إعلانات المنتدى


السعادة ..

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

من مكة

عضو موقوف
12 مارس 2008
676
1
0
الجنس
ذكر
(بسم الل) :x18:

الحمد لله ، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين ..(ص)

الحياة السعيدة مطلب كل إنسان، ولا تزال السعادة للإنسان وإن طال عمره ودنا أجله أعز مطلوب وأغلى مرغوب، تستشرفه النفوس مهما شاخت،
والإنسان حارث ساعٍ بطبعه في تحصيل منافعه، كثير الهم لما يطلبه أو مما يحاذره·

وليس عيباً في الإنسان أن يطلب السعادة أو يحرص على أسبابها فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير، احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كان كذا وكذا ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان"·

وإنما العيب أن يحرص الإنسان على ما يضره لجهله وسوء ظنه وتقديره، معتقدًا أن فيما يسعى إليه السعادة والحق أن ما سعى إليه وحرص عليه هو عين الشقاء وإن تضمن متعاً عاجلة، فيكون كمن يطلب الشفاء في مخدر يظن أن فيه دواءه، وأكثر الناس هذه حاله يطلب السعادة ولكن لا يعرف أي طريق يسلك ولا أي باب يقرع ويقف إما حائراً أو يخبط خبط عشواء..

قال الله تعالى: {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ} (14) [آل عمران: 14]



وإذا أردت أن تعلم علامات السير الصحيح في طريق السعداء فتأمل قول الإمام ابن القيم رحمه الله يقول:
"من علامات السعادة والفلاح
أن العبد كلما زيد في علمه زيد في تواضعه ورحمته،
وكلما زيد في عمره نقص من حرصه،
وكلما زيد في ماله زيد في سخائه وبذله،
وكلما زيد في قدره وجاهه زيد في قربه من الناس وقضاء حوائجهم والتواضع لهم،

وعلامات الشقاوة أنه كلما زيد في علمه زيد في كبره وتيهه،
وكلما زيد في عمله زيد في فخره واحتقاره للناس وحسن ظنه بنفسه،
وكلما زيد في عمره زيد في حرصه، وكلما زيد في ماله زيد في بخله وإمساكه،
وكلما زيد في قدره وجاهه زيد في كبره وتيهه،
وهذه الأمور ابتلاء من الله وامتحان يبتلي بها عباده فيسعد بها أقوام ويشفى بها أقوام"·


فجماع ما ذكره الإمام أن السعيد هو الذي كلما زيد نعماً أحدثت تلكم النعم عملاً قلبياً تنبعث عنه الجوارح بعمل ظاهر·


وقال ابن القيم رحمه الله أيضا: "السعادة بثلاث: شكر النعمة والصبر على البلاء والتوبة من الذنب"·

وهذا الذي ذكره الإمام يشمل من زيد في النعم ومن انتقص منها فالسعيد الشاكر عند الزيادة،
والصابر عند ذهابها، المستخدم لها فيما يرضي الله وذلك من الشكر،
المقلع عن استخدام النعم في معصيته،
الأواب التائب من سائر الذنوب التي لا يحبها الله تعالى ولا يرضاها وإن أحدثت متعة وقتية أو لذة فانية·


وقال أيضاً: "محبة العلم من علامات السعادة، وبغض العلم من علامات الشقاوة،
وهذا كله إنما هو في علم الرسل الذي جاؤوا به وورثوه للأمة لا في كل ما يسمى علماً،
وأيضاً فإن محبة العلم تحمل على تعلمه واتباعه وذلك هو الدين، وبغضه ينهى عن تعلمه واتباعه"·
 

خلوقه

مزمار نشيط
12 أبريل 2008
47
1
0
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
رد: السعادة ..

سعادة من نوع آخر




@@ يعتقد البعض أن السعادة لا تتحقق له إلا في ظل تحقق رغباته..
@@ كما يعتقد أن أفضل درجات السعادة هي التي ترتبط بحصوله على أي شكل من أشكال الراحة.. بعيداً عن العيون.. والموانع.. والسدود..

@@ وأنها يمكن أن تصل بالإنسان إلى قمة هناءته، إذا اقترنت بالحصول على المال الموفور.. والهدوء التام.. وعدم الارتهان للمخاوف على "الصحة" أو "السمعة" أو "الطموح" أو "المركز" أو الإرضاء لذات الرغبة.

@@ وأنه بدون أن تتوفر الحرية التامة.. وتنعدم الضوابط فإن السعادة تصبح منقوصة بل ومقيدة.. ومشروطة.. وتحققها ليس أكثر من وهم، لا يلبث أن يتبدد.. باعتبار أن السعادة فضاء مفتوح.. وأفق لا نهاية له.. وسماء لا أثر فيها "للغيوم" أو الأجواء "العاصفة" أو "المحمومة".

@@ تلك هي السعادة لدى بعض الناس..

@@ فيما السعادة لدى البعض الآخر.. تتمثل في "التقوى".. و"الصلاح" و"الإعراض" عن الدنيا..

@@ في الوقت الذي يرى آخرون أن السعادة تتحقق في ظل حصول "الرضا" والقبول.. والبعد عن الطمع والجشع.. والتكالب على الحياة.. والانتصار على شهوات النفس.. ونزوات الجسد.. وفي الاستقامة.. وترسّم طريق الفضيلة.. وحب الخير.. وغسل النفس من الداخل من الأحقاد والكراهات.. والنوم الهادئ مساءً..

@@ لكن أناساً آخرين يجدون السعادة في النجاح.. وفي التفوق.. وفي التأكيد بأنهم الأجدر بثقة الآخرين.. وحبهم.. ورضاهم..

@@ ومهما اختلف الناس في فهم السعادة.. وطلبها.. والجري وراءها.. إلا ان الكل ينشدها.. ويأمل فيها.. ويتشوق إليها.. ويتعب من أجل الحصول عليها.. أو الظفر بها..

@@ وعلى أية حال..

@@ فإن السعادة ليست "رجساً" حتى يتهيب منه الناس.. كما أنها ليست "جنة" حتى يتشوقون إليها بمثل هذه الصورة.. ويدفعون - من أجل الحصول عليها - حياتهم كل حياتهم في بعض الأحيان..

@@ ذلك أن "السعادة" وهم..

@@ والسعادة "إيحاء".

@@ والسعادة "جنة" و"نار".. تبعاً لطبيعة تركيبتنا النفسية.. وحالتنا "المزاجية"..

@@ فنحن الذين نخفي الشعور بالسعادة.. أو الحزن في دواخلنا..

@@ ونحن الذين نسعد أنفسنا.. أو نتعسها.. بمجرد الشعور بأننا سعداء.. أو تعساء مرتاحون.. أو مكتئبون.. متفائلون أو متشائمون.. مقبولون.. أو مرفوضون من الغير.. أقوياء.. أو متخاذلون..

@@ فلا يجب أن نتوهم.. أن سعادتنا بيد غيرنا.. وأن تعاستنا بفعل سوانا..

@@ فنحن الذين نجلب السعادة.. أو الشقاء لأنفسنا بقوة إرادتنا.. أو بضعفنا.. وباندفاعنا.. أو بقدرتنا على التوازن.. والتماسك.. وبالحفاظ على "كرامتنا" و"آدميتنا" و"مشاعرنا".

@@ وإلا.. فإننا سنظل "كالريشة" في مهب الريح مدى عمرنا.. بفعل الابتزاز الدائم لمشاعرنا.

(السعيد من وضع رأسه على المخدة مرتاح البال والضمير)
لم يؤذي احد ولم يجرح احد ولم يتطاول على حق ولم يظلم ولم يفسق
السعادة برضا الله عليك ومن حولك سواء في البيت او العمل..
ودامت جمعتكم سعيدة.)


أسعدك الله في الدنيا والاخرة أنت ووالديك الكرام
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع