- 12 نوفمبر 2006
- 2
- 0
- 0
- الجنس
- ذكر
قبل القراءة بالامكان تحميل ملف وورد في المرفقات منسق ومجهز للطباعة لمن أراد..
- سبيل النجاة من الفتن – آية ومعنى
إن الحمد لله نحمده ونستعين به ونستغفره ونتوكل عليه ونثني عليه الخير كله علانيته وسره أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله ، بلّغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح للأمة وكشف الله به الغمة صلى عليك الله يا علم الهدى ما هبت النسائم وما ناحت على الأيك الحمائم ، نسألك اللهم بكل اسم هو لك علمتنا إياه وما لم نعلم أن تجعل القرآن ربيع قلوبنا وجلاء أحزاننا وشفاء صدورنا وبلغنا نصرك الذي وعدتنا وأدخل الفرحة على قلوب المؤمنين بنصرك المبين حيث قال الله تعالى: الم * غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ * فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ أما بعد: تحمل هذه الآية العجب العجاب من معنى لا يستنبطه إلا أصحاب الإيمان الكبير حيث خصص الله تعالى رقم سبعة في هذه الآية لغلبة الروم لأمر لا يعلمه إلا الله أوجده الله في كلمة "بضع" حيث أن البضع هو الرقم ما بين الثلاث إلى التسع أو العشر سنين الذي ستغلب فيه الروم أي خلال سبعة سنوات وهذا كلام ليس من ضرب الخيال أو التحليل العشوائي بل إنه الجدول الذي وضعه الله لعباده المؤمنين ولكننا غافلون عن ذلك ، حيث قال تعالى: "وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ [الأنعام : 59]" وقال تعالى: "وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ عَالِمِ الْغَيْبِ لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَلَا أَصْغَرُ مِن ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ [سبأ : 3]" وقال تعالى: "وَمَا مِنْ غَائِبَةٍ فِي السَّمَاء وَالْأَرْضِ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ [النمل : 75]" ، أي حتى الأيام الذي لم تأتي رسمها الله لنا ووضعها بترتيب متقن يفهمه من تدبر القرآن ووعي تفاسيره حيث قال تعالى: "أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً [النساء : 82]" وقال تعالى: "أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا [محمد : 24]" ولو أننا تدبرنا وتمعنا جيداً في القرآن لوجدنا أن الرقم سبعة تكرر كثير وموجود في أكثر من موضع حيث نجد أن الله لخص لنا ذلك في الآية الكريمة: "وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ [الحجر : 87]" ، والآيات والأدلة كثيرة. المهم هل نحن نعيش الآن في آية من هذه الآيات ؟ ..... ربما ! ..... لو عدنا إلى ديننا وعقيدتنا وعدنا إلى ما أخبرنا عنه نبينا المصطفى صلى الله عليه وسلم وعلمنا إياه من أمور الدين سوف نعرف أين نحن الآن مما أخبرنا به صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى ، ما هو إلا وحي يوحي حيث قال تعالى: "وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِن وَرَاء حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ [الشورى : 51]" ، وأوضح أكثر .. كلنا يعلم أننا على أشراف نهاية علامات الساعة الصغرى أو حتى أنها شبه منتهية بالفعل ونحن الآن بانتظار العلامات الكبرى تتحقق فيها انتصارات متتالية للمسلمين ويكون الإسلام هو الدين القائم وأولى هذه العلامات أو ما يفصل ما بين العلامات الصغرى والعلامات الكبرى هي ظهور "المهدي المنتظر" الذي يقاتله حين يظهر المسلمين قبل الكافرين لأنه تكون له حيرة كبيرة تكون الناس مضللة في زمانه قلوبهم مغلفة ، يكون الشيطان موجههم ومحركهم ينطق على ألسنتهم متحكما في قلوبهم إلا من رحم ربي ، في هذا الزمان يكون أشبه بزمن الرسول صلى الله عليه وسلم منذ أن انطلق دين الإسلام ، حيث أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يشهد له الأعداء قبل من أسلم على يديه بأنه الصادق الأمين ، وعندما أتى أمر الله وقضى الأمر الذي كان مفعولا أي سيحدث فعلا ، انقلبت عليه ربوع قريش واتهموه بالجنون والسحر وقالوا بأنه شاعر وكذاب على الرغم من عظم الآيات التي كان يستشهد بها لبني قريش التي لم تكن من اختراعه أو من تأليفه ، فكان يأتيهم بآيات كثيرة لم يسبقه أحد قبله من العالمين ، وشاءت الحكمة الإلهية بأن يختار الله رسولاً أمياً لا يعرف القراءة ولا الكتابة ومع ذلك أتى بأعظم المعجزات في ذلك الزمان ، ومع ذلك لم تصدقه بني قريش ولكن كان أول من يعرف بحقيقة رسالته أمه آمنة بنت وهب وآمنت به عائشة وصديقه أبو بكر الصديق ثم علي بن أبي طالب وكل ذلك كان خفية وسراً حتى أمره الله بنشر الإسلام بالعلن حتى غطى ربوع الأرض وعم بلاد العالم كله حيث قال تعالى: "هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ [التوبة : 33]" فلو تخيلنا أننا كنا موجودين في هذا الزمان وكان الرسول يسعى دائما على أن يخرجنا من الظلمات إلى النور ومن الضلال إلى الهدى ، هل سنكون من المتبعين أو من المعارضين أم سنكون من المشككين في رسالته أم من المتحالفين ضده أم من المصدقين ؟ ..... وهذا ما سيحدث في زمن المهدي المنتظر عليه السلام ، نتمنى من الله بأن نكون من جنوده المتبعين المخلصين وأن نكون من الذين يمهدون له الطريق ويرفعوا من أمامه العراقيل والمعوقات ، وهنا سؤال يطرح نفسه حيث يظن المسلمون عندما يعلمون بأمر المهدي الظنون حيث أنهم يظنوا بأن يظهره الله على هيئة إنسان مختلف عن العالمين له خلقة متميزة أو يشبه الملائكة كما كان يظنوا اليهود والجاهلين من الأمم السابقين حيث كانوا كلما أرسل إليهم رسول قالوا عنه أنه مجرد إنسان مثلنا لماذا لم يكون ملك كريم أو شخص عظيم ، لم يكونوا يعرفوا إرادة الله ومشيئته ، حيث يختار الله الرسل من البشر حتى يختبر قوة إيمانهم ، فلو أرسل الله الرسل من الملائكة سوف يؤمنوا بهم دون جدال ، ظانين بأن الملائكة تأتي بأمور فوق قدرة الإنسان فيصدقوهم ويؤمنوا بهم دون إرادتهم ولكن الله يريد أن يميز بين الخبيث والطيب وبين المؤمن والكافر حيث قال تعالى "مَّا كَانَ اللّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىَ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللّهَ يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَاءُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَإِن تُؤْمِنُواْ وَتَتَّقُواْ فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ [آل عمران : 179]" حيث أن الله عندما يأمر بظهور المهدي المنتظر لا يظهره على هيئة أشكال الصحابة بل فعل الصحابة وإيمان الصحابة وعمل الرسول وفعل الرسول صلى الله عليه وسلم ولا تكون الدنيا وقتها تعيش في بيوت من طين أو خيام ويقاتل الكفار المسلمين بالحصان والسيف فقد أخبرنا رسولنا صلى الله عليه وسلم حيث قال: "لا تقوم الساعة حتى ينزل الروم بالأعماق أو بدابق فيخرج إليهم جيش من المدينة من خيار أهل الأرض يومئذ فإذا تصافوا قالت الروم خلوا بيننا وبين الذين سبوا منا نقاتلهم فيقول المسلمون لا والله لا نخلي بينكم وبين إخواننا فيقاتلونهم فينهزم ثلث لا يتوب الله عليهم أبدا ويقتل ثلثهم أفضل الشهداء عند الله ويفتتح الثلث لا يفتنون أبدا فيفتتحون قسطنطينية فبينما هم يقتسمون الغنائم قد علقوا سيوفهم بالزيتون إذ صاح فيهم الشيطان إن المسيح قد خلفكم في أهليكم فيخرجون وذلك باطل فإذا جاؤوا الشام خرج فبينما هم يعدون للقتال يسوون الصفوف إذ أقيمت الصلاة فينزل عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم فأمهم فإذا رآه عدو الله ذاب كما يذوب الملح في الماء فلو تركه لانذاب حتى يهلك ولكن يقتله الله بيده فيريهم دمه في حربته." ووردت كلمة سيوف في زمن يكون فيه السلاح على أحدث طراز من بنادق ورشاشات ومدافع وقد تندرج جميع هذه الأسلحة تحت كلمة سيوف هذا والله أعلم ، فقد يكون المقصود بتعلق المسلمين لسيوفهم بالزيتون قد يكون المقصود بها البنادق فكل زمن وله معاييره ومعداته ، وتكون الدنيا في عهد المهدي المنتظر في قمة التطور والتقدم ولكن في قمة البعد عن الدين والإيمان ، مثل حالنا التي نحن عليه الآن ، وهنا سؤال يطرح نفسه ..... هل يظهر المهدي مثله مثل باقي المسلمين الذي يستخدمون كل وسائل التكنولوجية الحديثة ؟ الجواب: نعم لأن الزمن لا يرجع إلى الوراء بالشكل الذي نظنه نحن بأن تكون الدنيا كلها صحراء والكل يركب الخيل والجمال ، ولكن ترجع إلى الوراء بالأمور العقائدية المعنوية ودلل لنا رسولنا الكريم في الحديث قائلاً: "بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً". كما أن العالم كله شهد حروباً ومعارك من بداية الخلق إلى يومنا هذا لم تكن فيها معركة تشبه المعركة التي في الزمن الذي يسبقها ، حيث كل جيش كان يحارب حسب الإمكانيات التي توصل إليها التطور. وبعدها يتم النصر والتمكين والبشرى من عند الله الذي وعد بها المؤمنين حيث قال تعالى: "وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً عَلَيْهِم مِّنْ أَنفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيداً عَلَى هَـؤُلاء وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ [النحل : 89]" حيث بُشرة المسلمين في هذه الآية الكريمة هي نصرهم على عدوهم والتمكين لهم في الأرض. الكثير منا يعيش حياته بشكل طبيعي جداً يصلي ويصوم ويؤدي فرائضه على أكمل وجه ولكن... هل فكر الإنسان بأن تأديته لله وفرائضه كافية ، هل يعرف الإنسان أين هو موقعه في هذا الزمان ، وما هو الزمان الذي نعيش فيه هل هو أول الزمان أو أوسطه أو آخره ، لو كان الواحد منا يصلي ويصوم ويزكي ولكن يسيء معاملة الآخرين هل يقبل منه عمله ؟ هل أذية الإنسان المسلم لجاره المسلم عمل يرتضيه الله عز وجل ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (الدين المعاملة) أي مع الدين يجب أن تكون هناك معاملة حسنة فيما بيننا ولا يقتصر الدين فقط على الصلاة والصوم وتأدية الفرائض فحسب وليس الدين بأن نكون طوال الوقت بأن نقول قال الله وقال الرسول دون تنفيذ بل يجب أن يكون القول مع التنفيذ معاً. - ماذا سيكون موقفنا لو ظهر المهدي المنظر في هذه الزمان ؟ - لماذا يعتقد الواحد منا بأن هذه الأمور بعيدة علينا وأنها في عالم بعيد جدا ؟ - ماذا لو استيقظنا من نومنا العميق ووجدنا أنفسنا مخدرين بفتنة المسيح الدجال ؟ كيف لنا المنجى من ذلك وكيف لنا النجاة من فتنته ؟ - ماذا سيكون شعورنا لو استيقظنا صباحاً ووجدنا الشمس قد أشرقت من مغربها حينها لا ينفع الندم ولا تقبل التوبة ؟ - ألم يقم الله يوم القيامة وتكون الأرض حينها مأهولة بالبشر ؟ إنها أمور شدائد لا يخرجنا منها إلا الإيمان الشديد بالله والإيمان بالرسول صلى الله عليه وسلم ، وتطبيق شريعته والعمل بها. هناك خطة كونية إلهية ليتنا نتخذها نظرية لنا في حياتنا حتى لا نضل ولا نتوه أو نحتار في التفريق بين الحق والباطل ومن خلالها نستطيع أن نرد إلينا ديننا من أهم بنودها: 1- إجراء الله الحق على أيدي الضعفاء: عندما يجري الله الحق على أيدي الضعفاء ، ليس بالضرورة أن يكونوا ممتلكين لأقوى وأعتى أنواع السلاح التقليدي أو السلاح الحديث ، وليس بالضرورة أن يكونوا أناس ذات بنية قوية ذات عضلات مفتولة ، بل يؤيدهم الله بأقوى من كل ذلك بكثير أقوى من السلاح وأقوى من أي قوة على الأرض إنه (الدعاء المستجاب) حيث أنه لا تستطيع أي قوة خلقت على وجه الأرض أن تقف أمام قوة فعل الدعاء ولكن كيف نستشعر أن دعانا مستجاب وكيف نشعر بذك. أولاً: ليس بالضروري أن يكون الواحد منا إمام مسجد أو خطيب يؤم الناس أو شخص صاحب لحية طويلة على رأسه عمامة ، رب أشعث أغبر لو أقسم على الله لأبره ، ورب مظلوم مكلوم لو أقسم على الله لأبره ، ورب طائع لله بالخفاء أو بالعلن لو اقسم على الله لأبره ورب شخص يعيش على حسن نية لا يدري بأن هناك أناس تحيك وتخطط من وراءه وتطعن فيه من الخلف أو شوهت صورته لو أقسم على الله لأبره بأن يأتي الله له بالحق. ثانياً: رضا الله ورضى الوالدين ومحبة الله للعبد ودعاء الناس والمحبين للعبد تكون من مواضع استجابة الدعاء ، كما أن كثرة التحميد والتهليل لله من مواطن استجابة الدعاء ألم نقول في كل يوم وليلة وفي كل صلاة (سمع الله لمن حمده) أي كلما حمد الواحد منا الله أكثر كلما سمع الله له بشكل أسرع وبدّاه على غيره في الاستجابة له. قال تعالى: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ نستشعر هنا من الآية بضرورة الإيمان بالله إيماناً شديدا ليستجيب الله منا الدعاء. ثالثاً: تأييد الله للعبد بالملائكة وبجنود الله التي لا يعرف قيمة هذه النعمة العظيمة جدا إلا من اختصه الله بالتماس هذه النعمة (قال تعالى: وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ) 2- تحققت النبوءات عند الأعداء: من أول علامات نصر المؤمنين في زمن الفتن وزمن يختلط فيه الحق بالباطل هو تحقق كل ما كان يخاف منه الأعداء حيث يسمون هذه الاعتقادات بالنبوءات مثل ظهور المهدي المنتظر وظهور المسيح الدجال ونزول عيسى عليه السلام والسؤال هنا..... كيف يخاف اليهود من المسيح الدجال على الرغم من أنهم هم الذي يؤمنون به ويعتمدون عليه ، في حقيقة الأمر ليس كل اليهود ، فحقيقة الدجال يعلمها بعض حاخاماتهم وأحبارهم وهم يعلمون جيداً بأن وقت خروجه هو هلاك لليهود وتكون على يديه نهايتهم على عكس ما يعتقدون ، ويكونون عارفين جيداً بحقيقة ظهور المهدي المنتظر العلامة التي تسبق المسيح الدجال وهم على علم بأن الدجال سيقتله عيسى في آخر الزمان وهم من أشد الناس حزناً حينها على حياة اليهود التي هم أعلم بحقيقتها 3- عمى القلوب: وهو أخطر بكثير من عمى العيون حيث أن الإنسان يرى بقلبه وبصيرته ولا يرى بعينيه ووضع الله لنا العمى الحقيقي في القرآن الكريم حيث قال: "أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ [الحج : 46]" فتكون الأبصار هنا مجرد أنها لا ترى إلا الوهم والخداع ولا ترى حقيقة الأمور ، وعمى القلوب سوف يكون المرض المنتشر في نهاية الزمان بين ضعفاء الإيمان من المسلمين وبين اليهود والمشركين بالتخصيص فمثلا: يؤمن اليهود بأن أرض فلسطين هي أرض المحشر والمنشر وهي أرض الآباء والأجداد وأن فيها يتم لهم النصر وسيادة العالم يبدأ منها ، لذلك نجدهم يأتون إليها من شتى بقاع الأرض إيماناً بهذا الاعتقاد الذي سيكون اعتقادا قاتلاً لهم مخلصاً العباد والبلاد من شرورهم وطغيانهم وأوضح الله لنا ذلك في كتابه العزيز حيث قال تعالى: "وَقُلْنَا مِن بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُواْ الأَرْضَ فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفاً [الإسراء : 104]" إي جئنا بكم لنهايتكم ومحاسبتكم ، ويتم بعد ذلك التأكيد على هلاكهم ونهايتهم هي الحلقة الثانية من سلسة النهاية الحتمية لهم وهي (تأيدهم للمسيح الدجال) الذي هو في نظرهم المنقذ الوحيد لهم في هذا الزمان لأنهم يكونوا قد فقدوا كل عناصر القوة بالرغم على امتلاكهم أقوى وأعتى قوة وأكبر ترسانة عسكرية على وجه الأرض وهذا من ضمن عوامل نصر المسلمين عليهم لأن باعتقادهم أن هذه الأسلحة والترسانات سوف تحميهم من النهاية الحتمية لهم ، حيث يكون تركيزهم على كيفية استخدام هذه الأسلحة ويفقدون عقولهم وتركيزهم على الحياة بشكلها المعتاد فيكون عامل ضعف شديد لهم . 4- المسيح الدجال (البشير أو النذير أو المخلص): وهي الحلقة الثالثة من سلسلة الحلقات التي ستتبع اليهود هزيمة أخرى فوق هزيمة ، حيث حين خروج الدجال يكون عامة اليهود فرحين بخروجه وأقول هنا عامة اليهود ولكن تبقى بعض حاخاماتهم وأحبارهم على علم بحقيقة الأمر وهم أشد حزناً على شعبهم من هذا الضياع وهذا التوهان ، فيكون المسيح الدجال في نظرهم هو البشير الذي يبشرهم بالنصر أو النذير الذي ينذرهم للخير ويدلهم على طريق الصواب فيؤمنوا به ويعتمدوا عليه ويسلموا له عقولهم وأجسادهم ليحملهم على بر الأمان ، ولكن في حقيقة الأمر هي النهاية الحتمية لكيانهم وتخليص الأرض من هذه الشرذمة السوء وهذا أيضاً يكون من عمى القلوب الذي يصيبهم ليكون بعد ذلك نصر المسلمين المؤمنين الموحدين حيث ينزل بعدها سيدنا عيسى عليه السلام ويقتل الدجال في بلد اللد ويتشتت بها ذلك شمل اليهود الذين يكونوا قد آمنوا به حينها فيمتلئ قلبهم بالخوف ويزداد ضعفهم ضعفاً فيختبئون خلف الحجر والشجر الذي ستكون وقتها من جنود الله التي تقاتل مع المسلمين الموحدين ، لذلك نرى اليهود الآن قد جرفوا العديد من الأراضي المليئة بهذه الأشجار من شجر الزيتون والتين والنخل وكل الأشجار ما عدا شجر الغرقد ، الشجرة الخبيثة الذي يعتقدون بأنها هي الشجرة المباركة والذي ستنجيهم من نهايتهم ، ويعتقدون بأن باقي الأشجار الأخرى بأنها أشجار خبيثة سوف تكون من الأسباب التي تودي بهم ، وكذلك يدمروا المباني والمنازل القريبة من المستوطنات فتقوم بهدمهم بحجة الصواريخ والتخريب عليهم ، وهذا كله يأتي ضمن محاربة أنفسهم بأنفسهم كما قال الله تعال: "هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنتُمْ أَن يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِّنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ [الحشر : 2]" كما نجد أنهم الآن قد قاموا ببناء الجدار الفاصل الذي يعتقدون بأنه سوف يحميهم في النهاية الحتمية التي أكدها الله لنا في القرآن الكريم ولكن هل أننا أصحاب بصيرة وهل نعتبر. 5- اليهود ونهايتهم: لقد باتت نهاية اليهود وشيكة جداً ونحن الآن على أبواب هذه النهاية بإذن الله ، وهذا كلام ليس ضرباً من الخيال أو نوعاً من التنجيم بل هو أمر الله الذي قضاه وسوف يكون مفعولة ، قال تعالى: "فَإِذَا جَاء وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْداً مَّفْعُولاً [الإسراء : 5]" اليهود الآن في حالة ضعف لم يسبق لها مثيل ، فهم الآن يتخبطون بأنفسهم كأنهم مستهم الشياطين خوفا من هلاكهم ، هذا من جانب وعدم الثقة في حكامهم الذين كانوا يظنوا أنه كلما أتى واحد من هؤلاء الحكام ظنوا أنه سيوفر لهم الحياة الكريمة الأبدية كما يعتقدون ، فلو رجعنا إلى الوراء قليلاً لرئيس الكيان الصهيوني اسحق رابين ، اختاروه ليكون الرئيس الذي سيحقق لهم الآمال المرجوة وكانوا قد سبقوا فيما أخبرهم عنه مشعوذيهم ودجاليهم ، حيث كانوا يحلمون بهذا الحلم مجرد حلم ، ولكنه مد يده للسلام فرفضوا الفكرة فأمر زعيم الماسونية بأنه ليس الزعيم المرجو فقتلوه ، ثم أتى بعده بيرس فلحقه في الفشل بتحقيق ما تريد اليهود ، فلم يلبث كثيراً حتى جاء نتنياهو فازدادت خيبتهم أكثر فأكثر فلم يستطيع الآخر تحقيق ما يريدون وجاء بعده باراك ثم شارون إلى أن وصلوا إلى أفشل وأنحس زعيم لهم في تاريخهم وهو أولمرت فزادهم ذلك تخبطا وجنونا لأنه ألحقهم بمزيداً من الهزيمة النفسية لأنه ليس المطلوب . الذي أريد أن أصل إليه هو... أن اليهود تعتقد بأن مخلصهم من الحرب والبقاء على قيد الحياة بشكل مستمر وأبدي هو هذا الزعيم الذي يتم صناعته من قبلهم هم على أيدي الحركة الماسونية الصهيونية المدمرة لهم الذي لا تعود عليهم إلا بالخراب والهزائم ، ولكن الزعيم الحقيقي لهم الذي يظهر فعلاً على هيئة رئيس يكونوا واهمين بقوته مخدوعين بسحره وفتنته هو (المسيح الدجال) ، فعند خروجه تتوقف عقولهم عن التفكير إلا في شيء واحد فقط هو أن ينتظر الواحد منهم حتفه المؤكد حين يختبئ اليهود وراء الحجر والشجر فينطق الحجر والشجر بأن يا مسلم يا عبد الله ورائي يهودي تعال فاقتله ، فيكون مُسلِّم أمره دون أن يقاوم أو يدافع عن نفسه ، وحينها تكون نهاية اليهود الذي وعد الله بها وتطهر الأرض من شرهم ودنسهم واستعبادهم للبشرية فتشفى صدور المؤمنين . 6- شهادة الأعداء بقوة المسلمين: بالرغم من معاندة اليهود للحق دائما وخلطهم للحق بالباطل على الدوام منذ أن خلقوا حتى أخر يوم لهم إلا أنهم يُقرّوا بحقيقة قوة المسلمين عندما يعلموا أنه الحق من رب العالمين وهذا سأوضحه في قصة سيدنا موسى مع سيدنا فرعون حيث كان فرعون إنساناً ظلماً وأي ظالم ، كان عين الظلم ورمزا له حيث أنه كان يدعي الإلوهية وكان يقول أنا أحيي وأميت وافتراءات كثيرة هي أشبه بكثير لما سيأتي به المسيح الدجال فأوضح ذلك بالجدول الآتي: فرعـــون المسيح الدجال كان يقول أنا ربكم الأعلى أنا الإله الحقيقي فآمنوا بي أنا أحيي وأميت يمكن الله له الحياة والموت بأمره الإيمان المطلق به من قبل شعبه سواء كان بدافع الإرادة أو بدون الإرادة لأنه كان حاكمهم بالقوة ومن يعصي أمره يلقى حتفه. الإيمان المطلق به من قبل اليهود بدافع عمى القلوب وفهمهم الخطأ لعقيدتهم. أمر بقتل كل مولود ولد لإخبار المشعوذين له والسحرة بأن هناك رجلاً سيأتي في عهده سيكون على يده هلاكه التشكيك في حقيقة المهدي المنتظر وأنه ضعيف ولا يستطيع تحقيق النصر للمسلمين فيكون في عهده هلاكه عندما ينزل عيسى بن مريم فيقتل الخنزير ويكسر الصليب. وأوضح أكثر مما ورد في الجدول السابق: دائما حجة الباطل ضعيفة ولابد من ظهور الحق في يوم من الأيام. فعندما كان فرعون مستوليا مستبداً في زمنه طاغياً جباراً إلا أن الله أرسل له ومن الإطار القريب له أرسل موسى عليه السلام الذي أجرى الله على يديه الحق ونال من فرعون وزمرته فكلنا على علم بهذا القصة ولكن لابد من أخذ العبر والعظات ، ولكن ما أريد أن أصل إليه هو نهاية فرعون على يد سيدنا موسى عليه السلام حين غرق فرعون في البحر قال آمنت برب موسى وهذه هي بمثابة شهادة منه بأن ما جاء به موسى عليه السلام كان حقاً وليس باطلاً حيث قال تعالى: "فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ [يونس : 92]" هو قانون السماء يطبق إذا ما عجز عن تطبيقه قانون الأرض لأن الله لا يرضى بالباطل مهما بلغ ومهما طال . وفي النهاية هل يجب أن نقرأ ونعرف ديننا وننساه ؟ ..... لابد من العلم والتطبيق فديننا يخبرنا عن القصاص وعن العدل والمساواة كلنا يعلم هذه الأمور ولكن هل قمنا بتطبيقها في يوم من الأيام . هذا ولله الحمد والمنة ، وما توفيقي إلا بالله ، وما أوتيت من نعمة فمن عند الله ، والله المستعان. أهدي هذا العمل المتواضع إلى أرواح شهداء وموتى المسلمين وعلى رأسهم أمير الشهداء أبو جهاد والشيخ الشهيد أحمد ياسين والشيخ الشهيد فتحي الشقاقي والشهيد أبو علي مصطفى وكل الشهداء دون استثناء وإلى أرواح شهداء علماء المسلمين وعلى رأسهم الشهيد المغدور الدكتور عبد الوهاب المسيري والشهيد المغدور يحى المشّد وكل علماء المسلمين. ملاحظة: أرجوا نشر هذا العمل المتواضع أو حتى بالإمكان ترجمته إلى أي لغة غير العربية . محمد من فلسطين *******
- سبيل النجاة من الفتن – آية ومعنى
إن الحمد لله نحمده ونستعين به ونستغفره ونتوكل عليه ونثني عليه الخير كله علانيته وسره أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله ، بلّغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح للأمة وكشف الله به الغمة صلى عليك الله يا علم الهدى ما هبت النسائم وما ناحت على الأيك الحمائم ، نسألك اللهم بكل اسم هو لك علمتنا إياه وما لم نعلم أن تجعل القرآن ربيع قلوبنا وجلاء أحزاننا وشفاء صدورنا وبلغنا نصرك الذي وعدتنا وأدخل الفرحة على قلوب المؤمنين بنصرك المبين حيث قال الله تعالى: الم * غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ * فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ أما بعد: تحمل هذه الآية العجب العجاب من معنى لا يستنبطه إلا أصحاب الإيمان الكبير حيث خصص الله تعالى رقم سبعة في هذه الآية لغلبة الروم لأمر لا يعلمه إلا الله أوجده الله في كلمة "بضع" حيث أن البضع هو الرقم ما بين الثلاث إلى التسع أو العشر سنين الذي ستغلب فيه الروم أي خلال سبعة سنوات وهذا كلام ليس من ضرب الخيال أو التحليل العشوائي بل إنه الجدول الذي وضعه الله لعباده المؤمنين ولكننا غافلون عن ذلك ، حيث قال تعالى: "وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ [الأنعام : 59]" وقال تعالى: "وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ عَالِمِ الْغَيْبِ لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَلَا أَصْغَرُ مِن ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ [سبأ : 3]" وقال تعالى: "وَمَا مِنْ غَائِبَةٍ فِي السَّمَاء وَالْأَرْضِ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ [النمل : 75]" ، أي حتى الأيام الذي لم تأتي رسمها الله لنا ووضعها بترتيب متقن يفهمه من تدبر القرآن ووعي تفاسيره حيث قال تعالى: "أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً [النساء : 82]" وقال تعالى: "أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا [محمد : 24]" ولو أننا تدبرنا وتمعنا جيداً في القرآن لوجدنا أن الرقم سبعة تكرر كثير وموجود في أكثر من موضع حيث نجد أن الله لخص لنا ذلك في الآية الكريمة: "وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ [الحجر : 87]" ، والآيات والأدلة كثيرة. المهم هل نحن نعيش الآن في آية من هذه الآيات ؟ ..... ربما ! ..... لو عدنا إلى ديننا وعقيدتنا وعدنا إلى ما أخبرنا عنه نبينا المصطفى صلى الله عليه وسلم وعلمنا إياه من أمور الدين سوف نعرف أين نحن الآن مما أخبرنا به صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى ، ما هو إلا وحي يوحي حيث قال تعالى: "وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِن وَرَاء حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ [الشورى : 51]" ، وأوضح أكثر .. كلنا يعلم أننا على أشراف نهاية علامات الساعة الصغرى أو حتى أنها شبه منتهية بالفعل ونحن الآن بانتظار العلامات الكبرى تتحقق فيها انتصارات متتالية للمسلمين ويكون الإسلام هو الدين القائم وأولى هذه العلامات أو ما يفصل ما بين العلامات الصغرى والعلامات الكبرى هي ظهور "المهدي المنتظر" الذي يقاتله حين يظهر المسلمين قبل الكافرين لأنه تكون له حيرة كبيرة تكون الناس مضللة في زمانه قلوبهم مغلفة ، يكون الشيطان موجههم ومحركهم ينطق على ألسنتهم متحكما في قلوبهم إلا من رحم ربي ، في هذا الزمان يكون أشبه بزمن الرسول صلى الله عليه وسلم منذ أن انطلق دين الإسلام ، حيث أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يشهد له الأعداء قبل من أسلم على يديه بأنه الصادق الأمين ، وعندما أتى أمر الله وقضى الأمر الذي كان مفعولا أي سيحدث فعلا ، انقلبت عليه ربوع قريش واتهموه بالجنون والسحر وقالوا بأنه شاعر وكذاب على الرغم من عظم الآيات التي كان يستشهد بها لبني قريش التي لم تكن من اختراعه أو من تأليفه ، فكان يأتيهم بآيات كثيرة لم يسبقه أحد قبله من العالمين ، وشاءت الحكمة الإلهية بأن يختار الله رسولاً أمياً لا يعرف القراءة ولا الكتابة ومع ذلك أتى بأعظم المعجزات في ذلك الزمان ، ومع ذلك لم تصدقه بني قريش ولكن كان أول من يعرف بحقيقة رسالته أمه آمنة بنت وهب وآمنت به عائشة وصديقه أبو بكر الصديق ثم علي بن أبي طالب وكل ذلك كان خفية وسراً حتى أمره الله بنشر الإسلام بالعلن حتى غطى ربوع الأرض وعم بلاد العالم كله حيث قال تعالى: "هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ [التوبة : 33]" فلو تخيلنا أننا كنا موجودين في هذا الزمان وكان الرسول يسعى دائما على أن يخرجنا من الظلمات إلى النور ومن الضلال إلى الهدى ، هل سنكون من المتبعين أو من المعارضين أم سنكون من المشككين في رسالته أم من المتحالفين ضده أم من المصدقين ؟ ..... وهذا ما سيحدث في زمن المهدي المنتظر عليه السلام ، نتمنى من الله بأن نكون من جنوده المتبعين المخلصين وأن نكون من الذين يمهدون له الطريق ويرفعوا من أمامه العراقيل والمعوقات ، وهنا سؤال يطرح نفسه حيث يظن المسلمون عندما يعلمون بأمر المهدي الظنون حيث أنهم يظنوا بأن يظهره الله على هيئة إنسان مختلف عن العالمين له خلقة متميزة أو يشبه الملائكة كما كان يظنوا اليهود والجاهلين من الأمم السابقين حيث كانوا كلما أرسل إليهم رسول قالوا عنه أنه مجرد إنسان مثلنا لماذا لم يكون ملك كريم أو شخص عظيم ، لم يكونوا يعرفوا إرادة الله ومشيئته ، حيث يختار الله الرسل من البشر حتى يختبر قوة إيمانهم ، فلو أرسل الله الرسل من الملائكة سوف يؤمنوا بهم دون جدال ، ظانين بأن الملائكة تأتي بأمور فوق قدرة الإنسان فيصدقوهم ويؤمنوا بهم دون إرادتهم ولكن الله يريد أن يميز بين الخبيث والطيب وبين المؤمن والكافر حيث قال تعالى "مَّا كَانَ اللّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىَ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللّهَ يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَاءُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَإِن تُؤْمِنُواْ وَتَتَّقُواْ فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ [آل عمران : 179]" حيث أن الله عندما يأمر بظهور المهدي المنتظر لا يظهره على هيئة أشكال الصحابة بل فعل الصحابة وإيمان الصحابة وعمل الرسول وفعل الرسول صلى الله عليه وسلم ولا تكون الدنيا وقتها تعيش في بيوت من طين أو خيام ويقاتل الكفار المسلمين بالحصان والسيف فقد أخبرنا رسولنا صلى الله عليه وسلم حيث قال: "لا تقوم الساعة حتى ينزل الروم بالأعماق أو بدابق فيخرج إليهم جيش من المدينة من خيار أهل الأرض يومئذ فإذا تصافوا قالت الروم خلوا بيننا وبين الذين سبوا منا نقاتلهم فيقول المسلمون لا والله لا نخلي بينكم وبين إخواننا فيقاتلونهم فينهزم ثلث لا يتوب الله عليهم أبدا ويقتل ثلثهم أفضل الشهداء عند الله ويفتتح الثلث لا يفتنون أبدا فيفتتحون قسطنطينية فبينما هم يقتسمون الغنائم قد علقوا سيوفهم بالزيتون إذ صاح فيهم الشيطان إن المسيح قد خلفكم في أهليكم فيخرجون وذلك باطل فإذا جاؤوا الشام خرج فبينما هم يعدون للقتال يسوون الصفوف إذ أقيمت الصلاة فينزل عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم فأمهم فإذا رآه عدو الله ذاب كما يذوب الملح في الماء فلو تركه لانذاب حتى يهلك ولكن يقتله الله بيده فيريهم دمه في حربته." ووردت كلمة سيوف في زمن يكون فيه السلاح على أحدث طراز من بنادق ورشاشات ومدافع وقد تندرج جميع هذه الأسلحة تحت كلمة سيوف هذا والله أعلم ، فقد يكون المقصود بتعلق المسلمين لسيوفهم بالزيتون قد يكون المقصود بها البنادق فكل زمن وله معاييره ومعداته ، وتكون الدنيا في عهد المهدي المنتظر في قمة التطور والتقدم ولكن في قمة البعد عن الدين والإيمان ، مثل حالنا التي نحن عليه الآن ، وهنا سؤال يطرح نفسه ..... هل يظهر المهدي مثله مثل باقي المسلمين الذي يستخدمون كل وسائل التكنولوجية الحديثة ؟ الجواب: نعم لأن الزمن لا يرجع إلى الوراء بالشكل الذي نظنه نحن بأن تكون الدنيا كلها صحراء والكل يركب الخيل والجمال ، ولكن ترجع إلى الوراء بالأمور العقائدية المعنوية ودلل لنا رسولنا الكريم في الحديث قائلاً: "بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً". كما أن العالم كله شهد حروباً ومعارك من بداية الخلق إلى يومنا هذا لم تكن فيها معركة تشبه المعركة التي في الزمن الذي يسبقها ، حيث كل جيش كان يحارب حسب الإمكانيات التي توصل إليها التطور. وبعدها يتم النصر والتمكين والبشرى من عند الله الذي وعد بها المؤمنين حيث قال تعالى: "وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً عَلَيْهِم مِّنْ أَنفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيداً عَلَى هَـؤُلاء وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ [النحل : 89]" حيث بُشرة المسلمين في هذه الآية الكريمة هي نصرهم على عدوهم والتمكين لهم في الأرض. الكثير منا يعيش حياته بشكل طبيعي جداً يصلي ويصوم ويؤدي فرائضه على أكمل وجه ولكن... هل فكر الإنسان بأن تأديته لله وفرائضه كافية ، هل يعرف الإنسان أين هو موقعه في هذا الزمان ، وما هو الزمان الذي نعيش فيه هل هو أول الزمان أو أوسطه أو آخره ، لو كان الواحد منا يصلي ويصوم ويزكي ولكن يسيء معاملة الآخرين هل يقبل منه عمله ؟ هل أذية الإنسان المسلم لجاره المسلم عمل يرتضيه الله عز وجل ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (الدين المعاملة) أي مع الدين يجب أن تكون هناك معاملة حسنة فيما بيننا ولا يقتصر الدين فقط على الصلاة والصوم وتأدية الفرائض فحسب وليس الدين بأن نكون طوال الوقت بأن نقول قال الله وقال الرسول دون تنفيذ بل يجب أن يكون القول مع التنفيذ معاً. - ماذا سيكون موقفنا لو ظهر المهدي المنظر في هذه الزمان ؟ - لماذا يعتقد الواحد منا بأن هذه الأمور بعيدة علينا وأنها في عالم بعيد جدا ؟ - ماذا لو استيقظنا من نومنا العميق ووجدنا أنفسنا مخدرين بفتنة المسيح الدجال ؟ كيف لنا المنجى من ذلك وكيف لنا النجاة من فتنته ؟ - ماذا سيكون شعورنا لو استيقظنا صباحاً ووجدنا الشمس قد أشرقت من مغربها حينها لا ينفع الندم ولا تقبل التوبة ؟ - ألم يقم الله يوم القيامة وتكون الأرض حينها مأهولة بالبشر ؟ إنها أمور شدائد لا يخرجنا منها إلا الإيمان الشديد بالله والإيمان بالرسول صلى الله عليه وسلم ، وتطبيق شريعته والعمل بها. هناك خطة كونية إلهية ليتنا نتخذها نظرية لنا في حياتنا حتى لا نضل ولا نتوه أو نحتار في التفريق بين الحق والباطل ومن خلالها نستطيع أن نرد إلينا ديننا من أهم بنودها: 1- إجراء الله الحق على أيدي الضعفاء: عندما يجري الله الحق على أيدي الضعفاء ، ليس بالضرورة أن يكونوا ممتلكين لأقوى وأعتى أنواع السلاح التقليدي أو السلاح الحديث ، وليس بالضرورة أن يكونوا أناس ذات بنية قوية ذات عضلات مفتولة ، بل يؤيدهم الله بأقوى من كل ذلك بكثير أقوى من السلاح وأقوى من أي قوة على الأرض إنه (الدعاء المستجاب) حيث أنه لا تستطيع أي قوة خلقت على وجه الأرض أن تقف أمام قوة فعل الدعاء ولكن كيف نستشعر أن دعانا مستجاب وكيف نشعر بذك. أولاً: ليس بالضروري أن يكون الواحد منا إمام مسجد أو خطيب يؤم الناس أو شخص صاحب لحية طويلة على رأسه عمامة ، رب أشعث أغبر لو أقسم على الله لأبره ، ورب مظلوم مكلوم لو أقسم على الله لأبره ، ورب طائع لله بالخفاء أو بالعلن لو اقسم على الله لأبره ورب شخص يعيش على حسن نية لا يدري بأن هناك أناس تحيك وتخطط من وراءه وتطعن فيه من الخلف أو شوهت صورته لو أقسم على الله لأبره بأن يأتي الله له بالحق. ثانياً: رضا الله ورضى الوالدين ومحبة الله للعبد ودعاء الناس والمحبين للعبد تكون من مواضع استجابة الدعاء ، كما أن كثرة التحميد والتهليل لله من مواطن استجابة الدعاء ألم نقول في كل يوم وليلة وفي كل صلاة (سمع الله لمن حمده) أي كلما حمد الواحد منا الله أكثر كلما سمع الله له بشكل أسرع وبدّاه على غيره في الاستجابة له. قال تعالى: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ نستشعر هنا من الآية بضرورة الإيمان بالله إيماناً شديدا ليستجيب الله منا الدعاء. ثالثاً: تأييد الله للعبد بالملائكة وبجنود الله التي لا يعرف قيمة هذه النعمة العظيمة جدا إلا من اختصه الله بالتماس هذه النعمة (قال تعالى: وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ) 2- تحققت النبوءات عند الأعداء: من أول علامات نصر المؤمنين في زمن الفتن وزمن يختلط فيه الحق بالباطل هو تحقق كل ما كان يخاف منه الأعداء حيث يسمون هذه الاعتقادات بالنبوءات مثل ظهور المهدي المنتظر وظهور المسيح الدجال ونزول عيسى عليه السلام والسؤال هنا..... كيف يخاف اليهود من المسيح الدجال على الرغم من أنهم هم الذي يؤمنون به ويعتمدون عليه ، في حقيقة الأمر ليس كل اليهود ، فحقيقة الدجال يعلمها بعض حاخاماتهم وأحبارهم وهم يعلمون جيداً بأن وقت خروجه هو هلاك لليهود وتكون على يديه نهايتهم على عكس ما يعتقدون ، ويكونون عارفين جيداً بحقيقة ظهور المهدي المنتظر العلامة التي تسبق المسيح الدجال وهم على علم بأن الدجال سيقتله عيسى في آخر الزمان وهم من أشد الناس حزناً حينها على حياة اليهود التي هم أعلم بحقيقتها 3- عمى القلوب: وهو أخطر بكثير من عمى العيون حيث أن الإنسان يرى بقلبه وبصيرته ولا يرى بعينيه ووضع الله لنا العمى الحقيقي في القرآن الكريم حيث قال: "أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ [الحج : 46]" فتكون الأبصار هنا مجرد أنها لا ترى إلا الوهم والخداع ولا ترى حقيقة الأمور ، وعمى القلوب سوف يكون المرض المنتشر في نهاية الزمان بين ضعفاء الإيمان من المسلمين وبين اليهود والمشركين بالتخصيص فمثلا: يؤمن اليهود بأن أرض فلسطين هي أرض المحشر والمنشر وهي أرض الآباء والأجداد وأن فيها يتم لهم النصر وسيادة العالم يبدأ منها ، لذلك نجدهم يأتون إليها من شتى بقاع الأرض إيماناً بهذا الاعتقاد الذي سيكون اعتقادا قاتلاً لهم مخلصاً العباد والبلاد من شرورهم وطغيانهم وأوضح الله لنا ذلك في كتابه العزيز حيث قال تعالى: "وَقُلْنَا مِن بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُواْ الأَرْضَ فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفاً [الإسراء : 104]" إي جئنا بكم لنهايتكم ومحاسبتكم ، ويتم بعد ذلك التأكيد على هلاكهم ونهايتهم هي الحلقة الثانية من سلسة النهاية الحتمية لهم وهي (تأيدهم للمسيح الدجال) الذي هو في نظرهم المنقذ الوحيد لهم في هذا الزمان لأنهم يكونوا قد فقدوا كل عناصر القوة بالرغم على امتلاكهم أقوى وأعتى قوة وأكبر ترسانة عسكرية على وجه الأرض وهذا من ضمن عوامل نصر المسلمين عليهم لأن باعتقادهم أن هذه الأسلحة والترسانات سوف تحميهم من النهاية الحتمية لهم ، حيث يكون تركيزهم على كيفية استخدام هذه الأسلحة ويفقدون عقولهم وتركيزهم على الحياة بشكلها المعتاد فيكون عامل ضعف شديد لهم . 4- المسيح الدجال (البشير أو النذير أو المخلص): وهي الحلقة الثالثة من سلسلة الحلقات التي ستتبع اليهود هزيمة أخرى فوق هزيمة ، حيث حين خروج الدجال يكون عامة اليهود فرحين بخروجه وأقول هنا عامة اليهود ولكن تبقى بعض حاخاماتهم وأحبارهم على علم بحقيقة الأمر وهم أشد حزناً على شعبهم من هذا الضياع وهذا التوهان ، فيكون المسيح الدجال في نظرهم هو البشير الذي يبشرهم بالنصر أو النذير الذي ينذرهم للخير ويدلهم على طريق الصواب فيؤمنوا به ويعتمدوا عليه ويسلموا له عقولهم وأجسادهم ليحملهم على بر الأمان ، ولكن في حقيقة الأمر هي النهاية الحتمية لكيانهم وتخليص الأرض من هذه الشرذمة السوء وهذا أيضاً يكون من عمى القلوب الذي يصيبهم ليكون بعد ذلك نصر المسلمين المؤمنين الموحدين حيث ينزل بعدها سيدنا عيسى عليه السلام ويقتل الدجال في بلد اللد ويتشتت بها ذلك شمل اليهود الذين يكونوا قد آمنوا به حينها فيمتلئ قلبهم بالخوف ويزداد ضعفهم ضعفاً فيختبئون خلف الحجر والشجر الذي ستكون وقتها من جنود الله التي تقاتل مع المسلمين الموحدين ، لذلك نرى اليهود الآن قد جرفوا العديد من الأراضي المليئة بهذه الأشجار من شجر الزيتون والتين والنخل وكل الأشجار ما عدا شجر الغرقد ، الشجرة الخبيثة الذي يعتقدون بأنها هي الشجرة المباركة والذي ستنجيهم من نهايتهم ، ويعتقدون بأن باقي الأشجار الأخرى بأنها أشجار خبيثة سوف تكون من الأسباب التي تودي بهم ، وكذلك يدمروا المباني والمنازل القريبة من المستوطنات فتقوم بهدمهم بحجة الصواريخ والتخريب عليهم ، وهذا كله يأتي ضمن محاربة أنفسهم بأنفسهم كما قال الله تعال: "هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنتُمْ أَن يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِّنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ [الحشر : 2]" كما نجد أنهم الآن قد قاموا ببناء الجدار الفاصل الذي يعتقدون بأنه سوف يحميهم في النهاية الحتمية التي أكدها الله لنا في القرآن الكريم ولكن هل أننا أصحاب بصيرة وهل نعتبر. 5- اليهود ونهايتهم: لقد باتت نهاية اليهود وشيكة جداً ونحن الآن على أبواب هذه النهاية بإذن الله ، وهذا كلام ليس ضرباً من الخيال أو نوعاً من التنجيم بل هو أمر الله الذي قضاه وسوف يكون مفعولة ، قال تعالى: "فَإِذَا جَاء وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْداً مَّفْعُولاً [الإسراء : 5]" اليهود الآن في حالة ضعف لم يسبق لها مثيل ، فهم الآن يتخبطون بأنفسهم كأنهم مستهم الشياطين خوفا من هلاكهم ، هذا من جانب وعدم الثقة في حكامهم الذين كانوا يظنوا أنه كلما أتى واحد من هؤلاء الحكام ظنوا أنه سيوفر لهم الحياة الكريمة الأبدية كما يعتقدون ، فلو رجعنا إلى الوراء قليلاً لرئيس الكيان الصهيوني اسحق رابين ، اختاروه ليكون الرئيس الذي سيحقق لهم الآمال المرجوة وكانوا قد سبقوا فيما أخبرهم عنه مشعوذيهم ودجاليهم ، حيث كانوا يحلمون بهذا الحلم مجرد حلم ، ولكنه مد يده للسلام فرفضوا الفكرة فأمر زعيم الماسونية بأنه ليس الزعيم المرجو فقتلوه ، ثم أتى بعده بيرس فلحقه في الفشل بتحقيق ما تريد اليهود ، فلم يلبث كثيراً حتى جاء نتنياهو فازدادت خيبتهم أكثر فأكثر فلم يستطيع الآخر تحقيق ما يريدون وجاء بعده باراك ثم شارون إلى أن وصلوا إلى أفشل وأنحس زعيم لهم في تاريخهم وهو أولمرت فزادهم ذلك تخبطا وجنونا لأنه ألحقهم بمزيداً من الهزيمة النفسية لأنه ليس المطلوب . الذي أريد أن أصل إليه هو... أن اليهود تعتقد بأن مخلصهم من الحرب والبقاء على قيد الحياة بشكل مستمر وأبدي هو هذا الزعيم الذي يتم صناعته من قبلهم هم على أيدي الحركة الماسونية الصهيونية المدمرة لهم الذي لا تعود عليهم إلا بالخراب والهزائم ، ولكن الزعيم الحقيقي لهم الذي يظهر فعلاً على هيئة رئيس يكونوا واهمين بقوته مخدوعين بسحره وفتنته هو (المسيح الدجال) ، فعند خروجه تتوقف عقولهم عن التفكير إلا في شيء واحد فقط هو أن ينتظر الواحد منهم حتفه المؤكد حين يختبئ اليهود وراء الحجر والشجر فينطق الحجر والشجر بأن يا مسلم يا عبد الله ورائي يهودي تعال فاقتله ، فيكون مُسلِّم أمره دون أن يقاوم أو يدافع عن نفسه ، وحينها تكون نهاية اليهود الذي وعد الله بها وتطهر الأرض من شرهم ودنسهم واستعبادهم للبشرية فتشفى صدور المؤمنين . 6- شهادة الأعداء بقوة المسلمين: بالرغم من معاندة اليهود للحق دائما وخلطهم للحق بالباطل على الدوام منذ أن خلقوا حتى أخر يوم لهم إلا أنهم يُقرّوا بحقيقة قوة المسلمين عندما يعلموا أنه الحق من رب العالمين وهذا سأوضحه في قصة سيدنا موسى مع سيدنا فرعون حيث كان فرعون إنساناً ظلماً وأي ظالم ، كان عين الظلم ورمزا له حيث أنه كان يدعي الإلوهية وكان يقول أنا أحيي وأميت وافتراءات كثيرة هي أشبه بكثير لما سيأتي به المسيح الدجال فأوضح ذلك بالجدول الآتي: فرعـــون المسيح الدجال كان يقول أنا ربكم الأعلى أنا الإله الحقيقي فآمنوا بي أنا أحيي وأميت يمكن الله له الحياة والموت بأمره الإيمان المطلق به من قبل شعبه سواء كان بدافع الإرادة أو بدون الإرادة لأنه كان حاكمهم بالقوة ومن يعصي أمره يلقى حتفه. الإيمان المطلق به من قبل اليهود بدافع عمى القلوب وفهمهم الخطأ لعقيدتهم. أمر بقتل كل مولود ولد لإخبار المشعوذين له والسحرة بأن هناك رجلاً سيأتي في عهده سيكون على يده هلاكه التشكيك في حقيقة المهدي المنتظر وأنه ضعيف ولا يستطيع تحقيق النصر للمسلمين فيكون في عهده هلاكه عندما ينزل عيسى بن مريم فيقتل الخنزير ويكسر الصليب. وأوضح أكثر مما ورد في الجدول السابق: دائما حجة الباطل ضعيفة ولابد من ظهور الحق في يوم من الأيام. فعندما كان فرعون مستوليا مستبداً في زمنه طاغياً جباراً إلا أن الله أرسل له ومن الإطار القريب له أرسل موسى عليه السلام الذي أجرى الله على يديه الحق ونال من فرعون وزمرته فكلنا على علم بهذا القصة ولكن لابد من أخذ العبر والعظات ، ولكن ما أريد أن أصل إليه هو نهاية فرعون على يد سيدنا موسى عليه السلام حين غرق فرعون في البحر قال آمنت برب موسى وهذه هي بمثابة شهادة منه بأن ما جاء به موسى عليه السلام كان حقاً وليس باطلاً حيث قال تعالى: "فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ [يونس : 92]" هو قانون السماء يطبق إذا ما عجز عن تطبيقه قانون الأرض لأن الله لا يرضى بالباطل مهما بلغ ومهما طال . وفي النهاية هل يجب أن نقرأ ونعرف ديننا وننساه ؟ ..... لابد من العلم والتطبيق فديننا يخبرنا عن القصاص وعن العدل والمساواة كلنا يعلم هذه الأمور ولكن هل قمنا بتطبيقها في يوم من الأيام . هذا ولله الحمد والمنة ، وما توفيقي إلا بالله ، وما أوتيت من نعمة فمن عند الله ، والله المستعان. أهدي هذا العمل المتواضع إلى أرواح شهداء وموتى المسلمين وعلى رأسهم أمير الشهداء أبو جهاد والشيخ الشهيد أحمد ياسين والشيخ الشهيد فتحي الشقاقي والشهيد أبو علي مصطفى وكل الشهداء دون استثناء وإلى أرواح شهداء علماء المسلمين وعلى رأسهم الشهيد المغدور الدكتور عبد الوهاب المسيري والشهيد المغدور يحى المشّد وكل علماء المسلمين. ملاحظة: أرجوا نشر هذا العمل المتواضع أو حتى بالإمكان ترجمته إلى أي لغة غير العربية . محمد من فلسطين *******