- 29 أغسطس 2007
- 51
- 0
- 0
- الجنس
- ذكر
لو أعطى ذاك لهذا لما اشتكا أحدهما :
من أحسن ما قرأتُ في الأدب، قصة ذكرها الأديب النجيب مصطفى لطفي المنفلوطي رحمه الله ، و التي تكشف اللثام عن سبب فشو ظاهرة التباين الطبقي السحيق بين الطبقة الكادحة و الطبقة الثرية... يحكي المنفلوطي رحمه في أحد رائعاته الأدبية ؛ أنه خامرته فكرة التجوال في أحياء المدينة ، فقرر أن يبتدء جولته في حي من أحياء الأغنياء، فبينما هو في تجواله ، اذ بصراخ شديد يشد سمعه، فدفع به فضوله الى أن يتلمس مصدر الصوت، فبينا هو كذالك اذ به يبصر أمامه قصرا فخما ، وعند عتبته شخص ضخم البنية ضخامة تنبي عن ثراء الرجل و رفاهية حاله و هو يتألم من الثخمة و الشبع، و الخدم و الحشم من حوله ينظرون...
فانصرف المنفلوطي الى حال سبيله، وفي الغد قرر أن يكمل تجواله في المدينة و لكن هذه المرة أخذ وجهته الى حي الطبقة الفقيرة، وبينما هو في تجواله اذ بصراخ شديد شبيه بالذي سمع بالأمس، فدفع به فضوله ثانية الى أن يتلمس مصدر الصوت ، فاذ به يبصر رجلا نحيف البنية نحافةً تُنْبِي عن فقر الرجل و فاقته و هو يتألم و يتلوى من الجوع ، والناس يمرون عليه وما من مكترث، لا يدرون ما به...
حينها علق المنفلوطي قائلا: سبحان الله ؛ لو أعطى ذاك لهذا لما اشتكى أحدهما...
فقلت : صحيح ؛ فإنْ كانَ العاملُ المشترك بين الرجلين الألم ، فإن المسبب لذالكم الألم في طرفي نقيض فذاك شبعان ، وهذا جوعان. و لهذا صدق المنفلوطي رحمه الله حين قال : فلو أعطى ذاك لهذا لما أشتكى أحدهما...
سبحان
الحكيم
من أحسن ما قرأتُ في الأدب، قصة ذكرها الأديب النجيب مصطفى لطفي المنفلوطي رحمه الله ، و التي تكشف اللثام عن سبب فشو ظاهرة التباين الطبقي السحيق بين الطبقة الكادحة و الطبقة الثرية... يحكي المنفلوطي رحمه في أحد رائعاته الأدبية ؛ أنه خامرته فكرة التجوال في أحياء المدينة ، فقرر أن يبتدء جولته في حي من أحياء الأغنياء، فبينما هو في تجواله ، اذ بصراخ شديد يشد سمعه، فدفع به فضوله الى أن يتلمس مصدر الصوت، فبينا هو كذالك اذ به يبصر أمامه قصرا فخما ، وعند عتبته شخص ضخم البنية ضخامة تنبي عن ثراء الرجل و رفاهية حاله و هو يتألم من الثخمة و الشبع، و الخدم و الحشم من حوله ينظرون...
فانصرف المنفلوطي الى حال سبيله، وفي الغد قرر أن يكمل تجواله في المدينة و لكن هذه المرة أخذ وجهته الى حي الطبقة الفقيرة، وبينما هو في تجواله اذ بصراخ شديد شبيه بالذي سمع بالأمس، فدفع به فضوله ثانية الى أن يتلمس مصدر الصوت ، فاذ به يبصر رجلا نحيف البنية نحافةً تُنْبِي عن فقر الرجل و فاقته و هو يتألم و يتلوى من الجوع ، والناس يمرون عليه وما من مكترث، لا يدرون ما به...
حينها علق المنفلوطي قائلا: سبحان الله ؛ لو أعطى ذاك لهذا لما اشتكى أحدهما...
فقلت : صحيح ؛ فإنْ كانَ العاملُ المشترك بين الرجلين الألم ، فإن المسبب لذالكم الألم في طرفي نقيض فذاك شبعان ، وهذا جوعان. و لهذا صدق المنفلوطي رحمه الله حين قال : فلو أعطى ذاك لهذا لما أشتكى أحدهما...
سبحان
الحكيم