إعلانات المنتدى


جميلةُُ ُ جدا ً ...إقرأها وتذوق هــاته المعاني ....!

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

الطيبي82

مزمار ألماسي
12 سبتمبر 2007
1,826
14
0
الجنس
ذكر
الحمد لله الذي جعل لنا من البنات وقاء من النار , وحجابا عن الجحيم , وسببا إلى النعيم المقيم

فإن كانت العرب قد رددت ( كل فتاة بأبيها معجبة ) فإني لطالما أذعت أني معجب بكل فتياتي

وقد رزقني الله تعالى بفتاة وضّاحة الوجه ، زهراء اللون كالقمر الطالع ، تحسبها لجمالها غذتها الأيام بنور النهار , و روّتها من ضوء الكواكب .

رنت إلي بمقلة عادت بي إلى طفولتي الطاهرة ، غير أني في طريقي إلى الطفولة مررت بعهد من الصِّبى كنت فيه أتقدم في الشباب و في الكون معاً كأن الأشياء تُخلق فيّ خلقا آخراً ، فإذا قرضتُ شعرا واستوى لي على ما أحب ، أحسستُ إحساس الملك الذي يضم إلى مملكته مدينة جديدة ، وإذا تناولت طاقة من الزهر وتأملتها على ما أحب ، شعرت بها كأجمل غانية من النساء توحي إلى وحي الجمال كله ، وإذا وقفت على شاطئ البحر ، ترجرج البحر بأمواجه في نفسي ، فكنتُ معه أكبر من الأرض وأوسع من السماء .

أما الحب .. أما الحب فكانت له معانيه الصغيرة التي هي كضرورات الطفل للطفل : ليس فيها كبير شيء

ولكن فيها أكبر السعادة ، وفيها نضرة القلب .

عهد من الصبى كانت فيه طريقة العقل من طريقة الحلم ، و كانت العاطفة هي عاطفة في النفس ، وهي في وقت معاً خدعة من الطبيعة ، وكان ما يأتي يُنسِي دائما ما مضى ولا يذكر به ، وكانت الأيام كالأطفال السعداء : لا ينام أحدهم إلا على فكرة لعب ولهو ، ولا يستيقظ إلا على فكرة لعب ولهو .

وكانت اللغة نفسها كأن فيها ألفاظاً من الحلوى ، وكانت الآلام - على قلّتها - كالمريض الذي معه دواؤه المجرَّب ، وكانت فلسفة الجمال تضحك من فيلسوفها الصغير ، الواضح كل الوضوح ، المقتصر بكل لفظ على ما يعرف من معناه ، المتفلسف في تحقيق الرغبة أكثر مما يتفلسف في تخيل الفكرة !

هو العهد الذي من أخص خصائصه أن تعمل ، فيكون العمل في نفسه عملا ويكون في نفسك لذة.



***



وما رأيت كالدِّين وسيلة تجعل الطفولة ممتدة بحقائقها إلى آخر العمر في هذا الإنسان ، فسرُّ الطفولة إنما هو في قوتها على حذف الفضول و الزوائد من هذه الحياة ، فلا يُطغيها الغنى ، ولا يكسرها الفقر ، ولا تذلها الشهوة ، ولا يفزعها الطمع ، ولا يهولها الإخفاق ، ولا يتعاظمها الضر ، ولا يخيفها الموت ..

ثم هي لا تملّ وهي الصابرة ، ولا تبالغ وهي الراضية ، ولا تشك وهي الموقنة ، ولا تسرف وهي القانعة ، ولا تتبلد وهي العاملة ، ولا تجمد وهي المتجولة ، ثم هي لا تكلف الإنسانية إلا العطف والحب والبشاشة وطبائع الخير التي يملكها كل قلب ، ولا توجب شريعتها في المعالمة إلا قاعدة الرحمة ، ولا تقرر فلسفتها للحياة إلا طهارة النظر ، ثم هي تتهكم بالدنيا أكثر مما تهتمُّ لها ، وتستغني فيها أكثر مما تحتاج ، وتستخرج السعادة لنفسها دائما مما أمكن ، قلّ أو كثُر .

وبكل هذا تعمل الطفولة في حراسة الحياة الغضة واستمرارها ونموها ، ولولا ذلك لما زها طفل ولا شب غلام ولا رأت العيون بين هموم الدنيا ذلك الرُّواء وذلك المنظر على وجوه الأطفال يُثبتان أن البراءة في النفس أقوى من الطبيعة .

***



ولقد رأيتُ رجلاً ضاق بالبنات ذرعا ، وما تأمل أن الله أرحم به من نفسه ، وأنه لو صبر لأورثه بهن و منهن خيرا كثيرا ، وأن السخط لا يفيد ، وأن من كره بضعته وبعضه أولى بها أن تكرهه كله !

وإذا كان الرضى هو الاتفاق بين النفس وصاحبها ، فإن اليقين هو الاتفاق بين النفس وخالقها ، فقد أصبح قانون السعادة شيئا معنويا من فضيلة النفس وإيمانها وعقلها ..



***



ولما رأيت النعمة التي وهبني الله تعالى قلت لها ساعة ولادتها :

يا وضحة العز هذي وضحة الكرمِ == ( .............................. )

واسميتها وضحى على أمي رحمها الله تعالى وغفر لها آمين ، ومن عجائب الأمور أنها أتت في

18 مارس ، ومن قبلها 18 فبراير ، ومن قبلها في 18 يناير ، على الترتيب تماما

ومن العجائب أيضا أني اتصلت بزميلي الجديد - وكنت في إجازة - وقلت له :

أتاني مولود فقال : حتى أنا

قلت هي بنت فقال : حتى أنا

قلت يوم الأحد فقال : حتى أنا

قلت الرابعة عصرا فقال : حتى أنا

وهو يقسم على هذا ، لم يفترقن إلا على الاسم ..

وما أجمل المغيرة وهو يقبّل اخته ويقول : أوخ تي .. أوخ تي .. أوخ تي ودحى

كأنها رُقية أعجمي !



وكان مما آلمني أخذ الممرضة ابنتي إلى غرفة الأطفال ، بعد أن انتظرتها 9 أشهر ، فقلت لما راحت بها :

كأن القلب ليلة قيل يُغدى == بوضحى الشامرية أو يُراحُ

قطاة جرّها شرك فباتت == تجـاذبه وقـد علق الجناح ُ



والبيت لمجنون ليلى , وقد صححه اللغوي الشنقيطي فقال ( قطاة عزّها شرك )

وقد سُئل الرافعي عن هذا فأجاب ( الرسائل ص 224 ) :

" لا أعرف اسم العالم الشنقيطي الذي أشرت إليه .. أما تصحيحه غرها بعزها فلا قيمة له ، لأن الشرك لا يُنصب للقطاة إلا وهو يقتلها ، إذ لا يُنصب إلا لصيدها فليس هناك شرك يغرها وشرك لا يغرها !

ويخيل إليّ أن صواب الكلمة جرّها لأن الشاعر يقول فباتت تجاذبه .. ويقول قبل ذلك كأن القلب ليلة قيل يُغدى بليلى العامرية أو يراح فكأن ذكر الرحيل يجر قلبه جرّا ، فكيف بالرحيل نفسه ؟

وجرّ يجعل المعنى أقوى وأفخم ..

في ظني أن رواية عزها بالزاي مذكورة في أمالي القالي وغيرها لأني أتذكر أني رأيت هذه الرواية "



***



وأنا جعلت كلمة قيس بن الملوح رسول بشارتي إلى أحبابي , ولم أزد إلا قولي : أبشرك بوضحى ابنتي ..

فجاءني بأسرع مما يتصور المرء قول ( صقر الشاهين )



أتى من هاتفي وأنا أصلي == رنين قلت علّ الأمر فرحا

إذا الأخبار تأتيني سرعا == بأن الكون قال اليوم مرحا

لفاتنة تذيب القلب دلّا == فقلت إخالها الغيداء وضحى



وهذا يدل على سرعة بديهته , حتى إن الوقت لا يكفي لتسطريها في شاشة الجوال فكيف عن نظمها وقال لي فيها زحاف واصبر أُعدّل إلخ .. فقلت أنت تكتبها لفتاة في مهدها وليس لملحمة حرب سيضرس ضرسها.



و لما قرأ ( قاضي الحُسْن ) بشارتي أرسل يقول بعد ليلة :



شـدى القمري واختال الصباح == وداعب الأفـانين الرياح

( وأفتى الحسن في ميلاد وضحى = بأن المدح في وضحى مباح )

فوضحى بنت أقـوام كـرام == شعارهم الشجاعة والسماح

أبوها قـدره عـندي عظيم == ( مشاعـره موثقة صحاح )

وقلتُ مـعـارضاً مجنون ليلى == وأرجو أن يحالفني النجاح

ثـلاث من رآها سُـرّ منها == وصاحَـبَه انشراح وارتياح

رياض ترقص الأزهار فيها == و وضحى الشـامرية والملاح



ثم أرسل فتى تبوك بعد ليلتين , فكان مما قاله ( القيصر ) صاحب موقع رُواء :



بشير جاءني فأطـار قلبي == من الأشـواق يـعقبها انشراح

فبوركت الحــروف إذا تهادت == إلى ساح يعطره الصلاح

أبا وضحى لك العلياء تسعى == لك البشرى وعقباك الفلاح

كأني بالكــريمة قد تبدت == ومن بسماتها غـار الصباح

فبدر الليل يرقبها احتفاء == ويخطب ودها الأدب الصراح

رعاها الله ماطرفت جفون == ( كأن رسول نظرتها رماح )



أما قبل وهذا محلّها :

فالقصد من هذا كله إظهار الفرح والسرور بقدوم البنات ، والرجاء من الله أن يصلحهن وأن يجعلهن سببا في صلاح أبيهن ، و فيه محاربة تهنئة الكفر : بالرفاه والبنين

وأنّا بالله راضون , وبما يأتي من عنده ، و بما يأخذه ، وهو أرحم بمن أخذ منا ، وبمن أعطى لنا ، وبنا من أنفسنا .

و قصدتُ بيان مشاعر أحباب لنا في الله تعالى ، من شمال الجزيرة وجنوبها ومن فارس ومصر

وأغلبهم لم يرني ، إنما فرحهم لفرحي وهذا مِن صدق مودتههم ، وصحة أخوتههم ، و كمال مروّتههم .

وأنا لم أنشر كل ماجاءني ، فبعضه يفصح عني و وددت لو لم يكن لأنشره ، لكنه هكذا أتى !

أما الشعر العامي فكثير جداً

و لم أنشر ما أتممت به أنا أبيات قيس بن الملوح ، ولا الميمية السابقة .

ولما أتوا بها صباحا ضممتها إليّ وقبّلتُ فاها لأطفئ غليل شوقي , والغليل المستعر في دم العاشق كجنون المجنون : يختص برأسه وحده !

وضمّة المحب لحبيبه إحساس لا يُستعار من صدرٍ آخر ، كما لا يستعار المولود لبطنٍ لم يحمله .

وكلمة القبلة التي معناها وضع الفم ، لن ينتقل إليها ما تذوقه الشفتان !

.

.

.



قبلت فاها وأنا أردد بيقين قول المتنبي :



يُحَرِّمُهُ لَمعُ الأَسِنَّةِ فَوقَهُ == فَلَيسَ لِظَمآنٍ إِلَيهِ وُصولُ



هذا ولا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ، ولا الليل سابق النهار ، وكل في فلك يسبحون ..
 

" قاصرة الطرف "

مزمار كرواني
4 نوفمبر 2007
2,016
0
0
الجنس
أنثى
القارئ المفضل
ماهر حمد المعيقلي
رد: جميلةُُ ُ جدا ً ...إقرأها وتذوق هــاته المعاني ....!

السلام عليكم
حفظ الله وضحى وجعلها من الصالحات
جزاك الله خير
 

الطيبي82

مزمار ألماسي
12 سبتمبر 2007
1,826
14
0
الجنس
ذكر
رد: جميلةُُ ُ جدا ً ...إقرأها وتذوق هــاته المعاني ....!

وجزاكـــــــــــــــــ، الله كل خير أختي قاصرة الطرف .......أعلى الله مقامك ورفع قدركـ، واسعدني تعقيبكـ، ..
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع