز على عبارات الاستكبار { إن الذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها لا تفتح لهم أبواب السماء } .
هذا والله أعلم
منقول بتصرّف
الحقيقة الأولى : أن الصراع بين الحق والباطل دائم لا يتوقف عبر التاريخ .
فكل الأنبياء عاداهم أقوامهم ، ومعاداة المصلحين هي سنة جارية في الكون .
الحقيقة الثانية: بيان أن دعوة الأنبياء عليهم السلام كلها واحدة { يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره } وحتى الحجج واحدة { أوعجبتم أن جاءكم ذكر من ربكم}
وكذلك رد المكذبين والكفار متقارب {إنا لنراك في ضلال مبين}{ إنا لنراك في سفاهة}
الحقيقة الثالثة: هي التركيز على عاقبة الصراع بنجاة الانبياء صلى الله عليهم جميعا ومن اتبعهم وهلاك المكذبين …
ففي قصة نوح : {فكذبوه فأنجيناه والذين معه في الفلك وأغرقنا الذين كذبوا بآياتنا إنهم كانوا قوما عمين} .
وفي قصة هود : {فأنجيناه والذين معه برحمة منا وقطعنا دابر الذين كذبوا بآياتنا وما كانوا مؤمنين } .
وفي قصة صالح: { فأخذتهم الرجفة فأصبحوا في دارهم جاثمين فتولى عنهم وقال يا قوم لقد أبلغتكم رسالة ربي ونصحت لكم ولكن لا تحبون الناصحين }
وفي قصة لوط: { فأنجيناه وأهله إلا أمرأته كانت من الغابرين وأمطرنا عليهم مطراً فانظر كيف كان عاقبة المجرمين}
ثم قصة شعيب: { فأخذتهم الرجفة فأصبحوا في دارهم جاثمين فتولى عنهم وقال يا قوم لقد أبلغتكم رسالات ربي ونصحت لكم فكيف آسى على قوم كافرين}
وهنا لطيفة: قصص السوره جاءت متسلسلة تسلسلاً تاريخياً ومع ذلك فالآيات هنا تقص علينا قصة سيدنا لوط ولا تحدثنا عن إبراهيم مع أن لوط عليه السلام هو أول المستجيبين لدعوة إبراهيم أبو الأنبياء وذلك لأن السياق يتحرى مصارع المكذبين وهو متناسق مع ما جاء في أول السورة { وكم من قرية أهلكناها فجاءها بأسنا بياتا أو هم قائلون} وقوم إبراهيم لم يهلكوا لأن إبراهيم عليه السلام لم يطلب هلاكهم وإنما اعتزلهم وما يعبدون .
الحقيقة الرابعة: سبب هزيمة الباطل إنما هو الفساد بجميع أشكاله وصوره .
في قوم صالح: فساده الترف الزائد فكان هو سبب لإهلاكهم { وَأَذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِن بَعْدِ عَادٍ وَبُوَّأَكُمْ فِي الْأَرْضِ تَتَّخِذونَ مِن سُهُولِهَا قُصُورًا وَتَنْحِتُونَ الجِبَالَ بِيُوتًا فَاذْكُرُوا أَلَاء الَلهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}
أما قوم لوط فكان فسادهم الأخلاقي وشذوذهم الجنسي سبباً لإهلاكهم وضلالهم. { وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّنَ الْعَالَمِينَ (80) إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاءِ ۚ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ (81) }
وَأَمَّا مَدْيَن قَوْمُ شُعَيْبٍ فَكَانَ فَسَادُهُمْ الْإِقْتِصَادِي هوَ الْمُسْتَشْرِي وَالسَّائِدُ فِيهِمْ فَكَانَ سَبَبُ هَلَاكِهِمْ { وَإِلَىٰ مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا ۗ قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرُهُ ۖ قَدْ جَاءَتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ ۖ فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ }
الحقيقة الخامسة : التحذير من الاستكبار لأنه من أخطر أسباب الهلاك .
فعبارة ( قال الملأ الذين استكبروا من قومه) نراها تتكرر مع أغلب الأنبياء – مع ثمود ومدين – كما أن في أوائل السورة جاء التركيز على عبارات الاستكبار { إن الذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها لا تفتح لهم أبواب السماء } .
هذا والله أعلم
منقول بتصرّف