- 14 نوفمبر 2006
- 37
- 0
- 0
- الجنس
- ذكر
بسم الله الرحمن الرحيم
[grade="00008B FF6347 008000 4B0082"][align=right]دقائق من بداية التلاوة ستكتشف أن الشيخ سيأخذك إلى "دنيا أخرى"، فهو صاحب حنجرة ذهبية، وصوت ملائكي ساعده على إرساء مدرسة فريدة من نوعها في عالم قراءة القران الكريم، ليس في مصر فقط، ولكن في العالم أجمع.
صوته ذو بصمة خاصة في قلوب المستمعين، استطاع أن يمزج بين علم القراءات وأحكام التلاوة وعلم التفسير والمقامات الموسيقية، على مدار رحلة امتد عمرها لأكثر من 52 عاما قرأ فيها 500 ألف ساعة قرآن، إلا أنه لم يسجل منها سوى 2000 ساعة صوتية.
شهدت محافظة الغربية مولد (كروان المقرئين)، كما وصفه الشيخ الصيفي رحمه الله، فمنذ ميلاده عام 1905 بقرية ميت غزال تنبأ له العديد من مشايخ القرية بمستقبل مشرق، خاصة وأن يوم مولده وافق مولد النبي صلى الله عليه وسلم في 12 ربيع الأول، لذلك قرر جده إلحاقه بـ(كُتّاب) القرية مجرد أن بلغ الخامسة من عمره، واستطاع (الولد الشقي) – كما لقبه أهله - أن يتم حفظ القران الكريم كاملا وهو في سن الثانية عشر، درس بعدها القراءات القرآنية حتى أجادها، وهو في السابعة عشر من عمره، وسافر بعدها إلى طنطا للالتحاق بمعهد الأحمدي الأزهري.
وبما أن (مصائب قوم عند قوم فوائد)، جاءت وفاة حسين باشا القصبي في إسطنبول بتركيا (وكان من أعيان محافظة الغربية وله أقارب بالبرلمان)؛ فحضرت عشرات الوفود لتقديم واجب العزاء، ودعي الشيخ مصطفى للتلاوة هناك في اليوم الأول، فلقي صوته قبولا لم يتوقعه أحد، مما دفع أهل المتوفى إلى مطالبته بالتلاوة على مدار الأيام الثلاثة المتبقية، فبدأت شهرته تتسع بالقرى والمحافظات المجاورة.
بعدها ساقته الأقدار إلى أن يتواجد داخل (رابطة تضامن المقرئين)، التي كان يرأسها الشيخ محمد الصيفي، الذي طلب من الشيخ مصطفى التلاوة في احتفالات المولد النبوي التي كانت ستقام بالمسجد الحسيني، وبالفعل قام الشيخ بالقراءة في الاحتفال الذي أذاعته الإذاعة المصرية.
وهناك سمع الملك فاروق تلاوته، فطلب على الفور من مساعده بأن يأتي به ليصبح قارئ الديوان الملكي خلال شهر رمضان، وبالفعل نزل الشيخ ضيفاً على الاستراحة الملكية بفندق شبرد لمدة سبعة أعوام كاملة.
حياة الشيخ مصطفى التي امتدت إلى 73 عاماً كانت شاهدة على أضخم المعارك السياسية وعلى مرحلة انتقال مصر من الملكية إلى جمهورية، ورغم ذلك استطاع الشيخ مصطفى إن يكسب ثقة جميع الرؤساء، ومن قبلهم الملك فاروق، حتى أن الرئيس جمال عبد الناصر كان يعشق صوته، ولذلك كان يشترط أن يكون الشيخ مقرئاً لأي حفل رسمي يحضره الرئيس، وكذلك في صلاة الجمعة.
والطريف أن عشق السادات للشيخ مصطفى وصل إلى أنه كان يقلد صوته، وهذا ما أكده كثيرون ممن كانوا مع السادات بالمعتقل قبل ثورة 1952. لم يختلف الأمر في عهد السادات الرئيس، حتى أنه اصطحب الشيخ مصطفى في رحلته الشهيرة إلى مدينة القدس عام 1977، وهناك قام بالخطابة وإمامة صلاة الجمعة في المسجد الأقصى.
والشيخ صاحب أذن موسيقية، ومجدد للمقامات الموسيقية حتى أنه استطاع أن يمزج بينها بعضها البعض بشكل عبقري، حتى أنه كان يستطيع القراءة بالمقام البياتي لمدة 40 دقيقة كاملة، في حين لا تستطيع أقوى حنجرة القراءة بها أكثر من 5 دقائق.
فرنسا، إنجلترا، أمريكا، أستراليا، وبيروت.. محطات من رحلات الشيخ إلى الخارج، والتي لم تتوقف إلا بقضاء الله وقدره، الذي أتى في ديسمبر من عام 1987، حينما توفى الشيخ مصطفى تاركا لنا ثروة من القراءات، والعجيب أن إذاعة القران الكريم تملك مكتبة خاصة بتراث الشيخ تحتوى على جميع تسجيلاته الخارجية، إلا إنها لم تذع منها شيئاً حتى الآن![/align][/grade]
[grade="00008B FF6347 008000 4B0082"][align=right]دقائق من بداية التلاوة ستكتشف أن الشيخ سيأخذك إلى "دنيا أخرى"، فهو صاحب حنجرة ذهبية، وصوت ملائكي ساعده على إرساء مدرسة فريدة من نوعها في عالم قراءة القران الكريم، ليس في مصر فقط، ولكن في العالم أجمع.
صوته ذو بصمة خاصة في قلوب المستمعين، استطاع أن يمزج بين علم القراءات وأحكام التلاوة وعلم التفسير والمقامات الموسيقية، على مدار رحلة امتد عمرها لأكثر من 52 عاما قرأ فيها 500 ألف ساعة قرآن، إلا أنه لم يسجل منها سوى 2000 ساعة صوتية.
شهدت محافظة الغربية مولد (كروان المقرئين)، كما وصفه الشيخ الصيفي رحمه الله، فمنذ ميلاده عام 1905 بقرية ميت غزال تنبأ له العديد من مشايخ القرية بمستقبل مشرق، خاصة وأن يوم مولده وافق مولد النبي صلى الله عليه وسلم في 12 ربيع الأول، لذلك قرر جده إلحاقه بـ(كُتّاب) القرية مجرد أن بلغ الخامسة من عمره، واستطاع (الولد الشقي) – كما لقبه أهله - أن يتم حفظ القران الكريم كاملا وهو في سن الثانية عشر، درس بعدها القراءات القرآنية حتى أجادها، وهو في السابعة عشر من عمره، وسافر بعدها إلى طنطا للالتحاق بمعهد الأحمدي الأزهري.
وبما أن (مصائب قوم عند قوم فوائد)، جاءت وفاة حسين باشا القصبي في إسطنبول بتركيا (وكان من أعيان محافظة الغربية وله أقارب بالبرلمان)؛ فحضرت عشرات الوفود لتقديم واجب العزاء، ودعي الشيخ مصطفى للتلاوة هناك في اليوم الأول، فلقي صوته قبولا لم يتوقعه أحد، مما دفع أهل المتوفى إلى مطالبته بالتلاوة على مدار الأيام الثلاثة المتبقية، فبدأت شهرته تتسع بالقرى والمحافظات المجاورة.
بعدها ساقته الأقدار إلى أن يتواجد داخل (رابطة تضامن المقرئين)، التي كان يرأسها الشيخ محمد الصيفي، الذي طلب من الشيخ مصطفى التلاوة في احتفالات المولد النبوي التي كانت ستقام بالمسجد الحسيني، وبالفعل قام الشيخ بالقراءة في الاحتفال الذي أذاعته الإذاعة المصرية.
وهناك سمع الملك فاروق تلاوته، فطلب على الفور من مساعده بأن يأتي به ليصبح قارئ الديوان الملكي خلال شهر رمضان، وبالفعل نزل الشيخ ضيفاً على الاستراحة الملكية بفندق شبرد لمدة سبعة أعوام كاملة.
حياة الشيخ مصطفى التي امتدت إلى 73 عاماً كانت شاهدة على أضخم المعارك السياسية وعلى مرحلة انتقال مصر من الملكية إلى جمهورية، ورغم ذلك استطاع الشيخ مصطفى إن يكسب ثقة جميع الرؤساء، ومن قبلهم الملك فاروق، حتى أن الرئيس جمال عبد الناصر كان يعشق صوته، ولذلك كان يشترط أن يكون الشيخ مقرئاً لأي حفل رسمي يحضره الرئيس، وكذلك في صلاة الجمعة.
والطريف أن عشق السادات للشيخ مصطفى وصل إلى أنه كان يقلد صوته، وهذا ما أكده كثيرون ممن كانوا مع السادات بالمعتقل قبل ثورة 1952. لم يختلف الأمر في عهد السادات الرئيس، حتى أنه اصطحب الشيخ مصطفى في رحلته الشهيرة إلى مدينة القدس عام 1977، وهناك قام بالخطابة وإمامة صلاة الجمعة في المسجد الأقصى.
والشيخ صاحب أذن موسيقية، ومجدد للمقامات الموسيقية حتى أنه استطاع أن يمزج بينها بعضها البعض بشكل عبقري، حتى أنه كان يستطيع القراءة بالمقام البياتي لمدة 40 دقيقة كاملة، في حين لا تستطيع أقوى حنجرة القراءة بها أكثر من 5 دقائق.
فرنسا، إنجلترا، أمريكا، أستراليا، وبيروت.. محطات من رحلات الشيخ إلى الخارج، والتي لم تتوقف إلا بقضاء الله وقدره، الذي أتى في ديسمبر من عام 1987، حينما توفى الشيخ مصطفى تاركا لنا ثروة من القراءات، والعجيب أن إذاعة القران الكريم تملك مكتبة خاصة بتراث الشيخ تحتوى على جميع تسجيلاته الخارجية، إلا إنها لم تذع منها شيئاً حتى الآن![/align][/grade]
التعديل الأخير: