- 15 ديسمبر 2006
- 179
- 0
- 0
- الجنس
- ذكر
- القارئ المفضل
- محمد صدّيق المنشاوي
الأناشيد ضوابط و محاذير
الحمد لله رب العالمين ، و أصلي و أسلم على محمد بن عبد الله خاتم النبيين و المرسلين ، صلى الله عليه و على آله و صحبه أجمعين .
أشهد أن لا إله إلا الله و اشهد أن محمداً رسول الله .
فقد اهتمت الشريعة بالوقت اهتماماً كبيراً و جعلته شرطاً لأكثر العبادات ، و جعلت له قيمة عظيمة
وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِّمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُوراً {62} الفرقان
و كان النبي صلى الله عليه و سلم يغتنم حياته و أوقاته في طاعة الله سبحانه و تعالى ، و كذلك أصحابه رضي الله عنهم ، و كذا السلف يغتنمون الأوقات بالجد في الأعمال الصالحات .
و جاءت هذه الشريعة بتطييب النفوس و إبعادها عن سفاسف الأمور و الحيلولة بين الناس و بين أن يقضوا أوقاتهم في التفاهات و السخف .
إن مسائل الدين و قضاياه ليست على درجة واحدة ..
منها ماهو واجب ، و منها ماهو مستحب .
و كذلك الذنوب .. منها ما هو كبائر ، و منها ما هو صغائر .
و يحتاج المسلم أن يقوم بالواجبات و كذلك يفعل المستحبات و يترك المحرمات ، و يبتعد عن الشبهات و المكروهات .
إن المتأمل لساحتنا اليوم ، يرى أن هناك كثيراً من الخلل و أخطاء تحتاج إلى تصحيح .
لقد حصلت يقظة إسلامية مباركة ، و امتد هذا الدين في عروق الأمة ، و حصلتْ مكاسب كثيرة و أرباح في عالم الصحوة .
و لكن اُبتلينا – و الله سبحانه و تعالى يبتلي – اُبتلينا بأشياء متعددة دخلت علينا ، و أمور وافدة و أجنبية و تأثر بثقافات الآخرين ، و تشبه بالكافرين و الفاسقين و هذه القضية اشار إليها نبيك صلى الله عليه و سلم عندما قال ( لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة ، و النعل بالنعل حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه )إن حدوث الأخطاء و التشبه بالفاسقين و الكافرين و دخول الأشياء الأجنبية على أمور كثيرة و منها عالم الصحوة
و حصول اختراقات فيها أخطاء شرعية ، - حتى فيمن ينتسبون إلى الدين – له أسباب ، و نريد إلقاء الضوء على بعض الخلل في هذا الجانب .
إن الكلام في موضوع ( الزنا ، و الخمر ، و الكبائر ) أمر معروف و واضح لكثير من الناس .
لكن أحيانا لا يتضح للكثير و خصوصاً من بعض الشباب أنواع من دنو الهمة ، و ضياع الأوقات و الاشتغال بالتوافه، خصوصاً عندما تُلبّس بقالب إسلامي أو اسم ديني .
هذه القضية فيها خطورة ، و لأن الكثير قد لا يتنبه لها ، فتدخل إلينا تتدسس دسساً من أناس قد تكون نيتهم طيبة ، لكن بجهل و اتباع هوى وقعوا فيما وقعوا فيه .
هذه التجاوزات و الأخطاء الشرعية التي دخلت علينا في بعض البيوت ، و في حياة الشباب و الشابات ، و الكبار و الصغار .
هذه التجاوزات الشرعية يمكن أن ينخدع بها الكثير .
إن الشخص المسلم إذا قلتَ له ( الزنا ) قال : أعوذ بالله .
و إذا قلتَ ( الخمر ) قال : أعوذ بالله .
و إذا قلت ( الربا ) قال : أعوذ بالله .
فلا يستطيع الشيطان أن يدخل عليه من الباب الصريح الواضح .. لكن ممكن يدخل عليه من الصغائر .. ممكن يلبّس له الصغائر بلباس شرعي .
ممكن أن يشغله بالتافه عن المهم ، و إذا لزم الأمر في النهاية و لم يجد الشيطان إلا إشغاله بالمفضول عن الفاضل لفعل ذلك .
أيها الأخوة ..
إن عدم مراعاة الضوابط الشرعية في المسائل .. تهلكنا ..
إذا وجد حد شرعي في مسألة ، نص شرعي في قضية .. لا يجوز لنا انتهاكها و عدم الانضباط بضوابط الشرعية .
من أسباب عدم مراعاة الضوابط ..
التهاون و إهمال الورع ، و دع ما يريبك إلى مالا يريبك .. هذه الأشياء توقع في التجاوزات الشرعية .
هناك الآن أشياء دخلتْ علينا فيما يُسمى بعالم الصحوة ، نريد أن نتحدث عنها و نبيّن هل هذه فيها تجاوزات .
ماهي هذه التجاوزات ؟؟
و قبل الكلام في موضوعات مثل ما يحصل في التجاوزات في بعض الأشياء الموجودة
كمثل مثلاً : النشيد و الأفلام المدبلجة و المجلات التي تخرج على أنها إسلامية و نحو ذلك .. نريد أن نقدم بمقدمة عن مفهوم البديل الشرعي .
لأن المسألة التي سنتحدث عنها تعتمد على قضية البديل .
ماهو البديل ؟؟ و ما هي طريقة الشريعة في إيجاد البدائل ؟؟ ما هو المفهوم الصحيح للبديل ؟؟
لأننا أحياناً نقدِّم للناس في عالم الدعوة .. نقدم لهم حلول و أشياء كبدائل عن المحرمات يرتكبونها .
نريد أن نعرف صحة البدائل التي نقدمها ننقد أنفسنا ، و نرى هل ما نقدمه صحيح ؟؟
و تسلية النفس بالمباح المعوض عن الحرام ، هذه قضية شرعية .
كما قال ابن القيّم " كل ما يشتهيه الطبع ، أباح الله سبحانه غنية عنه ، و هذا هو الدواء النافع في حق أكثر الناس "
حول موضوع البدائل هناك وقفات :
أولاً / أننا في الجملة عوضنا الله عن الحرام أبواب كثيرة من الحلال .
ثانياً / أن الإرشاد إلى البدائل الشرعية المباحة من الحكمة في الدعوة .
ثالثاً / أنه لا يُشترط أن يكون البديل فيه لذة من نفس الجهة التي يوجد بها لذة المحرم .
رابعاً / يجب أن تكون البدائل شرعية .
الآن الخطر ماهو ؟؟ الانزلاق ماهو ؟؟
إن قضية البدائل هذه التي من المفترض أن تكون شرعية مباحة و مؤقتة لكي يسهل على الناس الانتقال إلى عالم الجدية .
إن هذه البدائل نفسها تتعرض الآن لعواصف هوجاء من التغييرات المخيفة .
فيقول أحد المنشدين :
لما سئل السؤال التالي ... هل النشيد في الوضع الحالي قادر على منافسة الأغاني ؟؟
لاحظ الجواب !
مع احترامي لكل الأناشيد الموجودة في الساحة و التي فيها الكثير من الإبداع و الروائع إلا أنني أعتقد جازماً بوضعها الحالي أنها لن تنافس الأغاني !!
شوف المسألة .. فكّر هل المطلوب منا أن ننافس الأغاني ؟!!
نحن الآن في عالم الدعوة .
فكّر معي .. هل المطلوب منا أننا ننافس الأغاني و نجيب أشياء على مستوى الأغاني ؟!!
فهو يقول : أنها لن تنافس الأغاني و ذلك لأسباب عدة معقدة قد يغضب من كلامي هذا الكثير ، و لكن أقول :
إن وضع النشيد مع السف ضعيفٌ جداً مقارنةً بالغناء الذي يتميز بالزخم الهائل و التنوع في استخدام الآلات الموسيقية الجذابة للمستمع العادي .
هذه حقيقة مؤلمة يغض الكثير من الدعاة الطرف عنها ليعيشوا في عالم الأحلام .
الأناشيد هذه .. طبعاً من العلماء من منعها ، و منهم من أباحها ، و منهم من وضع لها شروطاً .
و دعونا نقول مثلاً : أن الحكم الوسط فيها أنها جائزة بشروط .
ماهي الضوابط ؟؟ و هل انضبطنا بالضوابط أم لا ؟؟
مع الأسف
شريط من الأشِرطة التي يُزعم أنها أشرطة إسلامية نزّل قصيدة ( البردة ) و حذف منها بعض الأبيات بزعمه .
شوف البيات الخطيرة التي رآها هو و تفطن لها
إن لم يكن في معادي آخذاً بيديفضلاً و إلا فقل يا زلة القـدمِ
يا أكرم الخلق مالي من ألوذ بهسواك عند حدوث الحادث العممِ
فإن من جودك الدنيا و ضرتهاو من علومك علم اللوح و القلمِ
هذه القصيدة .. فحذف بعض البيات ، لكن بقيت أبيات أخرى موجودة في الشريط على أنها تُنشد
هو الحبيب الذي ترجـى شفاعتـهلكل هـول مـن الأهـوال مقتحـمِ
و دع ما ادعته النصارى في نبيهمو احكم بما شئتَ مدحاً فيه و احتكمِ
و انسب إلى ذاته ما شئت من شرفٍو احكـم بمـا شئـت مـن عظـمِ
لا طيب يعدل ترباً ضـم أعظمـهطوبـى لمستنشـقٍ منـه و ملتثـمِ
إذاً تراب القبر النبوي طوبى للذي يستنشقه و الذي يلتثمه .
ثم قضية ..
أقسمتُ بالقمر الذي انشق إن = له من قلبي نسبةً مبرورة القسمِ
فهناك أناس يعشقون الألحان ، يعشقون الطرب
حتى لو وُضعتْ كلمات إسلامية .. ايش يعني إذا كانت الآن قضية التمادي في الألحان ، و التطريب و سكر الروح بها بحيث تطغى على سماع القرآن .
التطور الحاصل في الأناشيد ماهو ؟؟
كانت القضية في البداية قضية ارتجالية ، و بعضها ممتاز جداً و فيه معاني سامية رائعة
ما كان التركيز فيه على اللحن بقدر ما اكن التركيز على اختيار الكلمات .
لكن الآن ما الذي حصل ؟؟
تطورت القضية .. و أنا أتكلم عن هذا التطور المخيف لأنه في خلال 20 سنة لما تنظر كيف بدأ النشيد مثلاً و إلى أي شيء انتهى الآن و تفكر بعد 20 سنة أخرى تفكر ماذا يمكن أن يحدث .
* كانت أشرطة تسجيل عادي ، و السامع كان لا ينشغل باللحن عن المعنى في بعض الأحيان .
* ثم صارت تُنشد الأناشيد في الممرات الطويلة و الغرف الواسعة من أجل الصدى – نقلة ثانية - .
* ثم اُستخدمت التقنيات و الأجهزة لإضفاء الصدى .
* ثم دخلت تقنيات أخرى حديثة مثل ( الكوردات .. السامبلر .. الهارموني .. التراكات .. الاسرانو ) و غيرها .
* و كذلك صارت توضع أسماء المنشدين و أصحاب الكلمات و صور المنشدين أحياناً على بعض الأغلفة .
و عندما نرجع إلى قضية ما يستعملونه مثلاً
القائد ( صوت المنشد وحده ) الذي يُسمى ( سولو ) و الكورَس و الصوت الجماعي و المضخم بالطبقات المختلفة و ( السبرانو ) و هو الصوت بطبقة عالية كالصياح !
و ( الهارموني ) و ( التراكات ) المأخوذة و هي كلمة انجليزية معناها مسار الأصوات .
هذي مرحلة من المراحل .
لما دخل السامبلر في الأناشيد و صارت القضية بخلفية موسيقية .
لأن هذا السامبلر الموجود الآن في الأناشيد عبارة عن آلة موسيقية تصدر أصوات موسيقية !!!!!!
و العبرة يا أخوان ليست بالآلة .. العبرة بالنتيجة ، فهناك الآن عبر الكمبيوتر أجهزة تصدر أصوات كل المعازف التي في الدنيا ( طبل ، مزمار ، أورج ، عود ، دف ) أي شيء تريده موجود في أزرار .
فالذي يريد أن يضحك علينا !!
يقول : هذا ليس وتر !!
وين الوتر ؟؟ مافيه وتر !! أنا اضغط أزرار .
نقول : نحن أغبياء ؟؟
العبرة بالنتيجة ، و هذه ليست بآلة و هذه ما فيها آلة .
ما هي النتيجة ؟؟
الآن بعض الناس عندهم قدرات يقلّد صوت طبل بحنجرته ! واحد يقلّد صوت عود بحنجرته ! و آخر يقلّد صوت أورج بحنجرته – موجود هذا – و مع المضخمات و الشياء الموسيقية و الأشياء الآلية هذه الفنية
صارت التسجيلات تعطي ما تعطيه الموسيقا
و لو قال : نضرب على المكرفون أو المكرفونات نضرب نضرب نضرب
إذا أعطتك صوت الطبل ما هو المعنى ؟؟
انتهى تلخيص الجزء الأول من محاضرة
الأناشيد ضوابط و محاذير ... للشيخ محمد المنجد
الحمد لله رب العالمين ، و أصلي و أسلم على محمد بن عبد الله خاتم النبيين و المرسلين ، صلى الله عليه و على آله و صحبه أجمعين .
أشهد أن لا إله إلا الله و اشهد أن محمداً رسول الله .
فقد اهتمت الشريعة بالوقت اهتماماً كبيراً و جعلته شرطاً لأكثر العبادات ، و جعلت له قيمة عظيمة
وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِّمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُوراً {62} الفرقان
و كان النبي صلى الله عليه و سلم يغتنم حياته و أوقاته في طاعة الله سبحانه و تعالى ، و كذلك أصحابه رضي الله عنهم ، و كذا السلف يغتنمون الأوقات بالجد في الأعمال الصالحات .
و جاءت هذه الشريعة بتطييب النفوس و إبعادها عن سفاسف الأمور و الحيلولة بين الناس و بين أن يقضوا أوقاتهم في التفاهات و السخف .
إن مسائل الدين و قضاياه ليست على درجة واحدة ..
منها ماهو واجب ، و منها ماهو مستحب .
و كذلك الذنوب .. منها ما هو كبائر ، و منها ما هو صغائر .
و يحتاج المسلم أن يقوم بالواجبات و كذلك يفعل المستحبات و يترك المحرمات ، و يبتعد عن الشبهات و المكروهات .
إن المتأمل لساحتنا اليوم ، يرى أن هناك كثيراً من الخلل و أخطاء تحتاج إلى تصحيح .
لقد حصلت يقظة إسلامية مباركة ، و امتد هذا الدين في عروق الأمة ، و حصلتْ مكاسب كثيرة و أرباح في عالم الصحوة .
و لكن اُبتلينا – و الله سبحانه و تعالى يبتلي – اُبتلينا بأشياء متعددة دخلت علينا ، و أمور وافدة و أجنبية و تأثر بثقافات الآخرين ، و تشبه بالكافرين و الفاسقين و هذه القضية اشار إليها نبيك صلى الله عليه و سلم عندما قال ( لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة ، و النعل بالنعل حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه )إن حدوث الأخطاء و التشبه بالفاسقين و الكافرين و دخول الأشياء الأجنبية على أمور كثيرة و منها عالم الصحوة
و حصول اختراقات فيها أخطاء شرعية ، - حتى فيمن ينتسبون إلى الدين – له أسباب ، و نريد إلقاء الضوء على بعض الخلل في هذا الجانب .
إن الكلام في موضوع ( الزنا ، و الخمر ، و الكبائر ) أمر معروف و واضح لكثير من الناس .
لكن أحيانا لا يتضح للكثير و خصوصاً من بعض الشباب أنواع من دنو الهمة ، و ضياع الأوقات و الاشتغال بالتوافه، خصوصاً عندما تُلبّس بقالب إسلامي أو اسم ديني .
هذه القضية فيها خطورة ، و لأن الكثير قد لا يتنبه لها ، فتدخل إلينا تتدسس دسساً من أناس قد تكون نيتهم طيبة ، لكن بجهل و اتباع هوى وقعوا فيما وقعوا فيه .
هذه التجاوزات و الأخطاء الشرعية التي دخلت علينا في بعض البيوت ، و في حياة الشباب و الشابات ، و الكبار و الصغار .
هذه التجاوزات الشرعية يمكن أن ينخدع بها الكثير .
إن الشخص المسلم إذا قلتَ له ( الزنا ) قال : أعوذ بالله .
و إذا قلتَ ( الخمر ) قال : أعوذ بالله .
و إذا قلت ( الربا ) قال : أعوذ بالله .
فلا يستطيع الشيطان أن يدخل عليه من الباب الصريح الواضح .. لكن ممكن يدخل عليه من الصغائر .. ممكن يلبّس له الصغائر بلباس شرعي .
ممكن أن يشغله بالتافه عن المهم ، و إذا لزم الأمر في النهاية و لم يجد الشيطان إلا إشغاله بالمفضول عن الفاضل لفعل ذلك .
أيها الأخوة ..
إن عدم مراعاة الضوابط الشرعية في المسائل .. تهلكنا ..
إذا وجد حد شرعي في مسألة ، نص شرعي في قضية .. لا يجوز لنا انتهاكها و عدم الانضباط بضوابط الشرعية .
من أسباب عدم مراعاة الضوابط ..
التهاون و إهمال الورع ، و دع ما يريبك إلى مالا يريبك .. هذه الأشياء توقع في التجاوزات الشرعية .
هناك الآن أشياء دخلتْ علينا فيما يُسمى بعالم الصحوة ، نريد أن نتحدث عنها و نبيّن هل هذه فيها تجاوزات .
ماهي هذه التجاوزات ؟؟
و قبل الكلام في موضوعات مثل ما يحصل في التجاوزات في بعض الأشياء الموجودة
كمثل مثلاً : النشيد و الأفلام المدبلجة و المجلات التي تخرج على أنها إسلامية و نحو ذلك .. نريد أن نقدم بمقدمة عن مفهوم البديل الشرعي .
لأن المسألة التي سنتحدث عنها تعتمد على قضية البديل .
ماهو البديل ؟؟ و ما هي طريقة الشريعة في إيجاد البدائل ؟؟ ما هو المفهوم الصحيح للبديل ؟؟
لأننا أحياناً نقدِّم للناس في عالم الدعوة .. نقدم لهم حلول و أشياء كبدائل عن المحرمات يرتكبونها .
نريد أن نعرف صحة البدائل التي نقدمها ننقد أنفسنا ، و نرى هل ما نقدمه صحيح ؟؟
و تسلية النفس بالمباح المعوض عن الحرام ، هذه قضية شرعية .
كما قال ابن القيّم " كل ما يشتهيه الطبع ، أباح الله سبحانه غنية عنه ، و هذا هو الدواء النافع في حق أكثر الناس "
حول موضوع البدائل هناك وقفات :
أولاً / أننا في الجملة عوضنا الله عن الحرام أبواب كثيرة من الحلال .
ثانياً / أن الإرشاد إلى البدائل الشرعية المباحة من الحكمة في الدعوة .
ثالثاً / أنه لا يُشترط أن يكون البديل فيه لذة من نفس الجهة التي يوجد بها لذة المحرم .
رابعاً / يجب أن تكون البدائل شرعية .
الآن الخطر ماهو ؟؟ الانزلاق ماهو ؟؟
إن قضية البدائل هذه التي من المفترض أن تكون شرعية مباحة و مؤقتة لكي يسهل على الناس الانتقال إلى عالم الجدية .
إن هذه البدائل نفسها تتعرض الآن لعواصف هوجاء من التغييرات المخيفة .
فيقول أحد المنشدين :
لما سئل السؤال التالي ... هل النشيد في الوضع الحالي قادر على منافسة الأغاني ؟؟
لاحظ الجواب !
مع احترامي لكل الأناشيد الموجودة في الساحة و التي فيها الكثير من الإبداع و الروائع إلا أنني أعتقد جازماً بوضعها الحالي أنها لن تنافس الأغاني !!
شوف المسألة .. فكّر هل المطلوب منا أن ننافس الأغاني ؟!!
نحن الآن في عالم الدعوة .
فكّر معي .. هل المطلوب منا أننا ننافس الأغاني و نجيب أشياء على مستوى الأغاني ؟!!
فهو يقول : أنها لن تنافس الأغاني و ذلك لأسباب عدة معقدة قد يغضب من كلامي هذا الكثير ، و لكن أقول :
إن وضع النشيد مع السف ضعيفٌ جداً مقارنةً بالغناء الذي يتميز بالزخم الهائل و التنوع في استخدام الآلات الموسيقية الجذابة للمستمع العادي .
هذه حقيقة مؤلمة يغض الكثير من الدعاة الطرف عنها ليعيشوا في عالم الأحلام .
الأناشيد هذه .. طبعاً من العلماء من منعها ، و منهم من أباحها ، و منهم من وضع لها شروطاً .
و دعونا نقول مثلاً : أن الحكم الوسط فيها أنها جائزة بشروط .
ماهي الضوابط ؟؟ و هل انضبطنا بالضوابط أم لا ؟؟
مع الأسف
شريط من الأشِرطة التي يُزعم أنها أشرطة إسلامية نزّل قصيدة ( البردة ) و حذف منها بعض الأبيات بزعمه .
شوف البيات الخطيرة التي رآها هو و تفطن لها
إن لم يكن في معادي آخذاً بيديفضلاً و إلا فقل يا زلة القـدمِ
يا أكرم الخلق مالي من ألوذ بهسواك عند حدوث الحادث العممِ
فإن من جودك الدنيا و ضرتهاو من علومك علم اللوح و القلمِ
هذه القصيدة .. فحذف بعض البيات ، لكن بقيت أبيات أخرى موجودة في الشريط على أنها تُنشد
هو الحبيب الذي ترجـى شفاعتـهلكل هـول مـن الأهـوال مقتحـمِ
و دع ما ادعته النصارى في نبيهمو احكم بما شئتَ مدحاً فيه و احتكمِ
و انسب إلى ذاته ما شئت من شرفٍو احكـم بمـا شئـت مـن عظـمِ
لا طيب يعدل ترباً ضـم أعظمـهطوبـى لمستنشـقٍ منـه و ملتثـمِ
إذاً تراب القبر النبوي طوبى للذي يستنشقه و الذي يلتثمه .
ثم قضية ..
أقسمتُ بالقمر الذي انشق إن = له من قلبي نسبةً مبرورة القسمِ
فهناك أناس يعشقون الألحان ، يعشقون الطرب
حتى لو وُضعتْ كلمات إسلامية .. ايش يعني إذا كانت الآن قضية التمادي في الألحان ، و التطريب و سكر الروح بها بحيث تطغى على سماع القرآن .
التطور الحاصل في الأناشيد ماهو ؟؟
كانت القضية في البداية قضية ارتجالية ، و بعضها ممتاز جداً و فيه معاني سامية رائعة
ما كان التركيز فيه على اللحن بقدر ما اكن التركيز على اختيار الكلمات .
لكن الآن ما الذي حصل ؟؟
تطورت القضية .. و أنا أتكلم عن هذا التطور المخيف لأنه في خلال 20 سنة لما تنظر كيف بدأ النشيد مثلاً و إلى أي شيء انتهى الآن و تفكر بعد 20 سنة أخرى تفكر ماذا يمكن أن يحدث .
* كانت أشرطة تسجيل عادي ، و السامع كان لا ينشغل باللحن عن المعنى في بعض الأحيان .
* ثم صارت تُنشد الأناشيد في الممرات الطويلة و الغرف الواسعة من أجل الصدى – نقلة ثانية - .
* ثم اُستخدمت التقنيات و الأجهزة لإضفاء الصدى .
* ثم دخلت تقنيات أخرى حديثة مثل ( الكوردات .. السامبلر .. الهارموني .. التراكات .. الاسرانو ) و غيرها .
* و كذلك صارت توضع أسماء المنشدين و أصحاب الكلمات و صور المنشدين أحياناً على بعض الأغلفة .
و عندما نرجع إلى قضية ما يستعملونه مثلاً
القائد ( صوت المنشد وحده ) الذي يُسمى ( سولو ) و الكورَس و الصوت الجماعي و المضخم بالطبقات المختلفة و ( السبرانو ) و هو الصوت بطبقة عالية كالصياح !
و ( الهارموني ) و ( التراكات ) المأخوذة و هي كلمة انجليزية معناها مسار الأصوات .
هذي مرحلة من المراحل .
لما دخل السامبلر في الأناشيد و صارت القضية بخلفية موسيقية .
لأن هذا السامبلر الموجود الآن في الأناشيد عبارة عن آلة موسيقية تصدر أصوات موسيقية !!!!!!
و العبرة يا أخوان ليست بالآلة .. العبرة بالنتيجة ، فهناك الآن عبر الكمبيوتر أجهزة تصدر أصوات كل المعازف التي في الدنيا ( طبل ، مزمار ، أورج ، عود ، دف ) أي شيء تريده موجود في أزرار .
فالذي يريد أن يضحك علينا !!
يقول : هذا ليس وتر !!
وين الوتر ؟؟ مافيه وتر !! أنا اضغط أزرار .
نقول : نحن أغبياء ؟؟
العبرة بالنتيجة ، و هذه ليست بآلة و هذه ما فيها آلة .
ما هي النتيجة ؟؟
الآن بعض الناس عندهم قدرات يقلّد صوت طبل بحنجرته ! واحد يقلّد صوت عود بحنجرته ! و آخر يقلّد صوت أورج بحنجرته – موجود هذا – و مع المضخمات و الشياء الموسيقية و الأشياء الآلية هذه الفنية
صارت التسجيلات تعطي ما تعطيه الموسيقا
و لو قال : نضرب على المكرفون أو المكرفونات نضرب نضرب نضرب
إذا أعطتك صوت الطبل ما هو المعنى ؟؟
انتهى تلخيص الجزء الأول من محاضرة
الأناشيد ضوابط و محاذير ... للشيخ محمد المنجد