إعلانات المنتدى


نَاقِشُوا أَوْلادَكُمْ

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

نسيمة

عضو كالشعلة
6 ديسمبر 2006
337
0
0
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

75.gif

75.gif
ينطلق كثير من الآباء والأمهات في تعاملهم مع الأبناء والبنات من منطلق الحياة المعتادة في أسرة واحدة تحت سقف واحد، ولهذا يقعون في سلبيات التعامل البارد، والأسلوب الجامد، والخطاب الجاف دون قصد إلى ذلك، ودون إحساسٍ بما يُحدثه من آثار سلبيَّةٍ في نفوس أفراد العائلة.
ومن مظاهر هذا التعامل السلبي استخدام العبارات دون حرصٍ على انتقاء الأفضل والأنسب، وكأن العبارات المختارة مقصورة على الحديث مع الغرباء، أو الأصدقاء والمعارف من خارج دائرة الأسرة.
ومن مظاهره أيضاً عدم الاهتمام بترتيب جلساتٍ مع الأولاد للمناقشة فيما يَشغل عقولهم وقلوبهم من الأفكار والأحداث، وللسؤال عن أحوالهم ومشاعرهم الخاصة بطريقة تُشعر بالاحترام والتقدير المُتبادَل. فمن المعلوم في واقع الحياة العائلية عند كثير من المسلمين أنَّ الأب والأم يحرصان على اختيار أجمل العبارات والأساليب الراقية حينما يلتقيان بأصدقائهما وضيوفهما، ويَظْهَران بمظهر الابتسامة والبشاشة وحسن التعامل، والاحترام الكبير لمَن يُقابلان من الناس، ولكنهما لا يستخدمان شيئاً من ذلك في تعاملهما مع الأهل والأولاد.
كلمات الترحيب، والتقدير، ودماثة الخلق تنهال على بعض الناس حينما يكونون في مجلس استقبال الضيوف، أو خارج المنزل، أما حينما يدخلون إلى مكان جلوس أفراد الأسرة فإن الصمت الثقيل، وأسلوب الأمر والنهي والنَّهْر والتأنيب تُصبح سائدةً في أجواء المنزل.
كم من أبٍ يتعامل مع مَن يخطئ من الموظفين أو الأصدقاء والزملاء بالإعذار، وعبارات التشجيع، وعدم المؤاخذة على الخطأ، والتجاوز عن الزَّلل، ولكنه يتعامل بالقسوة والعُنْف وعدم الإعذار مع خطأ الزوجة، والإخوة والأخوات، والبنين والبنات.
وكم من أُمٍّ تشتهر بين صواحبها بالمرح ودماثة الخلق، وحسن المنطق، والتسامح والكرم، ولكنها لا تمنح شيئاً من ذلك لزوجها وأولادها الذين هم أحقُّ الناس بذلك منها.
قلتُ لأحد أولادي بعد أن عاتَبْتُهُ: مالي أراكَ انقبضْتَ حينما عاتَبْتُكَ؟ وقد بدا ذلك على ملامح وجهه، أتُراكَ تتضايق من توجيهي لك وعتابي وأوامري؟
قال: يضايقني ما أسمعه من عبارات التأنيب على كل موقف سلبي مهما كان صغيراً؛ لأنَّني أرى فيها شيئاً من القسوة، وتحطيم الهِمَّة.
قلتُ له: أنتَ تعلم أنني لا أريد إلا سعادتك ونجاحك، وأنني أنطلق في حديثي معك من الحرص عليك، والحبِّ لك.
قال: نعم، أعلمُ ذلك، ولكنَّ أسلوب التأنيب المستمر، واستخدام اللهجة القاسية -أحياناً- يجعلك بعيداً عن تحقيق ما تُريده لي من السعادة والنجاح.
قلتُ: أرجو أنْ تقبل أسفي، وأن تكون على ثقةٍ بتقديري لك، ولشخصيَّتك المتميزة، وحسن تعاملك، وصِدْق خدمتك لي ولأمِّك وإخوتك.
قال لي مبتسماً: أنا واثقٌ بك كلَّ الثقة، فأنت أبي، لك عليَّ حق التقدير والطاعة، فطاعتك عبادةٌ يا أبِي.
عندها شعرتُ بتقصيرنا في الإبداع في لغة التخاطب مع أهلنا، وفي مناقشة أولادنا مناقشةً هادئةً هادفةً.
إنها دعوة صادقة إلى كل أبٍ وكل أمٍّ أن يحرصوا جميعاً على الارتقاء بلغة التخاطب العائلي، وعلى صَرْف قَدْر كبير من الاهتمام بأساليب التعامل الراقية، والمناقشات الصريحة المؤدَّبة، إلى داخل بيوتهم؛ لأنهم يُحقِّقون بذلك من السعادة والنجاح والثقة في النفس لأهلهم ما لا يُمكن أن تُحقِّقه أساليب العنف والتأنيب.
لقد روى لنا أنس بن مالك -رضي الله عنه- من حُسْن تعامل الرسول - صلى الله عليه وسلم- مع أهله صغاراً وكباراً، و من عبارته النبويَّة النقية التي يتخاطب بها مع أهله، ما يُحقِّق لنا وجود القدوة الصالحة في هذا المجال، فما يَبْقَى علينا إلا الاقتداء والامتثال.
إنَّ هذا المنهج في مناقشة الأولاد، وحسن التعامل معهم، هو الذي يُرَبِّي للأمة أجيالاً قويَّةً سويَّةً قادرةً على العطاء، جديرةً بمواجهة مؤامرات الأعداء.
إِشَارَةٌ:
هَبْنِي مَعَ الْحُبِّ تَقْدِيراً وَإِجْلالا ****** يُخْلِصْ لَكَ الْقَلْبُ أَقْوَالاً وَأَفْعَالا​
http
[CENTER][IMG]http://www.flowersdubai.com/images/products/Roses%20in%20the%20meadow-big.jpg​
 

دمعة و ابتسامة

مزمار فعّال
19 نوفمبر 2006
122
0
0
الجنس
ذكر
رد: نَاقِشُوا أَوْلادَكُمْ

بارك الله فيكم اختي موضوع في غاية الاهمية

جزاكم الله كل خير
 

عزيزي

مزمار كرواني
3 أكتوبر 2006
2,321
0
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
عمر أحمد القزابري
رد: نَاقِشُوا أَوْلادَكُمْ

بارك الله فيكم اختي
 

التقوى

مزمار فضي
9 نوفمبر 2006
667
0
0
رد: نَاقِشُوا أَوْلادَكُمْ

بارك الله فيك أختي فعلا نصائح مهمة نتمنى أن نتقيد بها ان شاء الله

75.gif



وما من كاتب إلا سيفنى *** ويبقى الدهرُ ما كتبت يداه
فلا تكتب بكفك غير شئٍ *** يسرك في القيامة أن تراه


جزاك الله خيرا أختي الداعية على التوقيع
 

الداعية

مراقبة قديرة سابقة وعضو شرف
عضو شرف
11 نوفمبر 2005
19,977
75
48
الجنس
أنثى
رد: نَاقِشُوا أَوْلادَكُمْ

بارك الله فيك اختي الكريمة بسمة واهلا بك بين اخواتك وموضوع متميز وبداية موفقة ياارب
 

أبو زكرياء

مزمار فعّال
16 أكتوبر 2006
267
0
0
الجنس
ذكر
رد: نَاقِشُوا أَوْلادَكُمْ

[align=center]
t_199.gif

جزاك الله خيرا الأخت نسيمة على هذا الموضوع الجميل
إلا أن قضية مناقشة الأولاد والحوار معهم والانفتاح على المحيط العائلي في هذا العصر تحكمه العديد من العوامل والتي تجعله شبه منعدم ، وذلك راجع إلى الظروف المادية والنفسية التي تؤثرفي نفسية الآباء والتي تجعلهم غير قادرين على مناقشة حتى أنفسهم فكيف بمناقشة الآخرين .
عموما الموضوع جميل جدا وأعتبره موضوع الساعة ويحتاج إلى حلقات وحوارات عديدة للإفادة والاستفادة وجزاك الله خيرا.
44.gif
[/align]
 

نزيل مكة

عضو كالشعلة
18 مارس 2006
395
1
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد المحيسني
رد: نَاقِشُوا أَوْلادَكُمْ

أختي نسيمة مشكورة على المشاركة الرائعة وأضيف أن طريقة الكثيرين في التعامل مع أولادهم قد

أخرجت جيلا خجولا ضعيفا غير قادر على إثبات وجوده لأنه عاش في بيئة تعيب عليه إذا تكلم وأبدى

رأيه حتى غلب عليه تصور أنه لايصلح لشيء .. أسأل الله أن يلهم الأباء والأمهات حسن التربية بما

شرع الله.. وشكرا أختي على المشاركة.
 

نسيمة

عضو كالشعلة
6 ديسمبر 2006
337
0
0
رد: نَاقِشُوا أَوْلادَكُمْ

[align=center]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته[/align]
[align=center]
catrose.gif
[/align]
[align=center]أشكر جزيل الشكر جميع إخواني وأخواتي في الله على ردودهم وأتمنى من الله سبحانه وتعالى أن يلهمنا الصبر والثبات حتى نربي أبناءنا تربية حسنة مبنية على الأخلاق الحميدة عمادها الإسلام و نراهم متفوقين في جميع المجالات بإذنه سبحانه وتعالى[/align]
 
التعديل الأخير:

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع