- 27 أغسطس 2005
- 11,537
- 84
- 0
- الجنس
- ذكر
- القارئ المفضل
- محمد صدّيق المنشاوي
-بسم الله-
ساحات الحرم صباح العيد.. بالونات وخشوع وصوت دوي مدافع
جموع المصلين في جبل عمر مؤقتاً لأداء الصلاة
جدة: عبد القادر الزهراني
بين صلاتي الفجر والعيد ساعة ونصف الساعة من الزمان تقريباً، هذه الساعة كانت حافلة ومليئة بالأحداث المتتالية، فجموع المصلين الذين تكدسوا في جنبات وساحات الحرم المكي الشريف منذ الـ 3 فجراً من صباح أمس ـ أي قبل ساعتين من موعد صلاة الفجر ـ يشدك مشهدهم عند إطلالتك على الحرم المكي من أي جهة كانت سواء في ساحات الحرم أو حتى الطرقات المؤدية إليه، والجميع يتجه نحو جهة واحدة فقط «الكعبة المشرفة».
الأمر لم يتوقف عند الساحات المحيطة بالحرم والطرقات المؤدية إليه فقط، فبالرغم من وجود لوحات تحذر من استخدام جبل عمر المطل على الحرم كمصلى كونه لا يزال تحت الإنشاء، إلا أن الحشود التي ضاقت بها السبل للوصول إلى الحرم بسبب الكثافة البشرية داخل الحرم والساحات المحيطة به وحتى الطرقات المؤدية إليه، دفعتهم لاقتحام الجبل بشكل مهذب وبدعوى رغبتهم في أداء صلاة العيد.
وألوان البالونات المتفرقة التي تزين ساحات الحرم تشدك في منظر آخر للروحانية، يلوح بها أطفال لم يودوا أن يمر العيد دون أن يتركوا بصمة لهم، فمن خلال هذه البالونات التي يستخدمونها ربما بدافع التسلية والتي يتراوح سعرها بين 2 ـ 10 ريالات بحسب الحجم والنوع، أو بدافع مضاهاة الكبار في فرحتهم بعيد الفطر المبارك، يقوم الآباء باستغلالها كعلامة للأسرة حتى لا يدخلوا في عمليات بحث هم في غنى عنها في مثل هذا اليوم، فبواسطة تلك البالونات التي يقومون أحياناً بتشكيلها على أشكال معينة تستخدم كرمز يتم الاتفاق عليه بين أفراد العائلة. يقول أحمد مذكور وهو رجل في العقد الخامس من عمره تزين بلباس سعودي كامل بأن رحلة صلاة العيد في الحرم المكي الشريف عادة ما تبدأ ما بين الثالثة والرابعة فجراً، وأرجع السبب وراء ذلك إلى رغبة الشخص لحجز مكان مناسب له ولعائلته في الحرم، وحتى لا يضطر للصلاة في أماكن غير مريحة على حد وصفه كالصلاة على الاسفلت أو الصلاة في أحد سفوح الجبال المجاورة.أما محمد موسى وهو شاب في منتصف العقد الثاني من عمره فيقول «أنا من سكان مدينة مكة المكرمة ويبعد بيتنا عن الحرم وأسكن مع والدي في حي العزيزية، ويوجد هناك العديد من المساجد التي يمكننا من خلالها اداء صلاة العيد، إلا أننا درجنا على هذه العادة منذ نشأتي، فنحن نتجمع مع أقاربنا في هذا اليوم ونتجه جميعاً إلى الحرم لأداء صلاة العيد، وبعد انتهاء الصلاة نقوم بتبادل التهاني والتبريكات من جوار البيت العتيق بين بعضنا البعض».مذكور الذي كان يقلب سبحة في يده تارة نحو اليمين وتارة أخرى نحو الشمال بدأ يستذكر شيئا من ذكريات الماضي بقوله: «في الماضي لم يكن هناك بالونات كما هو الحال عليه اليوم، كنا نستمتع بقدوم العيد في كل عام، للحصول على قطع من الحلويات الشعبية التي كان يحضرها من يزور الحرم من أهل مكة، لتقديمها إلى الأطفال والقادمين من خارج مكة، ومن أشهر هذه الحلويات «اللدو» و«اللنقطة»وبعد الانتهاء من أداء الصلاة وخلال خطبة العيد، يبدأ بعض الوفود بالمغادرة ولكل واحد وجهة مخالفة للآخرين، بعد أن اتفقوا قبل العيد على أن تكون وجهتهم موحدة، الجميع يرحل بعد أن التصقت جباههم بالأرض في وضع السجود رغبة في الإجابة، وأياديهم تعانق السماء من شدة مكوثها مرتفعة في الهواء لمناجاة خالقها، الجميع يرحل من جنسيات مختلفة تماماً، وربما تكون متناحرة ولكنها هنا لا تناحر ولا خلاف «فقط عبادة»، هذا المشهد يغلفه صوت دوي المدفع الذي امتزج مع ما تصدح به حنجرة إمام الحرم المكي الشريف الشيخ صالح بن حميد الذي أم المصلين أمس من دعاء، وعدد من العوائل اللواتي ينتظرن قدوم الحافلة التي ستقلهم إلى مقار سكناهم من البرحة التي خصصت لوقوف الحافلات فيها، في تناغم روحاني يبعث على التفاؤل نحو مستقبل إسلامي موحد بعيد عن الطائفية والعرقية، ولسان حالهم يقول «كلنا يطلب مغفرة، كل عام وأنتم بخير».
ساحات الحرم صباح العيد.. بالونات وخشوع وصوت دوي مدافع
جموع المصلين في جبل عمر مؤقتاً لأداء الصلاة
جدة: عبد القادر الزهراني
بين صلاتي الفجر والعيد ساعة ونصف الساعة من الزمان تقريباً، هذه الساعة كانت حافلة ومليئة بالأحداث المتتالية، فجموع المصلين الذين تكدسوا في جنبات وساحات الحرم المكي الشريف منذ الـ 3 فجراً من صباح أمس ـ أي قبل ساعتين من موعد صلاة الفجر ـ يشدك مشهدهم عند إطلالتك على الحرم المكي من أي جهة كانت سواء في ساحات الحرم أو حتى الطرقات المؤدية إليه، والجميع يتجه نحو جهة واحدة فقط «الكعبة المشرفة».
الأمر لم يتوقف عند الساحات المحيطة بالحرم والطرقات المؤدية إليه فقط، فبالرغم من وجود لوحات تحذر من استخدام جبل عمر المطل على الحرم كمصلى كونه لا يزال تحت الإنشاء، إلا أن الحشود التي ضاقت بها السبل للوصول إلى الحرم بسبب الكثافة البشرية داخل الحرم والساحات المحيطة به وحتى الطرقات المؤدية إليه، دفعتهم لاقتحام الجبل بشكل مهذب وبدعوى رغبتهم في أداء صلاة العيد.
وألوان البالونات المتفرقة التي تزين ساحات الحرم تشدك في منظر آخر للروحانية، يلوح بها أطفال لم يودوا أن يمر العيد دون أن يتركوا بصمة لهم، فمن خلال هذه البالونات التي يستخدمونها ربما بدافع التسلية والتي يتراوح سعرها بين 2 ـ 10 ريالات بحسب الحجم والنوع، أو بدافع مضاهاة الكبار في فرحتهم بعيد الفطر المبارك، يقوم الآباء باستغلالها كعلامة للأسرة حتى لا يدخلوا في عمليات بحث هم في غنى عنها في مثل هذا اليوم، فبواسطة تلك البالونات التي يقومون أحياناً بتشكيلها على أشكال معينة تستخدم كرمز يتم الاتفاق عليه بين أفراد العائلة. يقول أحمد مذكور وهو رجل في العقد الخامس من عمره تزين بلباس سعودي كامل بأن رحلة صلاة العيد في الحرم المكي الشريف عادة ما تبدأ ما بين الثالثة والرابعة فجراً، وأرجع السبب وراء ذلك إلى رغبة الشخص لحجز مكان مناسب له ولعائلته في الحرم، وحتى لا يضطر للصلاة في أماكن غير مريحة على حد وصفه كالصلاة على الاسفلت أو الصلاة في أحد سفوح الجبال المجاورة.أما محمد موسى وهو شاب في منتصف العقد الثاني من عمره فيقول «أنا من سكان مدينة مكة المكرمة ويبعد بيتنا عن الحرم وأسكن مع والدي في حي العزيزية، ويوجد هناك العديد من المساجد التي يمكننا من خلالها اداء صلاة العيد، إلا أننا درجنا على هذه العادة منذ نشأتي، فنحن نتجمع مع أقاربنا في هذا اليوم ونتجه جميعاً إلى الحرم لأداء صلاة العيد، وبعد انتهاء الصلاة نقوم بتبادل التهاني والتبريكات من جوار البيت العتيق بين بعضنا البعض».مذكور الذي كان يقلب سبحة في يده تارة نحو اليمين وتارة أخرى نحو الشمال بدأ يستذكر شيئا من ذكريات الماضي بقوله: «في الماضي لم يكن هناك بالونات كما هو الحال عليه اليوم، كنا نستمتع بقدوم العيد في كل عام، للحصول على قطع من الحلويات الشعبية التي كان يحضرها من يزور الحرم من أهل مكة، لتقديمها إلى الأطفال والقادمين من خارج مكة، ومن أشهر هذه الحلويات «اللدو» و«اللنقطة»وبعد الانتهاء من أداء الصلاة وخلال خطبة العيد، يبدأ بعض الوفود بالمغادرة ولكل واحد وجهة مخالفة للآخرين، بعد أن اتفقوا قبل العيد على أن تكون وجهتهم موحدة، الجميع يرحل بعد أن التصقت جباههم بالأرض في وضع السجود رغبة في الإجابة، وأياديهم تعانق السماء من شدة مكوثها مرتفعة في الهواء لمناجاة خالقها، الجميع يرحل من جنسيات مختلفة تماماً، وربما تكون متناحرة ولكنها هنا لا تناحر ولا خلاف «فقط عبادة»، هذا المشهد يغلفه صوت دوي المدفع الذي امتزج مع ما تصدح به حنجرة إمام الحرم المكي الشريف الشيخ صالح بن حميد الذي أم المصلين أمس من دعاء، وعدد من العوائل اللواتي ينتظرن قدوم الحافلة التي ستقلهم إلى مقار سكناهم من البرحة التي خصصت لوقوف الحافلات فيها، في تناغم روحاني يبعث على التفاؤل نحو مستقبل إسلامي موحد بعيد عن الطائفية والعرقية، ولسان حالهم يقول «كلنا يطلب مغفرة، كل عام وأنتم بخير».