- 12 مارس 2008
- 676
- 1
- 0
- الجنس
- ذكر
(بسم الل) :
:
الحمد لله ، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين ..(ص)
الحياة السعيدة مطلب كل إنسان، ولا تزال السعادة للإنسان وإن طال عمره ودنا أجله أعز مطلوب وأغلى مرغوب، تستشرفه النفوس مهما شاخت،
والإنسان حارث ساعٍ بطبعه في تحصيل منافعه، كثير الهم لما يطلبه أو مما يحاذره·
وليس عيباً في الإنسان أن يطلب السعادة أو يحرص على أسبابها فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير، احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كان كذا وكذا ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان"·
وإنما العيب أن يحرص الإنسان على ما يضره لجهله وسوء ظنه وتقديره، معتقدًا أن فيما يسعى إليه السعادة والحق أن ما سعى إليه وحرص عليه هو عين الشقاء وإن تضمن متعاً عاجلة، فيكون كمن يطلب الشفاء في مخدر يظن أن فيه دواءه، وأكثر الناس هذه حاله يطلب السعادة ولكن لا يعرف أي طريق يسلك ولا أي باب يقرع ويقف إما حائراً أو يخبط خبط عشواء..
قال الله تعالى: {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ} (14) [آل عمران: 14]
وإذا أردت أن تعلم علامات السير الصحيح في طريق السعداء فتأمل قول الإمام ابن القيم رحمه الله يقول:
"من علامات السعادة والفلاح
أن العبد كلما زيد في علمه زيد في تواضعه ورحمته،
وكلما زيد في عمره نقص من حرصه،
وكلما زيد في ماله زيد في سخائه وبذله،
وكلما زيد في قدره وجاهه زيد في قربه من الناس وقضاء حوائجهم والتواضع لهم،
وعلامات الشقاوة أنه كلما زيد في علمه زيد في كبره وتيهه،
وكلما زيد في عمله زيد في فخره واحتقاره للناس وحسن ظنه بنفسه،
وكلما زيد في عمره زيد في حرصه، وكلما زيد في ماله زيد في بخله وإمساكه،
وكلما زيد في قدره وجاهه زيد في كبره وتيهه،
وهذه الأمور ابتلاء من الله وامتحان يبتلي بها عباده فيسعد بها أقوام ويشفى بها أقوام"·
فجماع ما ذكره الإمام أن السعيد هو الذي كلما زيد نعماً أحدثت تلكم النعم عملاً قلبياً تنبعث عنه الجوارح بعمل ظاهر·
وقال ابن القيم رحمه الله أيضا: "السعادة بثلاث: شكر النعمة والصبر على البلاء والتوبة من الذنب"·
وهذا الذي ذكره الإمام يشمل من زيد في النعم ومن انتقص منها فالسعيد الشاكر عند الزيادة،
والصابر عند ذهابها، المستخدم لها فيما يرضي الله وذلك من الشكر،
المقلع عن استخدام النعم في معصيته،
الأواب التائب من سائر الذنوب التي لا يحبها الله تعالى ولا يرضاها وإن أحدثت متعة وقتية أو لذة فانية·
وقال أيضاً: "محبة العلم من علامات السعادة، وبغض العلم من علامات الشقاوة،
وهذا كله إنما هو في علم الرسل الذي جاؤوا به وورثوه للأمة لا في كل ما يسمى علماً،
وأيضاً فإن محبة العلم تحمل على تعلمه واتباعه وذلك هو الدين، وبغضه ينهى عن تعلمه واتباعه"·

الحمد لله ، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين ..(ص)
الحياة السعيدة مطلب كل إنسان، ولا تزال السعادة للإنسان وإن طال عمره ودنا أجله أعز مطلوب وأغلى مرغوب، تستشرفه النفوس مهما شاخت،
والإنسان حارث ساعٍ بطبعه في تحصيل منافعه، كثير الهم لما يطلبه أو مما يحاذره·
وليس عيباً في الإنسان أن يطلب السعادة أو يحرص على أسبابها فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير، احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كان كذا وكذا ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان"·
وإنما العيب أن يحرص الإنسان على ما يضره لجهله وسوء ظنه وتقديره، معتقدًا أن فيما يسعى إليه السعادة والحق أن ما سعى إليه وحرص عليه هو عين الشقاء وإن تضمن متعاً عاجلة، فيكون كمن يطلب الشفاء في مخدر يظن أن فيه دواءه، وأكثر الناس هذه حاله يطلب السعادة ولكن لا يعرف أي طريق يسلك ولا أي باب يقرع ويقف إما حائراً أو يخبط خبط عشواء..
قال الله تعالى: {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ} (14) [آل عمران: 14]
وإذا أردت أن تعلم علامات السير الصحيح في طريق السعداء فتأمل قول الإمام ابن القيم رحمه الله يقول:
"من علامات السعادة والفلاح
أن العبد كلما زيد في علمه زيد في تواضعه ورحمته،
وكلما زيد في عمره نقص من حرصه،
وكلما زيد في ماله زيد في سخائه وبذله،
وكلما زيد في قدره وجاهه زيد في قربه من الناس وقضاء حوائجهم والتواضع لهم،
وعلامات الشقاوة أنه كلما زيد في علمه زيد في كبره وتيهه،
وكلما زيد في عمله زيد في فخره واحتقاره للناس وحسن ظنه بنفسه،
وكلما زيد في عمره زيد في حرصه، وكلما زيد في ماله زيد في بخله وإمساكه،
وكلما زيد في قدره وجاهه زيد في كبره وتيهه،
وهذه الأمور ابتلاء من الله وامتحان يبتلي بها عباده فيسعد بها أقوام ويشفى بها أقوام"·
فجماع ما ذكره الإمام أن السعيد هو الذي كلما زيد نعماً أحدثت تلكم النعم عملاً قلبياً تنبعث عنه الجوارح بعمل ظاهر·
وقال ابن القيم رحمه الله أيضا: "السعادة بثلاث: شكر النعمة والصبر على البلاء والتوبة من الذنب"·
وهذا الذي ذكره الإمام يشمل من زيد في النعم ومن انتقص منها فالسعيد الشاكر عند الزيادة،
والصابر عند ذهابها، المستخدم لها فيما يرضي الله وذلك من الشكر،
المقلع عن استخدام النعم في معصيته،
الأواب التائب من سائر الذنوب التي لا يحبها الله تعالى ولا يرضاها وإن أحدثت متعة وقتية أو لذة فانية·
وقال أيضاً: "محبة العلم من علامات السعادة، وبغض العلم من علامات الشقاوة،
وهذا كله إنما هو في علم الرسل الذي جاؤوا به وورثوه للأمة لا في كل ما يسمى علماً،
وأيضاً فإن محبة العلم تحمل على تعلمه واتباعه وذلك هو الدين، وبغضه ينهى عن تعلمه واتباعه"·