إعلانات المنتدى


شرح لمعة الاعتقاد للشيخ صالح آل ااشيخ 1

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

ايمن شعبان

مزمار ألماسي
8 مايو 2008
1,568
0
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمود خليل الحصري
(بسم الل)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
:x18: :wave: :wave:
فإني لما علمت أن هذا الركن وضع لما وضع لتنيين العقيدة الصحيحة أحببت ان أضع موضوعي الأول في هذا الركن وهو تعليقات الشيخ صالح آل الشيخ على نبذة لمعة الاعتقاد لابن قدامة المقدسي وسوف اضع كل يوم جزء منها حتى يستطيع كل فرد ان يتابع معنا الشرح وهاك الجزء الاول من الشرح




هذه دروس علمية قيمة بعنوان شرح لمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد، لفضيلة الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ والتي ألقاها في مسجد حمزة بن عبد المطلب بالدمام ابتداء من فجر الثلاثاء 28من شهر الله المحرم 1413هـ حتى فجر الخميس غرة شهر صفر 1413هـ وقد كانت هذه الدروس بإشرافٍ من مركز الدعوة والإرشاد بالدمام.



بسم الله الرحمن الرحيم
1- الحَمْدُ للهِ المحمُودِ بِكُلِّ لِسانٍ، المعبودِ في كُلِّ زَمانٍ، الَّذِي لا يَخْلُو مِنْ عِلْمِهِ مَكانٌ، ولا يشغَلُه شانٌ عن شانٍ، جلَّ عَنِ الأشباهِ والأنْدادِ، وتَنَزَّهَ عَنِ الصَّاحِبَةِ والأولادِ، ونَفِذَ حُكمُهُ في جميعِ العبادِ، لا تُمَثِّلُهُ العقولُ بالتفكيرِ، ولا تَتَوَهَّمُهُ القلوبُ بالتصوير، لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ[الشورى:11]، لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى( ) والصفاتُ العُلى، الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى(5)لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى(6)وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى[طه:5-7]، أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا[الطلاق:12]، وقَهَرَ كلَّ مخلوقٍ عِزَّةً وحُكْمًا، ووسِعَ كلَّ شيءٍ رحمةً وعِلمًا، يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا[طه:110]، مَوْصوفٌ بما وصفَ به نفسَهُ في كتابِهِ العظيمِ، وعلى لسانِ نَبِيِّهِ الكريمِ.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أمّا بعد:
فهذه الرسالة الموسومة بلُمعة الاعتقاد من نبذ العقيدة؛ يعني من متونها المختصرة، وقد ضمّت مباحث الاعتقاد، وأثنى عليها العلماءُ بعد الموفَّق رحمه الله تعالى، وهي حقيقةٌ بأن تفصل كلماتها وجُملها، وأن تُبين مباحثُها بشيء من التفصيل، ولمّا كانت هذه الأيام الثلاث التي نستقبلها لا تكفي ولا تفي؛ بأن تُشرح هذه العقيدة شرحا وافيا، لهذا سنمرُّ عليها مرورا فيه إيضاحُ كثير من مسائلها على شكلِ ووجه الإيجاز.
وهذه الخطبة التي ذكر المؤلف بين يدي كتابه ورسالته، فيما يسميه علماء البلاغة براعة الاستهلال؛ و براعة الاستهلال يعتني بها أهل العلم، ومعناها أن يُضمِّنوا الخطبة التي بين يدي كتبهم، أو بين يدي كلامهم وخطبهم؛ يضمنونها ما سيتكلمون به أو يُفصِّلونه، فلما كان بحثُ هذا الكتاب في الاعتقاد، وفي تنزيه الله جل وعلا، وما يستحقه جل وعلا، وهذا أعلى وأعظم ما في مباحث الاعتقاد, ضمّن هذه الخطبة الثناء على الله جل وعلا، وذِكر استواءه جل وعلا على عرشه، وذِكر علمه جل وعلا واحاطته بكل شيء، وذَكر أنه جل وعلا موصوف بما وَصف به نفسه، وغير ذلك مما بيَّنه في هذه الخطبة، وأمّا خطبة الحاجة المشهورة التي وردت في حديث ابن مسعود وغيره، مِن أن النبي  كان يقول بين يدي حاجاته ”إن الحمد لله نحمده ونستعينه...“ إلى آخره، فهذه مشروعةٌ بين يدي الحاجات وكثيرا ما كان يقولها عليه الصلاة والسلام، ولكن ليس هذا أمرا مطَّردا، ولهذا أهل العلم تارة يبدؤون كتبَهم وخطبهم ومؤلفاتهم بتلك الخطبة المعروفة بخطبة الحاجة، وتارة يجعلون خطبهم مذكورة بما يريدون ذكره في خطبتهم أو مؤلفهم أو رسالتهم، وهذا هو الذي أسلفتُ لك أنه يسمى براعة الاستهلال، ولهذا يجتهد أهل العلم في الابتداء بمثل هذا اللفظ العظيم الموجز الذي يدلّ على المراد، بل ويتنافس العلماء في أن يُضمِّنوا صدور خطبهم لكتبهم ولغيرها ما يريدون إيضاحه في كتبهم أو في خطبهم ونحو ذلك.
المسألة الثانية أن مباحث الاعتقاد عند أهل السنة والجماعة مبنية على شرح أصول الإيمان الستة؛ ألا وهي الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وبالقدر خيره وشره من الله تعالى؛ فالإيمان بالله يشمل الإيمان بأنه جل وعلا واحد في إلـهيته مستحق للعبادة دونما سواه، والإيمان بأسمائه جل وعلا وصفاته، وأنه واحد في أسمائه وصفاته لا شبيه له ولا مثيل في أسمائه وصفاته، وهذا البحث -أعني الكلام على الإيمان بالله- لم يكن في أول الإسلام -يعني في القرون الأولى-؛ لم يكن ثَمََ حاجة إلى إفراد الكلام عن توحيد الألوهية بخصوصه؛ وإنما كانوا يكتفون بالإجمال فيه لأجل عدم وقوع الشرك في هذه الأمة وعدم ظهوره، فكانت جُل مباحث الاعتقاد فيما يتصل بمبحث الإيمان بالله عن الأسماء والصفات، وغيرُها يُعرض له بشكلٍ من الإجمال، لكن لما ظهر الشركُ وفشى كان لزاما أن يفرد هذا بالتصنيف، ولهذا لا تجد في مباحث الاعتقاد التي في هذه الرسالة الكلام مفصلا عن توحيد العبادة وعن توحيد الالهية بما اعتنى به العلماء من بعد، وإنما تجد الكلام مفصلا في مباحث توحيد الأسماء والصفات، وهذا لأجل الحاجة إليه في زمن تأليف مثل تلك الرسالة، فكلَّما كانت حاجة العباد إلى إيضاح أمر أكثر كلما اعتنى به أهل العلم، وأظهرُ إذن كتبُ توحيد الإلــهية توحيد العبادة مثل كتاب التوحيد، وكشف الشبهات، وثلاثة الأصول ونحوها من الكتب هذه فيها بيان لتوحيد الإلهية الذي هو أحد مباني العقيدة في ركنه الأول وهو الإيمان بالله. ثم يذكر الإيمان بالملائكة والكتب والرسل -كما سيأتي إيضاحه إن شاء اللهُ تعالى-، ثم الإيمان باليوم الآخر وهذا يدخل فيه الإيمان بالغيبيات، إذا أتى أهل العلم للكلام على اليوم الآخر والإيمان به فإنهم يذكرون الكلام على الغيبيات وما يجب على المسلم اعتقاده فيها، وطريقة أهل السنة والجماعة فيها المخالِفة والمنابِذة لطرق أهل الزيغ والضلال والبدعة، ثم الإيمان بالقدر خيره وشره، فإذا تم بيان أركان الإيمان الستة ذكروا ما يتبع ذلك من أمور الاعتقاد التي اعتنى بها أهل السنة والجماعة؛ وهي في أصلها ليست من مسائل الاعتقاد، لكنها أُدرجت في مسائل الاعتقاد لأجل الحاجة إليها من جهة أن أهل السنة والجماعة خالفوا فيها أهل الزيغ والضلال وأهل البدعة والفرقة؛ من مثل الكلام في الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين، ومن مثل الكلام في أمهات المؤمنين جميعا على المؤمنين بعامة، ومن مثل الكلام في الإمامة وما يجب من طاعة أولي الأمر في المعروف، وأن الإمامة واجبة، وأن البيعة للإمام الذي بُويع أنها متعيِّنة، ولا يجوز الخروج على الأئمة بجورهم وتجب الصلاة خلفهم والجهاد معهم، ونحو ذلك من مباحث الإمامة التي خالف بها أهل السنة والجماعة الخوارج والمعتزلة ومن شابههم, كذلك يذكرون من مباحث الاعتقاد مثل المسح على الخفين، وذلك مخالفة لمن لا يرى المسح على الخفين، كذلك يذكرون في مباحث الاعتقاد كرامات الأولياء وما يُجري الله على أيديهم من أنواع العلوم والمكاشفات وأنواع القدرة والتأثيرات كما هو معلوم ويبسطون ذلك لأجل وجود من يُخالف في الأولياء وفي كراماتهم من جهة إنكارها تارة كما فعلت المعتزلة، ومن جهة الغلو في الأولياء حتى جعلتهم طائفة فوق منزلة الأنبياء، وهكذا مسائل الأخلاق تُذكر ضمن مسائل اعتقاد أهل السنة والجماعة.
إذن فمعتقد أهل السنة والجماعة يشمل هذه الأمور جميعا، وليس معتقد أهل السنة والجماعة خاص بالاعتقاد في الله جل وعلا وأسمائه و صفاته واليوم الآخر والقدر كما قد يُظن؛ بل معتقد أهل السنة والجماعة يشمل هذا جميعا، لأنه به فارقوا أهل البدع والزيغ الذين يردُّون النصوص، ولا يلتزمون بالسنة، ولا يخضعون لها ويحكِّمونها على أنفسهم تحكيما تاما، وبهذا التوجّه تميَّز أهل السنة بأنهم يعظمون السنة ويعظمون أهلها، وينبذون من خالفها أو خالف أئمتها.
إذن فنحن فيما نستقبل إن شاء اللهُ تعالى سنعرض بإيجاز لهذه المباحث التي سيذكرها المؤلف بدون تطويل ولا تفصيل، مع أنه كان ينبغي أن تُفَصَّل، لكن لما كان الوقت قصيرا فإننا وكلُّ ما جاءَ في القرآنِ أو صَحَّ عنِ المصطفى عليه السلامُ منْ صفاتِ الرحمنِ وَجَبَ الإيمانُ بِهِ وتَلَقِّيهِ بالتَّسْليمِ والقَبُولِ، وتَرْكِ التَّعَرُّضِ لَهُ بالرَّدِّ والتَّأْويلِ، والتَّشْبِيهِ والتَّمْثِيلِ. وما أَشْكَلَ مِنْ ذلك وَجَبَ إثْباتُه لفْظا، وتَرْكُ التَّعَرُّضِ لِمعْناه، ونرُدُّ عِلْمَه إلى قائله، ونجعلُ عُهْدَتَهُ على ناقِلِه، إتِّباعا لطريقِ الرَّاسِخِين في العِلْمِ، الّذين أثْنَى اللهُ علَيْهِم في كتابِهِ المُبين بقوله سبحانَهُ وتعالىوَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا[آل عمران:7]، وقالَ في ذَمِّ مُبْتَغِي التَّأْوِيلِ لمتشابِهِ تَنْزِيلِهِفَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ[آل عمران:7]، فَجَعَلَ ابْتِغَاءَ التَّأْويلِ علامَةً الزَّيْغِ وقَرَنَهُ بابْتِغَاءِ الفِتْنَةِ في الذَّمِّ، ثم حَجَبَهُمْ عمَّا أَمَّلُوهُ، وقَطَعَ أَطْمَاعَهُمْ عمَّا قَصَدُوهُ، بقوله تعالىوَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ[آل عمران:7].
هذا بيان للأصل الأول؛ ألا وهو أنّ أهل السنة والجماعة تميّزوا عن غيرهم بالتسليم لما جاء به الرسول  من القرآن العظيم ومن سنته عليه الصلاة والسلام، فسنة النبي  وحي، والقرآن كلام الله جل وعلا، فما أتانا في الكتاب والسنة وجب اعتقاده والتسليم له، وتصديقه في الأخبار، وإتباعه في الأمر والنهي والأحكام.
وهاهنا ذكر المؤلف أن ما أشكل من النصوص وجب الإيمان به لفظا وترك التعرض لمعناه، وهذا لأنّ أهل السنة والجماعة قالوا: إن النصوص - نصوص الكتاب والسنة- واضحة بيّنة. لأن الله جل وعلا أنزل كتابه وجعله واضحا بيِّننا بلسان عربي مبين.
o وجعله محكما كما قال جل وعلاالر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ[هود:1]؛ فجعل جل وعلا كتابه كله محكما؛ يعني بيّنا واضحا لا يستبهم معناه، ولا يغمض ما دل عليه على الناس.
o كذلك هو جل وعلا ذكر أن كتابه متشابه، فقال جل وعلااللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا[الزمر:23] فجعله كلّه متشابها ومعنى ذلك أنه يشبه بعضُه بعضا.
o وفي آية آل عمران جعل جل وعلامِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ[آل عمران:7] وهذا يعني أنّه منه ما هو واضح بيّن، ومنه ما هو مشتبه.
فكيف نجمع بين هذه الآيات الثلاث؟ المؤلف ذكر الخلاصة لكن تحتاج إلى إيضاح.
فنقول: القرآن محكم كله، ومتشابه كله، ومنه محكم ومنه متشابه:
فالإحكام بمعنى الوضوح والبيان فهو كله واضح بيّن على جنس الأمة، قد لا يكون واضحا بينا لكل أحد، لكنه واضح بيّن لجنس الأمة.
كذلك وصفه بأنه متشابه بقولهاللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا[الزمر:23] يعني يشبه بعضه بعضا، فهذا أمر وهذا أمر، وهذا نهي وهذا نهي، وهذا خبر وهذا خبر، وهذا وصف للجنة وذاك للجنة، وهذه قصة لنبي من الأنبياء وهذه قصة للنبي نفسه، وهكذا بعضه يشبه بعضا.
أمّا الثالث -يعني القسم الثالث- هو ما ذُكـر في آية آل عمران بقولهمِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ[آل عمران:7] يعني بعضه محكم واضح المعنى بيِّن الدلالة، وبعضه ليس كذلك؛ مشتبه المعنى ومشتبه الدِّلالة، وهذا المشتبه المعنى والمشتبه الدِّلالة لا يوجد في القرآن ولا في السنة عند أهل السنة والجماعة بمعنى التشابه المطلق؛ يعني أن قوله تعالىوَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ[آل عمران:7] يُعنى به التشابه النسبي الإضافي؛ يعني أنه يشتبه على بعض الناس دون بعض، أمّا التشابه المطلق بحيث يقال هذه الآية من المتشابه، أو يقالالـم( ) هنا من المتشابه يعني لا أحد يعلم معناه فهذا من الخطأ، ولا يقول به أهل السنة، بل أهل السنة يقولون: إنه يُمكن أن توجد الآيات تشتبه على بعض أهل العلم فلا يُعلم معناها. لا يُعلم معناها من جهة هذا المطالع، لكن ليس من جهة الأمة بأجمعها، فيعلم بعض أهل العلم المعنى، والبعض الآخر لا يعلم المعنى، ولهذا ابن عباس لمّا تلا هذه الآية قال ”أنا ممن يعلمون تأويله“ فإذن يُقال هذه الآية من المتشابه لا يوجد المتشابه المطلق؛ يعني الذي لا يعلم أحد معناه، بل لابد أن يوجد في الأمة من يعلم معنى كل نص، فالقرآن نزل بلسان عربي مبين، نزل ليهتدي به الناس، كذلك السنة، فلا يوجد نص يشتبه على جميع أهل العلم وعلى الأمة, لا، وهذا القول بأنه هناك ما يشتبه على الجميع، ولا يفهم معناه الجميع، هذا إنما هو قول أهل البدع.
فإذن المؤلف هنا قسم إلى قسمين:
باعتبار بعض الناس لا باعتبار الجميع فقال (النصوص نتلقاها بالتسليم والاعتقاد من غير أن نرُدها أو نُشبِّه أو نمثل) وهذا هو في القسم الأول يعني الآيات المحكمات الواضحات.
ما اشتبه عليك قال (وجب الإيمان به لفظا) وهذا اللفظ الذي ذكره في قوله (وجب الإيمان به لفظا) مما أُنتقد على الإمام موفق الدين بن قدامة فإنه في هذه العقيدة الموجزة اُنتقدت عليه ثلاث مسائل هذه أولها وهي قوله (وجب الإيمان به لفظا) ويمكن أن يُخَرَّجَ كلامه يعني أن يُحمل على محمل صحيح
أما الانتقاد فهو أن يُقال: إن الواجب أن نؤمن به لفظا ومعنىً، لكن إذا جهلنا المعنى نؤمن بالمعنى على مراد الله جل وعلا، أو على مراد الرسول ،كما سيأتينا من كلمة الإمام الشافعي أنه قال ”آمنت بالله وبما جاء عن الله على مراد الله وآمنت برسول الله  وبما جاء عن رسول الله  على مراد رسول الله“ يعني إذا جهل المعنى, فإذا جهلتَ المعنى تؤمن باللفظ والمعنى لكن المعنى على مراد من تكلم به، ووجه الانتقاد الذي اُنتقد به الإمام ابن قدامة في هذه اللفظة أنه يجب الإيمان باللفظ والمعنى، أمّا الإيمان بلفظ مجرد عن المعنى فهذا هو قول أهل البدع؛ الذين يقولون: نحن نؤمن بألفاظ الكتاب والسنة دون إيمانٍ بمعانيها لأن معانيها قد تختلف. والجواب أن هذا غلط بل معاني الكتاب والسنة هي على المعنى العربي فالقرآن نزل بلسان عربي، والنبي  تكلم بلسان عربي، فلهذا وجب أن يُؤْمَنَ بالكتاب والسنة على ما تقتضيه لغة العرب، وعلى ما يدل عليه اللسان العربي، وهذا أصل من الأصول لكن إذا اشتبه عليك المعنى؛ كلمة في القرآن ما علمت معناها, حديثا إمّا في الصفات أو في الغيبيات لم تعلم معناه، نقول نؤمن به لفظا نكت- ومعنىً؛ يعني معناه مفهوم، لكن على مراد الله، ومراد رسوله ، وهذا هو الذي جاء في الآية حيث قال جل وعلافَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا[آل عمران:7].
هنا قال (وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ) ماذا يُعنى بهذا التأويل؟ إذا قلنا أن كل آية لابد أن نعلم معناها وكل حديث لابد أن يوجد في الأمة من يعلم معناه فما معنى (وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ)؟
الجواب أن ما أنزل الله جل وعلا على قسمين:
1. إمّا أن يكون أخبارا.
2. وإمّا أن يكون أحكاما.
وتأويل الأخبار يكون بوقوعها. وتأويل الأحكام؛ الأمر والنهي يكون بإيقاعها.
فقول الله جل وعلا هنا (وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ) يعني تلك الأخبار ما يعلم تأويلها إلا الله، لأن الله جل وعلا هو الذي يعلم حقيقة ما تؤول إليه، أو يعلم ما تؤول إليه حقيقة تلك الألفاظ وتلك الآيات، وذلك أن التأويل في القرآن أتى بمعنيين لا ثالث لهما:
الأول: التأويل بمعنى ما تؤول إليه حقيقة الشيء وهذا كما في قوله تعالىهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ[الأعراف:53] الآية (هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ) يعني ما تؤول إليه حقيقة أخباره وأحكامه، فحقيقة الأخبار تؤول إلى ظهورها من الصفات والغيبيات، كذلك الأحكام حقيقتها تؤول إلى ظهور أثر من تمسك بها وامتثلها ممن عصى وخالف، هذا المعنى الأول.
المعنى الثاني: وهو فرع عن هذا، التأويل بمعنى التفسير قالأَنَا أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ[يوسف:45] بتأويله يعني بتفسير الرؤيا، وهذا مرتبط بالمعنى الأول؛ يعني الحقيقة التي تؤول إليها الرؤيا في الواقع المشاهَد.
فإذن قوله هنا (وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ) ليس هو التأويل الحادث الذي يقوله بعض أهل الأصول؛ وهو صرف اللفظ عن ظاهره المتبادر منه إلى غيره لمرجح أو لقرينة تدل عليه. لا، هذا إنما هو اصطلاح حادث، أما التأويل فهو في القرآن والسنة له معنيان لا غير.
فإذن قوله هنا (وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ) فإذا كان في آيات الصفات ووقفنا على هذه الآية وقلنا (وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ) ووقفنا، فنريد بالتأويل ما تؤول إليه حقيقة الأسماء والصفات يعني الكيفية لا يعلم الكيفية؛ وهي الحقيقة التي تؤول إليها آيات الأسماء والصفات والأحاديث التي فيها الأسماء والصفات، لا يعلم كيفية اتصاف الله جل و علا بها إلا هو سبحانه، وإذا أُريد بالتأويل معنى التفسير لا الكيفية فإن الراسخين في العلم يعلمون، ولهذا طائفة من السلف يرون الوقف على كلمة (الْعِلْمِ) يقولون (وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ) ويقف، لأن الراسخون في العلم يعلمون المعنى، لكن لا يعلمون الكيفية، فإذا كان الاشتباه واقع في المعنى كان الراسخون في العلم ممن يعلمون، وإذا كان الاشتباه وقع في الكيفية كان العلم مقصورا على ربِّ الأرض والسماوات.
وهذا معنى قوله (وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ) ولهذا قال ابن عباس: أنا ممن يعلم تأويلَه.
 

من مكة

عضو موقوف
12 مارس 2008
676
1
0
الجنس
ذكر
رد: شرح لمعة الاعتقاد للشيخ صالح آل ااشيخ 1

ما شاء الله تبارك الله .. زادك الله علما ومالا ..t7

وشرح الشيخ صالح .. ممتاز جدا..

حبذا لو تنزله كاملا على ملف ورد او غيره .. ويتم تحميله كاملا مرة واحدة ..)


0277.jpg


0275.jpg



0266.JPG
 

من مكة

عضو موقوف
12 مارس 2008
676
1
0
الجنس
ذكر
رد: شرح لمعة الاعتقاد للشيخ صالح آل ااشيخ 1

والله انا مثلك لا اعرف شيئا ؟؟

حبذا لو تسأل ركن تطوير المنتديات ؟
=================================
لكن عندي طريقة : وجربتها وطلعت صحيحة :الا وهي :
ملف الورد اضغط عليه فارة باليمين يطلعلك مكتوب فتح ... الخ .. وفيه صور ملفات ضغط
اضغط على اول وحده على ما ظن ثم سوي موافق / ثمن تنحفظ على شكل ملف ضغط.. وجوتها ملف ورد..

ثم اذهب الى مواقع تحميل الملفات : وهي كثيرة وانا استخدمت هذه :
http://www.tntup.com/

واضغط على اقصى اليمين رفع الملفات .. ثم سوي فتح واختر الملف الضغط الذي قمت به في المرحلة الاولى
ثم سوي موافق ثم رفع ثم اتبع التعليمات من موافقات وغيرها واضغط على اكمل حتى يجيك رابط تحميل الملف
انسخ ذلك الرابط( اي رابط التحميل ) وضعه لنا هنا .. والسلام عليكم ..
ننتظر..
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع