- 7 مارس 2006
- 5,489
- 17
- 0
- القارئ المفضل
- عبد الباسط عبد الصمد

بسم الله الرحمن الرحيم
أقول هذا الكلام أول ما أقوله لنفسي ولكم أنتم أيضا
جعلنا الله واياكم ممن يستمعون القول فيتبعون احسنه
الحمدُ لله وكفى , وسلامٌ على عباده الذين اصطفى , وبعدُ :
نحن - معشر الإخوة - غرباء , عابرو سبيلٍ في هذه الدنيا , وعمَّا قريبٍ لابدَّ من الرحيل إلى الحساب بين يدي الله تعالى ,
فهل نقضي هذه الحياة فيما لا ينفعنا ويعود علينا بالخير ؟!
أخي / أختي :
أنتم ضيوف في هذا المنتدى وغيره من المنتديات .. فإياكم أن تكونوا مفتاحاً للشر مغلاقاً للخير .. فأنتم على ثغرة .. فإيّاكم إيّاكم !
أنتم تمثلون الإسلام في عيون الآخرين الذين يطرقون المنتدى .. فَدَعوا عنكم الكِبْرَ , والعصبيةَ , والهوى , والإعجابَ بالرأي ..
روى ابنُ ماجه - رحمه الله تعالى - في سُننه 237 من حديث أنس بنِ مالك - رضي الله عنه - قال :
قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - : (( إنّ من الناسِ مفاتيحَ للخيرِ , مغاليقَ للشرِّ ,
وإنّ من الناسِ مفاتيحَ للشرِّ , مغاليقَ للخيرِ ؛ فطوبى لمن جعل الله مفاتيحَ الخير على يديه ,
وويلٌ لمن جعل الله مفاتيحَ الشرِّ على يديه ! )) .
وله شاهدٌ عنده 238 من حديث سهل بن سعد ؛ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال :
(( إن هذا الخير خزائن , ولتلك الخزائنِ مفاتيحُ , فطوبى لعبدٍ جعله الله مفتاحاً للخيرِ ,
مغلاقاً للشرِّ , وويلٌ لعبدٍ جعله الله مفتاحاً للشرِّ , مغلاقاً للخيرِ )) . وهو حديثٌ حسنٌ لغيره كما
في الصحيحة 1332 , وظلال الجنة 297-299 , وكلاهما للألباني - رحمه الله تعالى - .
أخي / أختي :
المنتدى للخيرِ ؛ وليس للشرِّ .. للهداية ؛ لا للغواية .. للترشيد ؛ لا للتضليل .. لرفع كلمة الله تعالى ؛ وليس لرفع ما تشتهيه الأنفس وما تهواه .
أخي / أختي : الأصلُ فيمَن يطرق منتداكم الإسلامُ ؛ فحقُّه عليك : الرفقُ به ولينُ الجانب ؛ ففي الصحيح منْ حديث أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها
- قالت : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - : (( إن اللهَ رفيقٌ , يحبُّ الرفقَ في الأمرِ كلِّهِ ))
, (( ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنفِ )) , (( إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانَهُ ,
ولا ينـزع من شيء إلا شانَهُ )) .
وفي الصحيح أيضاً من حديث جريرٍ - رضي الله عنه - مرفوعاً : (( مَن يحرم الرفقَ يحرم الخير ))
زاد أبو داود (( كلَّهُ )) .
وعن أنس مرفوعاً : (( بشروا , ولا تنفروا )) رواه الشيخان .
وقال - عليه السلام - للأشجِّ - رضي الله عنه - : (( إن فيك لخصلتين , يحبُّهما اللهُ ورسولُه ؛
الحلمُ , والأناة )) رواه مسلم .
وقال - عليه السلام - : (( عليكَ بحسنِ الكلامِ ! )) الصحيحة 1939
وقال أيضاً - صلى الله عليه وسلّم - : (( أَطِبِ الكلامَ )) رواه البزار .
أخي / أختي
: عليكَ بالرفقِ .. إذا ما أردتَ أن تردَّ على أخٍ في أيِّ طرحٍ له ,
رأيتَه مخالفاً لِمَا تراه , فارفقْ به , وإياكَ والتعنيفَ .. لا تعالِجِ الخطأَ بالخطأ , عالجْه بالتصويب مصاحباً الحكمة .
أخي / أختي
: هل رأيتَ طبيباً يسيء الأدبَ إذا ما أساء المريضُ أدبَه معه ؟!
يتبع
