- 11 أكتوبر 2007
- 1,132
- 17
- 38
- الجنس
- ذكر
- القارئ المفضل
- محمد أيوب
- علم البلد
-
إن من القصور الذي نعيشه اليوم ، أننا نعلم كلام أهل العصر ، ونقصر في تتبع وتدبر كلام سلفنا الصالح ،وقد قال ابن رجب الحنبلي في كتابه فضل علم السلف على الخلف [ كلام السلف قليل كثير الفائدة ، وكلام الخلف كثير قليل الفائدة ]
فلأجل هذا جمعت لكم بعض كلام سلفنا الصلح ، من صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ألا وهو ابن أم عبد إنه الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-، كان مولى لعقبة بن أبي معيط، يرعى غنمه في شعاب مكة، فمرَّ عليه النبي صلى الله عليه وسلم ومعه الصديق -رضي الله عنه- ذات يوم، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (يا غلام هل من لبن؟).
فقال عبد الله: نعم، ولكني مؤتمن، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فهل من شاة حائل لم ينـز عليها الفحل). فقال: نعم، ثم أعطاه شاة ليس في ضرعها لبن، فمسح رسول الله صلى الله عليه وسلم ضرعها بيده الشريفة، وهو يتمتم ببعض الكلمات، فنزل اللبن بإذن الله، فحلبه الرسول بيده في إناء، وشرب، وسقى أبا بكر، ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم للضرع: (اقلص)، فجف منه اللبن، فقال عبد الله في دهشة وتعجب: علمني من هذا القول الذي قلته. فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم في رفق ومسح على رأسه، وصدره وقال له: (إنك غُليِّم معلم)، ثم تركه وانصرف. [أحمد].
سرت أنوار الهداية في عروق ابن مسعود، فعاد إلى سيده بالغنم، ثم أسرع إلى
مكة يبحث عن ذلك الرجل وصاحبه حتى وجده، وعرف أنه نبي مرسل، فأعلن
ابن مسعود إسلامه بين يديه، وكان بذلك سادس ستة يدخلون في الإسلام
هو أول من جهر بالقرآن ، وهو صاب طهور ونعل النبي صلى الله عليه وسلم ،
وكان ابن مسعود أعلم أصحاب رسول الله بقراءة القرآن، ومن أنداهم صوتًا به، ولذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (استقرئوا القرآن من أربعة: من عبد الله بن مسعود، وسالم مولى أبي حذيفة، وأبي بن كعب، ومعاذ بن جبل) [البخاري].
وقال صلى الله عليه وسلم: (من سره أن يقرأ القرآن غضًّا كما أنزل، فليقرأه على قراءة ابن أم عبد) [البزار].
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب سماع القرآن منه، فقال له ذات مرة: (اقرأ عليَّ)، فقال عبد الله: أقرأ عليك وعليك أنزل؟ قال: (أني أحب أن أسمعه من غيري)، فقرأ ابن مسعود من سورة النساء حتى وصل إلى قوله تعالى: {فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدًا}[النساء: 14]، فبكى رسول الله وقال: (حسبك الآن)[البخاري].
وكان ابن مسعود يقول: أخذت من فم رسول الله سبعين سورة. وكان يقول عن نفسه كذلك: أني لأعلم الصحابة بكتاب الله، وما أنا بخيرهم، وما في كتاب الله سورة ولا آية إلا وأنا أعلم فيما نزلت ومتى نزلت
وكان عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- يقول: كان النبي صلى الله عليه وسلم يعرض القرآن على جبريل في كل عام مرة، فلما كان العام الذي مات فيه النبي عرضه عليه مرتين، وحضر ذلك عبد الله بن مسعود، فعلم ما نسخ من ذلك وما بدل.
وقال حذيفة -رضي الله عنه-: لقد علم المحفظون من أصحاب رسول الله ( أن عبد الله بن مسعود
فقد أوصانا به نبينا صلى الله عليه وسلم فقال : [ تمسكوا بعهد ابن أم عبد ]
وقال صلى الله عليه وسلم : [ قد رضيت لأمتي ما رضي لها ابن أم عبد ]وقال صلى الله عليه وسلم : [ رضيت لكم ما رضي لكم ابن أم عبد ]وقال صلى الله عليه وسلم : [ من سره أن يقرأ القرآن غضا طريا كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد ]وقال رضي الله عنه : [ لو أن أعلم أن على الأرض أحدا يعلم في كتاب الله أكثر مما أعلم ، تبلغه المطى لرحلة إليه ]
وكان رضي الله عنه أشبه الناس هديا ، وسمتا ، بالنبي صلى الله عليه وسلم ، توفي رضي الله عنه سنة (32 هـ)، وعمره قد تجاوز (60)، و وصاياه قد حفظت ونقلت لنا من أصحابه وتلاميذه ، وهذه بعض منها
1- قال رضي الله عنه في أهل القرآن : [ ينبغي لصاحب القرآن أن يعرف بنهاره إذا الناس مفطرون ، وبليله إذا الناس نائمون ]
وقال رضي الله عنه : [ لا تنثروه نثر الدقل (القرآن) ، ولا تهذوه هذ الشعر ، قفو عند عجائبه ، وحركوا به القلوب ]
وقال رضي الله عنه : [ إذا سمعت يا أيها الذين أمنوا ، فأرعها سمعك ، فإنها إما خير تؤمر به ، وإما شر تنهى عنه ]
2- رأى مرة يتبعونه ، ورأى العدد يزيد ،فقال لهم رضي الله عنه : [ لو تعلمون ذنوبي ماوطأ عقبي اثنان ، ولحثيتم التراب على رأسي ، ولوددت أن الله غفر لي ذنبا من ذنوبي ، وأني أدعى عبدالله ابن روثه ]
3- وقال رضي الله عنه : [ إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت رأس جبل ، يخاف أن يقع عليه ، وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب مر على أنفه ، فقال به هكذا فذبه عنه ]
ٍٍ
4- وقال رضي الله عنه : [ اعتبروا الناس بأخدانهم ، فإن المرء لا لايخادن إلا من يعجبه ]
وهذا مأخوذ من قوله صلى الله عليه وسلم [ المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل ]
5- وقال رضي الله عنه : [ إنكم في زمان كثير علماؤه ، قليل خطباؤه ، وسيأتي بعدكم زمان قليل علماؤه ، كثير خطباؤه ]
قالها رضي الله عنه ليحذر الناس عن الابتعاد عن طريق أهل العلم ، وإتيان طريق الخطباء ، لا للتزهيد فيهم ، بل إذا تعارض لك قول العالم مع قول الخاطب فلتأخذ بقول العالم
6- وقال رضي الله عنه : [ إنها ستكون أمور مشتبهات ، فعليكم بالتؤدة ، فإن الرجل يكون تابعا في الخير ، خير من أن يكون رأسا في الضلالة ]
7- قال رضي الله عنه [ إنما هذه القلوب أوعية ، فاشغلوها بالقرآن ، ولا تشغلوها بغيره
8- قال رضي الله عنه [ إنك مادمت في الصلاة فإنك تقرع باب الملك ، ومن يكثر قرع باب الملك يفتح له ]
9- قال رضي الله عنه [ إن الرجل لا يولد عالما وإنما العلم بالتعلم ]
وهذا مأخوذ من قوله صلى الله عليه وسلم : [ إنما العلم بالتعلم ، وإنما الحلم بالتحلم ، ومن يتحرى الخير يعطه ، ومن يتوقى الشر يوقه ]
10- قال رضي الله عنه [ لا يزال الناس بخير، ما أخذوا العلم عن أمنائهم وعلمائهم ، فإذا أخذوا من شرارهم وصغارهم هلكوا ]
11- سأله مرة أحدهم قائلا [ ياأبا عبدالرحمن علمني كلمات جوامع نوافع ]
فقال رضي الله عنه : [ أعبد الله ولا تشرك به شيئا ، وزل مع القرآن حيثما زال ، ومن جاءك بالحق فاقبل منه وإنكان بعيدا بغيضا ، ومن جاءك بالباطل فرد عليه وإن كان حبيبا قريبا ]
12-قال رضي الله عنه [ من نصر قومه على غير الحق ، فهو كالبعير الذي ردي في مهواة ، فهو ينزع بذنه ]
من كلام الشيخ صالح آل الشيح حفضه الله
فلأجل هذا جمعت لكم بعض كلام سلفنا الصلح ، من صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ألا وهو ابن أم عبد إنه الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-، كان مولى لعقبة بن أبي معيط، يرعى غنمه في شعاب مكة، فمرَّ عليه النبي صلى الله عليه وسلم ومعه الصديق -رضي الله عنه- ذات يوم، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (يا غلام هل من لبن؟).
فقال عبد الله: نعم، ولكني مؤتمن، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فهل من شاة حائل لم ينـز عليها الفحل). فقال: نعم، ثم أعطاه شاة ليس في ضرعها لبن، فمسح رسول الله صلى الله عليه وسلم ضرعها بيده الشريفة، وهو يتمتم ببعض الكلمات، فنزل اللبن بإذن الله، فحلبه الرسول بيده في إناء، وشرب، وسقى أبا بكر، ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم للضرع: (اقلص)، فجف منه اللبن، فقال عبد الله في دهشة وتعجب: علمني من هذا القول الذي قلته. فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم في رفق ومسح على رأسه، وصدره وقال له: (إنك غُليِّم معلم)، ثم تركه وانصرف. [أحمد].
سرت أنوار الهداية في عروق ابن مسعود، فعاد إلى سيده بالغنم، ثم أسرع إلى
مكة يبحث عن ذلك الرجل وصاحبه حتى وجده، وعرف أنه نبي مرسل، فأعلن
ابن مسعود إسلامه بين يديه، وكان بذلك سادس ستة يدخلون في الإسلام
هو أول من جهر بالقرآن ، وهو صاب طهور ونعل النبي صلى الله عليه وسلم ،
وكان ابن مسعود أعلم أصحاب رسول الله بقراءة القرآن، ومن أنداهم صوتًا به، ولذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (استقرئوا القرآن من أربعة: من عبد الله بن مسعود، وسالم مولى أبي حذيفة، وأبي بن كعب، ومعاذ بن جبل) [البخاري].
وقال صلى الله عليه وسلم: (من سره أن يقرأ القرآن غضًّا كما أنزل، فليقرأه على قراءة ابن أم عبد) [البزار].
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب سماع القرآن منه، فقال له ذات مرة: (اقرأ عليَّ)، فقال عبد الله: أقرأ عليك وعليك أنزل؟ قال: (أني أحب أن أسمعه من غيري)، فقرأ ابن مسعود من سورة النساء حتى وصل إلى قوله تعالى: {فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدًا}[النساء: 14]، فبكى رسول الله وقال: (حسبك الآن)[البخاري].
وكان ابن مسعود يقول: أخذت من فم رسول الله سبعين سورة. وكان يقول عن نفسه كذلك: أني لأعلم الصحابة بكتاب الله، وما أنا بخيرهم، وما في كتاب الله سورة ولا آية إلا وأنا أعلم فيما نزلت ومتى نزلت
وكان عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- يقول: كان النبي صلى الله عليه وسلم يعرض القرآن على جبريل في كل عام مرة، فلما كان العام الذي مات فيه النبي عرضه عليه مرتين، وحضر ذلك عبد الله بن مسعود، فعلم ما نسخ من ذلك وما بدل.
وقال حذيفة -رضي الله عنه-: لقد علم المحفظون من أصحاب رسول الله ( أن عبد الله بن مسعود
فقد أوصانا به نبينا صلى الله عليه وسلم فقال : [ تمسكوا بعهد ابن أم عبد ]
وقال صلى الله عليه وسلم : [ قد رضيت لأمتي ما رضي لها ابن أم عبد ]وقال صلى الله عليه وسلم : [ رضيت لكم ما رضي لكم ابن أم عبد ]وقال صلى الله عليه وسلم : [ من سره أن يقرأ القرآن غضا طريا كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد ]وقال رضي الله عنه : [ لو أن أعلم أن على الأرض أحدا يعلم في كتاب الله أكثر مما أعلم ، تبلغه المطى لرحلة إليه ]
وكان رضي الله عنه أشبه الناس هديا ، وسمتا ، بالنبي صلى الله عليه وسلم ، توفي رضي الله عنه سنة (32 هـ)، وعمره قد تجاوز (60)، و وصاياه قد حفظت ونقلت لنا من أصحابه وتلاميذه ، وهذه بعض منها
1- قال رضي الله عنه في أهل القرآن : [ ينبغي لصاحب القرآن أن يعرف بنهاره إذا الناس مفطرون ، وبليله إذا الناس نائمون ]
وقال رضي الله عنه : [ لا تنثروه نثر الدقل (القرآن) ، ولا تهذوه هذ الشعر ، قفو عند عجائبه ، وحركوا به القلوب ]
وقال رضي الله عنه : [ إذا سمعت يا أيها الذين أمنوا ، فأرعها سمعك ، فإنها إما خير تؤمر به ، وإما شر تنهى عنه ]
2- رأى مرة يتبعونه ، ورأى العدد يزيد ،فقال لهم رضي الله عنه : [ لو تعلمون ذنوبي ماوطأ عقبي اثنان ، ولحثيتم التراب على رأسي ، ولوددت أن الله غفر لي ذنبا من ذنوبي ، وأني أدعى عبدالله ابن روثه ]
3- وقال رضي الله عنه : [ إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت رأس جبل ، يخاف أن يقع عليه ، وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب مر على أنفه ، فقال به هكذا فذبه عنه ]
ٍٍ
4- وقال رضي الله عنه : [ اعتبروا الناس بأخدانهم ، فإن المرء لا لايخادن إلا من يعجبه ]
وهذا مأخوذ من قوله صلى الله عليه وسلم [ المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل ]
5- وقال رضي الله عنه : [ إنكم في زمان كثير علماؤه ، قليل خطباؤه ، وسيأتي بعدكم زمان قليل علماؤه ، كثير خطباؤه ]
قالها رضي الله عنه ليحذر الناس عن الابتعاد عن طريق أهل العلم ، وإتيان طريق الخطباء ، لا للتزهيد فيهم ، بل إذا تعارض لك قول العالم مع قول الخاطب فلتأخذ بقول العالم
6- وقال رضي الله عنه : [ إنها ستكون أمور مشتبهات ، فعليكم بالتؤدة ، فإن الرجل يكون تابعا في الخير ، خير من أن يكون رأسا في الضلالة ]
7- قال رضي الله عنه [ إنما هذه القلوب أوعية ، فاشغلوها بالقرآن ، ولا تشغلوها بغيره
8- قال رضي الله عنه [ إنك مادمت في الصلاة فإنك تقرع باب الملك ، ومن يكثر قرع باب الملك يفتح له ]
9- قال رضي الله عنه [ إن الرجل لا يولد عالما وإنما العلم بالتعلم ]
وهذا مأخوذ من قوله صلى الله عليه وسلم : [ إنما العلم بالتعلم ، وإنما الحلم بالتحلم ، ومن يتحرى الخير يعطه ، ومن يتوقى الشر يوقه ]
10- قال رضي الله عنه [ لا يزال الناس بخير، ما أخذوا العلم عن أمنائهم وعلمائهم ، فإذا أخذوا من شرارهم وصغارهم هلكوا ]
11- سأله مرة أحدهم قائلا [ ياأبا عبدالرحمن علمني كلمات جوامع نوافع ]
فقال رضي الله عنه : [ أعبد الله ولا تشرك به شيئا ، وزل مع القرآن حيثما زال ، ومن جاءك بالحق فاقبل منه وإنكان بعيدا بغيضا ، ومن جاءك بالباطل فرد عليه وإن كان حبيبا قريبا ]
12-قال رضي الله عنه [ من نصر قومه على غير الحق ، فهو كالبعير الذي ردي في مهواة ، فهو ينزع بذنه ]
من كلام الشيخ صالح آل الشيح حفضه الله