- 25 يوليو 2007
- 389
- 1
- 0
- القارئ المفضل
- عبد الباسط عبد الصمد
حجاب المراه المسلمه
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم , مالك يوم الدين، والعاقبة للمتقين ، ولا عدوان إلا على الظالمين .
اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد ، وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين .
أما بعد
فقد لقيت المرأة المسلمة من التشريع الإسلامي عناية فائقة ، كفيلة بأن تصون عفتها ، وتجعلها عزيزة الجانب ، سامية المكانة ، وأن القيود التي فرضت عليها في لبسها وزينتها لم تكن إلا لسد ذريعة الفساد الذي ينتج عن التبرج بالزينة ، فما صنعه الإسلام ليس تقييدا لحرية المرأة ، بل هو وقاية لها أن تسقط في درك المهانة ، ووحل الابتذال ، أو تكون مسرحا لأعين الناظرين .
وفي هذه العجالة نذكر فضائل الحجاب للترغيب فيه والتبشير بحسن عاقبته ، وقبائح التبريج للترهيب منه ، والتحذير من سوء عاقبته في الدنيا والآخرة ، والله سبحانه وتعالى من وراء القصد ، وهو حسبنا ونعم الوكيل .
فضائل الحجاب
الحجاب طاعة لله عز وجل وطاعة لرسوله - صلى الله عليه وسلم -أوجب الله تعالى طاعته وطاعة رسوله - صلى الله عليه وسلم - فقال : (( وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن و من يعصى الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا )) ( الأحزاب :36) . وقال عز وجل : (( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما )) ( النساء : 65) .
وقد أمر الله سبحانه وتعالى النساء بالحجاب ، فقال عز وجل : (( وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها )) ، وقال سبحانه (( وليضربن بخمرهن على جيوبهن )) ( النور : 31 ) . وقال تعالى سبحانه وتعالى ( وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى )) ( الأحزاب :33) وقال تبارك وتعالى (( وإذا سألتموهن متاعا فسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن )) ( الأحزاب :53) وقال تعالى : (( يا أيها النبي قال لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ))( الأحزاب: 59 ) وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ( المرأة عورة ) يعنى انه يجب سترها
الحجاب عفة
فقد جعل الله تعالى التزام الحجاب عنوان العفة ، فقال تعالى : (( يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى ان يعرفن )) لتسترهن بأنهن عفائف مصونات (( فلا يؤذين )) فلا يتعرض لهن الفساق بالأذى وفي قوله سبحانه وتعالى
(( فلا يؤذين )) إشارة إلى أن في معرفة محاسن المرأة إيذاء لها ، ولذويها بالفتنة والشر .
الحجاب طهاره
قال سبحانه : (( و إذا سألتموهن متاعا فسألوهن من وراء حجاب ذلكم اطهر لقلوبكم وقلوبهن )) ( الاحزاب:53) فوصف الحجاب بأنه طهارة لقلوب المؤمنين والمؤمنات ، لأن العين إذا لم تر لم يشع القلب ، أما إذا رأت العين : فقد يشتهى القلب ، وقد لا يشتهي ، ومن هنا كان القلب عند عدم الرؤية أطهر ، وعدم الفتنة أطهر ، لأن الحجاب يقطع أطماع مرضى القلوب (( فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض )) ( الأحزاب:32) .
الحجاب ستر
قال رسول الله _ صلى الله عليه وسلم - : [ إن الله تعالى حيى ستير يحب الحياء والستر ] وقال - صلى الله عليه وسلم - [ أيما امرأة نزعت ثيابها في غير بيتها ، خرق الله عز وجل عنها ستره ] ، والجزاء من جنس العمل .
الحجاب تقوىقال الله تعالى : (( يا بنى ءادم قد أنزلنا عليكم لباسا يواري سوءاتكم وريشا ، ولباس التقوى ذلك خير )) ( الأعراف : 26) .
الحجاب إيمان
والله سبحانه وتعالى لم يخاطب إلا المؤمنات ، فقد قال سبحانه (( وقل للمؤمنات )) وقال عز وجل (( ونساء المؤمنين )) ولما دخل نسوة من بنى تميم على ام المؤمنين عائشة رضى الله عنها - عليهن ثياب رقاق قالت : [ إن كنتن مؤمنات فليس هذا بلباس المؤمنات ، وان كنتن غير مؤمنات فتمتعن به ] .
الحجاب حياء
وقد قال صلى الله عليه وسلم - [ إن لكل دين خلقا ، وخلق الإسلام الحياء ] .
وقال - صلى الله عليه وسلم - [ الحياء من الايمان و الإيمان في الجنة ] ، وقال - صلى الله عليه وسلم - [ الحياء والإيمان قرنا جميعا ، فإذا رفع أحدهما رفع الآخر ] .
وعن عائشة - رضى الله عنها - قال : [ كنت ادخل البيت الذي دفن فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم - وأبي - رضى الله عنه - واضعة ثوبي ، وأقول : إنما هو زوجي وأبي ، فلما دفن عمر - رضى الله عنه - والله ما دخلته غلا مشدودة على ثيابي حياء من عمر - رضي الله عنه - ] ومن هنا فإن الحجاب يتناسب مع الحياء الذي جبلت عليه المرأة .
الحجاب غيرة
يتناسب الحجاب أيضا مع الغيرة التي جبل عليها الرجل السوي ، الذي يأنف أن تمتد الخيانة إلى زوجته وبناته ، وكم من حروب نبشت في الجاهلية والإسلام غيرة على النساء ، وحمية لحرمتهن ، وقال على - رضي الله عنه - : [ بلغني أن نساءكم يزاحمن العلوج - أي الرجال الكفار من العجم - في الأسواق ، ألا تغارون ؟ لا خير فيمن لا يغار
قبائح التبرج
color]التبرج معصية لله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - ومن يعص الله ورسوله فإنه لا يضر إلا نفسه ، ولن يضر الله شيئا ، قال رسول الله - : [ كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى ] فقالوا : يا رسول الله من يأبى ؟ قال : من أطاعني دخل الجنة ، ومن عصاني فقد أبى ] .
التبرج كبيرة مهلكة
جاءت أميمة بنت رقيقة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تبايعه على الإسلام ، فقال : [ أبايعك على أن لا تشركي بالله ولا تسرقي ، ولا تزني ، ولا تقتلي ولدك ، ولا تأتى ببهتمان تفترينه بين يديك ورجليك ، ولا تنوحي ، ولا تتبرجي تبرج الجاهلية الأولى ] فقرن التبرج بأكبر الكبائر المهلكة .
التبرج يجلب اللعن والطرد من رحمة الله[
/color]قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : [ سيكون في آخر أمتي نساء كاسيات عاريات ، على رؤوسهن كأسنمة البخت ، العنوهن فإنهن ملعونات ] والبخت : نوع من الإبل .
التبرج من صفات أهل النار
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : [ صنفان من أهل النار لم أرهما : قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ، ونساء كاسيات عاريات ، مميلات مائلات ، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة ، لا يدخلون الجنة ، ولا يجدن ريحها ، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا ] .
التبرج سواد وظلمة يوم القيامة
روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : [ مثل الرافلة في الزينة في غير أهلها ، كمثل ظلمة يوم القيامة ، لا نور لها ] يريد أن المتمايلة في مشيتها وهى تجر ثيابها تأتي يوم القيامة سوداء مظلمة كأنها متجسدة من ظلمة ، والحديث - وإن كان ضعيفا - ولكن معناه صحيح ، وذلك لأن اللذة في المعصية عذاب ، والراحة نصب ، والشبع جوع ، والبركة محق ، والطيب نتن ، والنور ظلمة ، وبعكس الطاعت فإن خلوف فم الصائم ، ودم الشهيد أطيب عند الله من ريح المسك .
التبرج نفاق
فقد قال - صلى الله عليه وسلم- [نسائكم الودود ، والولود المواتية ، المواسية ، إذا تقين الله ، وشر نسائكم المتبرجات المتخيلات ، وهن المنافقات ، لا يدخل الجنة منهن إلا مثل الغراب ألا عصم ] والغراب ألا عصم : هو احمر المنقار والرجلين ، وهو كناية عن قلة من يدخل الجنة من النساء لأن هذا الوصف في الغربان قليل .
التبرج تهتك وفضيحة
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - [ أيما امرأة وضعت ثيابها في غير بيت زوجها ، فقد هتكت ستر ما بينها وبين الله عز وجل ] .
التبرج فاحشة
فإن المرأة عورة ، وكشف العورة فاحشة ومقت ، وقال تعالى : (( وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها ءاباءنا والله أمرنا بها قل عـن الله لا يأمر بالفحشاء اتقولـــون على الله ما لا تعلمــون )) ( الأعراف:28) .
والشيطان هو الذي يأمر بهذه الفاحشة : (( الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء )) ( البقرة : 268) .
والمتبرجة جرثومة خبيثة ضارة تنشر الفاحشة في المجتمع الإسلامي ، قال تعالى : (( إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين ءامنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وانتم لا تعلمون )) ( النور :19) .
التبرج سنة إبليسية
color]إن قصة آدم وحواء مع ابليس تكشف لنا مدى حرص عدو الله إبليس على كشف السوءات وهتك الأستار ، وإشاعة الفاحشة ، وان التهتك والتبرج هدف أساسي له ، قال الله عز وجل : (( يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان كما اخرج أبويكم من الجنــة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوءاتهمــــا )) ( الأعراف :27) .فإبليس إذن هو مؤسس دعوة التبرج والتكشف ، وهو زعيم زعماء ما يسمى بتحرير المرأة ، وهو إمام كل من أطاعه في معصية الرحمن ، خاصة هؤلاء المتبرجات اللائى يؤذن المسلمين ، ويفتن شبابهم ، قال - صلى الله عليه وسلم - [ ما تركت بعدي فتنة هي أضر على الرجال من النساء ] .
التبرج طريقة يهودية
color]لليهود باع كبير في مجال تحطيم الأمم عن طريق فتنة المرأة ولقد كان التبرج من أمضي أسلحة مؤسساتهم المنتشرة ، وهم أصحاب خبرة قديمة في هذا المجال ، حتى قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : [ فاتقوا الدنيا ، واتقوا النساء ، فإن أول فتنة بني إسرائيــل كانـت في النساء ] .
وقد حكت كتبهم أن الله سبحانه عاقب بنات صهيون على تبرجهن ، ففي الإصحاح الثالث من سفر أشيعا : ( إن الله سيعاقب بنات صهيون على تبرجهن والمباهات برنين خلاخيلهن بأن ينزع عنهن الخلاخيل والضفائر والأهلة والحلق والأساور والبراقع والعصائب ) .
ومع تحذير رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من التشبيه بالكفار ، وسلوك سبلهم خاصة في مجال المرأة غلا أن أغلب المسلمين خالفوا هذا التحذير ، وتحققت نبوءة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : [ لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر ، وذراعا بذراع حتى لو دخلوا حجر ضب لتبعتموهم ] قيل : اليهود والنصارى ؟ قال : [ فمن ؟ ] .
فما أشبه هؤلاء اللاتي أطعن اليهود والنصارى ، وعصين الله ورسوله بهؤلاء اليهود المغضوب عليهم الذين قابلوا أمر الله بقولهم : ( سمعنا وعصينا ) ، وما أبعدهن عن سبيل المؤمنات اللاتي قلن حين سمعن أمر الله : ( سمعنا وأطعنا ) ! .
قال تعالى : (( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا )) ( النساء:115) .
التبرج جاهلية منتنة
color]
قال تعالى (( وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى ))
وقد وصف النبي - صلى الله عيه وسلم – دعوى الجاهلية بأنها منتنة أي خبيثة ، وأمرنا بنبذها ، وقد داء في صفته - صلى الله عليه وسلم - في التوراة أنه (( يحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث )) (الأعراف :157) .
فدعوى الجاهلية شقيقة تبرج الجاهلية كلاهما منتن خبيث حرمه علينا رسوله - صلى الله عليه وسلم - وقال - صلى الله عليه وسلم - [ كل شيء من أمر الجاهلية موضوع تحت قدمي ] سواء في ذلك : تبرج الجاهلية ن ودعوى الجاهلية ، وحكم الجاهلية ، وظن الجاهلية ، وحمية الجاهلية ، وربا الجاهلية .
إن التكشف والتعري فطرة حيوانية بهيمة ، لا يميل إليها الإنسان إلا وهو ينحدر ، ويرتكس إلى مرتبة أدنى من مرتبة الإنسان الذي كرمه الله وانعم عليه بفطرة حب الستر والصيانة ، وان التبرج والتهتك والفضيحة جمالا ما هي إلا فساد في الفطرة ، وانتكاس في الذوق ، ومؤشر على التخلف والانحطاط .
ولقد ارتبط ترقي الإنسان بترقية في ستر جسده ، فكانت نزعة التستر دوما وليدة التقدم ، وكان ستر المرأة بالحجاب يتناسب مع غريزة الغيرة التي تستمد قوتها من الشهوة التي تغري بالتبرج والاختلاط ، وكل من قنع ورضي بالثانية فلابد أن يضحي بالأولى حتى يسكب صوت الغيرة في قلبه مقابل ما يتمتع به من التبرج والاختلاط بالنساء الأجنبيات عنه ، ومن هنا كان التبرج علامة على فساد الفطرة ، وقلة الحياء ، وانعدام الغيرة ، وتبلد الإحساس ، وموت الشعور :
لحد الركبتين تشمرينا بربك أي نهر تعبرينا
كأن الثوب ظل في صاح يزيد تقلصا حينا فحينا
تظنين الرجال بلا شعور لأنك ربما لا تشعرينا
التبرج باب شر مستطر
وذلك لأن من يتأمل نصوص الشرع ، وعبر التاريخ يتيقن مفاسد التبرج وإضراره على الدين والدنيا ، لا سيما إذا انضم إليه الاختلاط المستهتر .
فمن هذه العواقب الوخيمة :[/color
تسابق المتبرجات في مجال الزينة المحرمة لأجل لفت الأنظار إليهن ، مما يتلف الأخلاق والأموال ، ويجعل المرأة كالسلعة المهيمنة الحقيرة المعروضة لكل من شاء أن ينظر إليها .
ومنها : فساد أخلاق الرجال خاصة الشباب ، خاصة المراهقين ، ودفعهم إلى الفواحش المحرمة بأنواعها .
ومنها : تحطيم الروابط الأسرية ، وانعدام الثقة بين إفرادها ، وتفشي الطلاق .
ومنها : المتاجرة بالمرأة كوسيلة دعاية أو ترفيه في مجالات التجارة وغيرها .
ومنها : الإساءة ألي المرأة نفسها ، باعتبار التبرج قرينة ألي سوء نيتها ، وخبث طويتها ، مما يعرضها لأذية الأشرار والسفهاء .
ومنها : انتشار الأمراض : قال - صلى الله عليه وسلم - [ لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا لها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم الذين مضوا ] .
ومنها : تسهيل معصية الزنا بالعين ، قال - -صلى الله عليه وسلم - [ العينان زناهما النظر ] وتعسير طاعة غض البصر التي أمرنا بها إرضاء الله سبحانه وتعالى .
ومنها : استحقاق نزول العقوبات العامة التي هي قطعا أخطر عاقبة من القنابل الذرية ، والهزات الأرضية ، قال تعالى (( و إذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا )) .
وقال - صلى الله عليه وسلم - [ إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه أوشك أن يعمهم الله بعذاب ] .
فيا أختي المسلمة :
هلا تدبرت قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - [ نح الأذى عن طريق المسلمين ]؟ فإذا كانت إماطة الأذى عن الطريق من شعب الإيمان التي أمر بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأيهما أشد أذى : شوكة أو حجر في الطريق ، أم فتنة تفسد القلوب وتعصف بالعقول ، وتشيع الفاحشة في الذين آمنوا ؟
إنه ما من شاب مسلم يبتلى منك اليوم بفتنة تصرفه عن ذكر الله ، وتصده عن صراطه المستقيم - كان بوسعك أن تجعله في ما من منها - غلا أعقبك منها غدا نكال من الله عظيم .
بادري إلى طاعة ربك عز وجل ، و دعي عنك انتقاد الناس ولومهم ، فإن حساب الله إذا اشد وأعظم .
ترفعي عن طلب مرضاتهم ومداهنتهم ، فإن التسامي إلى مرضاة الله أسعد لك وأسلم ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم [ من التمس رضا الله بسخط الناس ، رضي الله عنه ، و أرضى عنه الناس ، ومن التمس رضا الناس بسخط الله ، سخط الله عليه ، واسخط عليه الناس
ويجب على العبد أن يفرد الله بالخشية والتقوى ، وقال تعالى : (( فلا تخشوا الناس واخشون )) ( المائدة :44) وقال جل وعلا : (( وإياي فارهبون )) ( البقرة :40) وقال سبحانه : (( هو أهل التقوى و أهل المغفرة )) ( المدثر:56) .
وإرضاء المخلوق لا مقدور ولا مأمور ، أما إرضاء الخالق فمقدور ومأمور ، قال الأمام الشافعي رحمه الله : ( رضى الناس غاية لا تدرك ، فعليك بألامر الذي يصلحك فالزمه ، ودع ما سواه فلا تعانه ) ، وقد ضمن الله للمتقين أن يجعل لهم مخرجا مما يضيق على الناس ، وأن يرزقهم من حيث لا يحتسبون ، قال عز وجل (( ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه )) ( الطلاق : 3،2) .
الشروط الواجب توافرها
color]مجتمعة حتى يكون الحجاب شرعيا
الأول : ستر جميع بدن المرأة على الراجح :وبعض العلماء يبيح كشف الوجه والكفين بشرط أمن الفتنة منها وعليها ، أي : ما لم تكن جميلة ، ولم تزين وجهها ولا كفيها بزينة مكتسبة ، وما لم يغلب على المجتمع الذي تعيش فيه فساق لا يتورعون عن النظر المحرم إليها ، فإذا لم تتوافر هذه الضوابط لم يجز كشفهما بأتفاق العلماء .
ثانيا : أن لا يكون الحجاب في نفسه زينه :لقوله تعالى : (( ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها )) وقوله جل في علاه (( و لا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى )) وقد شرع الله الحجاب ليستر زينة المرأة فلا يعقل أن يكون هو نفسه زينه .
الثالث : أن يكون صفيقا ثخينا لا يشف :لا يشف : لأن الستر لا يحقق إلا به ، أما الشفاف فإنه يجعل المرأة كاسية بالاسم ، عارية في الحقيقة ، قال - صلى الله عليه وسلم - [ سيكون في آخر أمتي نساء كاسيات عاريات ، على رؤوسهن كأسنمة البخت ، العنوهن ، فإنهن ملعونات ] زاد في حديث آخر : [ لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها ، وإن ريحها لتوجد من مسيرة كذا وكذا ] وهذا يدل على أن ارتداء المرأة ثوبا شفافا رقيقا يصفها من الكبائر المهلكة .
الرابع : أن يكون فضفاضا واسعا غير ضيق :لأن الغرض من الحجاب منع الفتنة والضيق يصف حجم جسمها ، أو بعضه ، ويصوره في أعين الرجال ، وفي ذلك من الفساد والفتنة ما فيه ، قال أسامة بن زيد - رضي الله عنهما - [ كساني رسول الله صلى الله عليه وسلم - قبطية كثيفة مما أهداها له دحية الكلبي ، فكسوتها أمراتي ، فقال : مالك لم تلبس القبطية ؟ قلت : كسوتها امرأتي ، قال : مرها فلتجعل تحتها غلالة – وهى شعار يلبس تحت الثوب - فإني أخاف أن تصف حجم عظامها ] .
الخامس : أن لا يكون مبخرا مطيبا :قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - [ أيما امرأة استعطرت ، فمرت على قوم ليجدوا ريحها ، فهي زانية ] .
السادس : أن لا يشبه ملابس الرجال :قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - [ ليس منا من تشبه بالرجال من النساء ، ولا من تشبه بالنساء من الرجال ] .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : [ لعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الرجل يلبس لبسة المرأة ، والمرأة تلبس لبسة الرجل ] .
وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - [ ثلاث لا يدخلون الجنة ، ولا ينظر الله إليهم يوم القيامة : العاق والديه ، والمرأة المترجلة المتشبهة بالرجال ، والديوث ] .
السابع : أن لا يشبه ملابس الكافرات :قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- [ من تشبه بقوم فهو منهم ] ، وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : ( رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم – على ثوبين معصف ، فقال : إن هذه من ثياب الكفار ، فلا تلبسها ) .
الثامن: أن لا تقصد به الشهرة بين الناس :قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - [ من لبس ثوب شهرة في الدنيا ، البسه الله ثوب مذلة يوم القيامة ، ثم ألهب نارا ] ، ولباس الشهرة هو كل ثوب يقصد به صاحبه الاشتهار بين الناس سواء كان الثوب نفيسا يلبسه تفاخرا بالدنيا وزينتها ، أو خسيسا يلبسه إظهارا للزهد والرياء ، فهو يرتدي ثوبا مخالفا مثلا لألوان ثيابهم ، ليلفت نظر الناس إليه ، ويختال عليهم بالكبر والعجب .
احذري التبرج المقنع
color]إذا تدبرت الشروط السابقة تبين لك أن كثيرا من الفتيات المسميات بالمحجبات اليوم لسن من الحجاب في شيء ، وإن اللائى يسمين المعاصي بغير اسمها ، فيسمين التبرح حجابا ، والمعصية طاعة .
لقد جهد أعداء الصحوة الإسلامية لوأدها في مهدها بالبطش والتنكيل ، فأحبط الله كيدهم ، وثبت المؤمنون والمؤمنات على طاعة ربهم عز وجل .
فرأوا أن يتعاملوا معها بطريقة خبيثة ترمى إلى الانحراف بالصحوة عن مسيرتهم الربانية ، فراحوا يروجون صورا مبتدعة من االحجاب على إنها ( حل وسط ) ترضي المحجبة به ربها - زعموا- وفي ذات الوقت تساير مجتمعنها ، وتحافظ على ( أناقتها ) .
وكانت ( بيوت الأزياء ) قد أشفقت من بوار تجارتها بسبب انتشار الحجاب الشرعي ، فمن ثم اعرفت الأسواق بنماذج ممسوخة من التبرج تحت اسم ( الحجاب العصري ) الذي قوبل في البداية بتحفظ واستنكار .
وأحرجت ظاهرة الحجاب الشرعي طائفة من المتبرجات اللائى هرولن نحو ( الحل الوسط ) تخلصا من الخروج الاجتماعي الضاغط الذي سببه انتشار الحجاب ، وبمرور الوقت تفشت ظاهرة ( التبرج المقنع ) المسمى بالحجاب العصري يحسب صويحباته أنهن خير البنات والزوجات ، وما هو إلا كما قال الشاعر :
إن ينتسبن الى الحجاب فإنه نسب الدخيل
فيا صاحبة ( الحجاب العصري المتبرج ) !
حذا أن تصدقي أن حجابك هو الشرعي الذي يرضي الله تبارك وتعالى ورسوله - صلى الله عليه وسلم - ، وإياك أن تنخدعي بمن يبارك عملك هذا ، ويكتمك النصيحة ، ولا تغتري فتقولى : ( إني أحسن حالا من صويحبات التبرج الصارخ ) فإنه لا أسوة في الشر ، والنار دركات ، كما إن الجنة درجات ، فعليك أن تقتدي بأخواتك الملتزمات بحق بالحجاب الشرعي بشروطه .
روي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : [ انظروا إلى من هو اسفل منكم في الدنيا ، وفوقكم في الدين ، فذلك أجدر أن لا تزدروا- أي تحتقروا - نعمة الله عليكم ]
تلا عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قوله عز وجل : (( إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهــــم الملائكة أن لا تخافــوا ولا تحزنوا وابشروا بالجنـــــــة التي كنتــم توعـــــدون )) ( فصلت : 30) .
فقال : (( استقاموا والله لله بطاعته ، ولم يراوغوا روغان الثعالب )) .
وعن الحسن رحمه الله قال : ( إذا نظر إليك الشيطان فرآك مداوما في طاعة الله ، فبغاك ، وبغاك - أي طلبك مرة بعد أخرى - فرآك مداوما ، ورفضك ، وإذا كنت مرة هكذا ، ومرة هكذا طمع فيك ) .
فهيا إلى استقامة لا عوجاج فيها ، وهداية لا ضلالة فيها ، وهيا إلى توبة نصوح لا معصية فيها .
(( وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون )) .
سمعنا واطعنا[/
]إن المسلم الصادق يتلقى أمر ربه عز وجل ، ويبادر إلى ترجمته إلى واقع عملي ، حبا وكرامة للإسلام ، واعتزازا بشريعة الرحمن ، وسمعا وطاعة لسنة خير الأنام ، وغير مبال بما عليه تلك الكتل البشرية الضالة التائهة ، الذاهلة عن حقيقة واقعها والغافلة عن المصير الذي ينتظرها .
وقد نفي الله عز وجل الإيمان عن من تولى عن طاعته وطاعة رسوله - صلى الله عليه وسلم - فقال (( ويقولون ءامنا بالله وبالرسول وأطعنا ثم يتولى فريق منهم من بعد ذلك وما أولئك بالمؤمنين ، وإذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم إذا فريق منهم معرضون )) إلى أن قال سبحانه (( إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون ، ومن يطع الله ورسوله ويخش الله ويتقه فأولئك هم الفائزون )) .
عن صفية بنت شيبة قالت : [ بينما نحن عند عائشة - رضي الله عنها - قالت : فذكرن نساء قريش وفضلهن ،فقالت :عائشة - رضي الله عنها - [ عن لنساء قريش لفضلا ، وغنى والله ما رأيت افضل من نساء الأنصار : أشد تصديقا لكتاب الله ، ولا إيمانا بالتنزيل ، لقد أنزلت سورة النور (( وليضربن بخمراهن على جيوبهن )) فانقلب رجالهن إليهن يتلون عليهن ما انزل الله إليهم فيها ، ويتلو الرجل على امرأته ، وابنته ، وأخته ، وعلى كل ذي قرابته ، فما منهن امرأة إلا قامت إلى مرطها المرحل فاعتجزت به تصديقا وإيمانا بما أنزل الله من كتابه ‘ فأصبحن وراء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - معتجرات كأن على رؤوسهن الغربان ) .
إذن لا خيار أمام أمر الله ، ولا تردد في امتثال حكم الله ، فهيا إلى التوبة أيتها الأخت المسلمة أن كنت حقا قد رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا ، وبمحمد - صلى الله علي– رسولا - وبزوجاته وبناته ونساء المؤمنين أسوة وقدوة..
سارعي إلى التوبة يا أمة الله ، واحذري كلمة (سوف أتوب ، سوف أصلي ، سوف أتحجب ) فإن تأخير التوبة ذنب يجب التوبة منه .
قولي كما قال موسى عليه السلام .
(( وعجلت إليك رب لترضي )) ( طه:84).
وقولي كما قال المؤمنون والمؤمنات من قبل :
(( سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا واليك المصير )) ( البقرة:285) .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين،،،،
منقول للفائدة،،،
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم , مالك يوم الدين، والعاقبة للمتقين ، ولا عدوان إلا على الظالمين .
اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد ، وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين .
أما بعد
فقد لقيت المرأة المسلمة من التشريع الإسلامي عناية فائقة ، كفيلة بأن تصون عفتها ، وتجعلها عزيزة الجانب ، سامية المكانة ، وأن القيود التي فرضت عليها في لبسها وزينتها لم تكن إلا لسد ذريعة الفساد الذي ينتج عن التبرج بالزينة ، فما صنعه الإسلام ليس تقييدا لحرية المرأة ، بل هو وقاية لها أن تسقط في درك المهانة ، ووحل الابتذال ، أو تكون مسرحا لأعين الناظرين .
وفي هذه العجالة نذكر فضائل الحجاب للترغيب فيه والتبشير بحسن عاقبته ، وقبائح التبريج للترهيب منه ، والتحذير من سوء عاقبته في الدنيا والآخرة ، والله سبحانه وتعالى من وراء القصد ، وهو حسبنا ونعم الوكيل .
فضائل الحجاب
الحجاب طاعة لله عز وجل وطاعة لرسوله - صلى الله عليه وسلم -أوجب الله تعالى طاعته وطاعة رسوله - صلى الله عليه وسلم - فقال : (( وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن و من يعصى الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا )) ( الأحزاب :36) . وقال عز وجل : (( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما )) ( النساء : 65) .
وقد أمر الله سبحانه وتعالى النساء بالحجاب ، فقال عز وجل : (( وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها )) ، وقال سبحانه (( وليضربن بخمرهن على جيوبهن )) ( النور : 31 ) . وقال تعالى سبحانه وتعالى ( وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى )) ( الأحزاب :33) وقال تبارك وتعالى (( وإذا سألتموهن متاعا فسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن )) ( الأحزاب :53) وقال تعالى : (( يا أيها النبي قال لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ))( الأحزاب: 59 ) وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ( المرأة عورة ) يعنى انه يجب سترها
الحجاب عفة
فقد جعل الله تعالى التزام الحجاب عنوان العفة ، فقال تعالى : (( يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى ان يعرفن )) لتسترهن بأنهن عفائف مصونات (( فلا يؤذين )) فلا يتعرض لهن الفساق بالأذى وفي قوله سبحانه وتعالى
(( فلا يؤذين )) إشارة إلى أن في معرفة محاسن المرأة إيذاء لها ، ولذويها بالفتنة والشر .
الحجاب طهاره
قال سبحانه : (( و إذا سألتموهن متاعا فسألوهن من وراء حجاب ذلكم اطهر لقلوبكم وقلوبهن )) ( الاحزاب:53) فوصف الحجاب بأنه طهارة لقلوب المؤمنين والمؤمنات ، لأن العين إذا لم تر لم يشع القلب ، أما إذا رأت العين : فقد يشتهى القلب ، وقد لا يشتهي ، ومن هنا كان القلب عند عدم الرؤية أطهر ، وعدم الفتنة أطهر ، لأن الحجاب يقطع أطماع مرضى القلوب (( فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض )) ( الأحزاب:32) .
الحجاب ستر
قال رسول الله _ صلى الله عليه وسلم - : [ إن الله تعالى حيى ستير يحب الحياء والستر ] وقال - صلى الله عليه وسلم - [ أيما امرأة نزعت ثيابها في غير بيتها ، خرق الله عز وجل عنها ستره ] ، والجزاء من جنس العمل .
الحجاب تقوىقال الله تعالى : (( يا بنى ءادم قد أنزلنا عليكم لباسا يواري سوءاتكم وريشا ، ولباس التقوى ذلك خير )) ( الأعراف : 26) .
الحجاب إيمان
والله سبحانه وتعالى لم يخاطب إلا المؤمنات ، فقد قال سبحانه (( وقل للمؤمنات )) وقال عز وجل (( ونساء المؤمنين )) ولما دخل نسوة من بنى تميم على ام المؤمنين عائشة رضى الله عنها - عليهن ثياب رقاق قالت : [ إن كنتن مؤمنات فليس هذا بلباس المؤمنات ، وان كنتن غير مؤمنات فتمتعن به ] .
الحجاب حياء
وقد قال صلى الله عليه وسلم - [ إن لكل دين خلقا ، وخلق الإسلام الحياء ] .
وقال - صلى الله عليه وسلم - [ الحياء من الايمان و الإيمان في الجنة ] ، وقال - صلى الله عليه وسلم - [ الحياء والإيمان قرنا جميعا ، فإذا رفع أحدهما رفع الآخر ] .
وعن عائشة - رضى الله عنها - قال : [ كنت ادخل البيت الذي دفن فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم - وأبي - رضى الله عنه - واضعة ثوبي ، وأقول : إنما هو زوجي وأبي ، فلما دفن عمر - رضى الله عنه - والله ما دخلته غلا مشدودة على ثيابي حياء من عمر - رضي الله عنه - ] ومن هنا فإن الحجاب يتناسب مع الحياء الذي جبلت عليه المرأة .
الحجاب غيرة
يتناسب الحجاب أيضا مع الغيرة التي جبل عليها الرجل السوي ، الذي يأنف أن تمتد الخيانة إلى زوجته وبناته ، وكم من حروب نبشت في الجاهلية والإسلام غيرة على النساء ، وحمية لحرمتهن ، وقال على - رضي الله عنه - : [ بلغني أن نساءكم يزاحمن العلوج - أي الرجال الكفار من العجم - في الأسواق ، ألا تغارون ؟ لا خير فيمن لا يغار
قبائح التبرج
color]التبرج معصية لله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - ومن يعص الله ورسوله فإنه لا يضر إلا نفسه ، ولن يضر الله شيئا ، قال رسول الله - : [ كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى ] فقالوا : يا رسول الله من يأبى ؟ قال : من أطاعني دخل الجنة ، ومن عصاني فقد أبى ] .
التبرج كبيرة مهلكة
جاءت أميمة بنت رقيقة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تبايعه على الإسلام ، فقال : [ أبايعك على أن لا تشركي بالله ولا تسرقي ، ولا تزني ، ولا تقتلي ولدك ، ولا تأتى ببهتمان تفترينه بين يديك ورجليك ، ولا تنوحي ، ولا تتبرجي تبرج الجاهلية الأولى ] فقرن التبرج بأكبر الكبائر المهلكة .
التبرج يجلب اللعن والطرد من رحمة الله[
/color]قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : [ سيكون في آخر أمتي نساء كاسيات عاريات ، على رؤوسهن كأسنمة البخت ، العنوهن فإنهن ملعونات ] والبخت : نوع من الإبل .
التبرج من صفات أهل النار
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : [ صنفان من أهل النار لم أرهما : قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ، ونساء كاسيات عاريات ، مميلات مائلات ، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة ، لا يدخلون الجنة ، ولا يجدن ريحها ، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا ] .
التبرج سواد وظلمة يوم القيامة
روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : [ مثل الرافلة في الزينة في غير أهلها ، كمثل ظلمة يوم القيامة ، لا نور لها ] يريد أن المتمايلة في مشيتها وهى تجر ثيابها تأتي يوم القيامة سوداء مظلمة كأنها متجسدة من ظلمة ، والحديث - وإن كان ضعيفا - ولكن معناه صحيح ، وذلك لأن اللذة في المعصية عذاب ، والراحة نصب ، والشبع جوع ، والبركة محق ، والطيب نتن ، والنور ظلمة ، وبعكس الطاعت فإن خلوف فم الصائم ، ودم الشهيد أطيب عند الله من ريح المسك .
التبرج نفاق
فقد قال - صلى الله عليه وسلم- [نسائكم الودود ، والولود المواتية ، المواسية ، إذا تقين الله ، وشر نسائكم المتبرجات المتخيلات ، وهن المنافقات ، لا يدخل الجنة منهن إلا مثل الغراب ألا عصم ] والغراب ألا عصم : هو احمر المنقار والرجلين ، وهو كناية عن قلة من يدخل الجنة من النساء لأن هذا الوصف في الغربان قليل .
التبرج تهتك وفضيحة
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - [ أيما امرأة وضعت ثيابها في غير بيت زوجها ، فقد هتكت ستر ما بينها وبين الله عز وجل ] .
التبرج فاحشة
فإن المرأة عورة ، وكشف العورة فاحشة ومقت ، وقال تعالى : (( وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها ءاباءنا والله أمرنا بها قل عـن الله لا يأمر بالفحشاء اتقولـــون على الله ما لا تعلمــون )) ( الأعراف:28) .
والشيطان هو الذي يأمر بهذه الفاحشة : (( الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء )) ( البقرة : 268) .
والمتبرجة جرثومة خبيثة ضارة تنشر الفاحشة في المجتمع الإسلامي ، قال تعالى : (( إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين ءامنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وانتم لا تعلمون )) ( النور :19) .
التبرج سنة إبليسية
color]إن قصة آدم وحواء مع ابليس تكشف لنا مدى حرص عدو الله إبليس على كشف السوءات وهتك الأستار ، وإشاعة الفاحشة ، وان التهتك والتبرج هدف أساسي له ، قال الله عز وجل : (( يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان كما اخرج أبويكم من الجنــة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوءاتهمــــا )) ( الأعراف :27) .فإبليس إذن هو مؤسس دعوة التبرج والتكشف ، وهو زعيم زعماء ما يسمى بتحرير المرأة ، وهو إمام كل من أطاعه في معصية الرحمن ، خاصة هؤلاء المتبرجات اللائى يؤذن المسلمين ، ويفتن شبابهم ، قال - صلى الله عليه وسلم - [ ما تركت بعدي فتنة هي أضر على الرجال من النساء ] .
التبرج طريقة يهودية
color]لليهود باع كبير في مجال تحطيم الأمم عن طريق فتنة المرأة ولقد كان التبرج من أمضي أسلحة مؤسساتهم المنتشرة ، وهم أصحاب خبرة قديمة في هذا المجال ، حتى قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : [ فاتقوا الدنيا ، واتقوا النساء ، فإن أول فتنة بني إسرائيــل كانـت في النساء ] .
وقد حكت كتبهم أن الله سبحانه عاقب بنات صهيون على تبرجهن ، ففي الإصحاح الثالث من سفر أشيعا : ( إن الله سيعاقب بنات صهيون على تبرجهن والمباهات برنين خلاخيلهن بأن ينزع عنهن الخلاخيل والضفائر والأهلة والحلق والأساور والبراقع والعصائب ) .
ومع تحذير رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من التشبيه بالكفار ، وسلوك سبلهم خاصة في مجال المرأة غلا أن أغلب المسلمين خالفوا هذا التحذير ، وتحققت نبوءة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : [ لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر ، وذراعا بذراع حتى لو دخلوا حجر ضب لتبعتموهم ] قيل : اليهود والنصارى ؟ قال : [ فمن ؟ ] .
فما أشبه هؤلاء اللاتي أطعن اليهود والنصارى ، وعصين الله ورسوله بهؤلاء اليهود المغضوب عليهم الذين قابلوا أمر الله بقولهم : ( سمعنا وعصينا ) ، وما أبعدهن عن سبيل المؤمنات اللاتي قلن حين سمعن أمر الله : ( سمعنا وأطعنا ) ! .
قال تعالى : (( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا )) ( النساء:115) .
التبرج جاهلية منتنة
color]
قال تعالى (( وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى ))
وقد وصف النبي - صلى الله عيه وسلم – دعوى الجاهلية بأنها منتنة أي خبيثة ، وأمرنا بنبذها ، وقد داء في صفته - صلى الله عليه وسلم - في التوراة أنه (( يحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث )) (الأعراف :157) .
فدعوى الجاهلية شقيقة تبرج الجاهلية كلاهما منتن خبيث حرمه علينا رسوله - صلى الله عليه وسلم - وقال - صلى الله عليه وسلم - [ كل شيء من أمر الجاهلية موضوع تحت قدمي ] سواء في ذلك : تبرج الجاهلية ن ودعوى الجاهلية ، وحكم الجاهلية ، وظن الجاهلية ، وحمية الجاهلية ، وربا الجاهلية .
إن التكشف والتعري فطرة حيوانية بهيمة ، لا يميل إليها الإنسان إلا وهو ينحدر ، ويرتكس إلى مرتبة أدنى من مرتبة الإنسان الذي كرمه الله وانعم عليه بفطرة حب الستر والصيانة ، وان التبرج والتهتك والفضيحة جمالا ما هي إلا فساد في الفطرة ، وانتكاس في الذوق ، ومؤشر على التخلف والانحطاط .
ولقد ارتبط ترقي الإنسان بترقية في ستر جسده ، فكانت نزعة التستر دوما وليدة التقدم ، وكان ستر المرأة بالحجاب يتناسب مع غريزة الغيرة التي تستمد قوتها من الشهوة التي تغري بالتبرج والاختلاط ، وكل من قنع ورضي بالثانية فلابد أن يضحي بالأولى حتى يسكب صوت الغيرة في قلبه مقابل ما يتمتع به من التبرج والاختلاط بالنساء الأجنبيات عنه ، ومن هنا كان التبرج علامة على فساد الفطرة ، وقلة الحياء ، وانعدام الغيرة ، وتبلد الإحساس ، وموت الشعور :
لحد الركبتين تشمرينا بربك أي نهر تعبرينا
كأن الثوب ظل في صاح يزيد تقلصا حينا فحينا
تظنين الرجال بلا شعور لأنك ربما لا تشعرينا
التبرج باب شر مستطر
وذلك لأن من يتأمل نصوص الشرع ، وعبر التاريخ يتيقن مفاسد التبرج وإضراره على الدين والدنيا ، لا سيما إذا انضم إليه الاختلاط المستهتر .
فمن هذه العواقب الوخيمة :[/color
تسابق المتبرجات في مجال الزينة المحرمة لأجل لفت الأنظار إليهن ، مما يتلف الأخلاق والأموال ، ويجعل المرأة كالسلعة المهيمنة الحقيرة المعروضة لكل من شاء أن ينظر إليها .
ومنها : فساد أخلاق الرجال خاصة الشباب ، خاصة المراهقين ، ودفعهم إلى الفواحش المحرمة بأنواعها .
ومنها : تحطيم الروابط الأسرية ، وانعدام الثقة بين إفرادها ، وتفشي الطلاق .
ومنها : المتاجرة بالمرأة كوسيلة دعاية أو ترفيه في مجالات التجارة وغيرها .
ومنها : الإساءة ألي المرأة نفسها ، باعتبار التبرج قرينة ألي سوء نيتها ، وخبث طويتها ، مما يعرضها لأذية الأشرار والسفهاء .
ومنها : انتشار الأمراض : قال - صلى الله عليه وسلم - [ لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا لها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم الذين مضوا ] .
ومنها : تسهيل معصية الزنا بالعين ، قال - -صلى الله عليه وسلم - [ العينان زناهما النظر ] وتعسير طاعة غض البصر التي أمرنا بها إرضاء الله سبحانه وتعالى .
ومنها : استحقاق نزول العقوبات العامة التي هي قطعا أخطر عاقبة من القنابل الذرية ، والهزات الأرضية ، قال تعالى (( و إذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا )) .
وقال - صلى الله عليه وسلم - [ إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه أوشك أن يعمهم الله بعذاب ] .
فيا أختي المسلمة :
هلا تدبرت قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - [ نح الأذى عن طريق المسلمين ]؟ فإذا كانت إماطة الأذى عن الطريق من شعب الإيمان التي أمر بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأيهما أشد أذى : شوكة أو حجر في الطريق ، أم فتنة تفسد القلوب وتعصف بالعقول ، وتشيع الفاحشة في الذين آمنوا ؟
إنه ما من شاب مسلم يبتلى منك اليوم بفتنة تصرفه عن ذكر الله ، وتصده عن صراطه المستقيم - كان بوسعك أن تجعله في ما من منها - غلا أعقبك منها غدا نكال من الله عظيم .
بادري إلى طاعة ربك عز وجل ، و دعي عنك انتقاد الناس ولومهم ، فإن حساب الله إذا اشد وأعظم .
ترفعي عن طلب مرضاتهم ومداهنتهم ، فإن التسامي إلى مرضاة الله أسعد لك وأسلم ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم [ من التمس رضا الله بسخط الناس ، رضي الله عنه ، و أرضى عنه الناس ، ومن التمس رضا الناس بسخط الله ، سخط الله عليه ، واسخط عليه الناس
ويجب على العبد أن يفرد الله بالخشية والتقوى ، وقال تعالى : (( فلا تخشوا الناس واخشون )) ( المائدة :44) وقال جل وعلا : (( وإياي فارهبون )) ( البقرة :40) وقال سبحانه : (( هو أهل التقوى و أهل المغفرة )) ( المدثر:56) .
وإرضاء المخلوق لا مقدور ولا مأمور ، أما إرضاء الخالق فمقدور ومأمور ، قال الأمام الشافعي رحمه الله : ( رضى الناس غاية لا تدرك ، فعليك بألامر الذي يصلحك فالزمه ، ودع ما سواه فلا تعانه ) ، وقد ضمن الله للمتقين أن يجعل لهم مخرجا مما يضيق على الناس ، وأن يرزقهم من حيث لا يحتسبون ، قال عز وجل (( ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه )) ( الطلاق : 3،2) .
الشروط الواجب توافرها
color]مجتمعة حتى يكون الحجاب شرعيا
الأول : ستر جميع بدن المرأة على الراجح :وبعض العلماء يبيح كشف الوجه والكفين بشرط أمن الفتنة منها وعليها ، أي : ما لم تكن جميلة ، ولم تزين وجهها ولا كفيها بزينة مكتسبة ، وما لم يغلب على المجتمع الذي تعيش فيه فساق لا يتورعون عن النظر المحرم إليها ، فإذا لم تتوافر هذه الضوابط لم يجز كشفهما بأتفاق العلماء .
ثانيا : أن لا يكون الحجاب في نفسه زينه :لقوله تعالى : (( ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها )) وقوله جل في علاه (( و لا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى )) وقد شرع الله الحجاب ليستر زينة المرأة فلا يعقل أن يكون هو نفسه زينه .
الثالث : أن يكون صفيقا ثخينا لا يشف :لا يشف : لأن الستر لا يحقق إلا به ، أما الشفاف فإنه يجعل المرأة كاسية بالاسم ، عارية في الحقيقة ، قال - صلى الله عليه وسلم - [ سيكون في آخر أمتي نساء كاسيات عاريات ، على رؤوسهن كأسنمة البخت ، العنوهن ، فإنهن ملعونات ] زاد في حديث آخر : [ لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها ، وإن ريحها لتوجد من مسيرة كذا وكذا ] وهذا يدل على أن ارتداء المرأة ثوبا شفافا رقيقا يصفها من الكبائر المهلكة .
الرابع : أن يكون فضفاضا واسعا غير ضيق :لأن الغرض من الحجاب منع الفتنة والضيق يصف حجم جسمها ، أو بعضه ، ويصوره في أعين الرجال ، وفي ذلك من الفساد والفتنة ما فيه ، قال أسامة بن زيد - رضي الله عنهما - [ كساني رسول الله صلى الله عليه وسلم - قبطية كثيفة مما أهداها له دحية الكلبي ، فكسوتها أمراتي ، فقال : مالك لم تلبس القبطية ؟ قلت : كسوتها امرأتي ، قال : مرها فلتجعل تحتها غلالة – وهى شعار يلبس تحت الثوب - فإني أخاف أن تصف حجم عظامها ] .
الخامس : أن لا يكون مبخرا مطيبا :قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - [ أيما امرأة استعطرت ، فمرت على قوم ليجدوا ريحها ، فهي زانية ] .
السادس : أن لا يشبه ملابس الرجال :قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - [ ليس منا من تشبه بالرجال من النساء ، ولا من تشبه بالنساء من الرجال ] .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : [ لعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الرجل يلبس لبسة المرأة ، والمرأة تلبس لبسة الرجل ] .
وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - [ ثلاث لا يدخلون الجنة ، ولا ينظر الله إليهم يوم القيامة : العاق والديه ، والمرأة المترجلة المتشبهة بالرجال ، والديوث ] .
السابع : أن لا يشبه ملابس الكافرات :قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- [ من تشبه بقوم فهو منهم ] ، وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : ( رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم – على ثوبين معصف ، فقال : إن هذه من ثياب الكفار ، فلا تلبسها ) .
الثامن: أن لا تقصد به الشهرة بين الناس :قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - [ من لبس ثوب شهرة في الدنيا ، البسه الله ثوب مذلة يوم القيامة ، ثم ألهب نارا ] ، ولباس الشهرة هو كل ثوب يقصد به صاحبه الاشتهار بين الناس سواء كان الثوب نفيسا يلبسه تفاخرا بالدنيا وزينتها ، أو خسيسا يلبسه إظهارا للزهد والرياء ، فهو يرتدي ثوبا مخالفا مثلا لألوان ثيابهم ، ليلفت نظر الناس إليه ، ويختال عليهم بالكبر والعجب .
احذري التبرج المقنع
color]إذا تدبرت الشروط السابقة تبين لك أن كثيرا من الفتيات المسميات بالمحجبات اليوم لسن من الحجاب في شيء ، وإن اللائى يسمين المعاصي بغير اسمها ، فيسمين التبرح حجابا ، والمعصية طاعة .
لقد جهد أعداء الصحوة الإسلامية لوأدها في مهدها بالبطش والتنكيل ، فأحبط الله كيدهم ، وثبت المؤمنون والمؤمنات على طاعة ربهم عز وجل .
فرأوا أن يتعاملوا معها بطريقة خبيثة ترمى إلى الانحراف بالصحوة عن مسيرتهم الربانية ، فراحوا يروجون صورا مبتدعة من االحجاب على إنها ( حل وسط ) ترضي المحجبة به ربها - زعموا- وفي ذات الوقت تساير مجتمعنها ، وتحافظ على ( أناقتها ) .
وكانت ( بيوت الأزياء ) قد أشفقت من بوار تجارتها بسبب انتشار الحجاب الشرعي ، فمن ثم اعرفت الأسواق بنماذج ممسوخة من التبرج تحت اسم ( الحجاب العصري ) الذي قوبل في البداية بتحفظ واستنكار .
وأحرجت ظاهرة الحجاب الشرعي طائفة من المتبرجات اللائى هرولن نحو ( الحل الوسط ) تخلصا من الخروج الاجتماعي الضاغط الذي سببه انتشار الحجاب ، وبمرور الوقت تفشت ظاهرة ( التبرج المقنع ) المسمى بالحجاب العصري يحسب صويحباته أنهن خير البنات والزوجات ، وما هو إلا كما قال الشاعر :
إن ينتسبن الى الحجاب فإنه نسب الدخيل
فيا صاحبة ( الحجاب العصري المتبرج ) !
حذا أن تصدقي أن حجابك هو الشرعي الذي يرضي الله تبارك وتعالى ورسوله - صلى الله عليه وسلم - ، وإياك أن تنخدعي بمن يبارك عملك هذا ، ويكتمك النصيحة ، ولا تغتري فتقولى : ( إني أحسن حالا من صويحبات التبرج الصارخ ) فإنه لا أسوة في الشر ، والنار دركات ، كما إن الجنة درجات ، فعليك أن تقتدي بأخواتك الملتزمات بحق بالحجاب الشرعي بشروطه .
روي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : [ انظروا إلى من هو اسفل منكم في الدنيا ، وفوقكم في الدين ، فذلك أجدر أن لا تزدروا- أي تحتقروا - نعمة الله عليكم ]
تلا عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قوله عز وجل : (( إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهــــم الملائكة أن لا تخافــوا ولا تحزنوا وابشروا بالجنـــــــة التي كنتــم توعـــــدون )) ( فصلت : 30) .
فقال : (( استقاموا والله لله بطاعته ، ولم يراوغوا روغان الثعالب )) .
وعن الحسن رحمه الله قال : ( إذا نظر إليك الشيطان فرآك مداوما في طاعة الله ، فبغاك ، وبغاك - أي طلبك مرة بعد أخرى - فرآك مداوما ، ورفضك ، وإذا كنت مرة هكذا ، ومرة هكذا طمع فيك ) .
فهيا إلى استقامة لا عوجاج فيها ، وهداية لا ضلالة فيها ، وهيا إلى توبة نصوح لا معصية فيها .
(( وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون )) .
سمعنا واطعنا[/
]إن المسلم الصادق يتلقى أمر ربه عز وجل ، ويبادر إلى ترجمته إلى واقع عملي ، حبا وكرامة للإسلام ، واعتزازا بشريعة الرحمن ، وسمعا وطاعة لسنة خير الأنام ، وغير مبال بما عليه تلك الكتل البشرية الضالة التائهة ، الذاهلة عن حقيقة واقعها والغافلة عن المصير الذي ينتظرها .
وقد نفي الله عز وجل الإيمان عن من تولى عن طاعته وطاعة رسوله - صلى الله عليه وسلم - فقال (( ويقولون ءامنا بالله وبالرسول وأطعنا ثم يتولى فريق منهم من بعد ذلك وما أولئك بالمؤمنين ، وإذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم إذا فريق منهم معرضون )) إلى أن قال سبحانه (( إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون ، ومن يطع الله ورسوله ويخش الله ويتقه فأولئك هم الفائزون )) .
عن صفية بنت شيبة قالت : [ بينما نحن عند عائشة - رضي الله عنها - قالت : فذكرن نساء قريش وفضلهن ،فقالت :عائشة - رضي الله عنها - [ عن لنساء قريش لفضلا ، وغنى والله ما رأيت افضل من نساء الأنصار : أشد تصديقا لكتاب الله ، ولا إيمانا بالتنزيل ، لقد أنزلت سورة النور (( وليضربن بخمراهن على جيوبهن )) فانقلب رجالهن إليهن يتلون عليهن ما انزل الله إليهم فيها ، ويتلو الرجل على امرأته ، وابنته ، وأخته ، وعلى كل ذي قرابته ، فما منهن امرأة إلا قامت إلى مرطها المرحل فاعتجزت به تصديقا وإيمانا بما أنزل الله من كتابه ‘ فأصبحن وراء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - معتجرات كأن على رؤوسهن الغربان ) .
إذن لا خيار أمام أمر الله ، ولا تردد في امتثال حكم الله ، فهيا إلى التوبة أيتها الأخت المسلمة أن كنت حقا قد رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا ، وبمحمد - صلى الله علي– رسولا - وبزوجاته وبناته ونساء المؤمنين أسوة وقدوة..
سارعي إلى التوبة يا أمة الله ، واحذري كلمة (سوف أتوب ، سوف أصلي ، سوف أتحجب ) فإن تأخير التوبة ذنب يجب التوبة منه .
قولي كما قال موسى عليه السلام .
(( وعجلت إليك رب لترضي )) ( طه:84).
وقولي كما قال المؤمنون والمؤمنات من قبل :
(( سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا واليك المصير )) ( البقرة:285) .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين،،،،
منقول للفائدة،،،