إعلانات المنتدى


رجـــــــع لبيته بعد غيـــاب قصيـــــر ...كيف وجد زوجته ..!!؟؟

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

الطيبي82

مزمار ألماسي
12 سبتمبر 2007
1,826
14
0
الجنس
ذكر
(بسم الل) :x18: هاته قصة تداولت في البريد ..فأردت صياغتها ببعض كلمـــــاتي ..مستعينا بالفكرة الأصلية ...والأركان الأساسية ....أتمنى أن تنال إعجابكم .......والقصة في جزئين ...بارك الله فيكم ....... [align=right] لكي لا ننخدع بالمظاهر الكـــــــــــــــــــاذبة .. ولا تخدعنا الكلمات المعســـــــــــــــــــولة .. لكي نبحث عن الأصــــــــــــــــل المستقيم.. ونختار الزوجـــــــــــــــــة الصالحة ..
( هكذا كان يقول .. ويداه ترتعشــــــــــــان )

وأنا أزيدكم من الشعر بيتا .. هو : ولكي نربي بناتنا .. وتربي بناتنا أنفسهن على القرآن والحديث وذكر الله .. حتى يبارك لها في حياتها وفي ذريتها ..
قال هذا الرجـــــــــل – وهو يتنفس الصعداء : دخلت عليها هذه الليلة .... بعد زواجنا بشهر واحد وليلتين اثنتين .. فوجدتها .......فوجدتها .......فوجدتها .......
قلت له هدء من روعكـ، ....يارجل ..؟ مالك ..وماذا بك ..؟؟
ثم بادرته بالســــــــــــؤال ..كيف إخترتهــا ...! هل كنت تعرفهــــــا ..؟ هل أحببتهــــــا ..؟ هل كنت تعرف دينهـــــــا قبل الزواج بهـــــــا .....!
وتساقطت على الرجل أطنـــانا من الأسئلة التي جعلته يتصبب عرقـــــا ....وأكثرت عليه من هل ...وكيف ..وأخواتـ، كان ....وليته ما كان ...!!!!
ثم أجاب بقوله : لم أكن أعرف عنهـــــا شيئا ...وأخذ يقسم لي ...ثم أمسكني من يدي ...وجلس تحت الحائطـ، وأجلسني معه ....وكأن ثقل الدنيــــــــا سقط عليه فتصبب جبينه عرقـــــا ...
فقلت له هون على نفسك : وأطلق العنان لقلبكـ ....وأسرد علي ما جرى ...فإني إحترت في أمركـ .. ثم رأيت من أمره كأنه يريد أن ينطق ولا يريد .....فعلمت أنه متردد في إخباري ما جرى ..! ثم عم صمت رهيب ....ولم أحس لحظتهـــــــا إلا بأنفاسه التي يلتطقها ..وكأن أخذا يأخذها عنه ..وهو يلهث وراءه ويستردهـــــــا ....
ثم قال لي : لم أكن أعرف عنـها شيئــــــــا ...إلا أن إخواني كانوا يزكونهـا .... وهي من منطقة بعيدة عنــــــــا .....!
فقلت له هذا شئ مقدر ومكتوب ..فلا تلم نفسكـ ...وأكثر من ذكر الله ...

قال لي ....سبحان الله ...إسمهـــــــا ...( عائشة ) !!! ....قالها وكأن قلبه نطق الإسم فتناسى اللسان أبجديات الكلام ..... قالها إسمها مرارا ...( عائشة ) ...( عائشة ) ...( عائشة ) ...( عائشة ) ...

آآآآه ..لقد شدني إسمهـا حين ذكرت لي ...... ثم قال لي : لقد ذهبت لخطبتهــــــا وكنا في العشر الأواخــر من رمضـــان ...إستخرت الله عز وجل ...تكبدت عناء السفر من أجلهــــــا ..سافرت إلى بلدها البعيد .....كنت في مشقة صوم وسفر .... ومع كل هذا ..........ساعات زمن طويلة من التفكير والقلق والحيرة ..... ومع كل لحظة أفكر فيها بالعدول عن هذا السفر وهذا الزواج ..أتذكر أني صليت صلاة الإستخارة فيطيب خاطري ..وأكمل طريقي ...!! وبعد أن وصلت المدينة .....قصدت دار والدهــــــــا ...بعد أن تم تحديده لي من طرف أخوها ..
.فطرقت الباب وقد طرقه قلبي قبل يدي من شدة الوجل ........فخرج لي أخوهــــــا .....رحب بي .ودخلت ...ثم سألت عن والدهـــــــــــا ..
فقال لي أخوها إنه معتكف في المسجد ...فرحت أشد الفرح ..سبحان الله !! شئ طيب ........وأخذت أتكلم مع نفسي .....
قصدنــــــا المسجد بعدهــا ...صلينا معه التراويح والعشـــــــاء ....
ثم قدمني أخوهـــــــــا له : هذا ( فلان ) الذي جاء يتقدم ل( عائشة ) .. رحب بي والدهــــــــا .... ثم أردت أن أدخل في تفاصيل الأمر ......فقال لي والدهــــــا ..لا يمكنني الآن الدخول في أي تفاصيل ...!!

ذهلت ..إستغربت ...وأخذت اقول لماذا .؟؟ لماذا .؟؟ ثم قال لي : إن الوقت لا يسمح ...فقلت كيف ..؟؟ كيف ..؟؟ ثم أكمل كلامه ..إني معتكف ..وهاته اللـــــيالي لا تحتمل إلا الذكر والعبادة وقرآءة القرآن ...!!

تعجبت ..ودهشت ..ثم بادرته بقولي ..هل يمكن لي أن أراهــــــــا .......!!
فقال لي ..هذا حقك ..هاته سنة .....وابتسم لي ثم قام إلى ناحية في المسجد ...

رجعت إلى منزلهم المتواضع ....وفي طريقي سألت أخاها باستحيـــــــاء ...هل الأخت تحفظ كثيرا من القرآن ...! إبتسم وقال لي باهتمــــــــام ..ليس المهم في الحفظ ..المهم في تطبيق الإسلام ....

حينها لم أدر هل أفرح أم أزداد حيرة .... دخلت المنزل ..ثم نادى ....ياعائشة ...ياعائشة .......

أقبلت عائشة إلى الحجرة ...لم تغض بصرهــــــــا ..ولكنها تظاهرت بغض البصر ...وتظاهرت في رأيي بالخجل والحيـــــــــاء .... ثم قطع جدار الصمت بيننـــــا قول أخوها ..ليس هذا الموقف موقف غض بصر ولا خجل ..!

ثم أخذت أنظر إليهـــــــــــــــا ....وعلامات التعجب والإستفهام لم تشغلني عن النظر إليهـا بعمق ..!!

بصراحة البنت جميلة ........ماشاء الله ...وأخذت أحدث في نفسي ..!

ثم سألتهــا ..كم تحفظين ياأخت من القرآن ..؟؟؟ قالت بدون زيادة ولا نقصان : جزء عم .. ثم استأذنت وقامتـ، ....

وقام معها قلبي وبقيت جالســــــا حيث تركتني ..!! ولم يرجع قلبي إلا بعد أن قلت لأخيها ..في غيظ مكتوم ..لماذا لم تجلس معنـــــــا ..؟ إبتسم ....

ثم قال لي ..إذا كان حدث القبول فلا نضيع وقتنـــــــا ...متى سيكون البنــــاء بإذن الله ..؟؟
قلت البنـــــــــاء ..؟؟؟؟
قال لي : يعني الدخول ....
ثم إبتمست وقلت عارف ..البناء مرة واحدة ..
ضحك والله يا أخي وقال لي : وفيه بناء يكون على مرتين ؟؟؟ وما المانع من السرعة في الأمر ؟؟

- ولكننا .. لم نتفق على شيء .. ولم أحضر أهلي وناسي .. ولم نأخذ فترة كافية للتعارف ..
-قال وهو يهز رأسه : يا سيدي نتفق .. وهات أهلك وناسك .. وما معنى فترة كافية .. هل جئت إلى هنا بدون تأكد منا ؟؟ ثم أردف قائلا :نحن لا نريد منك أي مجهود في تجهيز البيت ، فالاقتصاد هو المطلوب .. أما المهر فأنت تعلم : أقلهن مهرا أكثرهن بركة .. ويكفي إحضار أهلك مرة واحدة ، ثم في المرة التالية يتم الزفاف .. حتى نختصر عليك التكاليف ..

فكبـــــــــــــــر الأخ في عيني ..وكبرت البنت في عيني أكثر ... أخذت أحك في رأسي .....وأخذت أتساءل مع نفسي ....مالذي يجري لي ..؟؟ ثم قاطعني ....

هيا لننــأم كي نقوم قبل الفجر بســـــاعة ..صلاة التهجد ...

رجعت إلى بلدي.........وكلي حيرة فوق حيرة بينهمـــا حيرة ......ولما وصلت أخبرت والدتي ووالدي ....فرفض والدي الأمر برمته .....
قالي لي : بنات عمك أولى بك ..؟ وأخذت كلمة أولى أولى ..تتســـاقط على مسمعي .....أولى بي ..ومن أنا ..؟! ثم قال ..هؤلاء نعرف أصلهم وفصلهم وكل شئ ...ونعرف تقاليدهم وعاداتهم ..وأنت ذاهب لأناس لا نعرفهم ..

فقلت له ...ياوالدي لقد إرتحت للبنت ...وقد سهلو لي في التكاليف والمهر .... فقاطعني أبي بصوت رخيم فيه بعض السخرية ..إذهب أنت وأمك لرخيصة المهر ...وقليلة التكاليف ....!!!! وولى ....!

ذهبت أمي ...وفي طريق عودتنــــــــــا .....قالت لي أمي ..مبروك عليك ياولدي ..بنت مثل السكر ..قليلة الكلام ....و .......
قاطعتها خالتي ...ولكن أمهـــــأ قليلة الذوق ..فعندما كنا نحكي على زواج بنت أختك سكتت وتظاهرت بالتسبيح .......!!!! هل هذا من الذوق ..
فقالت أمي بهدوء .هذا حدث فعلا ...ياولدي ....ولكنها لم تبدأ في التسبيح إلا بعد أن كنا نتحدث عن امر لا يخصهــــــــــا ....... وما حدث في في فرح إبنتنــا .......والظاهر أنه لم يعجبها كلامنـا فسكتت ...وقد كانت رحبت بنا عند دخولنا ..وفرحت بنا ...

إبتلعت خالتي ريقهـــــــــــــــا بتغصب ....وقد كنت سمعته وكأن شيئــــــا سد ما بين بلعومهـــا وصدرهــا ...

ثم سألت أمي ...هل قالت لك عائشة كم تحفظ من القرآن .....؟
فقالت : لا والله ..ولكني سمعتها تقول لأختهـــــــــا ..في الليـل إن شاء الله راجعي لي المتشابهــــات في سورة المائدة ..؟

دارت بي الأرض ياأخي ...لقد قالت لي أنها تحفظ جزء عم فقط ...!!!! وأخذت أقول لنفسي ..هل تتظاهر أمام أمي بحفظ المائدة ..؟؟؟ هل نست عائشة ما قالته لي ؟؟؟

قررت أن أرسل رسالة عاجلة لأخيها ليجيبني على كل هذه التساؤلات السابقة واللاحقة – خصوصا وأنهم رفضوا بشدة هذه المرة أن نأتي مرة أخرى بحجة عدم التكلفة ..

وقال لي والدها بالحرف الواحد : يا بني نحن نريد رجلا يحفظ بنتنا ، ولانريد أن نرهقك ماديا في أي شيء .. وأيضا لا نحب كثرة الدخول والخروج من أي أحد لمنزلنا .. فعجل بالزواج .. ويستحسن أن تجعل قدومك المرة القادمة لتأخذها معك .. !!!
وجاء الرد من أخيها مقتضبا للغاية : ، ونصه بعد الديباجة القلقلة : " بدأ الإسلام غريبا ، وسيعود غريبا كما بدأ .. فطوبى للغرباء ، عليك بالمجيء ولا تحمل هم التكاليف ، فقد قرر الوالد تجهيز عائشة حتى لا يثقل عليك ، واعتبر ذلك هدية .. أما ما ذكرته من تساؤلات فلا تشغل نفسك به لأ أدري كيف تنشغل عن المهم بمثل هذه التساؤلات الصغيرة .. وتقبل تحياتي العاطرة .. ونحن في انتظارك "...... [/align]
وللموضوع بقية إن شاء الله .................أمين
 
التعديل الأخير:

الطيبي82

مزمار ألماسي
12 سبتمبر 2007
1,826
14
0
الجنس
ذكر
رد: رجـــــــع لبيته بعد غيـــاب قصيـــــر ...كيف وجد زوجته ..!!؟؟

هذا هو الجزء الثــــــــــاني من القصة ......







ثم سألت أمي : مارأيك في تعجيل الموضوع كما يطلبون ؟؟؟
قالت : اسأل والدك !!
قال لي والدي : يا بني ..
نحن الآن في زمن العجائب ..
ومن المناسب أن تعجل بالموضوع حتى تكتمل العجائب ..
قلت : وما العجيب في هذا ؟؟؟
أليس خير البر عاجله ؟؟
ضحك ساخرا : البرررررر ..
يعني السيييء الواااااضح ..
أليس كذلك ؟؟
- ولكن نحن لم نر عليهم إلا خيرا ..
ألا يكفي ان والدها يعرض كل هذه المساهمات التي حكيتها لك ؟؟
بمنتهى الوثوق قال : هذا لا يفعله والد للزوجة أبدا إلا إذا كان في الأمر شيء ..
- ولماذا لا يكون هذا نوعا من المعروف ؟؟؟
قال بحسم : زمن الأنبياء انتهى..

زاغت الدمعة في عيني ..
تعثرت في رموشي ..
حيرة وقلق استبدا بي : ما هذا ..
كل ما أراه هو من الالتزام الصحيح بالدين ..
ومن الأخلاق الفاضلة التي نسمع عنها في الكتب ..
ولكنه التزام غريب لم نعهده ..
وكأنه مبالغ فيه ..
ووالدي يؤكد أن هذه الغرابة معناها أن وراء الأقنعة ما وراءها ..

لاحظ ابن عمي – الذي يصغرني بأشهر ما بدا علي من قلق وارتباك ..
جذبني إلى الخارج ..
قال لي باهتمام : لابد أن تعلم شيئا مهما ، أقوله لك رغم فارق السن بيننا ..
لكن قد يخفى عليك ما يظهر لي ....
اسمع ....
نحن لنا الظاهر ..
والله يتولى السرائر ..
كل ما رأيناه منهم يوم ذهبنا إليهم ينم عن الالتزام ..
وأنا أعلم أن عمي يريد أن يزوجك أختي أو غيرها من العائلة ..
ولكن لو أني مكانك فلن أتزوج إلا من اخترتها لنفسي
قلت له : ولكن ....
قال : لاداعي لتحميل الأمر فوق ما يحتمله ..
كل ما يحدث فعلا يثير التساؤل ..
لكن ..
لماذا يا أخي لا نفترض وجود ناس من أهل الصلاح واتباع السنة في هذا الزمان ؟؟
لا أخفيك أنني اقتنعت ..
ومادام والدي لا يعارض بشدة فهذا حجة لي لأن أسير في الموضوع ..
وأستسلم لقدري ..
لكن الأمر يحتاج إلى استخارة أخرى ....

دخلت عليها ليلة الزفاف ..
بعد سفر مرهق لنا معا ..
سلمت عليها ..
ابتسمت لي وردت السلام..
كانت ساحرة ..
كانت سارة رغم آثار السفر ..
وضعت يدي على ناصيتها : " اللهم إني أسألك خيرها وخير ما فطرت عليه .. "
( سمعتها تقول : جبلت .. كأنها تصحح لي ) ..
استدركت الخطأ ..
وأكملت الدعاء النبوي حتى أصيب السنة ..
وأعدت يدي إلى جنبي .

كان أول كلامي لها بعد الدعاء هو السؤال الملح ..
ابتدرتها :كم تحفظين من القرآن ؟
- كله والحمد لله ..
قلت لها بثوورة مكتومة وكأني أعاتبها بصوت مبحوح : ألم تقولي لي إنك تحفظين جزء عم ؟
قالت : قلت لك ذلك تعريضا ولم أكذب ..
ذاك اليوم كان موقف خطوبة فلم أرغب في أن أجمل نفسي أمامك ..
أردفت وهي تأخذ بيدي : ليست الليلة ليلة عتاب ..
هيا ..
(وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ )

ومر شهرٌ كاملٌ ..

ننام ليلنا بعد صلاة العشاء أو نسمر قليلا بعدها ..
ننام حتى قرب أذان الفجر ، فلا يكون بيننا وبين الفجر إلا الوضوء ..

لم يكن من دأبها طوال هذه الفترة قيام ليل أو صيام نهار ..
ولا زيادة في صلوات التطوع ..
كان كل حرصها محصورا في التزين والتجمل والتعطر والدلال ..
لم توقظني مرة لقيام الليل ..
لم تقترح علي مرة واحدة أن نزور والدي أو تنصحني بزيارة أخواتي أو أقاربي ..
ليس لها هم طوال الشهر هذا إلا الكحل والعطر والضحك واللعب ..

حتى جاءت الليلة الموعودة ..

كنت قد أنهيت شهر الإجازة التي حصلت عليها من العمل ..
واضطررت للرجوع ..
ففوجئت بمهمة
تنتظرني تحتاج لسفر لمدة يومين ....
وكان لابد من الخضوع ..

أخبرتها بسفري ..
ولكي أحتاط لنفسي وحتى لا تقلق في حالة تأخري لظرف طارئ ، قلت لها لعلي أتأخر في سفري ثلاثة أيام ..

الا أن المهمة انجزت في وقتها ولم أحتج إلى الى تأخير ..

رجعت من السفر بالليل بعد العشاء بحوالي ساعة إلى المنزل ..

طرقت الباب برقة فلم يرد أحد ..
قلت في نفسي : لعلها نائمة ..
كرهت أن أوقظها ..
وضعت المفتاح في الباب برفق ....
أدرته في الثقب بحذر شديد ..
فتحت ..
دخلت ..
سميت الله وألقيت السلام هامسا لا يسمعني أحد ..
أغلقت الباب بهدوء ..
ثم اتجهت من فوري إلى حجرة النوم ..
وأنا في طريقي سمعت من داخل الحجرة شهقات صوتها وهي تشهق وكأنها تزفر أنفاسها الأخيرة .......
شهقات مكتومة ، وصوتٌ مُتحشرج ، تقطعه آنات بكاء ونحيب

ماذا يحدث ؟؟؟!!! ..
اقتربت إلى الباب ..

باب الحجرة لم يكن محكم الغلق ..

أدرت المزلاج ..
ودخلت ..
تسمرت ..
ما إن أطللت حتى رأيت ما لم أكن أتوقع ....
هذا المشهد لم يجل بخاطري ....

عائشة ..
زوجتي ....

ساجدة إلى القبلة ..
تتودد لله تعالى ..
تبكي بين يديه ..
تبكي وتشهق ....
تدعو وتتحرق ..
ترجو وتتشوق ..
..
لا تتميز منها الهمسة والشهقة ..
والمناجاة والأنين .
ظلت ساجدة طويلا ..
ثم رفعت جالسة ..
الباب في قبلتها ...
وقع بصرها علي ....
انتبهت لوجودي ............
سجدت سجدة فلم تطل السجود ..
وجلست ثم سلمت ....
................
أقبلت إلي مرحبة ....

كنت قد انخرطت في البكاء .... وكم استصغرتُ شأني أمام هذه البكاءة الساجدة لربها

اقتربت مني ..
وضعت يدها الحانية على صدري ..
جلسنا ..

أحسست أني ولدت من جديد ....
استسلمت للسباحة في بحر الذكريات ....
شريط الذكريات ..
منذ ذهبت إلى بيتها لأطلب يدها ....

هذه ثمرة من ثمار التربية على التقوى والالتزام الصادق ....
هذه ثمرة أب يتبتل إلى الله عالى في أيام الاعتكاف ..
حتى لا يجد وقتا يتكلم فيه في أمر زواج بنته ....
وأم تأبى أن تخوض مع ضيفاتها في حديث لا فائدة منه ولا طائل من ورائه ....
وأخ لا يهتم بسفاسف الأمور ولا يستفيض فيها ..
ويتودد إلى صهره بكل وسائل التودد ..
وأخت تراجع معها كل ليلة متشابهات القرآن ..

أيقظني صوتها الحاني :

* أين ذهبت ؟؟
- ذهبت فيك ..
وذهبت إليك ..
ولكني أبدا ما ذهبت عنك ....

رفعت نظرى إليها ....
ساحرة ..
مشرقة ....
- عائشة ..
بارك الله فيك ....
هذا السلوك الذي رأيته الليلة لم أره من قبل طوال هذا الشهر ..
حتى طافت بي الظنون ..


أي سلوك ..
- قيامك بالليل ..
وبكاؤك لله ..و....
قاطعتني : زوجي الحبيب ..
وهل كنت تنتظر مني أن أقوم الليل في أول شهر لزواجنا ؟؟
إن غاية قربي إلى الله في هذه الفترة الماضية هو أن أتودد لك وأتقرب منك ..
وأتجمل بين يديك ..
حتى لا ترى مني موضعا إلا أحببتني به ....
وهذا هو أفضل ما تتقرب الزوجة به لربها في أول زواجها..

- لكن .........
لكنك لم تأمريني بصلة رحم ولا زيارة أهل طول الفترة الماضية ....
ابتسمت ..
- كيف أوجهك لشيء من هذا والشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم ؟؟؟
ما يدريني أن يزين لك أنني أريد أن تبتعد عني لحظة من الزمان ؟؟ لكنك حينما كنت تزور أهلك وتبرهم كنت أنا سعيدة من داخلي بصنيعك ..
لكن دون أن أظهر لك ..
فلما سافرتَ علمت أنا أن الحياة الطبيعية قد بدأت فرجعت لما كنت فيه قبل الزواج ..
ومن الآن .. استعد للإستيقاظ بالليل ..
( ضاحكة بحنان ) وإلللللا ..
صببت على وجهك الحلو هذا كوب الماء ....
تنفست بعمق ....
ثم واصلت ..

لكن ..
لي عليك عتاب ..
قلت بلهفة : ما هو ؟؟
قالت : حينما تسافر بعد ذلك وترجع بالسلامة ....
حاول تقدم علينا بالنهار وليس بالليل ..
- ولماذا ؟؟
قالت : هذا هو الأدب النبوي الكريم للمسافر ..
أليس النبي يقول : "إذا رجع أحدكم من سفره فلا يطرق أهله ليلا حتى تمتشط الشعثة وتستحد المغيبة "
تفرستها ....
قلت وقد أذهلني الحديث :
- الشعثة ؟؟ والمغيبة ؟؟
- نعم ..
الشعثة والمغيبة هي التي لم تهتم بجمالها في وقت سفر زوجها ..
وهذا هو المفترض في الزوجة الصالحة الأمينة ..
هي تتزين لزوجها ..
فإذا سافر تركت التزين كله لعدم وجود الداعي له ..
فإذا رجع نهارا كان عندها الوقت لذلك ....

تنفست الصعداء ..

أنت أبهى الآن في عيني من كل جميل

( قلتها في نفسي )

أدركت أنني أملك
أعظم كنوز الأرض قاطبة ..
نعم ..
هي خير متاع الدنيا ..
هذه هي ثمار أسرة آثرت الالتزام مهما كان غريبا على الناس ....
قال لي صاحبي :
ومن يومئذ ..
منذ عشرين عاما ..
وأنا في سعادة تامة وهناءة عامة ..
وخير وافر وبر زاخر ..
وذرية طيبة أحسنت أمهم تربيتهم على الطاعة والإخلاص ..و..
قاطعته :
{ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا }
 

" قاصرة الطرف "

مزمار كرواني
4 نوفمبر 2007
2,016
0
0
الجنس
أنثى
القارئ المفضل
ماهر حمد المعيقلي
رد: رجـــــــع لبيته بعد غيـــاب قصيـــــر ...كيف وجد زوجته ..!!؟؟

السلام عليكم
جزاك الله خير اخي الكريم الطيبي
قصة جميلة ومشوقة ومفيدة
 

الطيبي82

مزمار ألماسي
12 سبتمبر 2007
1,826
14
0
الجنس
ذكر
رد: رجـــــــع لبيته بعد غيـــاب قصيـــــر ...كيف وجد زوجته ..!!؟؟

وعليـــــــــــــكم السلام ورحمـــــة الله وبركاته

جزاكــــــــــــ، الله كل خيــــــــــــــر ..وأسعدني مروركـ، ...وشرفت الصفحة بوجودكــ ....

باركـــــــ الله فيك
 

الوهراني

مزمار داوُدي
26 أبريل 2008
3,836
27
48
الجنس
ذكر
رد: رجـــــــع لبيته بعد غيـــاب قصيـــــر ...كيف وجد زوجته ..!!؟؟

السلام عليكم ............. يا لها من قصة رائعة سطرت كلماتها من أديب رائع ............... أطلق لقلمك العنان فأنت أهل لذلك
جزاك ربي الفردوس
 

الطيبي82

مزمار ألماسي
12 سبتمبر 2007
1,826
14
0
الجنس
ذكر
رد: رجـــــــع لبيته بعد غيـــاب قصيـــــر ...كيف وجد زوجته ..!!؟؟

الأخ الوهراني ..........
بارك الله فيكـــــــــــــــ وأسعدني مروركـ، .............شكرا جزيلا ......الله يسعدكـــــــــ
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع