إعلانات المنتدى


هكذا تربوا....وهكذا فلنتربى ونربي..!!

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

الملتقى الجنة

مزمار ألماسي
17 مارس 2006
1,412
0
0
هكذا تربوا....وهكذا فلنتربى ونربي..!!
[align=center]لقد كان نبينا صلى الله عليه وسلم شديد التعلق بربه جل وعلا، شديد التعلق بكتابه العزيز..
يتلوه آناء الليل وأطراف النهار..يقف عند معانيه ويتدبرها.. يردد الآية ويتفكر فيها طويلاً، وربما كان ذلك على مرأى ومسمع من صحابته الكرام، ومن ذلك ما ثبت عن أبي ذر رضي الله عنه قال: ( قام النبي صلى الله عليه وسلم بآية حتى أصبح يرددها والآية: ( إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) المائدة: 118. وكان صلى الله عليه وسلم يقوم الليل يتعبد ربه بتلاوة القرآن , متدبراً ,كما ورد عن حذيفة بن اليمان, وهو أحد أفاضل الصحابة أنه قال: ( صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فافتتح البقرة، فقلت: يركع عند المائة ثم مضى، فقلت: يصلي بها في ركعة فمضى، فقلت: يركع بها، ثم افتتح النساء فقرأها، ثم افتتح آل عمران فقرأها، يقرأ مترسلاً، إذا مرَّ بآية فيها تسبيح سبح، وإذا مر بسؤال سأل، وإذا مر بتعوذ تعوذ ... ). رواه مسلم (772). وفي رواية عنه: ( أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قرأ البقرة وآل عمران والنساء في ركعة، لا يمر بآية رحمة إلا سأل، ولا بآية عذاب إلا استجار ) رواه النسائي (1009).لقد كان هديه صلى الله عليه وسلم في قراءة القرآن يقوم على تدبر الآيات، والتفكّر في معانيها، والعمل بمقتضاها، وكان من نتاج هذا المنهج أنه صلى الله عليه وسلم صار قراناً يمشي بين الناس، ولذا لمَّا سُئلت عائشةُ رضي الله عنها عن خلقه بيَّنت أنه القرآن، فعن سعد بن هشام بن عامر قال: أتيت عائشة فقلت يا أم المؤمنين؛ أخبريني بخلق رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: كان خلقه القرآن، أما تقرأ القرآن، قول الله عز وجل: ( وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ) القلم: 4 ... الحديث رواه أحمد (24080). والمراد من قول عائشة ،أنه كان يتدبره ويقف عند حدوده فيُحل حلاله ويحرم حرامه، ويتأدب بآدابه، ويعتبر بأمثاله وقصصه.
وكما كان صلى الله عليه وسلم شديد الحرص على تلاوة كتاب ربه وتدبره، فقد كان حريصاً أيضاً على أن يربي أصحابه على ذلك، فعن طلحة بن مصرف اليامي قال: سألت عبد الله بن أبي أوفى: أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: لا. قلت: فكيف كتب على الناس الوصية أو أمروا بالوصية؟ فقال: أوصى بكتاب الله ) رواه البخاري (2740).
قال ابن حجر رضي الله عنه:{أي بالتمسك والعمل بمقتضاه ولعله أشار إلى قوله صلىالله وعليه وسلم (تركت فيكم مأ إن تمسكتم به لم تضلوا كتاب الله)} رواه الترمذي (3786).أ.هـ (الفتح5/361).وقال رحمه الله تعالى{والمراد بالوصية بكتاب الله، حفظه حساً ومعنىً، فيكرم ويصان ولا يسافر به إلى أرض العدو، ويُتَّبع ما فيه، فيعمل بأوامره، ويحتنب نواهيه، ويداوم على تلاوته وتعلمه وتعليمه} (الفتح 9/67).
وقد ورد في السنة النبوية ما يدل على تعاهد النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه وتربيته لهم على العناية بجانب القرآن، فعن أبي ذر رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله؛ أوصني، قال: ( عليك بتقوى الله فإنه رأس الأمر كله، قلت: يا رسول الله؛ زدني، قال: عليك بتلاوة القران فإنه نور لك في الأرض وذخرلك في السماء ) رواه ابن حبان (362). وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( يجيء القرآن يوم القيامة، فيقول، يا رب؛ حله، فيلبس تاج الكرامة، ثم يقول: يا رب؛ زده، فيلبس حلة الكرامة، ثم يقول: يا رب؛ ارض عنه فيرضى عنه، فيقال له: اقرأ وارق وتزاد بكل آية حسنة ) رواه الترمذي (2915) وقد مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم من حَسُنَت تلاوته للقران ولم يتعتع، وذكر أن له مكانة عالية مع الملائكة – كما أنه لم ينس الضعيف الذي بذل جهده في تحسين تلاوته ولا يزال يجاهد نفسه في إجادته للتلاوة فأخبر أن له أجران، أجر لتلاوته، وآخر على ما يصيبه من المشقة والعنت عند تلاوته. فعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران ) البخاري (4937) ومسلم (798) واللفظ له.ومما رغب به صلى الله عليه وسلم أنه بيَّن ما يجده القارئ يوم القيامة، أحوج ما يكون العبد للشفاعة ،قال صلى الله عليه وسلم ( اقرأوا القران فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه)رواه مسلم (804). ومعنى ذلك أنه يشفع للعاصي حتى لا يدخل النار ويشفع للمطيع ليرفع مكانته في الجنة.
ومما ينبغي التنبيه عليه تلك النكتة اللطيفة التي ذكرها ابن حجر رحمه الله في (الفتح (9/67) وهي أن هذا التمثيل وقع بالذي يقرأ القران ولا يخالف ما اشتمل عليه من أمر ونهي، لا مطلق التلاوة... إلىأن قال: المقصود بتلاوة القران العمل بمادل عليه.
وصلى الله على نبينا محمد
وآله وصحبه وسلم
ناصر ديب السوادي
[/align]
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع