إعلانات المنتدى


قصيدة في رثاء الأندلس

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

أبو معاذ الجزائري

مزمار ذهبي
11 أكتوبر 2007
1,132
17
38
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد أيوب
علم البلد
هذه قصيدة في رثاء الأندلس عند سقوطها للشاعر ابو البقاء الرندي



لكل شـيءٍ إذا مـا تـم نقصـانُ ** فلا يُغرُّ بطيـب العيـش إنسـانُ
هي الأمـورُ كمـا شاهدتهـا دُولٌ ** مَن سَرَّهُ زَمـنٌ ساءَتـهُ أزمـانُ
وهذه الدار لا تُبقـي علـى أحـد ** ولا يدوم على حـالٍ لهـا شـان
يُمزق الدهر حتمًـا كـل سابغـةٍ ** إذا نبـت مشْرفيّـاتٌ وخُرصـانُ
وينتضي كلّ سيـف للفنـاء ولـوْ ** كان ابنَ ذي يزَن والغمدَ غُمـدان
أين الملوك ذَوو التيجان من يمـنٍ ** وأيـن منهـم أكاليـلٌ وتيجـانُ ؟
وأين مـا شـاده شـدَّادُ فـي إرمٍ ** وأين ما ساسه في الفرس ساسانُ ؟
وأين ما حازه قارون مـن ذهـب ** وأين عـادٌ وشـدادٌ وقحطـانُ ؟
أتى على الكُل أمـر لا مَـرد لـه ** حتى قَضَوا فكأن القوم مـا كانـوا
وصار ما كان من مُلك ومن مَلِك ** كما حكى عن خيال الطّيفِ وسْنانُ
دارَ الزّمانُ علـى (دارا) وقاتِلِـه ** وأمَّ كسـرى فمـا آواه إيــوانُ
كأنما الصَّعب لم يسْهُل لـه سبـب ** ُيومًـا ولا مَلـكَ الدُنيـا سُليمـانُ
فجائـعُ الدهـر أنـواعٌ مُنـوَّعـة ** وللزمـان مـسـرّاتٌ وأحــزانُ
وللحـوادث سُـلـوان يسهلـهـا ** وما لما حـلّ بالإسـلام سُلـوانُ
دهى الجزيرة أمرٌ لا عـزاءَ لـه ** هـوى لـه أُحـدٌ وانهـدْ ثهـلانُ
أصابها العينُ في الإسلام فارتزأتْ ** حتى خَلت منـه أقطـارٌ وبُلـدانُ
فاسأل (بلنسيةً) ما شأنُ (مُرسيـةً) ** وأينَ (شاطبـةٌ) أمْ أيـنَ (جَيَّـانُ)
وأين (قُرطبـة)ٌ دارُ العلـوم فكـم ** من عالمٍ قد سما فيهـا لـه شـانُ
وأين (حْمص)ُ وما تحويه من نزهٍ ** ونهرهُا العَـذبُ فيـاضٌ ومـلآنُ
قواعدٌ كـنَّ أركـانَ البـلاد فمـا ** عسى البقاءُ إذا لـم تبـقَ أركـانُ
تبكي الحنيفيةَ البيضاءُ من ! ;أسفٍ ** كما بكى لفـراق الإلـفِ هيمـانُ
على ديار مـن الإسـلام خاليـة ** قد أقفرت ولهـا بالكفـر عُمـرانُ
حيث المساجد قد صارت كنائسَ ما ** فيهـنَّ إلا نواقـيـسٌ وصُلـبـانُ
حتى المحاريبُ تبكي وهي جامـدةٌ ** حتى المنابرُ ترثي وهـي عيـدانُ
يا غافلاً وله في الدهـرِ موعظـةٌ ** إن كنت في سِنَةٍ فالدهـرُ يقظـانُ
وماشيًـا مرحًـا يلهيـه موطنـهُ ** أبعد حمصٍ تَغرُّ المرءَ أوطـانُ ؟
تلك المصيبةُ أنسـتْ مـا تقدمهـا ** وما لها مع طولَ الدهـرِ نسيـانُ
يا راكبين عتاق الخيـلِ ضامـرةً ** كأنها في مجـال السبـقِ عقبـانُ
وحاملين سيُـوفَ الهنـدِ مرهفـةُ ** كأنها فـي ظـلام النقـع نيـرانُ
وراتعين وراء البحـر فـي دعـةٍ ** لهـم بأوطانهـم عـزٌّ وسلطـانُ
أعندكـم نبـأ مـن أهـل أندلـسٍ ** فقد سرى بحديثِ القومِ رُكبـانُ ؟
كم يستغيث بنا المستضعفون وهـم ** قتلى وأسرى فما يهتـز إنسـان ؟
ماذا التقاُطع فـي الإسـلام بينكـمُ ** وأنتـمْ يـا عبـادَ الله إخـوانُ ؟
ألا نفـوسٌ أبَّـاتٌ لـهـا هـمـمٌ ** أما على الخيرِ أنصـارٌ وأعـوانُ
يا من لذلـةِ قـومٍ بعـدَ عزِّهـمُ ** أحـال حالهـمْ جـورُ وطُغيـانُ
بالأمس كانوا ملوكًا فـي منازلهـم ** واليومَ هم في بلاد الكفـرِّ عُبـدانُ
فلو تراهم حيـارى لا دليـل لهـمْ ** عليهمُ مـن ثيـابِ الـذلِ ألـوانُ
ولو رأيـتَ بكاهُـم عنـدَ بيعهـم ** ُلهالكَ الأمرُ واستهوتـكَ أحـزانُ
يا ربَّ أمّ وطفـلٍ حيـلَ بينهمـا ** كمـا تـفـرقَ أرواحٌ وأبــدانُ
وطفلةً مثل حسنِ الشمسِ إذ طلعت ** كأنمـا هـي ياقـوتٌ ومرجـانُ
يقودُها العلـجُ للمكـروه مكرهـةً ** والعيـنُ باكيـةُ والقلـبُ حيـرانُ
لمثل هذا يبكي القلـبُ مـن كمـدٍ ** إن كان في القلبِ إسـلامٌ وإيمـانُ
 

محمد الجنابي

عضو شرف
عضو شرف
9 فبراير 2007
15,361
18
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
رد: قصيدة في رثاء الأندلس

بارك الله فيك اخي الكريم

لا حول ولا قوه الا بالله
 

العفو عند المقدرة

مزمار داوُدي
4 يوليو 2007
7,874
13
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
عبد الباسط عبد الصمد
رد: قصيدة في رثاء الأندلس

بارك الله فيك اخانا الكريم اللهم نصر المسلمين في كل مكان
جزاك الله خيرا
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع