- 16 يونيو 2006
- 2,500
- 16
- 0
- الجنس
- ذكر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قد يعتبر البعض هذا العنوان فيه شيء من المبالغة، وقد يرى البعض أن هذا الكلام ليس صحيحا بالمرة، ولكن لكل وجهة هو موليها، ولكل نظرة تخالف نظرات الآخرين.
منذ تعيين الثلاثة المؤذنين الجدد بالحرم وأنا أتابعهم عن كثب، أذانهم وإقامتهم وتبليغاتهم، وقد أتاحت الريسية لهم في الفترة الأخيرة فرصة الممارسة بما مكننا من الوصول لبعض الأحكام التي بلغت عندي درجة اليقين أو غلبة الظن.
(1)
أحمد بن علي بن حسن نحاس
لا يخفى على الجميع أن الشيخ أحمد مؤذن منذ زمن في مسجد الخيف، ولعل هذا ينبئ عن شيء مهم ألا وهو استقرار أداء الشيخ فيما يخص الأذان والإقامة فهو منذ زمن يؤذن بهذه الطريقة ويقيم بنفس الأداء، فغالب الظن أنه لن يغير كثيرا من أدائه الذي اعتاده منذ زمن، والذي يعتمد في الجملة على مجموعة من الجمل الحجازية المعروفة والتي سمعناها من قبل من أشهر المؤذنين كالزبيدي والملا والحضراوي والفيدة، أما تبليغه فقد التزم الشيخ نحاس منذ قدومه للحرم في تبليغه بمقام واحد لا يغيره مهما تغير مقام التلاوة ومهما تغير الشيوخ، فلم نسمع منه حتى الآن سوى مقام الحجاز مخلوط ببعض حجاز كار.
والشيخ صوته جميل ويتميز بالثقة في أذانه وأدائه عامة
(2)
د. عصام بن علي خان
أعتبره أندى الثلاثة صوتا وأحلاهم نبرة ومخارجا للحروف، إلا أن صوته يحتاج لبعض الجهورية ليناسب الحرم، وقد أبدع الشيخ عصام في أذاناته الأخيره إبداعا شديدا ينبئ عن فطرة حجازية جميلة وهبة من الله تعالى، وهو من المجددين الذين لا يستقرون على نغم واحد فيأتي بالجميل ومن بعده الأجمل ثم يفاجئنا بالجديد ومن بعده الأكثر جدة ويذهب بنا ويعود، حاله في ذلك كحال الرمل والفيده، لا تنتظر منهم شيئا محددا وإذا انتظرت شيئا تفاجأت بالأجمل منه، أما عن التبليغ فهو لا يعتني به كثيرا فيترك نفسه لقراءة الإمام وتكبيراته وهو في الجملة لا يخرج عن "بحمر دسج"، ولو درس أصول التبليغ الحجازي لأصبح شيئا آخر، ولعله يكتسب ذلك العلم في السنوات القادمة.
(3)
أحمد بن يونس خوجة
كان الأصل أن أفرد له موضوعا مستقلا، ولعل عنوان المقال يكفي لنقل رأيي الخاص في هذا المبدع، هذا الرجل الذي استطاع في فترة وجيزة جدا أن يكسبنا مزيجا معقدا من المشاعر المركبة حال الاستماع إليه، فعندما تستمع لهذا الرجل وهو يؤذن تستعيد ذكريات خمسين أو ستين سنة مضت، تظن حين تسمع أذانه أنه يرفعه من فوق المقام الشافعي في صحن الطواف، وتتخيل الأرض مفروشة بالحصى، وتتخيل الأبلاتين والفيدة والبصنوي واللبني يحيطون به، يجر إليك الأصالة جرا أو يجرك إليها، صوت جهوري عريق، نغم أصيل كأصالة البيت، لا هو يقلد تقليدا محضا، ولا يأتي بشيء من كيسه، كأنه يقول: أنا مولود في المكبرية، وإذا استمعت إلى إقامته ظننت أنه يحدث الناس في بيته وفي مسجده وفي الشارع حديثا ملحنا باللحن الحجازي من شدة التمكن.
أما عن التبليغ فقد استمعت منه إلى الآن إلى ثلاثة مقامات أدى كل منها أداء غاية في الإتقان، فضلا عن أنه غاية في المناسبة، فعندما صلى الجهني بالرصد سمعناه يؤدي رصدا كاملا متقنا، وعندما صلى الطالب بالسيكاه أدى معه بمختصر المايه على وجهه، وعندما صلى الغامدي بالصبا أدى معه بالدوكاه الحجازية كما لو كان هو مخترعها، والأهم من إتقانه للأداء حساسيته في اختيار المقام المناسب للقراءة، وهو الأمر الذي لا زال بعض كبار المكبرية لا يحسنونه أو يصيبهم ببعض الاضطراب.
وقد لاحظت أن الشيخ يحتاج قليلا إلى التدريب على المختصرات من المقامات فهو غالبا يأتي بالمقام كاملا (إلا المايه) ويسرع في الجملة حتى لا تطول.
وبصفة عامة فأنا أتوقع لهذا المؤذن أن يكون خبيرا من خبراء المقامات في المكبرية بل هو كذلك بالفعل حاليا واسألوا عنه الخبراء إن شئتم، فهو بحق عملاق المكبرية القادم.
محمد مغربي
قد يعتبر البعض هذا العنوان فيه شيء من المبالغة، وقد يرى البعض أن هذا الكلام ليس صحيحا بالمرة، ولكن لكل وجهة هو موليها، ولكل نظرة تخالف نظرات الآخرين.
منذ تعيين الثلاثة المؤذنين الجدد بالحرم وأنا أتابعهم عن كثب، أذانهم وإقامتهم وتبليغاتهم، وقد أتاحت الريسية لهم في الفترة الأخيرة فرصة الممارسة بما مكننا من الوصول لبعض الأحكام التي بلغت عندي درجة اليقين أو غلبة الظن.
(1)
أحمد بن علي بن حسن نحاس
لا يخفى على الجميع أن الشيخ أحمد مؤذن منذ زمن في مسجد الخيف، ولعل هذا ينبئ عن شيء مهم ألا وهو استقرار أداء الشيخ فيما يخص الأذان والإقامة فهو منذ زمن يؤذن بهذه الطريقة ويقيم بنفس الأداء، فغالب الظن أنه لن يغير كثيرا من أدائه الذي اعتاده منذ زمن، والذي يعتمد في الجملة على مجموعة من الجمل الحجازية المعروفة والتي سمعناها من قبل من أشهر المؤذنين كالزبيدي والملا والحضراوي والفيدة، أما تبليغه فقد التزم الشيخ نحاس منذ قدومه للحرم في تبليغه بمقام واحد لا يغيره مهما تغير مقام التلاوة ومهما تغير الشيوخ، فلم نسمع منه حتى الآن سوى مقام الحجاز مخلوط ببعض حجاز كار.
والشيخ صوته جميل ويتميز بالثقة في أذانه وأدائه عامة
(2)
د. عصام بن علي خان
أعتبره أندى الثلاثة صوتا وأحلاهم نبرة ومخارجا للحروف، إلا أن صوته يحتاج لبعض الجهورية ليناسب الحرم، وقد أبدع الشيخ عصام في أذاناته الأخيره إبداعا شديدا ينبئ عن فطرة حجازية جميلة وهبة من الله تعالى، وهو من المجددين الذين لا يستقرون على نغم واحد فيأتي بالجميل ومن بعده الأجمل ثم يفاجئنا بالجديد ومن بعده الأكثر جدة ويذهب بنا ويعود، حاله في ذلك كحال الرمل والفيده، لا تنتظر منهم شيئا محددا وإذا انتظرت شيئا تفاجأت بالأجمل منه، أما عن التبليغ فهو لا يعتني به كثيرا فيترك نفسه لقراءة الإمام وتكبيراته وهو في الجملة لا يخرج عن "بحمر دسج"، ولو درس أصول التبليغ الحجازي لأصبح شيئا آخر، ولعله يكتسب ذلك العلم في السنوات القادمة.
(3)
أحمد بن يونس خوجة
كان الأصل أن أفرد له موضوعا مستقلا، ولعل عنوان المقال يكفي لنقل رأيي الخاص في هذا المبدع، هذا الرجل الذي استطاع في فترة وجيزة جدا أن يكسبنا مزيجا معقدا من المشاعر المركبة حال الاستماع إليه، فعندما تستمع لهذا الرجل وهو يؤذن تستعيد ذكريات خمسين أو ستين سنة مضت، تظن حين تسمع أذانه أنه يرفعه من فوق المقام الشافعي في صحن الطواف، وتتخيل الأرض مفروشة بالحصى، وتتخيل الأبلاتين والفيدة والبصنوي واللبني يحيطون به، يجر إليك الأصالة جرا أو يجرك إليها، صوت جهوري عريق، نغم أصيل كأصالة البيت، لا هو يقلد تقليدا محضا، ولا يأتي بشيء من كيسه، كأنه يقول: أنا مولود في المكبرية، وإذا استمعت إلى إقامته ظننت أنه يحدث الناس في بيته وفي مسجده وفي الشارع حديثا ملحنا باللحن الحجازي من شدة التمكن.
أما عن التبليغ فقد استمعت منه إلى الآن إلى ثلاثة مقامات أدى كل منها أداء غاية في الإتقان، فضلا عن أنه غاية في المناسبة، فعندما صلى الجهني بالرصد سمعناه يؤدي رصدا كاملا متقنا، وعندما صلى الطالب بالسيكاه أدى معه بمختصر المايه على وجهه، وعندما صلى الغامدي بالصبا أدى معه بالدوكاه الحجازية كما لو كان هو مخترعها، والأهم من إتقانه للأداء حساسيته في اختيار المقام المناسب للقراءة، وهو الأمر الذي لا زال بعض كبار المكبرية لا يحسنونه أو يصيبهم ببعض الاضطراب.
وقد لاحظت أن الشيخ يحتاج قليلا إلى التدريب على المختصرات من المقامات فهو غالبا يأتي بالمقام كاملا (إلا المايه) ويسرع في الجملة حتى لا تطول.
وبصفة عامة فأنا أتوقع لهذا المؤذن أن يكون خبيرا من خبراء المقامات في المكبرية بل هو كذلك بالفعل حاليا واسألوا عنه الخبراء إن شئتم، فهو بحق عملاق المكبرية القادم.
محمد مغربي