- 2 يوليو 2006
- 690
- 3
- 0
- الجنس
- ذكر
أحبابى
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أقدم لكم اليوم سيرة طاغية من الطغاة
أخبث الخبثاء........الغشوم الجهول ......المبير
أظنكم قد عرفتموه
فهو الحجاج بن اليوسف الثقفى
الرجل الذى حير العالم بشخصية المتناقضة
فتارة تراه يسفك الدماء و يهتك الاعراض
و تارة تراه مجاهدا فاتحا ... معظما لدولة المسلمين
فتراه الظالم العادل
تراه فى الصلاة يقول سبحان ربى الاعلى و يخر ساجدا و هو يبكى
و تراه يقف امام سجون العراق فى الحر و السجناء يتضاغون تجده يقول :
((اخسئوا فيها ولا تكلمون))
صدقونى انا عاجز عن أفهم هذا الرجل
و من هذا المنبر الكريم اقدم لكم موقفين متناقضين للحجاج لتحكموا عليه بانفسكم
ذكر ابن كثير
"أن الحجاج بن يوسف صلى مرة بجنب سعيد بن المسيب وذلك قبل أن يلى شيئا فجعل يرفع قبل الإمام ويقع قبله في السجود
فلما سلم أخذ سعيد بطرف ردائه وكان له ذكر يقوله بعد الصلاة فما زال الحجاج ينازعه رداءه حتى قضى سعيد ذكرهن ثم أقبل عليه سعيد
فقال له
يا سراق يا خائن تصلي هذه الصلاة لقد هممت أن أضرب بهذا النعل وجهك
فلم يرد عليه ثم مضى الحجاج إلى الحج ثم رجع فعاد إلى الشام ثم جاء نائبا على الحجاز فلما قتل ابن الزبير كر راجعا إلى المدينة نائبا عليها فلما دخل المسجد إذا مجلس سعيد بن المسيب فقصده الحجاج فخشى الناس على سعيد منه فجاء حتى جلس بين يديه
فقال له
أنت صاحب الكلمات
فضرب سعيد صدره بيده وقال
نعم
قال
فجزاك الله من معلم ومؤدب خيرا ما صليت بعدك صلاة إلا وأنا أذكر قولك
ثم قام ومضى" انتهى
انظروا الى الخشوع و الاخبات ....حين يذكر بالحق يذكر
و انظروا الى هذا الموقف الاخر على النقيض تماما
أمر الحجاج حراسه باحضار الإمام سعيد بن جبير، فلبس سعيد بن جبير اكفانه و تطيب وذهب معهم الى الحجاج،و قال اللهم يا ذا الركن الذى لا يضام و العزة التى لا ترام، اكفنى شره و كان فى الطريق يقول لا حول و لا قوة الا بالله، خسر المبطلون و دخل سعيد على الحجاج، وقال سعيد
السلام على من اتبع الهدى، و هى تحية موسى لفرعون
قال الحجاج : ما اسمك قال
سعيد: اسمى سعيد بن جبير
قال الحجاج: بل أنت شقى بن كسير
قال سعيد: أمى اعلم اذ سمتنى
قال الحجاج: شقيت أنت و شقيت أمك
قال سعيد: الغيب يعلمه الله
قال الحجاج: ما رأيك فى محمد صلى الله عليه و سلم
قال سعيد: نبى الهدى و امام الرحمة
قال الحجاج: ما رايك فى علىّ
قال سعيد: ذهب الى الله امام هدى
قال الحجاج: ما رأيك فىّ
قال سعيد: ظالم تلقى الله بدماء المسلمين
قال الحجاج: علىّ بالذهب و الفضة، فأتوا بكيسين من الذهب و الفضة و أفرغوهما بين يدى سعيد بن جبير
قال سعيد: ما هذا يا حجاج؟ ان كنت جمعته لتتقى به من غضب الله، فنعما صنعت، و ان كنت جمعته من أموال الفقراء كبرا و عتوا فوالذى نفسى بيده، الفزعة يوم العرض الأكبر تذهل كل مرضعة عما ارضعت
قال الحجاج: علىّ بالعود و الجارية فطرقت الجارية على العود و أخذت تغنى، فسالت دموع سعيد على لحيته و انتحب
قال الحجاج: ما لك، أطربت؟
قال سعيد: لا و لكنى رأيت هذه الجارية سخّرت فى غير ما خلقت له، و عود قطع و جعل فى المعصية
قال الحجاج: لماذا لا تضحك كما نضحك
قال سعيد: كلما تذكرت يوم يبعثر ما فى القبور، و يحصل ما فى الصدور ذهب الضحك
قال الحجاج: لماذا نضحك نحن اذن
قال سعيد: اختلفت القلوب و ما استوت
قال الحجاج: لأبدلنك من الدنيا نارا تلظى
قال سعيد: لو كان ذلك اليك لعبدتك من دون الله
قال الحجاج: لأقتلنك قتلة ما قتلها أحد من الناس، فاختر لنفسك
قال سعيد: بل اختر لنفسك أنت،فوالله لا تقتلنى قتلة، الا قتلك الله بمثلها يوم القيامة
قال الحجاج: اقتلوه
قال سعيد: وجهت وجهى للذى فطر السموات و الأرض حنيفا مسلما و ما انا من المشركين
قال الحجاج: وجهوه الى غير القبلة
قال سعيد: فأينما تولوا فثم وجه الله
قال الحجاج: اطرحوه ارضا
قال سعيد و هو يبتسم: منها خلقناكم و فيها نعيدكم و منها نخرجكم تارة اخرى
قال الحجاج: أتضحك
قال سعيد: أضحك من حلم الله عليك و جرأتك على الله
قال الحجاج: اذبحوه
قال سعيد: اللهم لا تسلط هذا المجرم على أحد بعدى
و قتل سعيد بن جبير و استجاب الله دعاءه، فثارت ثائرة بثرة ( هى الخراج الصغير) فى جسم الحجاج فأخذ يخور كما يخور الثور الهائج شهرا كاملا
لا يذوق طعاما و لا شرابا و لا يهنأ بنوم و كان يقول و الله ما نمت ليلة الا و رأيتنى اسبح فى أنهار الدم، و أخذ يقول
مالى و سعيد، مالى و سعيد
سبحان الله
((و يخلق ما لا تعلمون))
صدق الله العظيم
t7
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أقدم لكم اليوم سيرة طاغية من الطغاة
أخبث الخبثاء........الغشوم الجهول ......المبير
أظنكم قد عرفتموه
فهو الحجاج بن اليوسف الثقفى
الرجل الذى حير العالم بشخصية المتناقضة
فتارة تراه يسفك الدماء و يهتك الاعراض
و تارة تراه مجاهدا فاتحا ... معظما لدولة المسلمين
فتراه الظالم العادل
تراه فى الصلاة يقول سبحان ربى الاعلى و يخر ساجدا و هو يبكى
و تراه يقف امام سجون العراق فى الحر و السجناء يتضاغون تجده يقول :
((اخسئوا فيها ولا تكلمون))
صدقونى انا عاجز عن أفهم هذا الرجل
و من هذا المنبر الكريم اقدم لكم موقفين متناقضين للحجاج لتحكموا عليه بانفسكم
ذكر ابن كثير
"أن الحجاج بن يوسف صلى مرة بجنب سعيد بن المسيب وذلك قبل أن يلى شيئا فجعل يرفع قبل الإمام ويقع قبله في السجود
فلما سلم أخذ سعيد بطرف ردائه وكان له ذكر يقوله بعد الصلاة فما زال الحجاج ينازعه رداءه حتى قضى سعيد ذكرهن ثم أقبل عليه سعيد
فقال له
يا سراق يا خائن تصلي هذه الصلاة لقد هممت أن أضرب بهذا النعل وجهك
فلم يرد عليه ثم مضى الحجاج إلى الحج ثم رجع فعاد إلى الشام ثم جاء نائبا على الحجاز فلما قتل ابن الزبير كر راجعا إلى المدينة نائبا عليها فلما دخل المسجد إذا مجلس سعيد بن المسيب فقصده الحجاج فخشى الناس على سعيد منه فجاء حتى جلس بين يديه
فقال له
أنت صاحب الكلمات
فضرب سعيد صدره بيده وقال
نعم
قال
فجزاك الله من معلم ومؤدب خيرا ما صليت بعدك صلاة إلا وأنا أذكر قولك
ثم قام ومضى" انتهى
انظروا الى الخشوع و الاخبات ....حين يذكر بالحق يذكر
و انظروا الى هذا الموقف الاخر على النقيض تماما
أمر الحجاج حراسه باحضار الإمام سعيد بن جبير، فلبس سعيد بن جبير اكفانه و تطيب وذهب معهم الى الحجاج،و قال اللهم يا ذا الركن الذى لا يضام و العزة التى لا ترام، اكفنى شره و كان فى الطريق يقول لا حول و لا قوة الا بالله، خسر المبطلون و دخل سعيد على الحجاج، وقال سعيد
السلام على من اتبع الهدى، و هى تحية موسى لفرعون
قال الحجاج : ما اسمك قال
سعيد: اسمى سعيد بن جبير
قال الحجاج: بل أنت شقى بن كسير
قال سعيد: أمى اعلم اذ سمتنى
قال الحجاج: شقيت أنت و شقيت أمك
قال سعيد: الغيب يعلمه الله
قال الحجاج: ما رأيك فى محمد صلى الله عليه و سلم
قال سعيد: نبى الهدى و امام الرحمة
قال الحجاج: ما رايك فى علىّ
قال سعيد: ذهب الى الله امام هدى
قال الحجاج: ما رأيك فىّ
قال سعيد: ظالم تلقى الله بدماء المسلمين
قال الحجاج: علىّ بالذهب و الفضة، فأتوا بكيسين من الذهب و الفضة و أفرغوهما بين يدى سعيد بن جبير
قال سعيد: ما هذا يا حجاج؟ ان كنت جمعته لتتقى به من غضب الله، فنعما صنعت، و ان كنت جمعته من أموال الفقراء كبرا و عتوا فوالذى نفسى بيده، الفزعة يوم العرض الأكبر تذهل كل مرضعة عما ارضعت
قال الحجاج: علىّ بالعود و الجارية فطرقت الجارية على العود و أخذت تغنى، فسالت دموع سعيد على لحيته و انتحب
قال الحجاج: ما لك، أطربت؟
قال سعيد: لا و لكنى رأيت هذه الجارية سخّرت فى غير ما خلقت له، و عود قطع و جعل فى المعصية
قال الحجاج: لماذا لا تضحك كما نضحك
قال سعيد: كلما تذكرت يوم يبعثر ما فى القبور، و يحصل ما فى الصدور ذهب الضحك
قال الحجاج: لماذا نضحك نحن اذن
قال سعيد: اختلفت القلوب و ما استوت
قال الحجاج: لأبدلنك من الدنيا نارا تلظى
قال سعيد: لو كان ذلك اليك لعبدتك من دون الله
قال الحجاج: لأقتلنك قتلة ما قتلها أحد من الناس، فاختر لنفسك
قال سعيد: بل اختر لنفسك أنت،فوالله لا تقتلنى قتلة، الا قتلك الله بمثلها يوم القيامة
قال الحجاج: اقتلوه
قال سعيد: وجهت وجهى للذى فطر السموات و الأرض حنيفا مسلما و ما انا من المشركين
قال الحجاج: وجهوه الى غير القبلة
قال سعيد: فأينما تولوا فثم وجه الله
قال الحجاج: اطرحوه ارضا
قال سعيد و هو يبتسم: منها خلقناكم و فيها نعيدكم و منها نخرجكم تارة اخرى
قال الحجاج: أتضحك
قال سعيد: أضحك من حلم الله عليك و جرأتك على الله
قال الحجاج: اذبحوه
قال سعيد: اللهم لا تسلط هذا المجرم على أحد بعدى
و قتل سعيد بن جبير و استجاب الله دعاءه، فثارت ثائرة بثرة ( هى الخراج الصغير) فى جسم الحجاج فأخذ يخور كما يخور الثور الهائج شهرا كاملا
لا يذوق طعاما و لا شرابا و لا يهنأ بنوم و كان يقول و الله ما نمت ليلة الا و رأيتنى اسبح فى أنهار الدم، و أخذ يقول
مالى و سعيد، مالى و سعيد
سبحان الله
((و يخلق ما لا تعلمون))
صدق الله العظيم
t7