إعلانات المنتدى


{ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ ٱلْخَوْفِ وَٱلْجُوعِ

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

جمال الشرباتي

مزمار فعّال
16 يونيو 2007
86
2
8
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
عبد الباسط عبد الصمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قال تعالى


{ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ ٱلْخَوْفِ وَٱلْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ ٱلأَمَوَالِ وَٱلأَنفُسِ وَٱلثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ ٱلصَّابِرِينَ }155 البقرة

هذه آية على الجرح --أو لنقل على الوجع كما يقال لدى العوام


قال فيها الطبري رحمه الله "


وهذا إخبـار من الله تعالـى ذكره أتبـاع رسوله صلى الله عليه وسلم أنه مبتلـيهم ومـمتـحنهم بشدائد من الأمور لـيعلـم من يتبع الرسول مـمن ينقلب علـى عقبـيه، كما ابتلاهم فـامتـحنهم بتـحويـل القبلة من بـيت الـمقدس إلـى الكعبة، وكما امتـحن أصفـياءه قبلهم، ووعدهم ذلك فـي آية أخرى فقال لهم:
{ أمْ حَسِبْتُـمْ أنْ تَدْخُـلُوا الـجَنَّةَ وَلَـمَّا يَأتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَـلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ البأساءُ والضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّـى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَـى نَصْرُ اللَّهِ ألا إنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ }



# عن ابن عبـاس قوله: { وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الـخَوْفِ والـجُوعِ } ونـحو هذا، قال: أخبر الله الـمؤمنـين أن الدنـيا دار بلاء، وأنه مبتلـيهم فـيها، وأمرهم بـالصبر وبشرهم، فقال: { وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ } ثم أخبرهم أنه فعل هكذا بأنبـيائه وصفوته لتطيب أنفسهم، فقال: مَسَّتْهُم البَأْسَاءُ والضَّرَّاءُ وزُلْزِلُوا.


####


ومعنى قوله: { وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ }: ولنـختبرنكم.


#############


وقوله: { بِشَيْءٍ مِنَ الـخَوْفِ } يعنـي من الـخوف من العدوّ وبـالـجوع، وهو القحط. يقول: لنـختبرنكم بشيء من خوف ينالكم من عدوّكم وبسَنَة تصيبكم ينالكم فـيها مـجاعة وشدة وتعذر الـمطالب علـيكم فتنقص لذلك أموالكم، وحروب تكون بـينكم وبـين أعدائكم من الكفـار، فـينقص لها عددكم، وموت ذراريكم وأولادكم، وجدوب تـحدث، فتنقص لها ثماركم. كل ذلك امتـحان منـي لكم واختبـار منـي لكم، فـيتبـين صادقوكم فـي إيـمانهم من كاذبـيكم فـيه، ويعرف أهل البصائر فـي دينهم منكم من أهل النفـاق فـيه والشكّ والارتـياب. كل ذلك خطاب منه لأتبـاع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه.


#################


وإنـما قال تعالـى ذكره: { بِشَيْءٍ مِنَ الـخَوْفِ } ولـم يقل «بأشياء» لاختلاف أنواع ما أعلـم عبـاده أنه مـمتـحنهم به. فلـما كان ذلك مختلفـاً وكانت «مِن» تدلّ علـى أن كل نوع منها مضمر (فـي) شيء وأن معنى ذلك: ولنبلونكم بشيء من الـخوف وبشيء من الـجوع وبشيء من نقص الأموال. اكتفـى بدلالة ذكر الشيء فـي أوله من إعادته مع كل نوع منها. ففعل تعالـى ذكره كل ذلك بهم وامتـحنهم بضروب الـمـحن.


# عن الربـيع فـي قوله: { وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الـخَوْفِ والـجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأمْوَالِ والأنْفُسِ والثَّمَرَاتِ } قال: قد كان ذلك، وسيكون ما هو أشدّ من ذلك.


###########

قال الله عند ذلك: { وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إذَا أصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إنَّا لِلَّهِ وَإنَّا إلَـيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَـيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وأُولَئِكَ هُمُ الـمُهْتَدُونَ }. ثم قال تعالـى ذكره لنبـيه صلى الله عليه وسلم: يا مـحمد بشر الصابرين علـى امتـحانـي بـما أمتـحنهم به، والـحافظين أنفسهم عن التقدم علـى نهيـي عما أنهاهم عنه، والآخذين أنفسهم بأداء ما أكلفهم من فرائضي مع ابتلائي إياهم بـما ابتلـيتهم به القائلـين إذا أصابتهم مصيبة: إنا لله وإنا إلـيه راجعون. فأمره الله تعالـى ذكره بأن يخصّ بـالبشارة علـى ما يـمتـحنهم به من الشدائد أهل الصبر الذين وصف الله صفتهم. وأصل التبشير: إخبـار الرجل الرجل الـخبر يسرّه أو يسوءه لـم يسبقه به إلـيه غيره.

######################


اللهم قد امتحنتنا فصبرنا-- فبشرنا بما يسرّنا في الحياة الدنيا وفي الآخرة-- يا منّان يا وهّاب يا معين







التوقيع
 

رضا الجنايني

مزمار كرواني
6 يونيو 2008
2,850
27
0
الجنس
ذكر
رد: { وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ ٱلْخَوْفِ وَٱلْجُوعِ

حفظكم الله اخي العزيز الاستاذ جمال وبارك فيكم ونفع بكم
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع