إعلانات المنتدى


تأمل المحسنات البديعية في هذه ألأيـــــــــــــه

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

الملكة الحزينة

مشرفة سابقة
6 مارس 2009
12,753
154
63
الجنس
أنثى


قال ـ عَزَّ مِنْ قائل ـ : (وَ قِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَ يَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَ غِيضَ الْمَاءُ وَ قُضِيَ الأَمْرُ وَ اسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَ قِيلَ بُعْداً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ).

هذه الآية الكريمة من بدائع آيات القرآن الكريم، وهي الّتي شغلت بال باقعة الأُدباء، عبد الله بن المقفع [1] ، وهي الّتي شغلت بال أساتذة البديع، لأنّها اشتملت على عشرات الأنواع من المحسنات البديعية، بينما هي لا تتجاوز سبعة عشر لفظاً. وإليك الإشارة إلى بعضها:

1 ـ المناسبة التامة بين «إبْلَعي وأَقْلِعي».

2 ـ الإستعارة فيهما.

3 ـ الطِّباق بين الأرض والسماء.

4 - المجاز في قوله: «يا سماء». فإنَّ الحقيقة يا مطرَ السَّماء.

5 ـ الإشارة في: (وغِيضَ الماء)، فإنّه عَبَّرَ به عن معان كثيرة، لأنّ الماءَ لا يغيض حتى يُقْلِع مَطَرُ السماء وتبلع الأرض ما يخرج منها من عيون الماء.

6 ـ الإرداف في قوله: (واسْتَوَتْ على الجُودِيِّ) فإِنَّه عَبّر عن استقرارها في المكان بلفظ قريب من لفظه الحقيقي.

7 ـ التمثيل في قوله: (وقُضيَ الأمر) فإنّه عبّر عن هلاك الهالكين ونجاة الناجين بلفظ بعيد عن المعنى الموضوع.

8 ـ التعليل، فإنّ: (غيضَ الماء)، علّة الإستواء.

9 ـ صحّة التقسيم، فإنّه استوعب أقسام الماء حالة نقصه، إذ ليس إلاّ احتباس ماء السماء، والماء النابع من الأرض، وغَيْض الماء الّذي على ظهرها.

10 ـ الإحتراس في قوله: (وقيل بُعْداً للقوم الظّالمين)، إذ الدعاء يشعر بأنّهم مستحقوا الهلاك احتراساً من ضعيف يتوهم أنّ الهلاك لعمومه، ربما يشمل غير مستحقه.

11 ـ المساواة، لأنّ لفظ الآية لا يزيد على معناها.

12 ـ حسن النسق، فإنّه تعالى قصّ القِصّة وعطف بعضها على بعض بحسن الترتيب .

13 ـ ائتلاف اللفظ مع المعنى، لأنّ كل لفظة لا يصلح معها غيرها.

14 ـ الإيجاز، فإنّه تعالى أمر فيها ونهى، وأخبر ونادى، ونعت وسمى وأهلك وأبقى، وأسعد وأشقى، وقصّ من الأنباء ما لو شرح لا ستغرق كتاباً مفرداً.

15 ـ التفهيم، لأنّ أوّل الآية يدلّ على آخرها.

16 ـ التهذيب، لأنّ مفرداتها موصوفة بصفات الحُسن، إذ كل لفظة عليها رونق الفصاحة، سليمة عن التنافر، بعيدة عن البشاعة وتعقيد التركيب.

17 ـ حُسْن البيان، لأنّ السامع لا يتوقف في فهم معنى الكلام ولا يشكل عليه شيء منه.

18 ـ الإعتراض، وهو قوله: (وَغيضَ الماءُ واسْتَوَتْ على الجُوديّ).

19 ـ الكناية، فإنّه لم يُصَرِّح بمن أَغاض الماء، ولا بمن قُضيَ الاَمر، ولا بمن سوى السفينة وأقرّها في مكانها، ولا بمن قال: (وقيل بُعْداً). كما لم يصرّح بقائل: (يا أَرض ابلَعي)، و(يا سماءُ أَقلعي) في صدر الآية، سالكاً في كل واحد من ذلك سبيل الكناية لأنّ تلك الأمور العظام لا تتأتى إلاّ من ذي قدرة قهّارة لا يغالب. فلا مجال لذهاب الوهم إلى أن يكون غيره سبحانه قائل: (يا أرض ابلعي)، (ويا سماء أقلعي)، ولا أن يكون غائض ما غاض، ولا قاضي مثل ذلك أمر الهائل، غيره.

20 ـ التعرّض، فإنّه تعالى عرّض بكل من سلك مسلكهم في تكذيب الرُّسل ظلماً، وأنّ الطوفان وتلك الأُمور الهائلة ما كانت إلاّ لأجل ظلمهم.

21 ـ التمكين، لأنّ الفاصلة مستقرة في محلّها، مطمئنة في مكانها غير قلقة ولا مستدعاة.

22 ـ الإنسجام، لأنّ الآية بجملتها منسجمة، كالماء الجاري في السلاسة.

23 ـ اشتمالها على بعض البحور الشعرية، إذ قوله: (وَقيلَ يا أَرضُ ابْلعي ماءَك)، على وزن «مستفعلن مستفعلن فاعل». و(يا سماء أقلعي) على وزن «مفاعلن مفاعل».

24 ـ تنزيل من لا يعقل منزلة من يقعل في النداء والمخاطبة.

25 ـ الإبهام في قوله: (واسْتَوَتْ على الجُوديّ) وهو إسم الجبل الصغير، والزق المنفوخ الّذي تستقر عليه السُفُن المائية.

26 ـ المحافظة على فواصل الآيات فإنّ الرويّ في قوله: (بُعْداً للقوم الظالمين)مطابق للآيات المتقدمة والمتأخرة.

27 ـ التكرار، كما في «الماء»، معرَّفاً باللام تارة والإضافة أُخرى.

28 ـ تخيّل مالكية الأرض، بحيث لها سلطة في إرجاع الماء.

إلى غير ذلك من المحاسن البديعية الّتي يدركها الممعن في الآية.,,,,,,,,
 

عابر القارات

مزمار نشيط
30 مارس 2009
34
0
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
ناصر القطامي
رد: تأمل المحسنات البديعية في هذه ألأيـــــــــــــه

ماشاء الله فعلا,,محاسن بديعيه رائعه أول مره
أعرفهـــــا
.أشكرك أختي على الموضوع المميز,,القرأن معجزة
 

الملكة الحزينة

مشرفة سابقة
6 مارس 2009
12,753
154
63
الجنس
أنثى
رد: تأمل المحسنات البديعية في هذه ألأيـــــــــــــه

حيا الله مشرفنا ,,,,,,سعدت بمرورقلمك ,,,ومنكم نستقي ,,,,,
 

المحب للمعيقلي

مزمار داوُدي
26 أبريل 2008
3,663
2
0
الجنس
ذكر
رد: تأمل المحسنات البديعية في هذه ألأيـــــــــــــه

باارك الله فيك وجزاك خيراا
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع