- 15 أكتوبر 2005
- 2,341
- 1
- 0
- الجنس
- ذكر
كنت أقرأ في كتاب (إعتاب الكتاب) لابن الابار فنقل عن كتاب المعرب عن المغرب، أن حجر بن سليمان ، كان من أفصح الناس، مع أدب الكتابة وظرفها، فلما ولي يزيد بن مزيد الشيباني أرمينية، بعث إليه، فأمر فشقت ثيابه، وقال: والله لأُزيلن لحمك وعصبك عن عظمك، لا والله ما طلبت ولاية أرمينية إلا
لأشفي نفسي منك! فقال: لا تعجل أيها الأمير، فإن تكن يدك عاليةً فيد الله أعلى، فانظر
إلى من فوقك، ولا تنظر إلى من تحتك، فكل رب من العباد مربوب لذي القوة المتين الذي
ينتقم إذا شاء في عاجل! أُعيذك بالله أيها الأمير أن تساعد غضبك فتندم وخذ الفوز في
الدين والدنيا بالعفو، فإن الله يقول: "وليَعْفُوا وليَصْفحوا ألا تُحبُّون أن يَغْفِر الله لَكمِ واللهُ
غفورٌ رحيم". قال عوانة بن الحكم الكلبي والد عياض بن عوانة: شهدته يتكلم بهذا
الكلام، وهو مبتل الريق، سهل الكلام، سالم من السقط، كأنما يقرأ في صحيفة، فقال يزيد:
أستغفر الله، والله إنا لمربوبون للرب العظيم، وإنه ينبغي لنا إذا أطللنا على من دوننا أن
نذكر من فوقنا، خلوا عنه وهاتوا له كسوة ! يا حجر بن سليمان قد أعدناك إلى مرتبتك.