- 4 مارس 2006
- 313
- 0
- 0
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نواصل معا هذه السلسلة من ديوان الشافعي رحمه الله تعالى ارجو ان ينفع به
واليوم مع الجزء الثاني
الله حسبي
أنت حسبي وفيك للقلب حسب ــــــــ وبحسبي إن صح لي فيك حسب
لا أبالي متى ودادك لي صـح ـــــــــــ من الدهر ما تعرض لي خطـب
ميزان التفاضل
أرى الغر في الدنيا إذا كان فاضلا ـــــــ ترقّى على رؤوس الرجال ويخطب
وإن كان مثلي لا فضيلة عـنـده ـــــــــ يقاس بطفل في الشـوارع يلعـب
دعوة إلى التنقل والترحال
ما في المقام لذي عـقـل وذي أدب ـــــــــــ من راحة فدع الأوطان واغتـرب
سافر تجد عوضـا عمن تفارقــه ــــــ وانْصَبْ فإن لذيذ العيش في النَّصب
إني رأيت ركـود الـماء يفســده ـــــــــ إن ساح طاب وإن لم يجر لم يطب
والأسد لولا فراق الغاب ما افترست ــــــــ والسهم لولا فراق القوس لم يصب
والشمس لو وقفت في الفلك دائمة ــــــــ لملَّها الناس من عجم ومن عـرب
والتِّبرُ كالتُّـرب مُلقى في أماكنـه ـــــــــــ والعود في أرضه نوع من الحطب
فإن تغرّب هـذا عـَزّ مطلبـــه ــــــــــــ وإن تغرب ذاك عـزّ كالذهــب
الضرب في الأرض
سأضرب في طول البلاد وعرضها ـــــــــ أنال مرادي أو أموت غريبـا
فإن تلفت نفسي فلله درهــــا ــــــــــــ وإن سلمت كان الرجوع قريبا
هيبة الرجال وتوقيرهم
ومن هاب الرجال تهيَّبــوه ـــــــــ ومن حَقِـرَ الرجال فلن يهابا
وما قضت الرجال له حقوقا ـــــــ ومن يعص الرجال فما أصابا
كذب المنجمون
خبِّرا عني الـمنجــم أنِّي ــــــــ كافر بالذي قضته الكواكب
عالما أن ما يكون وما كان ــــــ قضاء من المهيمن واجب
معاملة اللئيم
قل بما شئت في مسـبة عرضي ـــــــ فسكوتي عـن اللئيـم جـواب
ما أنا عــادم الجــواب ولكن ــــــــ ما ضر الأسد أن تجيب الكلاب
دفع الشر
لما عفوت ولم أحقد على أحـد ــــــ أرحت نفسي من هم العداوات
إني أحيّي عدوي عند رؤيتـه ـــــــ لأدفع الشر عني بالتحيــات
وأظهر البشر لإنسان أبغضـه ــــــ كما إن قد حشا قلبي محبـات
الناس داء ،وداء الناس قربهم ــــــ وفي اعتزالهم قطـع المودات
هكذا الكرماء
يا لهف نفسي على مال أفرقــه ـــــ على المقلَّيـن من أهـل المروءات
إن اعتذاري إلى من جاء يسألني ــــــ ما ليس عندي لمن إحدى المصيبات
آداب التعلم
اصبر على مـر الجفـا من معلم ـــــ فإن رسوب العلم في نفراته
ومن لم يذق مر التعلم ساعــة ـــــ تجرع ذل الجهل طول حياته
ومن فاته التعليم وقت شبابــه ــــــ فكبر عليه أربعا لوفاتــه
وذات الفتى -والله-بالعلم والتقى ـــــ إذا لم يكونا لا اعتبار لذاته
الصديق المثالي
أحب من الإخـوان كـل مواتي ــــــ وكل غضيض الطرف عن عثراتي
يوافقني في كـل أمـر أريـده ـــــــ ويحفظني حيــا وبعـد ممــاتي
فمن لي بهذا ؟ ليت أني أصبته ـــــ لقـاسمته مالي من الحسنـــات
تصفحت إخواني فكان أقلهــم ـــــــ على كثرة الإخــوان أهل ثقـاتي
أشحة على الخير
وأنطقت الدراهم بعد صمت ــــــ أناسا بعد ما كانوا سكوتا
فما عطفوا على أحد بفضل ــــ ولا عرفوا لمكرمة ثبوتـا
محط الرجاء
إذا رمت المكارم من كريم ــــــ فيمم من بنى لله بيتـا
فذاك الليث من يحمي حماه ــــــ ويكرم ضيفه حيا وميتا
الصفح الجميل
من نال مني ، أو علقت بذمته ـــــ أبرأتـه لله شاكـر منَّتــه
أَأُرى مُعَوِّق مؤمن يوم الجزاء ــــــ أو أن أسوء محمدا في أمته
متى يكون السكوت من ذهب
إذا نطق السفيه فلا تجبه ـــــــ فخير من إجابته السكوت
فإن كلمته فـرّجت عنـه ــــــ وإن خليته كـمدا يمـوت
قضاة الدهر
قضاة الدهــر قـد ضلوا ـــــــ فقد بانت خسـارتهـم
فباعـوا الـدين بالـدنيـا ــــــ فما ربحت تجارتهــم
المخرج من النوازل
ولربما نـازلة يضيق بها الفتى ـــــــ ذرعا وعند الله منه المخــرج
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها ــــــــ فرجت وكنت أظن أنها لا تفرج
عداوة الشعراء
وهذه أبيات ذكرها ابن خلكان في ترجمته للشافعي في كتابه (وفيات الأعيان) وقال : ( ومن المنسوب إليه )ا
مـاذا يُخبّر ضيف بيتك أهـلـه ــــــ إن سِيلَ كيف معاده ومعاجه
أيقول جاوزت الفرأت ولم أنـل ــــــ ريّا لديه وقد طغت أمواجـه
ورقيت في درج العلا فتضايقت ـــــ عما أريد شعابه وفجاجــه
ولتُخبِرنْ خصـاصتـي بتملقي ــــــ والماء يُحبر عن قذاه زُجاجه
عنـدي يواقيـت القريض ودره ــــــ وعليّ إكليل الكلام وتاجــه
تربى على روض الرُّبا أزهاره ــــــــ ويرف في نادي الندى ديباجه
والشاعر المِنطيق أسود سالـح ـــــ والشعر منه لعابه ومجاجـه
وعـداوة الشعراء داء معضـل ـــــــ ولقد يهون على الكريم علاجه
عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكتَّ وقد خُوصمت؟ قلت لهم ـــــ إن الجـواب لـباب الشر مفتــاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ــــــ وفيه أيـضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تُخشى وهي صامتة ــــــ والكلب يُخسى- لعمري- وهو نباح
نواصل معا هذه السلسلة من ديوان الشافعي رحمه الله تعالى ارجو ان ينفع به
واليوم مع الجزء الثاني
الله حسبي
أنت حسبي وفيك للقلب حسب ــــــــ وبحسبي إن صح لي فيك حسب
لا أبالي متى ودادك لي صـح ـــــــــــ من الدهر ما تعرض لي خطـب
ميزان التفاضل
أرى الغر في الدنيا إذا كان فاضلا ـــــــ ترقّى على رؤوس الرجال ويخطب
وإن كان مثلي لا فضيلة عـنـده ـــــــــ يقاس بطفل في الشـوارع يلعـب
دعوة إلى التنقل والترحال
ما في المقام لذي عـقـل وذي أدب ـــــــــــ من راحة فدع الأوطان واغتـرب
سافر تجد عوضـا عمن تفارقــه ــــــ وانْصَبْ فإن لذيذ العيش في النَّصب
إني رأيت ركـود الـماء يفســده ـــــــــ إن ساح طاب وإن لم يجر لم يطب
والأسد لولا فراق الغاب ما افترست ــــــــ والسهم لولا فراق القوس لم يصب
والشمس لو وقفت في الفلك دائمة ــــــــ لملَّها الناس من عجم ومن عـرب
والتِّبرُ كالتُّـرب مُلقى في أماكنـه ـــــــــــ والعود في أرضه نوع من الحطب
فإن تغرّب هـذا عـَزّ مطلبـــه ــــــــــــ وإن تغرب ذاك عـزّ كالذهــب
الضرب في الأرض
سأضرب في طول البلاد وعرضها ـــــــــ أنال مرادي أو أموت غريبـا
فإن تلفت نفسي فلله درهــــا ــــــــــــ وإن سلمت كان الرجوع قريبا
هيبة الرجال وتوقيرهم
ومن هاب الرجال تهيَّبــوه ـــــــــ ومن حَقِـرَ الرجال فلن يهابا
وما قضت الرجال له حقوقا ـــــــ ومن يعص الرجال فما أصابا
كذب المنجمون
خبِّرا عني الـمنجــم أنِّي ــــــــ كافر بالذي قضته الكواكب
عالما أن ما يكون وما كان ــــــ قضاء من المهيمن واجب
معاملة اللئيم
قل بما شئت في مسـبة عرضي ـــــــ فسكوتي عـن اللئيـم جـواب
ما أنا عــادم الجــواب ولكن ــــــــ ما ضر الأسد أن تجيب الكلاب
دفع الشر
لما عفوت ولم أحقد على أحـد ــــــ أرحت نفسي من هم العداوات
إني أحيّي عدوي عند رؤيتـه ـــــــ لأدفع الشر عني بالتحيــات
وأظهر البشر لإنسان أبغضـه ــــــ كما إن قد حشا قلبي محبـات
الناس داء ،وداء الناس قربهم ــــــ وفي اعتزالهم قطـع المودات
هكذا الكرماء
يا لهف نفسي على مال أفرقــه ـــــ على المقلَّيـن من أهـل المروءات
إن اعتذاري إلى من جاء يسألني ــــــ ما ليس عندي لمن إحدى المصيبات
آداب التعلم
اصبر على مـر الجفـا من معلم ـــــ فإن رسوب العلم في نفراته
ومن لم يذق مر التعلم ساعــة ـــــ تجرع ذل الجهل طول حياته
ومن فاته التعليم وقت شبابــه ــــــ فكبر عليه أربعا لوفاتــه
وذات الفتى -والله-بالعلم والتقى ـــــ إذا لم يكونا لا اعتبار لذاته
الصديق المثالي
أحب من الإخـوان كـل مواتي ــــــ وكل غضيض الطرف عن عثراتي
يوافقني في كـل أمـر أريـده ـــــــ ويحفظني حيــا وبعـد ممــاتي
فمن لي بهذا ؟ ليت أني أصبته ـــــ لقـاسمته مالي من الحسنـــات
تصفحت إخواني فكان أقلهــم ـــــــ على كثرة الإخــوان أهل ثقـاتي
أشحة على الخير
وأنطقت الدراهم بعد صمت ــــــ أناسا بعد ما كانوا سكوتا
فما عطفوا على أحد بفضل ــــ ولا عرفوا لمكرمة ثبوتـا
محط الرجاء
إذا رمت المكارم من كريم ــــــ فيمم من بنى لله بيتـا
فذاك الليث من يحمي حماه ــــــ ويكرم ضيفه حيا وميتا
الصفح الجميل
من نال مني ، أو علقت بذمته ـــــ أبرأتـه لله شاكـر منَّتــه
أَأُرى مُعَوِّق مؤمن يوم الجزاء ــــــ أو أن أسوء محمدا في أمته
متى يكون السكوت من ذهب
إذا نطق السفيه فلا تجبه ـــــــ فخير من إجابته السكوت
فإن كلمته فـرّجت عنـه ــــــ وإن خليته كـمدا يمـوت
قضاة الدهر
قضاة الدهــر قـد ضلوا ـــــــ فقد بانت خسـارتهـم
فباعـوا الـدين بالـدنيـا ــــــ فما ربحت تجارتهــم
المخرج من النوازل
ولربما نـازلة يضيق بها الفتى ـــــــ ذرعا وعند الله منه المخــرج
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها ــــــــ فرجت وكنت أظن أنها لا تفرج
عداوة الشعراء
وهذه أبيات ذكرها ابن خلكان في ترجمته للشافعي في كتابه (وفيات الأعيان) وقال : ( ومن المنسوب إليه )ا
مـاذا يُخبّر ضيف بيتك أهـلـه ــــــ إن سِيلَ كيف معاده ومعاجه
أيقول جاوزت الفرأت ولم أنـل ــــــ ريّا لديه وقد طغت أمواجـه
ورقيت في درج العلا فتضايقت ـــــ عما أريد شعابه وفجاجــه
ولتُخبِرنْ خصـاصتـي بتملقي ــــــ والماء يُحبر عن قذاه زُجاجه
عنـدي يواقيـت القريض ودره ــــــ وعليّ إكليل الكلام وتاجــه
تربى على روض الرُّبا أزهاره ــــــــ ويرف في نادي الندى ديباجه
والشاعر المِنطيق أسود سالـح ـــــ والشعر منه لعابه ومجاجـه
وعـداوة الشعراء داء معضـل ـــــــ ولقد يهون على الكريم علاجه
عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكتَّ وقد خُوصمت؟ قلت لهم ـــــ إن الجـواب لـباب الشر مفتــاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ــــــ وفيه أيـضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تُخشى وهي صامتة ــــــ والكلب يُخسى- لعمري- وهو نباح