- 22 يوليو 2008
- 16,039
- 146
- 63
- الجنس
- أنثى
- علم البلد
-
(بسم الل)
في الضاد المعجمة والظاء المشالة
الفرق بين الضاد والظاء
الفرق بين الضاد والمعجمة والضاء المشالة يأتي من ناحيتين: ناحية المخرج وناحية الصفة:
أما ناحية المخرج فالضاد تخرج من إحدى حافتي اللسان وما يليها من الأضراس التي في الجانب
الأيسر أو الأيمن إلى آخر ما تقدم في المخارج والظاء تخرج من طرف اللسان وأطراف الثنايا
العليا أي رؤوسها وقد تقدم تفصيل ذلك في المخارج أيضاً.
وأما من ناحية الصفة فالضاد تمتاز - أي تزيد - عن الظاء صفة الاستطالة وباقي الصفات
الخمس تتفق معها فيها.
ومن ثم يتضح أن الفرق بين الضاد والظاء قائم على المخرج وصفة الاستطالة ولولاهما
ومن ثم يتضح أن الفرق بين الضاد والظاء قائم على المخرج وصفة الاستطالة ولولاهما
لكانت أحدهما عن الأخرى. ومن أجل هذا وجب التمييز بينها بهذين الفرقين.
وهذا ما أشار أليه الحافظ ابن الجزري في المقدمة الجزرية بقوله رضي الله عنه.
*والضَّاد باستطالة ومخْرَج * مَيِّزْ من الظَّاء ... ...*
الظاءات المشالة الواردة في القرآن الكريم
لما كانت الضاد المعجمة أصعب الحروف وأشدها على اللسان مخرجاً كما تقدم ويختلف نطق
الناس بها. فمنهم من يخرجها من مخرجها الحقيقي المعد لها ضاداً مستطيلة وهم القلة.
ومنهم من يخرجها من مخرج الظاء المشالة أو يخرجها طاء مهملة. ومنهم من يلتبس عليه
الفرق بين الضاد المعجمة والظاء المشالة فيضع إحداهما مكان الأخرى وهذا كله لحن لا تصح
القراءة به لأن فيه تغييراً للَّفظ وإخراجاً للكلمة عن المعنى المقصود.
ولهذا اهتم العلماء اهتماماً بالغاً بحصر الظاءات المشالة وموادها التي وردت في القرآن الكريم
وأفردوها بالتأليف نثراً ونظماً كالحافظ أبي عمرو الداني وابن الجزري وسيدي علي النوري
الصفاقسي وخلق غيرهم رحمهم الله ورضي عنهم. وإنما فعلوا ذلك لقلتها بالنسبة إلى الضاد
ومن ثم يؤخذ من حصرهم للظاءات المشالة الواردة في التنزيل أن ما سواها فيه هو بالضاد
المعجمة لفظاً وكتابة. وجملة ما ورد في القرآن الكريم من الظاءات المشالة حسبما جاء في
المقدمة الجزرية ثلاثون لفظاً متفق عليه وواحد مختلف فيه بين القراء كما سيأتي ومن هذه
الألفاظ ما وقع في موضع واحد. ومنها ما وقع في غير موضع ودونكها مفصلة حسب ترتيب
المقدمة الجزرية ليسهل فهمها إن شاء الله تعالى.
اللفظ الأول:
الظعن فتح الظاء والعين أو بسكون العين أيضاً وهما لغتان في هذا اللفظ وقرىء
بهما في المتواتر ومعناه الرحلة من مكان إلى آخر ووقع منه في القرآن العظيم موضع. واحد
وهو قوله تعالى: {يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ} بالنحل.
اللفظ الثاني:
الظل بكسر الظاء المشالة ووقع منه في القرآن العظيم أثنان وعشرون موضعاً
أولها قوله تعالى: {وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ ?لْغَمَامَ وَأَنزَلْنَا عَلَيْكُمُ ?لْمَنَّ وَ?لسَّلْوَى?} بالبقرة وآخرها قوله
تعالى بالمرسلات: {إِنَّ ?لْمُتَّقِينَ فِي ظِلاَلٍ وَعُيُونٍ (41)} ومن هذا اللفظ باب الظلة أيضاً ووقع في
موضعين قوله تعالى: {كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ} بالأعراف وقوله سبحانه: {فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ ?لظُّلَّةِ} بالشعراء.
اللفظ الثالث:
الظهر بضم الظاء وهو وقت منتصف النهار ووقع منه في القرآن الكريم موضعان:
أولهما: قوله تعالى: {وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَـ?بَكُمْ مِّنَ ?لظَّهِيرَةِ} بالنور.
وثانيهما: قوله تعالى: {وَحِينَ تُظْهِرُونَ (18)} بالروم.
اللفظ الرابع:
العظم بضم العين وسكون الظاء بمعنى العظمة ووقع منه في القرآن العظيم مائة
وثلاثة مواضع الأول منه قوله تعالى بالبقرة: {وَلَهُمْ عَذَابٌ عظِيمٌ (7)} الآية 7 وآخرها قوله تعالى
بالمطففين: {أَنَّهُمْ مَّبْعُوثُونَ (4) لِيَوْمٍ عَظِيمٍ (5)} الآية:5.
اللفظ الخامس:
الحفظ بكسر الحاء وسكون الفاء. وقع منه في التنزيل اثنان وأربعون موضعاً أولها في قوله
تعالى بالبقرة: {حَافِظُواْ عَلَى ?لصَّلَوَاتِ و?لصَّلاَةِ ?لْوُسْطَى?} بالبقرة، الآية 238. وآخرها
قوله تعالى: {إِن كُلُّ نَفْسٍ لَّمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ} بالطارق، الآية:4.
اللفظ السادس:
أيقظ من اليقظة ضد النوم وقع منه في التنزيل موضع واحد بالكهف
أيقظ من اليقظة ضد النوم وقع منه في التنزيل موضع واحد بالكهف
وهو قوله تعالى: {وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظاً وَهُمْ رُقُودٌ} الآية:18.
اللفظ السابع:
النظر من الإنظار بمعنى المهلة والتأخير وقع منه في القرآن الكريم عشرون موضعاً:
أولها قوله تعالى: {لاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمُ ?لْعَذَابُ وَلاَ هُمْ يُنْظَرُونَ (162)} بالبقرة، الآية 162.
وآخرها قوله تعالى: {?نظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ} بالحديد، الآية:13.
قال العلامة ابن يالوشة في شرح المقدمة الجزرية، وأما:
{هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن تَأْتِيهُمُ ?لْمَلا?ئِكَةُ} بالأنعام، الآية:158 والنحل،
الآية: 33 من الانتظار لا من الإنظار أهـ.