إعلانات المنتدى


نظرة عامة على سورة آل عمران

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

عمر محمود أبو أنس

عضو كالشعلة
3 ديسمبر 2020
371
160
43
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
عبد الباسط عبد الصمد
علم البلد
سمّيت آل عمران بهذا الاسم : نسبةً إلى بيت عمران رمز الصّلاح والثّبات والتّضحية وخدمة الدّين ،
وامرأة عمران رمزٌ للتّضحية والثبات واليقين و التّوحيد الصّحيح. فقد قدّمت امرأة عمران أغلى شيء في حياتها ( ابنها )، ولقد جاءها على كبر ، ومع ذلك قالت: { رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا }
ما معنى محرراً: الخالص من كلّ شائبة، لا تبتغي من نذرها إلاّ رضى اللَّه تعالى وقبول عملها وتدعوه بحرقة ( ربّ تقبّل منّي، ارضى عنّي.) ..
وهذا شأن المؤمنين والمؤمنات في تعاملهم مع سبحانه وتعالى.
عمران المقصود في السّورة: هو والد مريم.. لأنّ أصل السّورة و موضوعها الأساسي مُحاجّة أهل الكتاب بتأليه عيسى عليه السّلام.
فذكر القرآن أسرة عمران في السّورة ليقول. لهم أن عيسى عليه السّلام له نسب واسره وليس إلهاً كما يزعم النصارى ، فإيّاكم يا أمّة محمّد أن تفعلوا كما فعلت النّصارى .. وتُألّهوا محمّد ﷺ
هذا هو سبب تّسمية السورة بآل عمران.. للردٌّ على النّصارى بتأليه عيسى عليه السّلام

موضوع السّورة
ينقسم إلى قسمين:
القسم الأوّل: يبيّن لنا الثّبات في مواجهة الأفكار الخارجيّة والشّبهات التي يثيرها أعداء الإسلام .. لتشويه مفاهيم الدّين متمثّلة بالحوار و النّقاش بين النبي ﷺ والنّصارى … ثم تقرر في الآية ١٩ ( إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ).

القسم الثاني: يوضّح لنا كيفيّة الثّبات داخليّاً.. (أي في المعركة وامام الأعداء).. فكان الحديث عن غزوة أحد.... . ثم جاء الحديث مع معركة الشبهات بالكلام عن أهل الكتاب .. وخصت اليهود بالذكر ، لتقول لنا : إنّ معركه الشبهات ضدّ هذا الدّين لن تتوقف أبداً .
وإن توقفت معركة السّيف ظاهراً .. سيبقى أمثال هؤلاء يحاربون في الخفاء وسيشوّهون مفاهيم هذا الدّين.. سيحاولون أن يبعدوكم عنه بأقصى الوسائل.. وسيستنفذون كلّ ما عندهم من طاقات، ولن يتوقفوا إلاّ بإزاحة الدين من ساحة الحياة .
فحرب الشّبهات لن تنتهي .. لذلك علينا أن نتمسك بهذا الدّين ..
وستعرض السّورة على امتدادها وسائل على الثّبات ...، فعلينا دائماً أن نعدّ العدّة (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة……)، قوة في العقل.. قوة في العمل..

وأما خاتمة السورة فقوله تعالى: (إن في خلق السماوات والأرض…….إلى آخر السّورة) .
و يختم سبحانه وتعالى هذه السّورة بالصّورة المشرّفة للمؤمنين الذين يتوجهون إلى اللّه سبحانه وتعالى بالعمل والدّعاء.
وكأنّه يريد منا أن نحقّق النموذج المشرق المضيء للمسلم الحقيقي الفاعل. الذي لم يهمّش نفسه، وانما جعل من هذا الدّين طاقة تجعله يتحرك في كلّ ميادين الحياة ويبذل كل ما عنده من إمكانيات وقوة وقدرات ليكون صورة مشرقة لدينه وليس عنصراً مُنفّراً من الدّين والتّدين. .
وأما ختام آل عمران (يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا اللّه لعلّكم تفلحون)، هذه الآية منسجمة مع جوّ السّورة في الثّبات، فالبدايات والنّهايات في انسجام كامل وتام
هذا والله أعلم
منقول بتصرّف
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع