رد: سؤال عن الصلاة السرية والجهرية
أهلاً أخي عاصم معنا في (مزامير)
حسب ما تعلّمناه من مشايخنا فإن ترتيب الصلوات و عدد ركعاتها و صفاتها (جهريّة أو سريّة) أمورٌ تعبّديّة يتعبّدنا الله بها و قد خفيت حِكمَتُها -أو حِكَمُها- على كثيرٍ من أهل العلم -مع الجزم بوجودها لأن أفعال الله تعالى و أوامرَه كلها عن علمٍ و حكمةٍ-
التعبّدُ كما يكون بإقامتِها على الصفة التي أُمِرنا بها -"صلّوا كما رأيتموني أصلّي"- يكون أيضاً بالتسليم الكامل لأوامر الله تعالى و الإذعان لأحكامه و إن خَفِيَتْ علينا حِكَمُها
لأن الأصلَ هو الامتثال للأمر و إن لم نعلم الحكمةَ منهُ, لكن إن ظهرت الحِكمةُ من ذلك الأمر كان تثبيتاً لأنفسنا و اطمئناناً لقلوبنا و انشراحاً لصدورنا بالقيام بذلك الأمر
فالواجب الالتزام بما صحّ عن خير الأنام (ص) القائل: "صلّوا كما رأيتموني أصلّي" و لا ينبغي التقديم بين يدي الله و رسوله باستحساناتٍ عقليّة فهي أوّلُ الخطى إلى الزيادات البدعيّة
كما ينبغي المحافظة على صلاة الجماعة في المسجد إلا من عذر, و التارك لها صلاتُهُ صحيحة مع وزر ترك صلاة الجماعة, و محلّ تفصيل هذا تجده في كتاب "الصلاة و حكم تاركها" لشيخ الإسلام شمس الدين ابن القيّم رحمه الله تعالى
فائدة: قال الشيخ العثيمين رحمه الله تعالى عن النساء اللائي يصلّين في بيوتهنّ الصلوات الجهريّة (الفجر-المغرب-العشاء) أنه يجوز لهنّ الجهر فيها إن أمِنَّ عدم وصول صوتهنّ للرجال الأجانب
والله تعالى أعلم و ننتظر طلبة العلم في منتدانا للتعقيب و الاستدراكـ