- 23 يونيو 2007
- 1,387
- 5
- 0
- الجنس
- ذكر
بسم الله الرحمان الرحيم
لازلنا مع الدكتور عبد الرحمان العشماوي وصياغته الجديدة للمعلقات بما يتناسب وحال الأمة وبعد أن نشرت أول أمس قصيدته المسماة الرؤوساء وهي عبارة عن صياغة جديدة لمعلقة عنترة بن شداد العبسي هاأنا اليوم آتيكم بقصيدته المسماة تهميشات على معلقة امرئ القيس
«قِفَا نَبْـكِ» مـن ذكـرى صريـعٍ مُجَنْـدَلِ *** بسِقْـطِ الأسـى بيـن الهـوى والتَّـذَلُّـلِ
فَـدِجْـلَـةَ فـالـمـاءِ الـــذي صـــار لــونُــه *** كـلـونِ حـيـاضِ الـذَّبْــح يـــومَ التَّـحَـلُّـلِ
فـبـغـدادَ فـالأقـصـى الـجـريـحِ فـصـخـرةٍ *** تـئــنُّ مـــن الـبـاغـي أنـيــنَ المـكـبَّـلِ
فكشمـيـرَ فالافـغـانِ صـــارتْ بـلادُهــم *** من البؤسِ تغلي باللَّظى غَلْيَ مِرْجَلِ
فناحـيـةٍِ الشـيـشـان ِحـيــث تَـزَلْـزَلَـتْ *** بـيـوتُ بـنـي الإســلام شَـــرَّ الـتَّـزَلْـزُلِ
قـفـا نَـبْـكِ مــن أحــوال أمـتـنـا الـتــي *** نراهـا بجمـر البَغْـي تُصْلَـى وتصطـلـي
تـرى قِطَـعَ الأشــلاء فــي «عَرَصاتِـهـا» *** تـعـبِّــر فـيـهــا عــــن يـتـيــمٍِ ومُـثْــكِــلِ
فـكـم واردٍِ فيـهـا عـلـى حــوض مـوتــه *** وكـــم ذائـــقٍ فـيـهــا مــــرارةَ حَـنْـظَــلِ
«وقوفاً بهاصحبـي»، يقولـون: لا تَقِـفْ *** حزيـنـاً، «ولا تَهْـلَـكْ أســىً وتـجـمَّـلِ»
ألــم يُبـصـروا مثـلـي، تَـخــاذُلَ أمـتــي *** «فهل عنـد رسـمٍ دارسٍِ مـن معـوَّلِ»؟
ألا يـا امْـرأَ القيـسِ الـذي فـاض دمـعُـه *** ألست ترانـي، بَـلَّ دمعـيَ مِحْمَلـي؟!
وصَــفْــتَ لــنــا أمَّ الـحُـوَيْــرِثِ عـابــثــاً *** «وجـارتَــهــا أمَ الــرَّبـــابِ بــمَــأْسَــلِ»
وصـفْـتَ لـنـا مِـسْـكـاً تَـضــوَّع منـهـمـا *** كمـا هَـبَّ نِسْـنَـاسُ الصَّـبـا بالقَرَنْـفَـلِ
نـقـلْــتَ لــنــا أخــبــارَ خِــــدْرِ عُـنـيــزةٍ *** وصَرْخَـتَـهـا بـالـويـلِ «إنَّـــكَ مُـرْجِـلـي»
وفـــاطــــمَ إذْ نـاديــتَــهــا مــتـــوسِّـــلاً *** «أَفـاطـمُ مـهـلاً بـعـضَ هــذاالـتَّـدَلُّـلِ»
نَحَرْتَ على شرع الهـوى ناقـةَ الهـوى *** لَتَـغْـذوَ مَــنْ تـهـوى «بــدارَةِ جُـلْـجُـلِ»
«تـركــتَ الـعــذارى يرتـمـيـنَ بلحـمـهـا *** وشـحْـمٍ كَـهُـدَّابِ الدِّمَـقْـسِ المُفَـتَّـلِ»
لقـد كنـتَ ضِلَّـيـلاً تمـيـلُ مــع الـهـوى *** كمـا مـالَ فـي عصـري دُعــاةُ التحـلُّـلِ
فكنـتَ علـى مــا كُـنْـتَ قُــدْوَةَ مـاجـنٍ *** خـلـيــعٍ صــريــعٍ لـلـتَّـمــادي مـضــلِّــلِ
ألا يــا امْــرَأَ القـيـس الــذي ثــار قلـبُـه *** لقـتـل الأبِ المـنـكـوب أَسْـــوَأَ مَـقْـتَـلِ
تـحـوَّلْـتَ مـــن خـمــرٍ ولـهــوٍ وضَـيْـعَــةٍ *** إلـــى حَـمَــلات الـثَّــأْر أقـــوى تَــحــوُّلِ
تجـاوزْتَ حـدَّ العقـلِ فـي الثَّـأْر، مثلمـا *** تـجـاوزْتَ فــي الأَهــواءِ حَـــدَّ التَّـعَـقُّـلِ
ألا لـيـتَ شـعـري، لــو رأيـــتَ تـخــاذُلاً *** لأمـتـنــا فـــــي حـالِــهــا المُـتَـمَـلْـمِـلِ
فـيــا ربَّـمــا جـــرَّدْتَ سـيـفـكَ مُـقـبــلاً *** «بـمـنـجـردٍ قــيــدِ الأَوابـــــدِ هـيــكــلِ»
تبـدَّلْـتَ فــي حالَـيْـكَ، والأمَّـــةُ الـتــي *** تــعــوَّذَ مـنـهــا الـــــذُّلُّ لـــــم تـتــبــدَّلِ
ألا يـا امـرأ القيـسِ الــذي مــات نائـيـاً *** تركـتُـكَ محـمـولاً عـلـى شــرِّ مَـحْـمَـلِ
لـقـيــتَ جـــــزاءَ الـمُـلْـتـجـي لــعـــدوَّه *** فـصـرت عــن المـجـد التَّـلـيـدِ بـمـعـزِلِ
ايــا حـامـلاً فــي الـنَّــار رايـــة شـعــره *** ويـــا مـــن رآه الـلَّـهــوُ أكــبــرَ مُــوغِــلِ
هجـرتُـك مُــذْ لاحــتْ لعيـنـيْ مليـحـةٌ *** تـقـرِّب كـفَّــيْ مـــن جَـنَـاهـا المـعـلَّـلِ
لـهـا غُـــرَّةٌ يَسْتَـمْـنِـحُ الـفـجـرُنـورَهــا *** وفـــرعٌ «كَـقِـنْـوِ النَّـخـلـةِ المُتَـعَـثْـكِـلِ»
وفـي مقلتيهـا أَفْـرَغَ الحـسـنُ نفـسَـه *** كناظـرتَـيْ ظـبــيٍ «بـوَجْــرَةَ مُـطْـفِـلِ»
تـجـاوزتُ أســواراً مــن الـدَّهـر نحـوهـا *** فلله واحــــــاتٌ تــجــلَّــتْ لـمُـجْـتَـلِــي
ولله أمــــجــــادٌ تـــــــــراءَتْ لـــنـــاظـــرٍ *** ولله حــــــــــــــقٌ لاح لــلـــمـــتـــأمِّـــلِ
سقانـي مــن الـمـاءِ المـبـارِكِ شَـرْبَـةً *** وجــلَّــلَ أحــلامـــي بــثـــوبٍ مُــرَحَّـــلِ
شريـعـتـنـا الــغــرَّاء أشـــــرق نــورُهـــا *** بــآي مـــن الـوحــي الـكـريـم الـمُـنَـزَّلِ
وصـلـتُ إلـيـهـا، والـصَّـبـاحُ يـمُــدُّ لـــي *** يَـدَ النُّـور، عَنْهـا ظٌلْمَـةُ الليـل تَنجلـي
فـيـا ليتـنـي أَلْقـيـتُ رَحْـلــيَ عـنـدهـا *** ولـــــم أتـكــلَّــفْ رحــلـــةَ الـمـتــرحِّــلِ
فلمـا دَنــا ركـبـي إلــى عصـرنـا الــذي *** بـدا مثـلَ «خَبْـتٍ ذي حِقَـافٍ عَقَنْقَـلِ»
تجوَّلْتُ حتـى قـال دربـي: إلـى متـى *** وحـتـى رأيــت البـيـدَ مـلَّــتْ تـجـوُّلـي
وأَلْقَـيْـتُ رَحْـلـي عـنــد واقـــع أمـتــي *** أقــلِّـــب طـــــرفَ الـنــاظِــر الــمُــتَــأَوِّلِ
فلاحتْ لعينيْ صـورةُ القُـدسِ، وجهُهـا *** كسِيْفٌ، وفي أعماقهـا الحـزنُ يغتلـي
تسوق جواداً يشتكي قَسْـوَةَ الحَفَـى *** حــوافــرُه صــــارت كــأطَــرافِ مُـنْـخُــلِ
بطـيـئـاً ثـقـيـلاً واهــنــاً خـائـفــاً مــعــاً *** كـجـثَّـةِ شـيــخٍ عـنــد حــــي مُــوَلْــوِلِ
علـى الـذُّلِّ «جيَّاشـاً» كــأنَّ نَشيـجـه *** توجُّـع شَعْـبٍ فـي فلسطـيـنَ مُهْـمَـلِ
حَرُوناً «إذا ما السابحاتُ على الوَنَى» *** ركضْـنَ تَراخَـى مٌوغـلاً فــي التَّمَلْـمُـلِ
فلـيـس.. «كـخُـذروفِ الـولـيـد» وإنَّـمــا *** كجسـمٍ إلـى الإعـيـاءِ شُــدَّ «بِيَـذْبُـلِ»
لـه «أَيْطَـلا» بُــؤْسٍ «وسـاقَـا» تَـخـاذُلٍ *** و«إبـطـاءُ» مكـسـورِ الجناحـيـن أعــزَلِ
نحيلاً «إذا استدْبَرْتَه» بانَ مـا اختفـى *** وأعــطــاك سِــــرَّ الــواهــنِ الـمـتـهــزِّلِ
جـــواداً هـزيــلاً يــعــرف الــــدربُ أنَّــــه *** يُـشَـدُّ إلــى البـاغـي بـحـبـلٍ مُـوَصَّــلٍ
وأُمَّـــــةِ بـــــؤسٍ لايُــصَـــانُ خــبــاؤهــا *** تـمـتَّـع مـنـهــا كــــلُّ حــــافٍ ومُـنْـعِــلِ
تـجــاوزَ أحـراســاً إلـيـهـا «ومـعـشــراً» *** دُعــاةُ الـخَـنَـى مـــن مـعـتـدٍٍ ومُـطََـبِّـلِ
أتَـوَهْــاَ «وقـــد نـضَّــتْ لــنــومٍ ثـيـابـهـا *** لـــدى الـسِّـتْـرِ إلاَّ لِـبْـسَـةَ المتـفـضِّـلِ
فكم صرخةٍ ماتـت علـى سمـع غافـلٍ *** ومـا حرَّكـتْ إِحسـاسَ «قلـبٍ مُقَـتَّـلِ»
ومـا سمعَـتْ بعـد النـداءِ سـوى الـذي *** يُقَهْـقِـهُ مــن هــذا الـنــداءِ المُجَـلْـجِـلِ
ومـــــا أبــصـــرتْ إلاَّ بــريـــقَ دعـــايـــةٍ *** يضـلَّـلُـهـا عـــــن حـقَّــهــا الـمـتـأصِّــلِ
ومـؤتـمــراتٍ أقــســمَ الــعـــدلُ أَنَّــهـــا *** تــســوَّغ لــلأقــوى طــريــقَ الـتَّـكَـتُّــلِ
لهـا جَمَـلٌ يمشـي علـى ظَـهْـر خُـفِّـه *** يسـيـر بـهــا سَـيْــرَ الـجـريـحِ المُـثَـقَّـلِ
تقـول وقــد مــال «الغَبـيـطُ»، ببؤسـهـا *** «عَقَرْتَ بعيري» يا هـوى القـوم فانـزلِ
«وليـلٍ كمـوج البحـر أرخــى سـدولَـه» *** علـيـهـا «بـأنــواع الـهـمـوم ليبـتـلـي»
تساقـط فيـه النَّـجْـمُ مــن كــل جـانـبٍ *** تَـسَـاقُـطَ أطــفــالِ الــعــراقِ الـمُـزلْــزَلِ
وعــفَّـــرَتِ الــغـــاراتُ طَـلْــعَــةَ بَـــــدْره *** فشُـدَّتْ «بأمـراسٍ إلـى صُـمِّ جَـنْـدَلِ»
وصبَّـتْ علـى مــاء الـفـراتِ سمومَـهـا *** فمن يرتشفْ من شاطئ النَّهْـر يُقْتَـلِ
ألا يـا امْـرأَ القيـسِ الـذي امتـدَّ شعـره *** إلـيَّ كمـا امتـدَّتْ غـصـونُ السَّفـرْجَـلِ
لشـعـركَ فــي روض القـصـائـد رونـــقٌ *** وإنْ كنـتَ عـن إشـراق ديـنـي بمَـعْـزِلِ
لــقــد نــــزل الــقــرآن بــعــدك رافــعـــاً *** مكانـتَـنـا فــــي كــــلَّ نــــادٍ ومَـحْـفِــلِ
ولـكـنَّــنــا لـــمـــا تـــطـــاول عــهــدنـــا *** سـحـبـنــا رداءَ الــــــذُلِّ دون تــمَــهُّــلِ
وَكَلْـنَـا إلــى الأغـمـادِ شَــأْنَ سيوفِـنـا *** فمـا سُـلَّ سـيـفٌ فــي مـقـامٍِ مُبَـجَّـلِ
سـمـعـتُـكَ نــاديــتَ الــظــلامَ مــــردِّداً *** «ألا أيَّـهـا اللـيـلُ الطـويـلُ أَلاَ انجـلـي»
ونـحــن نـنــادي ليـلَـنـا كـلَّـمـا سَــجَــا *** ألا مــرحــبــاً بـالـغَـيْـهــبِ الـمُــتَــهــوِّلِ
يَـشُــنُّ الأعـــادي غـــارةً إثَــــرَ غــــارةٍ *** وأُمَّتُـنـا تُـسـقـى بـكــأسٍ «مُفَـلْـفَـلِ»
تــهــاوَتْ فضائـيَّـاتُـهـا فــــي مـجـونـهـا *** تَـجُــرُّ إلـــى الإسـفــافِ كـــلَّ مـغَـفَّــلِ
تَــشُـــنُّ عــلـــى أبـنـائــنــا وبـنـاتــنــا *** مــعــاركَ أخــــلاقِ الــــرَّدَى والـتــبــذُّلِ
أَظـنُّـكَ لــو أبصـرتَـهـا، قُـمْــتَ مُغْـمِـضـاً *** جـفـونَـكَ مـــن إحـسـابـكَ المُتَـخَـجِّـلِ
ولـسـتَ مـثـالاً يُـحْـتَـذَى، إِنَّـمــا دَعَـــا *** لــذكــركَ، سُــــوءُ الــحــالِ للمُـتَـمَـثِّـلِ
ألا يـا امـرأ القيـس الـذي فـي قُـروحِـه *** تجـلَّـى مـثـالُ الـغَـدْر فــي كــلِّ مـنـزِلِ
كـسـاكَ رداءَ الـمـوتِ «قَيْـصَـرُ» خـادعـاً *** فهل يُدرك الغافُونَ معنى التَّسلْسُلِ؟!
أقــولُ، وفــي قـلـبِ القصـيـدةِ حـسـرةٌ *** «قِفَا نبـكِ» مـن ذكـرى صريـعٍ مُجَنْـدَلِ
منقولة
لازلنا مع الدكتور عبد الرحمان العشماوي وصياغته الجديدة للمعلقات بما يتناسب وحال الأمة وبعد أن نشرت أول أمس قصيدته المسماة الرؤوساء وهي عبارة عن صياغة جديدة لمعلقة عنترة بن شداد العبسي هاأنا اليوم آتيكم بقصيدته المسماة تهميشات على معلقة امرئ القيس
«قِفَا نَبْـكِ» مـن ذكـرى صريـعٍ مُجَنْـدَلِ *** بسِقْـطِ الأسـى بيـن الهـوى والتَّـذَلُّـلِ
فَـدِجْـلَـةَ فـالـمـاءِ الـــذي صـــار لــونُــه *** كـلـونِ حـيـاضِ الـذَّبْــح يـــومَ التَّـحَـلُّـلِ
فـبـغـدادَ فـالأقـصـى الـجـريـحِ فـصـخـرةٍ *** تـئــنُّ مـــن الـبـاغـي أنـيــنَ المـكـبَّـلِ
فكشمـيـرَ فالافـغـانِ صـــارتْ بـلادُهــم *** من البؤسِ تغلي باللَّظى غَلْيَ مِرْجَلِ
فناحـيـةٍِ الشـيـشـان ِحـيــث تَـزَلْـزَلَـتْ *** بـيـوتُ بـنـي الإســلام شَـــرَّ الـتَّـزَلْـزُلِ
قـفـا نَـبْـكِ مــن أحــوال أمـتـنـا الـتــي *** نراهـا بجمـر البَغْـي تُصْلَـى وتصطـلـي
تـرى قِطَـعَ الأشــلاء فــي «عَرَصاتِـهـا» *** تـعـبِّــر فـيـهــا عــــن يـتـيــمٍِ ومُـثْــكِــلِ
فـكـم واردٍِ فيـهـا عـلـى حــوض مـوتــه *** وكـــم ذائـــقٍ فـيـهــا مــــرارةَ حَـنْـظَــلِ
«وقوفاً بهاصحبـي»، يقولـون: لا تَقِـفْ *** حزيـنـاً، «ولا تَهْـلَـكْ أســىً وتـجـمَّـلِ»
ألــم يُبـصـروا مثـلـي، تَـخــاذُلَ أمـتــي *** «فهل عنـد رسـمٍ دارسٍِ مـن معـوَّلِ»؟
ألا يـا امْـرأَ القيـسِ الـذي فـاض دمـعُـه *** ألست ترانـي، بَـلَّ دمعـيَ مِحْمَلـي؟!
وصَــفْــتَ لــنــا أمَّ الـحُـوَيْــرِثِ عـابــثــاً *** «وجـارتَــهــا أمَ الــرَّبـــابِ بــمَــأْسَــلِ»
وصـفْـتَ لـنـا مِـسْـكـاً تَـضــوَّع منـهـمـا *** كمـا هَـبَّ نِسْـنَـاسُ الصَّـبـا بالقَرَنْـفَـلِ
نـقـلْــتَ لــنــا أخــبــارَ خِــــدْرِ عُـنـيــزةٍ *** وصَرْخَـتَـهـا بـالـويـلِ «إنَّـــكَ مُـرْجِـلـي»
وفـــاطــــمَ إذْ نـاديــتَــهــا مــتـــوسِّـــلاً *** «أَفـاطـمُ مـهـلاً بـعـضَ هــذاالـتَّـدَلُّـلِ»
نَحَرْتَ على شرع الهـوى ناقـةَ الهـوى *** لَتَـغْـذوَ مَــنْ تـهـوى «بــدارَةِ جُـلْـجُـلِ»
«تـركــتَ الـعــذارى يرتـمـيـنَ بلحـمـهـا *** وشـحْـمٍ كَـهُـدَّابِ الدِّمَـقْـسِ المُفَـتَّـلِ»
لقـد كنـتَ ضِلَّـيـلاً تمـيـلُ مــع الـهـوى *** كمـا مـالَ فـي عصـري دُعــاةُ التحـلُّـلِ
فكنـتَ علـى مــا كُـنْـتَ قُــدْوَةَ مـاجـنٍ *** خـلـيــعٍ صــريــعٍ لـلـتَّـمــادي مـضــلِّــلِ
ألا يــا امْــرَأَ القـيـس الــذي ثــار قلـبُـه *** لقـتـل الأبِ المـنـكـوب أَسْـــوَأَ مَـقْـتَـلِ
تـحـوَّلْـتَ مـــن خـمــرٍ ولـهــوٍ وضَـيْـعَــةٍ *** إلـــى حَـمَــلات الـثَّــأْر أقـــوى تَــحــوُّلِ
تجـاوزْتَ حـدَّ العقـلِ فـي الثَّـأْر، مثلمـا *** تـجـاوزْتَ فــي الأَهــواءِ حَـــدَّ التَّـعَـقُّـلِ
ألا لـيـتَ شـعـري، لــو رأيـــتَ تـخــاذُلاً *** لأمـتـنــا فـــــي حـالِــهــا المُـتَـمَـلْـمِـلِ
فـيــا ربَّـمــا جـــرَّدْتَ سـيـفـكَ مُـقـبــلاً *** «بـمـنـجـردٍ قــيــدِ الأَوابـــــدِ هـيــكــلِ»
تبـدَّلْـتَ فــي حالَـيْـكَ، والأمَّـــةُ الـتــي *** تــعــوَّذَ مـنـهــا الـــــذُّلُّ لـــــم تـتــبــدَّلِ
ألا يـا امـرأ القيـسِ الــذي مــات نائـيـاً *** تركـتُـكَ محـمـولاً عـلـى شــرِّ مَـحْـمَـلِ
لـقـيــتَ جـــــزاءَ الـمُـلْـتـجـي لــعـــدوَّه *** فـصـرت عــن المـجـد التَّـلـيـدِ بـمـعـزِلِ
ايــا حـامـلاً فــي الـنَّــار رايـــة شـعــره *** ويـــا مـــن رآه الـلَّـهــوُ أكــبــرَ مُــوغِــلِ
هجـرتُـك مُــذْ لاحــتْ لعيـنـيْ مليـحـةٌ *** تـقـرِّب كـفَّــيْ مـــن جَـنَـاهـا المـعـلَّـلِ
لـهـا غُـــرَّةٌ يَسْتَـمْـنِـحُ الـفـجـرُنـورَهــا *** وفـــرعٌ «كَـقِـنْـوِ النَّـخـلـةِ المُتَـعَـثْـكِـلِ»
وفـي مقلتيهـا أَفْـرَغَ الحـسـنُ نفـسَـه *** كناظـرتَـيْ ظـبــيٍ «بـوَجْــرَةَ مُـطْـفِـلِ»
تـجـاوزتُ أســواراً مــن الـدَّهـر نحـوهـا *** فلله واحــــــاتٌ تــجــلَّــتْ لـمُـجْـتَـلِــي
ولله أمــــجــــادٌ تـــــــــراءَتْ لـــنـــاظـــرٍ *** ولله حــــــــــــــقٌ لاح لــلـــمـــتـــأمِّـــلِ
سقانـي مــن الـمـاءِ المـبـارِكِ شَـرْبَـةً *** وجــلَّــلَ أحــلامـــي بــثـــوبٍ مُــرَحَّـــلِ
شريـعـتـنـا الــغــرَّاء أشـــــرق نــورُهـــا *** بــآي مـــن الـوحــي الـكـريـم الـمُـنَـزَّلِ
وصـلـتُ إلـيـهـا، والـصَّـبـاحُ يـمُــدُّ لـــي *** يَـدَ النُّـور، عَنْهـا ظٌلْمَـةُ الليـل تَنجلـي
فـيـا ليتـنـي أَلْقـيـتُ رَحْـلــيَ عـنـدهـا *** ولـــــم أتـكــلَّــفْ رحــلـــةَ الـمـتــرحِّــلِ
فلمـا دَنــا ركـبـي إلــى عصـرنـا الــذي *** بـدا مثـلَ «خَبْـتٍ ذي حِقَـافٍ عَقَنْقَـلِ»
تجوَّلْتُ حتـى قـال دربـي: إلـى متـى *** وحـتـى رأيــت البـيـدَ مـلَّــتْ تـجـوُّلـي
وأَلْقَـيْـتُ رَحْـلـي عـنــد واقـــع أمـتــي *** أقــلِّـــب طـــــرفَ الـنــاظِــر الــمُــتَــأَوِّلِ
فلاحتْ لعينيْ صـورةُ القُـدسِ، وجهُهـا *** كسِيْفٌ، وفي أعماقهـا الحـزنُ يغتلـي
تسوق جواداً يشتكي قَسْـوَةَ الحَفَـى *** حــوافــرُه صــــارت كــأطَــرافِ مُـنْـخُــلِ
بطـيـئـاً ثـقـيـلاً واهــنــاً خـائـفــاً مــعــاً *** كـجـثَّـةِ شـيــخٍ عـنــد حــــي مُــوَلْــوِلِ
علـى الـذُّلِّ «جيَّاشـاً» كــأنَّ نَشيـجـه *** توجُّـع شَعْـبٍ فـي فلسطـيـنَ مُهْـمَـلِ
حَرُوناً «إذا ما السابحاتُ على الوَنَى» *** ركضْـنَ تَراخَـى مٌوغـلاً فــي التَّمَلْـمُـلِ
فلـيـس.. «كـخُـذروفِ الـولـيـد» وإنَّـمــا *** كجسـمٍ إلـى الإعـيـاءِ شُــدَّ «بِيَـذْبُـلِ»
لـه «أَيْطَـلا» بُــؤْسٍ «وسـاقَـا» تَـخـاذُلٍ *** و«إبـطـاءُ» مكـسـورِ الجناحـيـن أعــزَلِ
نحيلاً «إذا استدْبَرْتَه» بانَ مـا اختفـى *** وأعــطــاك سِــــرَّ الــواهــنِ الـمـتـهــزِّلِ
جـــواداً هـزيــلاً يــعــرف الــــدربُ أنَّــــه *** يُـشَـدُّ إلــى البـاغـي بـحـبـلٍ مُـوَصَّــلٍ
وأُمَّـــــةِ بـــــؤسٍ لايُــصَـــانُ خــبــاؤهــا *** تـمـتَّـع مـنـهــا كــــلُّ حــــافٍ ومُـنْـعِــلِ
تـجــاوزَ أحـراســاً إلـيـهـا «ومـعـشــراً» *** دُعــاةُ الـخَـنَـى مـــن مـعـتـدٍٍ ومُـطََـبِّـلِ
أتَـوَهْــاَ «وقـــد نـضَّــتْ لــنــومٍ ثـيـابـهـا *** لـــدى الـسِّـتْـرِ إلاَّ لِـبْـسَـةَ المتـفـضِّـلِ
فكم صرخةٍ ماتـت علـى سمـع غافـلٍ *** ومـا حرَّكـتْ إِحسـاسَ «قلـبٍ مُقَـتَّـلِ»
ومـا سمعَـتْ بعـد النـداءِ سـوى الـذي *** يُقَهْـقِـهُ مــن هــذا الـنــداءِ المُجَـلْـجِـلِ
ومـــــا أبــصـــرتْ إلاَّ بــريـــقَ دعـــايـــةٍ *** يضـلَّـلُـهـا عـــــن حـقَّــهــا الـمـتـأصِّــلِ
ومـؤتـمــراتٍ أقــســمَ الــعـــدلُ أَنَّــهـــا *** تــســوَّغ لــلأقــوى طــريــقَ الـتَّـكَـتُّــلِ
لهـا جَمَـلٌ يمشـي علـى ظَـهْـر خُـفِّـه *** يسـيـر بـهــا سَـيْــرَ الـجـريـحِ المُـثَـقَّـلِ
تقـول وقــد مــال «الغَبـيـطُ»، ببؤسـهـا *** «عَقَرْتَ بعيري» يا هـوى القـوم فانـزلِ
«وليـلٍ كمـوج البحـر أرخــى سـدولَـه» *** علـيـهـا «بـأنــواع الـهـمـوم ليبـتـلـي»
تساقـط فيـه النَّـجْـمُ مــن كــل جـانـبٍ *** تَـسَـاقُـطَ أطــفــالِ الــعــراقِ الـمُـزلْــزَلِ
وعــفَّـــرَتِ الــغـــاراتُ طَـلْــعَــةَ بَـــــدْره *** فشُـدَّتْ «بأمـراسٍ إلـى صُـمِّ جَـنْـدَلِ»
وصبَّـتْ علـى مــاء الـفـراتِ سمومَـهـا *** فمن يرتشفْ من شاطئ النَّهْـر يُقْتَـلِ
ألا يـا امْـرأَ القيـسِ الـذي امتـدَّ شعـره *** إلـيَّ كمـا امتـدَّتْ غـصـونُ السَّفـرْجَـلِ
لشـعـركَ فــي روض القـصـائـد رونـــقٌ *** وإنْ كنـتَ عـن إشـراق ديـنـي بمَـعْـزِلِ
لــقــد نــــزل الــقــرآن بــعــدك رافــعـــاً *** مكانـتَـنـا فــــي كــــلَّ نــــادٍ ومَـحْـفِــلِ
ولـكـنَّــنــا لـــمـــا تـــطـــاول عــهــدنـــا *** سـحـبـنــا رداءَ الــــــذُلِّ دون تــمَــهُّــلِ
وَكَلْـنَـا إلــى الأغـمـادِ شَــأْنَ سيوفِـنـا *** فمـا سُـلَّ سـيـفٌ فــي مـقـامٍِ مُبَـجَّـلِ
سـمـعـتُـكَ نــاديــتَ الــظــلامَ مــــردِّداً *** «ألا أيَّـهـا اللـيـلُ الطـويـلُ أَلاَ انجـلـي»
ونـحــن نـنــادي ليـلَـنـا كـلَّـمـا سَــجَــا *** ألا مــرحــبــاً بـالـغَـيْـهــبِ الـمُــتَــهــوِّلِ
يَـشُــنُّ الأعـــادي غـــارةً إثَــــرَ غــــارةٍ *** وأُمَّتُـنـا تُـسـقـى بـكــأسٍ «مُفَـلْـفَـلِ»
تــهــاوَتْ فضائـيَّـاتُـهـا فــــي مـجـونـهـا *** تَـجُــرُّ إلـــى الإسـفــافِ كـــلَّ مـغَـفَّــلِ
تَــشُـــنُّ عــلـــى أبـنـائــنــا وبـنـاتــنــا *** مــعــاركَ أخــــلاقِ الــــرَّدَى والـتــبــذُّلِ
أَظـنُّـكَ لــو أبصـرتَـهـا، قُـمْــتَ مُغْـمِـضـاً *** جـفـونَـكَ مـــن إحـسـابـكَ المُتَـخَـجِّـلِ
ولـسـتَ مـثـالاً يُـحْـتَـذَى، إِنَّـمــا دَعَـــا *** لــذكــركَ، سُــــوءُ الــحــالِ للمُـتَـمَـثِّـلِ
ألا يـا امـرأ القيـس الـذي فـي قُـروحِـه *** تجـلَّـى مـثـالُ الـغَـدْر فــي كــلِّ مـنـزِلِ
كـسـاكَ رداءَ الـمـوتِ «قَيْـصَـرُ» خـادعـاً *** فهل يُدرك الغافُونَ معنى التَّسلْسُلِ؟!
أقــولُ، وفــي قـلـبِ القصـيـدةِ حـسـرةٌ *** «قِفَا نبـكِ» مـن ذكـرى صريـعٍ مُجَنْـدَلِ
منقولة