- 24 أبريل 2009
- 10
- 0
- 0
- الجنس
- ذكر
- القارئ المفضل
- عبد الباسط عبد الصمد
ابنا آدم ...وسر جريمة القتل بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد يسوء كل محب للقرآن ومحب لسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم ما تعلق بتفاسير القرآن من باطل وأي باطل بل يصل الأمر إلى القدح بالأنبياء بل والأذى لله تعالى وذلك من خلال التفسيرات الظالمة الجائرة المستمدة من اليهود عليهم لعائن الله تترى إلى يوم الدين إذ مع كثرة الإسرائيليات ودخولها في كتب التفاسير صعب علينا فهم القرآن ورسالته إذ تتسم الإسرائيليات بالقبح والإنحطاط وتصل إلى ذات الله تعالى الله عما يقول اليهود علوا كبيرا وقدح في رسله وأنبيائه فتكون السورة سامية الرسالة فما أن تدخل في تفسيرها الإسرائيليات حتى تبدوا لعين الجهلة بلا معنى ولا قيمة ولا رسالة ومن أمثلة ذلك ما سنتناوله هنا من قصة ابني آدم ولكن بين يدي البحث عدة فصول فصل (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء) عن العرباض بن سارية صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم ثم أقبل علينا فوعظنا موعظة بليغة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب فقال قائل يارسول الله كأن هذه موعظة مودع فماذا تعهد إلينا ؟ فقال " أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن عبدا حبشيا فإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين الراشدين تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة " ففي هذا الحديث بيان لمكانة الخلفاء الراشدين ووجوب إتباعهم فنتبع عمر بن الخطاب في جمعه للناس على إمام واحد في قيام رمضان ونتبع عثمان بن عفان في سنه للأذان الأول يوم الجمعة وغيرها من الأمور فصل في ترتيب سور القرءان ذكر السيوطي في كتابه أسرار ترتيب القرءان اختلاف العلماء في ترتيب السور على قولين 1-أنه اجتهاد من الصحابة واستدل هذا الفريق باختلاف مصاحف السلف في ترتيب السور فمنهم من رتبها على النزول وهو مصحف علي كان أوله اقرأ ثم البواقي على ترتيب نزول المكي ثم المدني ثم كان أول مصحف ابن مسعود البقرة ثم النساء ثم آل عمران على اختلاف شديد وكذا مصحف أبي بن كعب 2- أنه توقيفي واستدلوا بقول النبي عليه الصلاة والسلام أعطيت مكان التوراة السبع الطوال وأعطيت مكان الإنجيل المثاني وفضلت بالمفصل وقال الحافظ ابن حجر ترتيب معظم السور توقيفي لحديث أحمد وأبي داود عن أوس الثقفي قال كنت في وفد ثقيف فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم طرأ علي حزبي من القرآن فأردت ألا أخرج حتى أقضيه قال أوس فسألنا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قلنا كيف تحزبون القرآن قالوا نحزبه ثلاث سور وخمس سور وسبع سور وتسع سور وإحدى عشرةسورة وثلاث عشرة سورة وحزب المفصل من ق حتى نختم قال فهذا يدل على إن ترتيب السور على ما هو عليه في المصحف الآن كان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأخرج ابن أبي شيبة عن ربيعة أنه سئل لم قدمت البقرة وآل عمران وقد نزل قبلهما بضع وثمانون سورة بمكه وإنما نزلتا بالمدينة فقال قدمتا وألف القرآن على علم ممن ألفه وقد اجتمعوا على علمهم بذلك فهذا مما ينتهي إليه ولا يسأل عنه. وهذا هو القول الراجح فحتى و إن لم يكن ترتيب سور القرءان توقيفيا فمع إجماع الصحابة على ذلك فيه الكفاية لمن آمن فإجماعهم ليس كأي إجماع وإجماعهم ليس بعده إجماع ............................. قبل الخوض في تبيان قصة ابني ادم حبذا لو أخذنا أشهر الروايات التي وردت في ذلك ووقفنا عندها نقدا وتمحيصا ما ورد فيها والرد عليه حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحق عن بعض أهل العلم بالكتاب الأول : أن آدم أمر ابنه قابيل أن ينكح أخته تؤمه هابيل وأمر هابيل أن ينكح أخته تؤمه قابيل فسلم لذلك هابيل ورضي وأبى قابيل ذلك وكره تكرما عن أخت هابيل ورغب بأخته عن هابيل وقال : نحن ولادة الجنة وهما من ولادة الأرض وأنا أحق بأختي ! ويقول بعض أهل العلم بالكتاب الأول : كانت أخت قابيل من أحسن الناس فضن بها عن أخيه وأرادها لنفسه فالله أعلم أي ذلك كان فقال له أبوه : يا بني إنها لا تحل لك ! فأبى قابيل أن يقبل ذلك من قول أبيه فقال له أبوه : يا بني فقرب قربانا ويقرب أخوك هابيل قربانا فأيكما قبل الله قربانه فهو أحق بها وكان قابيل على بذر الأرض وكان هابيل على رعاية الماشية فقرب قابيل قمحا وقرب هابيل أبكارا من أبكار غنمه - وبعضهم يقول : قرب بقرة - فأرسل الله جل وعز نارا بيضاء فأكلت قربان هابيل وتركت قربان قابيل وبذلك كان يقبل القربان إذا قبله 1-الرد على (علم بالكتاب الأول) من المعلوم أن الخبر عن ابني ادم لا يكون إلا عن طريقين الأول هو تواتر الخبر تاريخيا وهذا نفسه فيه نظر ثم لا وجود له الثاني عن طريق الوحي وقد يكون (الوحي) رواية عن نبي وهذا أيضا لا وجود له أو ذكره الله في كتاب انزله ولا نعلم تنزيلا سوى صحف إبراهيم والتوراة والإنجيل والزبور والقران ولا نعلم أن قصة ابني ادم وردت في غير التوراة والقران فصل في حكم التوراة قال تعالى (إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللّهِ وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَاء (المائدة : 44 ) ثُمَّ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ تَمَاماً عَلَى الَّذِيَ أَحْسَنَ وَتَفْصِيلاً لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَّعَلَّهُم بِلِقَاء رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ (الأنعام : 154 ) فنحن نؤمن بالتوراة التي أنزلت على موسى عليه السلام أنها حق من عند الله فصل في حكم الله في التوراة التي بين أيدينا الآن أخبرنا الله عز وجل وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقاً يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُم بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (آل عمران : 78 ) وَإِذَ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاء ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْاْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ (آل عمران : 187 ) مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ (النساء : 46 ) قُلْ مَنْ أَنزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاء بِهِ مُوسَى نُوراً وَهُدًى لِّلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيراً وَعُلِّمْتُم مَّا لَمْ تَعْلَمُواْ أَنتُمْ وَلاَ آبَاؤُكُمْ قُلِ اللّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ (الأنعام : 91 ) باب حكم الأخذ من أهل الكتاب نستطيع القول بان الكتاب المنزل من الله يتكون من ثلاثة أثلاث فثلث يتضمن التوحيد والإيمان وثلث يتضمن الشريعة من أحكام ومعاملات الخ وثلث يتضمن قصص الأنبياء والأمم السابقة أما الثلث الأول فقد نهينا أن نسال أهل الكتاب عن شيء فإنهم لن يهدونا وقد ضلوا وجاءنا بها النبي صلى الله عليه وسلم بيضاء نيقة وقد افرد البخاري بابا لقول النبي (لا تسألوا أهل الكتاب عن شيء) وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : يا معشر المسلمين كيف تسألون أهل الكتاب وكتابكم الذي أنزل على نبيه صلى الله عليه وسلم أحدث الأخبار بالله تقرؤونه لم يشب وقد حدثكم الله أن أهل الكتاب بدلوا ما كتب الله وغيروا بأيديهم الكتاب فقالوا هو من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا أفلا ينهاكم ما جاءكم من العلم عن مساءلتهم ولا والله ما رأينا منهم رجلا قط يسألكم عن الذي أنزل عليكم أما الثاني فلا حاجة لنا به فلكل جعل الله شرعة ومنهاجا وشريعتنا نسخت ما عندهم فلا يجوز إتباع الشرائع السابقة في شيء أما الثالث فينقسم إلى قسمين الأول قسم قصه الله علينا في القرءان فلا نأخذ منهم شيئا في ذلك إذ جاءنا في هذه الحق الثاني وقسم لم يقصه الله علينا في القرءان وهنا تفصيل إن كان من قصص الأنبياء فإن كان هناك قدح فيهم فلا نأخذه و إن لم يكن فلا حرج من النظر فيه وإن لم يكن من قصص الأنبياء فلا حرج في الحديث عنه و للإمام الشافعي قول عظيم بشأن حديث النبي صلى الله عليه وسلم (حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج) قال "من المعلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يجيز التحدث بالكذب فالمعنى حدثوا عن بني إسرائيل بما لا تعلمون كذبه" فلا نصدقهم ولا نكذبهم في ذلك لحديث النبي صلى الله عليه وسلم (فلا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم ) قال الإمام ابن حجر "قوله لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم أي إذا كان ما يخبرونكم به محتملا لئلا يكون في نفس الأمر صدقا فتكذبوه أو كذبا فتصدقوه فتقعوا في الحرج" فلا يجوز الاستدلال بهذا النوع من الأخبار باب في فضل القرآن على سائر الكتب المنزلة وقد انزل الله علينا هذا الكتاب مهيمنا على سائر الكتب السابقة قال تعالى (وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ) (المائدة : 48 ) ذكر الطبري في تفسيره في معنى مهيمنا عليه قول ابن جرير : القرآن أمين على الكتب المتقدمة قبله فما وافقه منها فهو حق وما خالفه منها فهو باطل وعن الوالبي عن ابن عباس { ومهيمنا } أي شهيدا وكذا قال مجاهد وقتادة والسدي وقال العوفي عن ابن عباس { ومهيمنا } أي حاكما على ما قبله من الكتب ثم عقب الإمام الطبري على هذه الأقوال بقوله وهذه الأقوال كلها متقاربة المعنى فإن اسم المهيمن يتضمن هذا كله فهو أمين وشاهد وحاكم على كل كتاب قبله جعل الله هذا الكتاب العظيم الذي أنزله آخر الكتب وخاتمها أشملها وأعظمها وأكملها حيث جمع فيه محاسن ما قبله وزاده من الكمالات ماليس في غيره فلهذا جعله شاهدا وأمينا وحاكما عليها كلها فصل في ما ورد في اسمي ابني ادم لم يرد عن المعصوم في اسمي ابني آدم شيء لا في القاتل ولا المقتول إنما ذكر القاتل بقوله صلى الله عليه وسلم ( لا تقتل نفس ظلما إلا كان على ابن آدم الأول كفل من دمها وذلك لأنه أول من سن القتل) والمقتول بقوله عن أبي موسى الأشعري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن بين يدي الساعة فتنا كقطع الليل المظلم يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافرا ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا القاعد فيها خير من القائم والماشي فيها خير من الساعي فكسروا قسيكم وقطعوا أوتاركم واضربوا سيوفكم بالحجارة فإن دخل يعني على أحد منكم فليكن كخير ابني آدم) فصل في تبيان عوار اليهود في دافع القتل وأن لهم في ذلك سلف أما عن دافع القتل طمعا في فتاة فهذا اتركه للقارئ ليعلم إلى أي مدى وصل اليهود في الفكر واذكر القارئ كذلك باتهام اليهود لداود عليه السلام بقتل زوج امرأة اوريا وأخذها زوجة له فعاقبه الرب بل وسليمان عليه السلام لم يسلم من ذلك فقد افترى عليه اليهود وجعلوه يشرك بالله من اجل زوجاته الوثنيات وبنى معابد للآلهة فغضب عليه الرب إلى آخر هذه الترهات الذي ردها الله بقوله (وما كفر سليمان) والسبب في ذلك يرجع والله أعلم إلى قول النبي عليه الصلاة والسلام (إن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء) فظنوا أن خلف كل فتنة امرأة وتحت كل شرك امرأة وبين كل دم مسفوح امرأة فقاتل الله اليهود وقاتل فكرهم المنكوس ما الذي حدث؟