إعلانات المنتدى


أوربا والإسلام

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

ben_tachfine

مزمار داوُدي
13 ديسمبر 2005
3,858
9
38
الجنس
ذكر
(بسم الل)

بقلم الأخ حامد الإدريس، ابن العم العزيز :)

لقد كان من قَدَرِ الله سبحانه أن اهتمَّ المسلمون في فُتوحِهم بمشارق الأرض أكثرَ من اهتمامهم بمغاربها، إذ كانت حضاراتُ الأمم في تلك الناحية من الأرض، فكان الفرس والروم في شمال وشرق الجزيرة العربية، ولم يكن في أوربا من الحضارة ما يعد قيمًا إلى درجة أن تهتم به هذه الأمةُ الصاعدة، التي أخذت على كاهلها أن تقمع الظلمَ وتخلص العالمَ، فاتجهت إلى القوى العالمية آنذاك، ولم تحفل للبربر في أوروبا، ولم تعرهم اهتمامًا.

دخل الإسلام أوربا في نهايات القرن الأول، وبالتحديد سنة 92 للهجرة، عندما عبر طارق بن زياد المحيط، ووطئ أوربا ثلاثون ألفًا من أتباع محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- يوم لم تكن الأمة غثاء كغثاء السيل، ففتحوا أوربا، ووصلوا بعد ثلاث سنوات إلى حدود مدينة باريس، حيث لا يفصلهم عنها إلا ثلاثون كيلومتر، ولولا هزيمةُ المسلمين في معركة بلاط الشهداء، التي وقعت قرب مدينة بواتيه الفرنسية، وحشد لها النصارى أربعَمائة ألف مقاتل، لكان حالُ عالمنا اليوم أحسنَ بكثير، ولكنها الأقدارُ تجري في أعنتها، وربك فعال لما يريد.

وكان لأوربا موعدٌ آخرُ مع المسلمين، لكن من جهة أخرى ، ومن لون آخر، إنهم الأتراك العثمانيون الذين رفعوا راية الإسلام مدة من الزمن، فبدأوا يوجهون حملاتِهم إلى أوربا بعد أن أثخنوا في روسيا، فغزاهم السلاطين العثمانيون، وكانت قلعة مدينة بلغراد سدًّا منيعًا في وجه المسلمين، إلى أن دكتها مدافعُ السلطان سليمان القانوني ففتحت المدينة سنة 927هـ، وانطلق هذا السلطان المجاهد فلم ترده إلا أسوارُ فيينا التي لم يستطع أن يَجُرَّ مدافعَه إليها بسبب الوحل والأمطار، وقَفَل عنها ليعود إليها جيشُ السلطان محمد الرابع بعد قرن ونصف، وبالتحديد في سنة 1094هـ، وكاد أن يفتحها لولا خيانةُ أحد قواده، لتقبع أوربا في الظلام مزيدًا من السنين. والله غالب على أمره.

دارت الأيام، وانقلبت الأحوال، وهوت أمةُ الإسلام بعدما تخلت عن قيادتها للبشرية، فتداعت عليها الأممُ كما تتداعى الأكلةُ إلى قصعتها، ودُخل على المسلمين في ديارهم، واغتُصبت بلدانهم، واستبيحت بيضتهم. وتغيرت الحال حتى أصبحت دولة الخلافة تتملق إلى أوربا بشتى أنواع التملق كي تقبلها عضوًا في اتحادها، وتغفر لها ماضيها المشرق، لكن هيهات {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ} [البقرة: 120].

وجاء عصر (العلمانية)، وتداخلت أجزاء العالم بعضها ببعض، واحتك الناس بالمسلمين، فوقعت أوربا فيما أرادت ألا تقع فيه، وهُدرت دماؤها التي سالت في مواجهة الإسلام، وضاعت جهودُها في محاولة طمس أنواره، ولم تستطع أن تمنع نفسها من الإعجاب بهذا الدين، ولم تتمكن من مقاومة تأثيره، فانبعث الإسلام في أوربا من جديد، ليس من جنوبها كما في المرة الأولى، وليس من شرقها كما في المرة الثانية، بل ولد الإسلام هذه المرة في عقر دارها، وترعرع في دروبها، وتشربته أفئدةُ أبنائها، وبدأ هذا الدين -الذي طردته أوربا شر طردة، وقتلت أبناءه شر تقتيل- ينتشر بين أرجائها كالنار في الهشيم، وكضوء النهار في الليل البهيم، بسرعة لم تعرفها أوربا من قبل، حتى أصبح الدينَ الأول في الانتشار على الصعيد العالمي، بل أسلم في فرنسا وحدها سنة 2004م ما يزيد عن 50 ألف شخص، ومن الطريف أن منتخبهم الذي يحمل علمَهم في كرة القدم به سبعة مسلمين {يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} [الصف: 8].

وقد كان من عجيب صنع الله لهذا الدين، أن كانت الجاليةُ العربية التي استقدمتها أوربا بغرض احتقارها في مهن وأعمال مرهقة، هي الطلائع الأولى لهذا الفتح الإسلامي الجديد، الذي غزاهم بما ليس لهم به طاقة، وهاجمهم بما لا قبل لهم به، لتتكرر قصةُ الحق حين يواجه الباطل، والنور حين يواجه الظلام، فاستسلمت أوربا لهذا الغزو الذي لم تشعر به، ولم تنتبه إلا وبها ما يزيد عن اثني عشر مليون مسلم، وأصبح في باريس وحدها 97 مسجدًا، وأصبحت الشرطة الفرنسية هي من يقوم على تنظيم الطرق التي تغلق بسبب المصلين، قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ} [الأنفال: 36].

لقد أظهر الإسلامُ أنه الحق الذي يلامس الفطرة ويخالط القلوب، وأثبت أنه الدين الوحيد، الذي يعتنقه الناسُ بمجرد قراءة كتيب أو سماع شريط، بخلاف الديانة النصرانية التي بلغت مؤسساتُها حول العالم ربع مليون مؤسسة تنصيرية أنفق على نشر باطلها في عام 1991م حوالي 181 مليار دولار[1]؛ ومع كل ما أوتوه من قوة وجبروت، وكل ما مكنته لهم الحضارةُ من أساليب التأثير والإغراء، ومع ما وصل إليه المسلمون من ضعف وبعد عن الإسلام، ومع كل ما ينفق من أموال ويبذل من جهود، فإن عدد المرتدين من المسلمين قليل ولله الحمد، وما زالت كلمة التوحيد إعصارًا يشتت رياحهم، وشمسًا تعشي أبصارهم، وهداية تسبق ضلالهم.

وما زلنا إلى اليوم نرى فلذاتِ أكباد أوربا يقبلون على الله أفواجًا، وما زلنا نسمع ألسنتهم الأعجمية تتعتع لتنطق بالشهادتين، لتعلن للعالم أنه ليس بين الناس والإسلام إلا أن يعرفوه حق المعرفة، وهذا ما تحاول الكنيسة وجندها الحيلولة دون وقوعه، تمامًا كما كان أسلافهم الأولون {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآَنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ} [فصلت: 26].

إن الإسلام ينتشر في أوربا انتشارًا كبيرًا، ينتشر بعدد المتحولين إلى الإسلام، وينتشر بعدد المواليد الجدد من أبناء المسلمين، ممن يحققون ما رُوِي عن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- مرسلا: (تكاثروا تناسلوا فإني مُباهٍ بكم الأممَ يوم القيامة)، بخلاف النصارى الذين ينقص عددُهم يومًا بعد يوم، فلو استمر الحال على ما هو عليه اليوم، لتغيرت الخارطة الدينية في أوربا بعد عقد أو عقدين.
لكن إلى متى سيسكت أعداء الإسلام على هذا النصر العظيم؟

إن الكنيسة النصرانية بجنودها وبابواتها لن تترك لهؤلاء الحرية في أن يختاروا ما يريدونه لأنفسهم، ولن تترك الإسلام يستوطن الأرض التي قاتل آباؤهم ليحُولوا بينه وبينها، فلابد للشر أن يثور ولا بد لهذه الطائفة أن تعيد عملها القديم، وأن تصد عن سبيل الله بكل ما تستطيع، وذلك طبقًا لما أخبر الله عنهم في كتابه إذ يقول : {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آَمَنَ تَبْغُونَهَا عِوَجًا وَأَنْتُمْ شُهَدَاءُ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} [آل عمران: 99]، لقد أدركوا خطر اجتياح الإسلام لبلادهم، لكنهم لا يستطيعون التخلص من القيود الفكرية التي وضعوها لأنفسهم، والمبادئ التي أسسوا عليها ديموقراطيتهم، فكم هاجموا المسلمين بهذا السلاح الذي ارتد عليهم ولله الحمد، حتى أصبح شعارًا يحمي المسلمين ويحمي الدعوة الإسلامية في كل أرجاء الأرض {وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} [الأنفال: 30].

لن يتمكن هؤلاء من أن يستخفوا خلف هذه الأقنعة إلى الأبد، وقد بدأنا نسمع ونرى وجوهًا قبيحة لم تعد تتحمل وجودَ مسجد أو ملتحٍ أو محجبة، وقد بدأت هذه الوجوه تتجمع، وبدأ مكرها يكبر {قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآَيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ هَا أَنْتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ} [آل عمران: 118-119].

فهل ستدوم هذه الابتسامات؟
وهل سيكتفي هؤلاء بمجرد التحذير والتنديد؟
وهل ستبقى أوربا محضناً للدعوة والدعاة؟

والحمد لله رب العالمين.
ـــــــــــــــــــــــــــ
[1] الإحصائيات من موقع شبكة نور الإسلام.


أتمنى أن تفيد ولو بالقليل :)
 

العفو عند المقدرة

مزمار داوُدي
4 يوليو 2007
7,874
13
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
عبد الباسط عبد الصمد
رد: أوربا والإسلام

(بسم الل)

بقلم الأخ حامد الإدريس، ابن العم العزيز :)

لقد كان من قَدَرِ الله سبحانه أن اهتمَّ المسلمون في فُتوحِهم بمشارق الأرض أكثرَ من اهتمامهم بمغاربها، إذ كانت حضاراتُ الأمم في تلك الناحية من الأرض، فكان الفرس والروم في شمال وشرق الجزيرة العربية، ولم يكن في أوربا من الحضارة ما يعد قيمًا إلى درجة أن تهتم به هذه الأمةُ الصاعدة، التي أخذت على كاهلها أن تقمع الظلمَ وتخلص العالمَ، فاتجهت إلى القوى العالمية آنذاك، ولم تحفل للبربر في أوروبا، ولم تعرهم اهتمامًا.

دخل الإسلام أوربا في نهايات القرن الأول، وبالتحديد سنة 92 للهجرة، عندما عبر طارق بن زياد المحيط، ووطئ أوربا ثلاثون ألفًا من أتباع محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- يوم لم تكن الأمة غثاء كغثاء السيل، ففتحوا أوربا، ووصلوا بعد ثلاث سنوات إلى حدود مدينة باريس، حيث لا يفصلهم عنها إلا ثلاثون كيلومتر، ولولا هزيمةُ المسلمين في معركة بلاط الشهداء، التي وقعت قرب مدينة بواتيه الفرنسية، وحشد لها النصارى أربعَمائة ألف مقاتل، لكان حالُ عالمنا اليوم أحسنَ بكثير، ولكنها الأقدارُ تجري في أعنتها، وربك فعال لما يريد.

وكان لأوربا موعدٌ آخرُ مع المسلمين، لكن من جهة أخرى ، ومن لون آخر، إنهم الأتراك العثمانيون الذين رفعوا راية الإسلام مدة من الزمن، فبدأوا يوجهون حملاتِهم إلى أوربا بعد أن أثخنوا في روسيا، فغزاهم السلاطين العثمانيون، وكانت قلعة مدينة بلغراد سدًّا منيعًا في وجه المسلمين، إلى أن دكتها مدافعُ السلطان سليمان القانوني ففتحت المدينة سنة 927هـ، وانطلق هذا السلطان المجاهد فلم ترده إلا أسوارُ فيينا التي لم يستطع أن يَجُرَّ مدافعَه إليها بسبب الوحل والأمطار، وقَفَل عنها ليعود إليها جيشُ السلطان محمد الرابع بعد قرن ونصف، وبالتحديد في سنة 1094هـ، وكاد أن يفتحها لولا خيانةُ أحد قواده، لتقبع أوربا في الظلام مزيدًا من السنين. والله غالب على أمره.

دارت الأيام، وانقلبت الأحوال، وهوت أمةُ الإسلام بعدما تخلت عن قيادتها للبشرية، فتداعت عليها الأممُ كما تتداعى الأكلةُ إلى قصعتها، ودُخل على المسلمين في ديارهم، واغتُصبت بلدانهم، واستبيحت بيضتهم. وتغيرت الحال حتى أصبحت دولة الخلافة تتملق إلى أوربا بشتى أنواع التملق كي تقبلها عضوًا في اتحادها، وتغفر لها ماضيها المشرق، لكن هيهات {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ} [البقرة: 120].

وجاء عصر (العلمانية)، وتداخلت أجزاء العالم بعضها ببعض، واحتك الناس بالمسلمين، فوقعت أوربا فيما أرادت ألا تقع فيه، وهُدرت دماؤها التي سالت في مواجهة الإسلام، وضاعت جهودُها في محاولة طمس أنواره، ولم تستطع أن تمنع نفسها من الإعجاب بهذا الدين، ولم تتمكن من مقاومة تأثيره، فانبعث الإسلام في أوربا من جديد، ليس من جنوبها كما في المرة الأولى، وليس من شرقها كما في المرة الثانية، بل ولد الإسلام هذه المرة في عقر دارها، وترعرع في دروبها، وتشربته أفئدةُ أبنائها، وبدأ هذا الدين -الذي طردته أوربا شر طردة، وقتلت أبناءه شر تقتيل- ينتشر بين أرجائها كالنار في الهشيم، وكضوء النهار في الليل البهيم، بسرعة لم تعرفها أوربا من قبل، حتى أصبح الدينَ الأول في الانتشار على الصعيد العالمي، بل أسلم في فرنسا وحدها سنة 2004م ما يزيد عن 50 ألف شخص، ومن الطريف أن منتخبهم الذي يحمل علمَهم في كرة القدم به سبعة مسلمين {يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} [الصف: 8].

وقد كان من عجيب صنع الله لهذا الدين، أن كانت الجاليةُ العربية التي استقدمتها أوربا بغرض احتقارها في مهن وأعمال مرهقة، هي الطلائع الأولى لهذا الفتح الإسلامي الجديد، الذي غزاهم بما ليس لهم به طاقة، وهاجمهم بما لا قبل لهم به، لتتكرر قصةُ الحق حين يواجه الباطل، والنور حين يواجه الظلام، فاستسلمت أوربا لهذا الغزو الذي لم تشعر به، ولم تنتبه إلا وبها ما يزيد عن اثني عشر مليون مسلم، وأصبح في باريس وحدها 97 مسجدًا، وأصبحت الشرطة الفرنسية هي من يقوم على تنظيم الطرق التي تغلق بسبب المصلين، قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ} [الأنفال: 36].

لقد أظهر الإسلامُ أنه الحق الذي يلامس الفطرة ويخالط القلوب، وأثبت أنه الدين الوحيد، الذي يعتنقه الناسُ بمجرد قراءة كتيب أو سماع شريط، بخلاف الديانة النصرانية التي بلغت مؤسساتُها حول العالم ربع مليون مؤسسة تنصيرية أنفق على نشر باطلها في عام 1991م حوالي 181 مليار دولار[1]؛ ومع كل ما أوتوه من قوة وجبروت، وكل ما مكنته لهم الحضارةُ من أساليب التأثير والإغراء، ومع ما وصل إليه المسلمون من ضعف وبعد عن الإسلام، ومع كل ما ينفق من أموال ويبذل من جهود، فإن عدد المرتدين من المسلمين قليل ولله الحمد، وما زالت كلمة التوحيد إعصارًا يشتت رياحهم، وشمسًا تعشي أبصارهم، وهداية تسبق ضلالهم.

وما زلنا إلى اليوم نرى فلذاتِ أكباد أوربا يقبلون على الله أفواجًا، وما زلنا نسمع ألسنتهم الأعجمية تتعتع لتنطق بالشهادتين، لتعلن للعالم أنه ليس بين الناس والإسلام إلا أن يعرفوه حق المعرفة، وهذا ما تحاول الكنيسة وجندها الحيلولة دون وقوعه، تمامًا كما كان أسلافهم الأولون {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآَنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ} [فصلت: 26].

إن الإسلام ينتشر في أوربا انتشارًا كبيرًا، ينتشر بعدد المتحولين إلى الإسلام، وينتشر بعدد المواليد الجدد من أبناء المسلمين، ممن يحققون ما رُوِي عن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- مرسلا: (تكاثروا تناسلوا فإني مُباهٍ بكم الأممَ يوم القيامة)، بخلاف النصارى الذين ينقص عددُهم يومًا بعد يوم، فلو استمر الحال على ما هو عليه اليوم، لتغيرت الخارطة الدينية في أوربا بعد عقد أو عقدين.
لكن إلى متى سيسكت أعداء الإسلام على هذا النصر العظيم؟

إن الكنيسة النصرانية بجنودها وبابواتها لن تترك لهؤلاء الحرية في أن يختاروا ما يريدونه لأنفسهم، ولن تترك الإسلام يستوطن الأرض التي قاتل آباؤهم ليحُولوا بينه وبينها، فلابد للشر أن يثور ولا بد لهذه الطائفة أن تعيد عملها القديم، وأن تصد عن سبيل الله بكل ما تستطيع، وذلك طبقًا لما أخبر الله عنهم في كتابه إذ يقول : {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آَمَنَ تَبْغُونَهَا عِوَجًا وَأَنْتُمْ شُهَدَاءُ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} [آل عمران: 99]، لقد أدركوا خطر اجتياح الإسلام لبلادهم، لكنهم لا يستطيعون التخلص من القيود الفكرية التي وضعوها لأنفسهم، والمبادئ التي أسسوا عليها ديموقراطيتهم، فكم هاجموا المسلمين بهذا السلاح الذي ارتد عليهم ولله الحمد، حتى أصبح شعارًا يحمي المسلمين ويحمي الدعوة الإسلامية في كل أرجاء الأرض {وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} [الأنفال: 30].

لن يتمكن هؤلاء من أن يستخفوا خلف هذه الأقنعة إلى الأبد، وقد بدأنا نسمع ونرى وجوهًا قبيحة لم تعد تتحمل وجودَ مسجد أو ملتحٍ أو محجبة، وقد بدأت هذه الوجوه تتجمع، وبدأ مكرها يكبر {قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآَيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ هَا أَنْتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ} [آل عمران: 118-119].

فهل ستدوم هذه الابتسامات؟
وهل سيكتفي هؤلاء بمجرد التحذير والتنديد؟
وهل ستبقى أوربا محضناً للدعوة والدعاة؟

والحمد لله رب العالمين.
ـــــــــــــــــــــــــــ
[1] الإحصائيات من موقع شبكة نور الإسلام.


أتمنى أن تفيد ولو بالقليل :)


حياك الله اخي ياسين وحفظ الله ابن عمك واقلامكم الشيقه والله انك رائع وموهوب :)

اخي ابا الياس اعلم انك مدرس تاريخ هل تساعدني ؟؟ :sly:
 

العفو عند المقدرة

مزمار داوُدي
4 يوليو 2007
7,874
13
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
عبد الباسط عبد الصمد
رد: أوربا والإسلام

بارك الله فيك وشكرا لردك اخي الحبيب
 

الكاسر

مزمار داوُدي
27 فبراير 2006
4,050
12
0
الجنس
ذكر
رد: أوربا والإسلام

عائلة مباركة ما شاء الله

سلامي لابن العمّ العزيز




ما حدث في ألمانيا منذ شهرين تقريباً يلخّص كل هذه الهستيريا التي أصابت أوربا تجاه اجتياح الإسلام لبيضتها: قسّ ألمانيّ أحرق نفسه انتحاراً من شدّة الغيظ على إسلام أغلب أصدقائه
 

عبيد الجزائري

مزمار ألماسي
13 مارس 2007
1,867
1
38
الجنس
ذكر
رد: أوربا والإسلام

بارك الله فيك أخي الكريم وفي ابن عمك
اللهم ردنا الى السلام ردا جميلا
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع