إعلانات المنتدى


ضوابط شرعية لإلقاء النشيد واستماعه

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

ابو عمر المصرى

مزمار فعّال
30 أغسطس 2007
116
0
0
الجنس
ذكر
السلام عليكم ورحمه الله و بركاته
اخوتى الكرام اسمحو لى ان اقدم لكم هذه المقاله

...ضوابط شرعية لإلقاء النشيد واستماعه...

النشيد من البدائل التي انتشر سوقها في الأزمنة المتأخرة ، حتى أصبحت تعد الأكثر مبيعاً لأصحاب التسجيلات ، مما يدل على انتقال هذا البديل من كونه بديلاً عن الأغنية الماجنة ليصبح عند شريحة ليست بالقليلة من الناس أصلاً ؛ يقضي معه البعض غالب وقته فيه ، فيستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير!.


وهذه ظاهرة تحتاج إلى وضع ضوابط وأسس ، لأن الناس فيها بين غالٍ ومتساهل، ومن هنا فقد اجتهدت في وضع ضوابط شرعية لهذه الأناشيد ، لكي يستفاد من هذا البديل فائدة شرعية ، فأقول ، وبالله التوفيق :


أولاً : ألا يكون في هذه الأناشيد صوت امرأة، لأن الله تعالى نهى المرأة أن تخضع بصوتها فقال تعالى: (فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفاً). [الأحزاب: 32] .
قال البغوي في تفسير هذه الآيات :
( فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ ) : لا تَلِنَّ بالقول للرجال، ولا ترققن الكلام .
(فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ) : أي: فجور وشهوة ، وقيل نفاق ، والمعنى لا تقلن قولاً يجد منافق أو فاجر به سبيلاً إلى الطمع فيكن. والمرأة مندوبة إلى الغلظة في المقالة إذا خاطبت الأجانب لقطع الطمع

.
( وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفاً ) : لوجه الدين والإسلام ، بتصريح وبيان ، من غير خضوع .
فالمرأة كما هو معلوم مطالبة دائما بخفض صوتها في العبادات ، فإذا نسي الإمام ُتصفق ولا تسبح ، وفي التلبية والتكبير مأمورة بخفض صوتها ، بحيث لا يسمعها الرجال الأجانب، ولا يلزمها الأذان ، فإذا كانت مأمورة في هذه الأمور العبادية بخفض صوتها ، فكيف بما يستدعي رفع الصوت وترقيقه وهو أصلاً ليس من العبادات ؟!.


ثانياً : ألا يصحبها آلات طرب كدفٍّ ونحوه : يقول ابن عباس رضي الله عنهما : " الدف حرام ، والمعازف حرام ، والكوبة حرام ، والمزمار حرام ".


وهل يظن من يبيح للناس مثل هذه المعازف أن ابن عباس - حبر هذه الأمة وترجمان القرآن - يفتري على الله الكذب بتحريمها؟! كلا، فهو – رضي الله عنه وأرضاه - منـزّه عن هذا.


ورُوى عن إبراهيم النخعي : " أن أصحاب ابن مسعود كانوا يستقبلون الجواري في المدينة ومعهن الدفوف فيشققونها ".. ويستثنى من ذلك ما استثناه الشارع والله أعلم .. وأما المزامير فالأمر فيها واضح وبيّن ولله الحمد .


ثالثا : ألا يخرج النشيد إلى حد الغناء والإلحان الماجنة ، كأن يشبه الغناء من ناحية الوزن واللحن ، أو يتضمن النشيد مدّاً فاحشاً كمدّ أهل الغناء ، أو بعض ( الآهات ) التي لا معنى لها .


قال ابن قدامة : " وأما الحداء فمباح لا بأس به في فعله واستماعه ، وكذلك نشيد الأعراب وسائر أنواع الإنشاد ، ما لم يخرج إلى حد الغناء " .. وعلة النهي أن الرسول صلى الله عليه وسلّم حذر كل التحذير من التشبه بالمائعين والمخنثين وأيضا أنه يذكر المستمع بالأغاني المحرمة

.
ومن المعلوم أن أكثر الناس يلتفت إلى النغم واللحن أكثر من التفاته إلى المعنى والنظم ، ولذلك نهى النبي صلى الله عليه وسلّم عن الانتباذ في المزفت والحنتم والنقير، وهي الأواني التي كانت مخصوصة للخمر، فنهى عنها صلى الله عليه وسلّم لأنها تذكّر بها ، وهي علة التحريم ؛ إذ لا لذة في رؤية القنينة وأواني الشرب ، لكن من حيث التذكير بها ، والذّكر سبب انبعاث الشوق، وانبعاث الشوق إذا قوي فهو سبب الإقدام .


رابعاً : ألا تشتمل كلمات النشيد على معنى محظور في الشرع ، كأن يكون وسيلة لترويج الشعارات القومية والوطنية ، أو أن يكون فيها بعض العبارات الشركية .
خامساً : ألا يُنشد بالأذكار الشرعية ، كمن يردد كلمة التوحيد ، أو يردد لفظ الجلالة ، لأن في هذا تشبهاً بأهل التصوف.

وليس من الشروط ما ذكره بعضهم :


1 ـ أن يكون المنشد واحداً وبدون صوت جماعي ، لأنه ثبت في صحيح البخاري أن الصحابة كانوا يرددون الشعر بأصوات جماعية ، كما في حديث أنس رضي الله عنه في قصة حفر الخندق ، قال : فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلّم ما بنا من النصب والجوع قال : " اللهم إن العيش عيش الآخرة فاغفر للأنصار والمهاجرة ". فقالوا مجيبين : "نحن الذين بايعوا محمدا على الجهاد ما بقينا أبدا ً" .


2 ـ ألا يُتخذ أسلوباً في الدعوة إلى الله ، لأنه لم يثبت بدليل صحيح صريح اشتراطه، ومتى توفرت الشروط الآنفة الذكر فإن النشيد يكون مباحاً ، واستعمال المباح مباح ؛ خاصة إذا علمنا أنّ الأناشيد أحياناً يلهب الحماس للجهاد ، ويحرّك النفوس .


كما أن للمستمع للنشيد أيضاً ضوابط لا بد أن يلتزم بها ؛ حتى لا يقع في المحذور، فمن تلك الضوابط :


أولاً : أن يقصد من سماعه تذوق معاني الشعر المنشَد ؛ لا التعبد شأن أهل السماع الصوفي البدعي ، أو اللذة والطرب شأن أهل الغناء الفسقي .
ثانياً : ألا يحدث بسببه مفسدة في الدين، كالتلهي عن سماع القرآن والعلم ، أو مفسدة دنيويّة كتضييع بعض الواجبات والمصالح المهمة بسبب الاشتغال به .


ثالثاً : ألا تُتخذ الأناشيد ديدناً في كل وقت وحين : روى البخاري في صحيحه عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه مرفوعا: "لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحاً خير له من أن يمتلئ شعراً".


قال أبو عبيد : " معناه : أن يغلب عليه الشعر حتى يشغله عن القرآن والعلم .
رابعاً : ألا يقترن به حين السماع حركات أهل الغناء كالتمايل وهزّ الرؤوس فإنه يكون حينئذ محظوراً .


عن علقمة مولاة عائشة رضي الله عنها : " أن بنات أخي عائشة رضي الله عنها خفضن - الخفض : ختان الجارية - فآلمهن ذلك ، فقيل لعائشة : يا أم المؤمنين ، ألا ندعو لهن من يلهيهن ؟! قالت : بلى .
قالت أم علقمة ، فأرسل إلى فلان المغني فأتاهم ، فمرّت به عائشة رضي الله عنها في البيت ، فرأته يغني ويحرّك رأسه طرباً - وكان ذا شعر كثير - فقالت : أفٍ ، شيطان ! أخرجوه ، أخرجوه ، فأخرجوه". [سنن البيهقي] .


خامساً : ألا يُتخذ النشيد عبادة وقربى ، كمن يعتقد أنه من الدين ، أو أنه يزيد في جذوة الإيمان وأحوال القلب ، كالخوف والخشية والحب والرجاء ، أو يتخذ وسيلة لترقيق القلب وخشوعه.
قال الغمام الشاطبي : " ولا كان المتقدمون أيضا يعدون الغناء ـ تلحين الشعر ـ جزءاً من أجزاء طريقة التعبد وطلب رقة النفوس وخشوع القلوب " .


ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مختصر الفتاوى المصرية : " أما سماع القصائد لصلاح القلوب والاجتماع على ذلك ؛ إما نشيدا مجردا أو مقروناً بالتغبير ونحوه ، فهذا السماع محدث في الإسلام بعد ذهاب القرون الثلاثة ، وقد كرهه أعيان الأئمة ولم يحضره أكابر المشايخ ".


هذا ما تيسر لي جمعه في هذا الموضوع، وأوصي الإخوة والأخوات جميعاً أن يتقوا الله تعالى ، ويستعدوا لما بعد الموت ، ويشتغلوا بالفاضل عن المفضول ، وألا تضيع أعمارهم في أمر ليس له شأن كبير، فالحياة قصيرة وإن طالت ، والفرحة ذاهبة وإن دامت ، فحاسب نفسك قبل أن تحاسب ، وزنها قبل أن توزن ، وتأهب للعرض الأكبر : ( يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنكُمْ خَافِيَةٌ ). [سورة الحاقة، الآية: 18].
أسأل الله تعالى أن يوقفنا وإياكم لما يحب ويرضى .. والله أعلم .

د / محمد بن عبد الله الهبدان

نرجو التثبيت للفائده
 

إبراهيم التميمي

مدير المشاريع في الشبكة
إدارة المنتدى
8 فبراير 2007
8,962
50
0
الجنس
ذكر
رد: ضوابط شرعية لإلقاء النشيد واستماعه

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

جزاك الله خيرًا أخي أحمد
موضوع مهم

* يثبت لفترة *

وبارك الله فيك ونفع بك

:)
 

محمود أبوالناظر

مزمار ألماسي
25 سبتمبر 2007
1,313
1
38
الجنس
ذكر
رد: ضوابط شرعية لإلقاء النشيد واستماعه

أعتقد من وجهة نظرى ان مكان الموضوع ليس هنا
بل فى الركن الشرعى
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع