[frame="1 90"]بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الواحد الأحد .. الحمد لله الفرد الصمد .. الحمد لله الذي لم يلد ولم يولد و لم يكن له كفواً أحد ..
الحمد لله المتفرد بكمال الجلال تفصيلاً وتفضيلا .. الحمد لله حمداً يليق بجلال وجهه الكريم ، وبقدر
سلطانه القديم .. فلك الحمد رب حتى ترضى ولك الحمد إذا رضيت ولك الحمد بعد الرضا … أنت الأول فليس قبلك شيء
والآخر فليس بعدك شيء والظاهر فليس فوقك شيء والباطن عالم كل شيء … أنت المقدم والمؤخر ، وأنت المعز والمذل … فسبحانك
يا عظيم . فسبحانك يا كريم . فسبحانك يا الله .. يا رب الأرباب ومسبب الأسباب وخالق بني أدم من تراب …
ثم الصلاة والسلام الأتمان الأكملان على خير الأنام وسيد البشر والجان . المبعوث
رحمةً للثقلان ، وعلى آله لكرام ، وصحابته ومن تبعهم بإحسان ألى يوم لقاء الديان ... أما بعد ..
فمن يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشدا... يقول رب العزة والجلال : ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ
أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا
إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ
لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَحِيمٌ ) (البقرة:143) ويقول عز من قائل سبحانه : ( كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ
أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ
مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ ) (آل عمران:110) ... ويقول العزيز المتعال : ( ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ
بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ
بِالْمُهْتَدِينَ ) (النحل:125) ...
أقول نعم كنا خير أمة أخرجت لناس ولكن متى ؟ ... يوم كنا نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر ونجادل
بالتي هي أحسن ... أقول نعم كنا خير أمة أخرجت للناس ولكن متى ؟ ... يوم كنا جبالاً في الجبال وربما
صرنا على موج البحار بحاراً ... أقول نعم كنا خير أمة أخرجت للناس ولكن متى ؟ ... يوم كان أذاننا
بمعابد الإفرنج قبل الكتائب يفتح الأنصار ... أقول نعم كنا خير أمة أخرجت للناس ولكن متى ؟ ... يوم كنا
نقدم للسيوف صدورنا لم نخش يوماً غاشماً جبار ... كنا وكنا بالأمس كنا !!! ولكن أين ذلك الزمان منا وأين
نحن من ذلك الزمان ... ما نرى المسلمين عليه في هذه الأيام من فرقة وشتات وضياع لأمور دينهم ودنياهم
والله إنه لشيء يدمي القلوب ويحزن الصدور ... نرى المسلمين في هذه الأيام يتقاتلون ويتنازعون من أجل
كلمة أو رأي يتقاتلون ويتنازعون من اجل أتفه الأسباب وسفاسفها ... يسفه بعضهم بعضاً ، ويشتم بعضهم
بعضاً ، ويكفر بعضهم بعضاً ، وكل في فلك يسبحون ... أين نحن من قول الله عز وجل : ( وَأَطِيعُوا اللَّهَ
وَرَسُولَهُ وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ) (لأنفال:46) ... وأين نحن من
قوله تبارك وتعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ
فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً ) (النساء:59) ...
وأين نحن من قول الحق تبارك وتعالى : ( وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى
الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ
الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلاً ) (النساء:83) ... إخوتي في الله ... ما كان الرفق في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه ...
فلماذا نسعى جاهدين في تسفيه أحلامنا والتصغير من شأننا ... لماذا هذا كله ؟ ... من أجل ماذا هذا كله؟ ...
أليس بيننا من هو عاقل رشيد ألم نقرأ القرآن ونتدبر آياته ... أليس فيه ما يكفي من القصص التي هي لنا
عبرة وذكرى وحكمة . ألم نقرأ توجيه المولى عز وجل لنبيه موسى وأخيه هارون عليهما السلام لدعوة فرعون
الجبار الطاغية المغتر بنفسه : ( فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى ) (طـه:44) ... أولم نقرأ قوله
تعالى : ( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ
لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ ) (آل عمران:159) ...
والكثير الكثير من الآيات الكريمة التي تغنينا عما سواها ... فلماذا لا نرتقي بمستوى الحوار لما هو أسمى
مما نذهب إليه من ألفاظ بذيئة لا تليق بنا ... وأسلوب التهكم والسخرية والاستهتار ... فكلنا يرى نفسه
على حق وصواب وكل منا متعصب لرأيه ومتمسك بقوله ، وكل ما أردنا أن نضيق الخلاف من جهة وسعناه
من جهة أخرى وكلما أقفلناه من مكان فتح من مكان آخر ، والكل مجتهد في النقل والقص واللصق ...
والكل يسعى جاهداً لنقل الرأي المؤيد لرأيه ... فهذا يكتب موضوع والآخر يجابهه بموضوع جديد ...
هذا يسب ويشتم وهذا يستهزئ وينتقص والكل يسعى لرد الصاع صاعين ... ( حال زري ) والعياذ بالله ... مع العلم بأن بيننا
العالم والمتعلم ... فكثير ممن نعرفهم ونزكيهم ولا نزكي على الله أحداً ونحسبهم والله حسيبهم
من ذوي الألباب الرشيدة والهمم العتيدة ... فلماذا لا نحكم العقل ونتحاور بكل ود ومحبة ... فكل يؤخذ من
قوله ويرد إلا محمد صلى الله عليه وسلم ... فكلنا مسلمين وكلنا ينطق بالشهادتين ... وقد أعزنا الله بالإسلام
ورفع ذكرنا في القرآن ، وجعلنا من خير أمم الزمان ... نساء المسلمين يرملون وأبناءهم ييتمون ، وأعراضهم
تنتهك ... ونحن في فرقة وشتات ... فبدل أن نرفع أكف الضراعة إلى الله بتفريج كربهم وتنفيس همهم والتعجيل
بنصرهم ... نسعى لتتبع المواضيع في ( النت ) التي نستعرض فيها عضلاتنا وما لدينا من علم قل أو كثر ... فلا يظن
البعض بأني أدعو إلى أن نمتنع عن المناقشة الهادفة التي فيها الحوار المقنع المبني على الأدلة التي تؤيد الرأي
وترجحه ولا نترك مجالاً لكثير من المهاترات التي لا ( تودي ولا تجيب ) فإذا أحس المحاور أو المناقش بأن الموضوع
سيؤدي إلى كثير من الجدل واللغط فخير له أن يتركه بدل الوقوع في المحظور الأمر الذي يؤدي إلى شحن النفوس
وإيغال الصدور بالحقد والضغينة ... وليس ما يمنع من التلطف بالقول واستمالة القلوب وكما يقول المثل ( قابلني ولا
تأكلني ) ... قال تعالى : ( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ
اللَّهَ كَثِيراً ) (الأحزاب:21) ... فليكن رسولنا قدوتنا وأسلوبه منهجنا ... ولنتعتصم بحبل الله جميعاً ولا نفترق
فتفرق بنا السبل ... قال تعالى : ( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ
أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ
لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ) (آل عمران:103) ... وليكن لنا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عبرة وعضة ...
حيث يقول صلوات ربي وسلامه عليه : ( يوشك أن تتداعى عليكم الأمم كما تتداعى الأكلة إلى قصعتها ...
فقال قائل أو من قلة نحن يوم إذ ... قال : بل أنتم كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل ... ولينزعن الله المهابة من صدور
عدوكم منكم وليقذفن في قلوبكم الوهن ... فقال قائل : يا رسول الله وما الوهن ... قال : حب الدنيا
وكراهية الموت ) ...
يا مسلمون أفيقوا من رقادكم ...... أما كفاكم رقاداً يا أحباء
بالأمس كنتم ذوي علم ومعرفة .... تشع منكم على الأكوان أضواء
كشامة في جبين الدهر صفحت...... بين الصحائف بالإيمان بيضاء
عدلتم عن ظلم الناس فانطلقت ....... بمدحكم يا قوم ألسن خرساء
اللهم أبرم لهذه الأمة أمر رشد يعز فيه أهل طاعتك ويذل فيه أهل معصيتك ويأمر فيه بالمعروف
وينهى فيه عن المنكر ... اللهم أصلح أحوال المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها يا رب العالمين ...
اللهم أصلح قادتهم وعلمائهم وشبابهم وشيبهم ونسائهم يا رب العالمين ... اللهم أعز الإسلام والمسلمين
وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداء الدين واجعل هذا البلد أمنا مطمئناً مستقراً رخاءً وسائر بلاد المسلمين ...
اللهم من أرادنا والمسلمين بسوء فأشغله بنفسه واجعل تدبيره تدميره ورد كيده في نحره يا قوي يا عزيز ...
اللهم انصر إخواننا المجاهدين في كل مكان في العراق وفلسطين وأفغانستان والشيشان ...
اللهم إنهم جياع فأطعمهم وعراة فاكسهم ومظلومين فانصرهم ... اللهم انصرهم على عدوك
وعدوهم ... وأيد بالحق سلطانهم واشدد بالنصر مقامهم ... سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على
المرسلين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
أرجو المعذرة من إخوتي على الإطلالة ... فما كان من تمام فمن الله وحده ، وما كان من نقصان
فمني والشيطان ... أعاذنا الله منه ... فليعذرني الجميع فالله من وراء القصد .[/frame]
الحمد لله الواحد الأحد .. الحمد لله الفرد الصمد .. الحمد لله الذي لم يلد ولم يولد و لم يكن له كفواً أحد ..
الحمد لله المتفرد بكمال الجلال تفصيلاً وتفضيلا .. الحمد لله حمداً يليق بجلال وجهه الكريم ، وبقدر
سلطانه القديم .. فلك الحمد رب حتى ترضى ولك الحمد إذا رضيت ولك الحمد بعد الرضا … أنت الأول فليس قبلك شيء
والآخر فليس بعدك شيء والظاهر فليس فوقك شيء والباطن عالم كل شيء … أنت المقدم والمؤخر ، وأنت المعز والمذل … فسبحانك
يا عظيم . فسبحانك يا كريم . فسبحانك يا الله .. يا رب الأرباب ومسبب الأسباب وخالق بني أدم من تراب …
ثم الصلاة والسلام الأتمان الأكملان على خير الأنام وسيد البشر والجان . المبعوث
رحمةً للثقلان ، وعلى آله لكرام ، وصحابته ومن تبعهم بإحسان ألى يوم لقاء الديان ... أما بعد ..
فمن يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشدا... يقول رب العزة والجلال : ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ
أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا
إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ
لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَحِيمٌ ) (البقرة:143) ويقول عز من قائل سبحانه : ( كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ
أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ
مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ ) (آل عمران:110) ... ويقول العزيز المتعال : ( ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ
بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ
بِالْمُهْتَدِينَ ) (النحل:125) ...
أقول نعم كنا خير أمة أخرجت لناس ولكن متى ؟ ... يوم كنا نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر ونجادل
بالتي هي أحسن ... أقول نعم كنا خير أمة أخرجت للناس ولكن متى ؟ ... يوم كنا جبالاً في الجبال وربما
صرنا على موج البحار بحاراً ... أقول نعم كنا خير أمة أخرجت للناس ولكن متى ؟ ... يوم كان أذاننا
بمعابد الإفرنج قبل الكتائب يفتح الأنصار ... أقول نعم كنا خير أمة أخرجت للناس ولكن متى ؟ ... يوم كنا
نقدم للسيوف صدورنا لم نخش يوماً غاشماً جبار ... كنا وكنا بالأمس كنا !!! ولكن أين ذلك الزمان منا وأين
نحن من ذلك الزمان ... ما نرى المسلمين عليه في هذه الأيام من فرقة وشتات وضياع لأمور دينهم ودنياهم
والله إنه لشيء يدمي القلوب ويحزن الصدور ... نرى المسلمين في هذه الأيام يتقاتلون ويتنازعون من أجل
كلمة أو رأي يتقاتلون ويتنازعون من اجل أتفه الأسباب وسفاسفها ... يسفه بعضهم بعضاً ، ويشتم بعضهم
بعضاً ، ويكفر بعضهم بعضاً ، وكل في فلك يسبحون ... أين نحن من قول الله عز وجل : ( وَأَطِيعُوا اللَّهَ
وَرَسُولَهُ وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ) (لأنفال:46) ... وأين نحن من
قوله تبارك وتعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ
فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً ) (النساء:59) ...
وأين نحن من قول الحق تبارك وتعالى : ( وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى
الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ
الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلاً ) (النساء:83) ... إخوتي في الله ... ما كان الرفق في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه ...
فلماذا نسعى جاهدين في تسفيه أحلامنا والتصغير من شأننا ... لماذا هذا كله ؟ ... من أجل ماذا هذا كله؟ ...
أليس بيننا من هو عاقل رشيد ألم نقرأ القرآن ونتدبر آياته ... أليس فيه ما يكفي من القصص التي هي لنا
عبرة وذكرى وحكمة . ألم نقرأ توجيه المولى عز وجل لنبيه موسى وأخيه هارون عليهما السلام لدعوة فرعون
الجبار الطاغية المغتر بنفسه : ( فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى ) (طـه:44) ... أولم نقرأ قوله
تعالى : ( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ
لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ ) (آل عمران:159) ...
والكثير الكثير من الآيات الكريمة التي تغنينا عما سواها ... فلماذا لا نرتقي بمستوى الحوار لما هو أسمى
مما نذهب إليه من ألفاظ بذيئة لا تليق بنا ... وأسلوب التهكم والسخرية والاستهتار ... فكلنا يرى نفسه
على حق وصواب وكل منا متعصب لرأيه ومتمسك بقوله ، وكل ما أردنا أن نضيق الخلاف من جهة وسعناه
من جهة أخرى وكلما أقفلناه من مكان فتح من مكان آخر ، والكل مجتهد في النقل والقص واللصق ...
والكل يسعى جاهداً لنقل الرأي المؤيد لرأيه ... فهذا يكتب موضوع والآخر يجابهه بموضوع جديد ...
هذا يسب ويشتم وهذا يستهزئ وينتقص والكل يسعى لرد الصاع صاعين ... ( حال زري ) والعياذ بالله ... مع العلم بأن بيننا
العالم والمتعلم ... فكثير ممن نعرفهم ونزكيهم ولا نزكي على الله أحداً ونحسبهم والله حسيبهم
من ذوي الألباب الرشيدة والهمم العتيدة ... فلماذا لا نحكم العقل ونتحاور بكل ود ومحبة ... فكل يؤخذ من
قوله ويرد إلا محمد صلى الله عليه وسلم ... فكلنا مسلمين وكلنا ينطق بالشهادتين ... وقد أعزنا الله بالإسلام
ورفع ذكرنا في القرآن ، وجعلنا من خير أمم الزمان ... نساء المسلمين يرملون وأبناءهم ييتمون ، وأعراضهم
تنتهك ... ونحن في فرقة وشتات ... فبدل أن نرفع أكف الضراعة إلى الله بتفريج كربهم وتنفيس همهم والتعجيل
بنصرهم ... نسعى لتتبع المواضيع في ( النت ) التي نستعرض فيها عضلاتنا وما لدينا من علم قل أو كثر ... فلا يظن
البعض بأني أدعو إلى أن نمتنع عن المناقشة الهادفة التي فيها الحوار المقنع المبني على الأدلة التي تؤيد الرأي
وترجحه ولا نترك مجالاً لكثير من المهاترات التي لا ( تودي ولا تجيب ) فإذا أحس المحاور أو المناقش بأن الموضوع
سيؤدي إلى كثير من الجدل واللغط فخير له أن يتركه بدل الوقوع في المحظور الأمر الذي يؤدي إلى شحن النفوس
وإيغال الصدور بالحقد والضغينة ... وليس ما يمنع من التلطف بالقول واستمالة القلوب وكما يقول المثل ( قابلني ولا
تأكلني ) ... قال تعالى : ( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ
اللَّهَ كَثِيراً ) (الأحزاب:21) ... فليكن رسولنا قدوتنا وأسلوبه منهجنا ... ولنتعتصم بحبل الله جميعاً ولا نفترق
فتفرق بنا السبل ... قال تعالى : ( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ
أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ
لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ) (آل عمران:103) ... وليكن لنا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عبرة وعضة ...
حيث يقول صلوات ربي وسلامه عليه : ( يوشك أن تتداعى عليكم الأمم كما تتداعى الأكلة إلى قصعتها ...
فقال قائل أو من قلة نحن يوم إذ ... قال : بل أنتم كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل ... ولينزعن الله المهابة من صدور
عدوكم منكم وليقذفن في قلوبكم الوهن ... فقال قائل : يا رسول الله وما الوهن ... قال : حب الدنيا
وكراهية الموت ) ...
يا مسلمون أفيقوا من رقادكم ...... أما كفاكم رقاداً يا أحباء
بالأمس كنتم ذوي علم ومعرفة .... تشع منكم على الأكوان أضواء
كشامة في جبين الدهر صفحت...... بين الصحائف بالإيمان بيضاء
عدلتم عن ظلم الناس فانطلقت ....... بمدحكم يا قوم ألسن خرساء
اللهم أبرم لهذه الأمة أمر رشد يعز فيه أهل طاعتك ويذل فيه أهل معصيتك ويأمر فيه بالمعروف
وينهى فيه عن المنكر ... اللهم أصلح أحوال المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها يا رب العالمين ...
اللهم أصلح قادتهم وعلمائهم وشبابهم وشيبهم ونسائهم يا رب العالمين ... اللهم أعز الإسلام والمسلمين
وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداء الدين واجعل هذا البلد أمنا مطمئناً مستقراً رخاءً وسائر بلاد المسلمين ...
اللهم من أرادنا والمسلمين بسوء فأشغله بنفسه واجعل تدبيره تدميره ورد كيده في نحره يا قوي يا عزيز ...
اللهم انصر إخواننا المجاهدين في كل مكان في العراق وفلسطين وأفغانستان والشيشان ...
اللهم إنهم جياع فأطعمهم وعراة فاكسهم ومظلومين فانصرهم ... اللهم انصرهم على عدوك
وعدوهم ... وأيد بالحق سلطانهم واشدد بالنصر مقامهم ... سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على
المرسلين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
أرجو المعذرة من إخوتي على الإطلالة ... فما كان من تمام فمن الله وحده ، وما كان من نقصان
فمني والشيطان ... أعاذنا الله منه ... فليعذرني الجميع فالله من وراء القصد .[/frame]
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
