- 27 أغسطس 2005
- 11,537
- 84
- 0
- الجنس
- ذكر
- القارئ المفضل
- محمد صدّيق المنشاوي
بسم الله الرحمن الرحيم
يا بيت حانون
الدكتور عدنان علي النحوي
صُبِّي دماءَكِ ! زَغْردي ! وتبسّمي
وَثِبي إلى قمم الخلودِ وأقدمِ
يا " بيتَ حانونٍ " ! أَضيئي الدربَ با
لدَّم ! فجّري السّاحاتِ مِنكِ وعَلّمي
دوِّي بِصَرْخَتِكِ الأبيَّةِ ! زَلْزِلي
كُلَّ الرُّبَى لِيُفيقَ بعضُ النُّوَّمِ
بِكِ أشْرَقَتْ تِلْك الدِّيارُ فأطلقي
نوراً يَمُوجُ بِكلِّ أُفْقٍ مُعْتِمِ
وسَمَوْتِ بالبذلِ السّخيِّ ووثْبَةٍ
وشموخِ آمالٍ ولَهْفةِ أَحْزمِ
* * *
ويْحي ! أَتُطْوى صَيْحةُ القلبِ الأبيّ
وصَحوةُ الأمَلِ الغنيِّ المُلْهِمِ
لَهْفي عليكِ ! وحولَ أنهارِ الدِّما
ءِ أرى جَهالةَ غافلٍ أو مُجْرمِ
أَوْ عَالَمٍ سُدَّتْ مسَامِعُهُ وغَشَّ
ى ناظِريه سوادُ لَيْلٍ مُظْلمِ
لا تيْأسي يا " بيْتَ حانونٍ " ! فَدَرْ
بُكِ مُشْرقٌ بالحقِّ بانَ وَبالدّمِ
بالهَدْيِ ! بالإيمانِ ! بالصّبْرِ الْوَفِ
يِّ ! بِجَوْلةٍ ومَلاحِمٍ لَمْ تُخْتَمِ
الْمُجْرِمون عصابةٌ لا تَرْعَوي
أَبَداً وتَمْضي في هَوىً وتَوَهُّمِ
لا تَرْعوي حتى ترى عزماً أشدَّ
وجوْلةً من صادقٍ لم يُهْزَمِ
صَبُّوا عَليكِ مِنَ اللّهيبِ أشدَّه
ومِن الصّواريخِ التي لَمْ ترْحَمِ
لَهْفي على تلك المنازلِ هُدِّمتْ
وهَوتْ تَضُمُّ هوى الفتى المُتَوسِّمِ
وتَضمُّ أشلاءَ الطفولةِ والشُّيو
خِ ونِسْوةٍ،ورُؤىً من الشَّوقِ الظَّمِي
ويَشقُّ من أطلالها إشْراقةٌ
طلعتْ لِتملأ من فَضَاءٍ مُظْلمِ
مِنْ بَسْمةِ الطفلِ البريءِ على مُحَ
يّاهُ انْطوَتْ وتَلأْلأتْ فوقَ الفَمِ
وتظلُّ تَنْتَفِضُ الرَّؤى مِنْ بَيْنها
ورَفيفُ أَجْنحةِ الطُُّيوفِ الحُوِّمِ
وكَأنَّ بسْمته تَقولُ لقد دَنا
نَصْرٌ أَبَرُّ بِعَزْمةٍ وتَرَسُّمِ
يا " بيت حانونٍ " أنينُكِ مُوْجِعٌ
حَسِراتُ ثَكْلى أَوْ دُمُوعُ اليُتَّمِ
كَمْ طِفْلةٍ دَمَّى مَلامحَها الجِرا
حُ ! يدُ الحنان تُعيد رفّة مَبْسَمِ
كَمْ مِنْ جريحٍ ماتَ دون علاجه
مُنِعَتْ وسائلُه بغير تَرَحُّمِ
في كلِّ بَيْتٍ من بيُوتكِ صَرْخةٌ
تُطْوى ! وجرحٌ غائرٌ لم يُحْسَمِ
وبكلِّ نَادٍ حَسْرَةٌ مَوّارةٌ
بَيْن الصُّدورِ وغَضْبةٌ لَمْ تُكتَمِ
وعلى رُباكِ تَنَاثرتْ أشلاؤهم
بُسُطٌ تُزيِّنها اللآلئ من دَمِ
* * *
يَقِف الزَّمان هُنا لِهَوْلِ جَريمةٍ
كُبْرى وكيْدِ المُجْرمِ المتحكِّمِ
يَقِف الزّمان هُنا لِيَنْظُرَ أُمّة
تَغْفُو على خَدَرٍ وذُلِّ المُغْرَمِ
غَلبَ الهوى فيهمْ فمزَّق جَمْعَهُمْ
ومَضَوْا على عَهْدٍ بذاك مُصَرِّمِ
لَمْ يَلجأوا لله ! بل لجأوا إلى
دُنْيا مُزَخْرَفةٍ وكلِّ هَوىً عَمِ
لَجأوا إلى أَوْثَانهمْ فَتَصدَّعوا
وَجَثَوْا إليْها ! يا لِذِلٍّ الجُثّمِ
عَجبَاً لحالِ المسلمين تراهُمُ
غَنَّوْا دِمُقْراطيَّةً مِنْ مُجْرِمِ
كَمْ قَدْ أَذَلَّتْهُمْ وسَامَتْهُمْ أَسَىً
هُونَ العذابِ وكلَّ شَرٍّ مُرْغِمِ
أَجْلَتْهُمُ عَنْ دَارِهمْ وَرَمَتْهمو
عَبْر الفَضاءِ ! فيا لِهوْلِ المأْتمِ
عَجَباً ! يُقامُ المهرجانُ لها على
فَرحٍ وهم أَصْل البلاءِ المُبْرَمِ
يا وِيْلَ أمريكا وما ارتكبتْ مِنَ الْ
إِجْرامِ ! يا وَيْلَ العَتيِّ المُجْرِمِ
مَلأَتْ بِطاحَ الأرضِ من ظُلماتِها
فِتَناً تَهيجُ بكلّ شَرٍّ مُضرَمِ
رَفَعوا شَعاراتِ الضِّلالِ وزيّفوا
ومَضَوْا على مََكْرٍ وكَيْدٍ مُبْرَمِ
يَا وَيْلَ إسرائيلَ مِنْ يَومٍ يُطِ
لُّ بِزَحْفِه ! يَوْمٍ عَليْها أَشْأَمِ
قدرٌ مِن الرّحمنِ يَقْضي عِنْده
حَقَّ القضاءِ وكلَّ أمرٍ مُحْكمِ
لله ما زَحَفَتْ طلائعُ أمَّةٍ
مَوْصُولةٍ صَدقتْ بِعْهدٍ مُلْزمِ
الله أكبر ! يا ديارُ فردّدي
هذا النّداءَ وأقْبلي وتَقدَّمي
زَحْفاً يُزَلْزِلُ كلّ رُكْنٍ مِنْهُمُ
يَهْوي فَتَذْرُوهُ عَزَائِمُ مُعْلَمِ
زَحْفاً يُعيدُ إلى النُّفوسِ يقينها
ويُعيدُ لألأة الفُتوحِ اليُتّمِ
يا بيت حانون
الدكتور عدنان علي النحوي
صُبِّي دماءَكِ ! زَغْردي ! وتبسّمي
وَثِبي إلى قمم الخلودِ وأقدمِ
يا " بيتَ حانونٍ " ! أَضيئي الدربَ با
لدَّم ! فجّري السّاحاتِ مِنكِ وعَلّمي
دوِّي بِصَرْخَتِكِ الأبيَّةِ ! زَلْزِلي
كُلَّ الرُّبَى لِيُفيقَ بعضُ النُّوَّمِ
بِكِ أشْرَقَتْ تِلْك الدِّيارُ فأطلقي
نوراً يَمُوجُ بِكلِّ أُفْقٍ مُعْتِمِ
وسَمَوْتِ بالبذلِ السّخيِّ ووثْبَةٍ
وشموخِ آمالٍ ولَهْفةِ أَحْزمِ
* * *
ويْحي ! أَتُطْوى صَيْحةُ القلبِ الأبيّ
وصَحوةُ الأمَلِ الغنيِّ المُلْهِمِ
لَهْفي عليكِ ! وحولَ أنهارِ الدِّما
ءِ أرى جَهالةَ غافلٍ أو مُجْرمِ
أَوْ عَالَمٍ سُدَّتْ مسَامِعُهُ وغَشَّ
ى ناظِريه سوادُ لَيْلٍ مُظْلمِ
لا تيْأسي يا " بيْتَ حانونٍ " ! فَدَرْ
بُكِ مُشْرقٌ بالحقِّ بانَ وَبالدّمِ
بالهَدْيِ ! بالإيمانِ ! بالصّبْرِ الْوَفِ
يِّ ! بِجَوْلةٍ ومَلاحِمٍ لَمْ تُخْتَمِ
الْمُجْرِمون عصابةٌ لا تَرْعَوي
أَبَداً وتَمْضي في هَوىً وتَوَهُّمِ
لا تَرْعوي حتى ترى عزماً أشدَّ
وجوْلةً من صادقٍ لم يُهْزَمِ
صَبُّوا عَليكِ مِنَ اللّهيبِ أشدَّه
ومِن الصّواريخِ التي لَمْ ترْحَمِ
لَهْفي على تلك المنازلِ هُدِّمتْ
وهَوتْ تَضُمُّ هوى الفتى المُتَوسِّمِ
وتَضمُّ أشلاءَ الطفولةِ والشُّيو
خِ ونِسْوةٍ،ورُؤىً من الشَّوقِ الظَّمِي
ويَشقُّ من أطلالها إشْراقةٌ
طلعتْ لِتملأ من فَضَاءٍ مُظْلمِ
مِنْ بَسْمةِ الطفلِ البريءِ على مُحَ
يّاهُ انْطوَتْ وتَلأْلأتْ فوقَ الفَمِ
وتظلُّ تَنْتَفِضُ الرَّؤى مِنْ بَيْنها
ورَفيفُ أَجْنحةِ الطُُّيوفِ الحُوِّمِ
وكَأنَّ بسْمته تَقولُ لقد دَنا
نَصْرٌ أَبَرُّ بِعَزْمةٍ وتَرَسُّمِ
يا " بيت حانونٍ " أنينُكِ مُوْجِعٌ
حَسِراتُ ثَكْلى أَوْ دُمُوعُ اليُتَّمِ
كَمْ طِفْلةٍ دَمَّى مَلامحَها الجِرا
حُ ! يدُ الحنان تُعيد رفّة مَبْسَمِ
كَمْ مِنْ جريحٍ ماتَ دون علاجه
مُنِعَتْ وسائلُه بغير تَرَحُّمِ
في كلِّ بَيْتٍ من بيُوتكِ صَرْخةٌ
تُطْوى ! وجرحٌ غائرٌ لم يُحْسَمِ
وبكلِّ نَادٍ حَسْرَةٌ مَوّارةٌ
بَيْن الصُّدورِ وغَضْبةٌ لَمْ تُكتَمِ
وعلى رُباكِ تَنَاثرتْ أشلاؤهم
بُسُطٌ تُزيِّنها اللآلئ من دَمِ
* * *
يَقِف الزَّمان هُنا لِهَوْلِ جَريمةٍ
كُبْرى وكيْدِ المُجْرمِ المتحكِّمِ
يَقِف الزّمان هُنا لِيَنْظُرَ أُمّة
تَغْفُو على خَدَرٍ وذُلِّ المُغْرَمِ
غَلبَ الهوى فيهمْ فمزَّق جَمْعَهُمْ
ومَضَوْا على عَهْدٍ بذاك مُصَرِّمِ
لَمْ يَلجأوا لله ! بل لجأوا إلى
دُنْيا مُزَخْرَفةٍ وكلِّ هَوىً عَمِ
لَجأوا إلى أَوْثَانهمْ فَتَصدَّعوا
وَجَثَوْا إليْها ! يا لِذِلٍّ الجُثّمِ
عَجبَاً لحالِ المسلمين تراهُمُ
غَنَّوْا دِمُقْراطيَّةً مِنْ مُجْرِمِ
كَمْ قَدْ أَذَلَّتْهُمْ وسَامَتْهُمْ أَسَىً
هُونَ العذابِ وكلَّ شَرٍّ مُرْغِمِ
أَجْلَتْهُمُ عَنْ دَارِهمْ وَرَمَتْهمو
عَبْر الفَضاءِ ! فيا لِهوْلِ المأْتمِ
عَجَباً ! يُقامُ المهرجانُ لها على
فَرحٍ وهم أَصْل البلاءِ المُبْرَمِ
يا وِيْلَ أمريكا وما ارتكبتْ مِنَ الْ
إِجْرامِ ! يا وَيْلَ العَتيِّ المُجْرِمِ
مَلأَتْ بِطاحَ الأرضِ من ظُلماتِها
فِتَناً تَهيجُ بكلّ شَرٍّ مُضرَمِ
رَفَعوا شَعاراتِ الضِّلالِ وزيّفوا
ومَضَوْا على مََكْرٍ وكَيْدٍ مُبْرَمِ
يَا وَيْلَ إسرائيلَ مِنْ يَومٍ يُطِ
لُّ بِزَحْفِه ! يَوْمٍ عَليْها أَشْأَمِ
قدرٌ مِن الرّحمنِ يَقْضي عِنْده
حَقَّ القضاءِ وكلَّ أمرٍ مُحْكمِ
لله ما زَحَفَتْ طلائعُ أمَّةٍ
مَوْصُولةٍ صَدقتْ بِعْهدٍ مُلْزمِ
الله أكبر ! يا ديارُ فردّدي
هذا النّداءَ وأقْبلي وتَقدَّمي
زَحْفاً يُزَلْزِلُ كلّ رُكْنٍ مِنْهُمُ
يَهْوي فَتَذْرُوهُ عَزَائِمُ مُعْلَمِ
زَحْفاً يُعيدُ إلى النُّفوسِ يقينها
ويُعيدُ لألأة الفُتوحِ اليُتّمِ