إعلانات المنتدى


تفسير التردد, و حُكُمُهُ على الله

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

الكاسر

مزمار داوُدي
27 فبراير 2006
4,050
12
0
الجنس
ذكر
الفتوى رقم: 265

الصنف: فتاوى العقيدة والتوحيد



في اعتبار التردُّد صفة لله عزّ وجلّ



السؤال: جاء في الحديث المشهورِ الذي رواه البخاري: «مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا…» في آخره: «وَمَا تَرَدَّدْتُ فِي شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ»، فهل يعتبر التردُّد صفةً لله عزّ وجلّ؟



الجواب: الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على من أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أمّا بعد:

فإنّ حقيقةَ التردّد أن يكون الشيءُ الواحدُ مُرادًا من وجهٍ مكروهًا من وجهٍ مع لزوم ترجيح أحد الجانبين، مثل إرادة المريض لدوائه الكريه وحصول الترجيح بتناوله مع كُرْهِهِ له، وكذلك ترجيح القتال مع كرههم له أو التزام الطاعات مع حصول المكاره في قوله تعالى: ﴿كُتِبَ عَلَيْكُمُ القِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ﴾ [البقرة: 216]، وقولِه صَلَّى الله عليه وآله وسَلَّم: «حُفَّتِ النَّارُ بِالشَّهَوَاتِ، وَحُفَّتِ الجَنَّةُ بِالمَكَارِهِ»(١)، ومنه يتبيَّنُ أنّ الله تعالى يحبّ محبوبَه الذي يتقرَّب إليه بالفرائض والنوافل، فيحبّ ما يحبُّه ويكره ما يكرهه، فالله تعالى يكره أن يسيء لمحبوبه بالموت لأنّه يكرهه، غير أنّ الله تعالى قضى بالموت، فكلّ ما قضى به فهو يريده ولا بدّ من حصوله، وحصوله مع مساءة لمحبوبه، فصار الموت مرادًا لله تعالى من وجه، مكروهًا له من وجه وهذا معنى التردُّد مع ترجيح إرادة الموت وكراهة مساءة عبده. وضمن هذا المنظور يقول شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: «فبيّن -سبحانه- أنّه يتردّد، لأنّ التردّدَ تعارض إرادتين، فهو سبحانه يحبّ ما يحبّ عبدُه، ويكره ما يكرهه، وهو يكره الموت، فهو يكرهه كما قال: «وَأَنَا أَكْرَهُ مُسَاءَتَهُ»(٢)، وهو -سبحانه- قد قضى بالموت، فسمّى ذلك تردّدًا ثمّ بيّن أنّه لابدّ من وقوع ذلك»(٣).

والعلمُ عند الله تعالى، وآخر دعوانا أنِ الحمد لله ربِّ العالمين، وصَلَّى اللهُ على نبيِّنا محمّد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، وسلّم تسليمًا.



الجزائر في: 30 جمادى الثانية 1426ﻫ
الموافق ﻟ: 5 أوت 2005م

_____________________________________________________
١- أخرجه مسلم في «صفة القيامة والجنة والنار» (7308)، والترمذي في «صفة الجنة» (2757)، وأحمد (12875)، من حديث أنس رضي الله عنه.

٢- أخرجه البخاري في «الرقاق» (6502)، والبيهقي (21508)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

٣- «مجموع الفتاوى»: (10/58-59).


 

أبو معاذ الجزائري

مزمار ذهبي
11 أكتوبر 2007
1,132
17
38
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد أيوب
علم البلد
رد: تفسير التردد, و حُكُمُهُ على الله

يحفض الله شيخنا محمد علي ، وجعله ذخرا لنا آمين
 

ام محي

مزمار كرواني
22 سبتمبر 2007
2,712
0
0
رد: تفسير التردد, و حُكُمُهُ على الله

بارك الله فيك
 

فالح الخزاعي

مدير عام سابق وعضو شرف
عضو شرف
27 أغسطس 2005
11,537
84
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
رد: تفسير التردد, و حُكُمُهُ على الله

بارك الله فيك أخي جمال وفي الشيخ محمد حفظه الله
 

العفو عند المقدرة

مزمار داوُدي
4 يوليو 2007
7,874
13
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
عبد الباسط عبد الصمد
رد: تفسير التردد, و حُكُمُهُ على الله

بارك الله فيك اخانا الحبيب وجعل هذا العمل في ميزان حسناتكم يوم القيامه
 

وسام الإسافني

مشرف سابق
15 أكتوبر 2005
2,341
1
0
الجنس
ذكر
رد: تفسير التردد, و حُكُمُهُ على الله

بارك الله فيك أخي جمال وفي الشيخ محمد حفظه الله
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع