رد: اتمنى الشيخ ان يجيب
طريقة عرض السؤال أختي الفاضلة يجعله غير واضح. على كل حال أجيب حسب تقديري لمبتغاك فأقول مستعينا بالله:
إن كلمة الاستعمار في القرآن الكريم أتت بصيغة "استعمركم" بسورة هود، الآية 61 بقوله تعالى:
وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ
والمقصود باستعمار الناس في الأرض تكليفهم باستخلاف الله لهم ومن أحسن ما قرأت بهذا الموضوع مقالة الدكتور عبد الله قادري الأهدل التي قال فيها:
لقد استخلف الله بني آدم في الأرض ابتلاء لهم، ليجزي من قام بحق هذا الاستخلاف ما يستحقه من الجزاء الحسن في الدنيا والآخرة، وينزل بمن عاد على هذا الاستخلاف بالنقض عقابه الشديد، كما قال تعالى

(وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيم)) [الأنعام: ٌ165] والمراد بالخلافة هنا: استغلال خيرات السماوات والأرض التي سخرها الله تعالى لخلقه، في جلب المصالح لكل مخلوق من إنسان وغيره، ودفع المفاسد كذلك عن كل مخلوق من إنسان وغيره، وعمارة الأرض ماديا بما أودع الله فيها من النعم العظيمة، ومعنويا باتباع منهجه وهداه الذي أنزله على رسله لدعوة الناس إلى صراطه المستقيم. فمن استغل تلك الخيرات وذلك التسخير وعمر بهما الأرض، وقام بطاعة واتبع هداه، فقد حقق هذه الغاية وقام بالخلافة على هدى من الله، وعاش في دنياه عيشة رضا وسعادة واطمئنان، ونال في آخرته ثواب ربه الجزيل في جنات عدن التي فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. قال تعالى

(وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى ءَامَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ)) [الأعراف: 96] وقال تعالى

(قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى))[طه: 123] وقال تعالى: ((قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ)) [البقرة: 38] وبين تعالى أن من أهم واجبات استخلافه للإنسان في الأرض إقامة من مكنه الله فيها دينه تعالى في الأرض، وهو شامل للقيام بحق الله وحق عباده، فقال تعالى: ((الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاَةَ وَءَاتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ)) [الحج: 41] ومن واجبات الخلافة في الأرض: عدل الحكام بين الناس، بأن يحكموا بينهم بالحق، ولا يتبعوا أهواءهم التي تضلهم عن سبيل الله. كما قال تعالى: ((إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا)) [النساء: 58] و قال تعالى

(يَا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلاَ تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَاب))[ص: 26] وقال تعالى

(إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا))[النساء: 58] ومن استغل تلك الخيرات معرضا عن هدى الله خارجا عن طاعته، نال من دنياه ما كتب الله له، وعاش في الأرض عيشة ضنك ونكد، ونال في الآخرة عقابه في نار جهنم على ما قدم جزاء وفاقا. قال تعالى

(هُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ فِي الْأَرْضِ فَمَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَلاَ يَزِيدُ الْكَافِرِينَ كُفْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِلاَّ مَقْتًا وَلاَ يَزِيدُ الْكَافِرِينَ كُفْرُهُمْ إِلاَّ خَسَارًا)) [فاطر: 39] و قال تعالى

(وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى(124)قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا(125)قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ ءَايَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى(126)وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى)) [طه: 127] وقال تعالى

(أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّنْ لَكُمْ وَأَرْسَلْنَا السَّمَاءَ عَلَيْهِمْ مِدْرَارًا وَجَعَلْنَا الأَنْهَارَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْنًا ءَاخَرِينَ)) [الأنعام: 6] فمن أحق بالسباق إلى العقول-إذًا-أهل الحق أم أهل الباطل؟ تلك هي غايات أهل الحق من سباقهم إلى العقول:
1- تبليغ رسالات الله إلى الناس.
2-إقامة الحجة على الخلق.
3-إخراج الناس من الظلمات إلى النور.
4-تحقيق توحيد الله في الأرض.
5-غرس الإيمان بالغيب في النفوس.
6-تحكيم شرع الله في حياة الناس.
7-تثبيت الولاء لله ولرسوله وللمؤمنين والبراء من الكافرين.
8-غرس الأخلاق الفاضلة ومطاردة الأخلاق الفاسدة.
9-الاعتزاز بالله واتخاذ وسائل العزة.
10-إقامة الخلافة في الأرض على أساس هدى الله.
وبتحقيق هذه الغايات يتحقق المقصد العام من التشريع الإسلامي كله، وهو "حفظ نظام الأمة واستدامة صلاحه بصلاح المهيمن عليه، وهو نوع الإنسان ويشمل صلاحه صلاح عقله وصلاح عمله، وصلاح ما بين يديه من موجودات العالم الذي يعيش فيه" [انظر كتاب: مقاصد الشريعة لفضيلة العلامة الأستاذ محمد الطاهر بن عاشور ص 63] هذا في الدنيا، وأما في الآخرة فيتحقق لمن استجاب للحق واتبع هدى الله الذي تتحقق به هذه الغايات، رضا الله تعالى وثوابه الجزيل: الجنة التي فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.
أما كلمة الحيوان فقد ذكرت مرة واحدة في القرآن الكريم عند قوله سبحانه: وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ بسورة العنكبوت الآية 64 ومعناها الحياة الأبدية الدائمة.
أما أصناف الحيوانات المعروفة فقد وردت مرات عديدة في كتاب الله العظيم بصيغ مختلفة مثل: الأنعام والدواب والطير وغيرها وللاستفاضة في هذا الموضوع أنصحك بقراءة كتاب الحيوان في القرآن للدكتور زغلول النجار، العالم المعروف حفظه الله. ارجو ان أكون قد وفقت للإجابة بارك الله فيك