- 22 يوليو 2008
- 16,039
- 146
- 63
- الجنس
- أنثى
- علم البلد
-
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نسخ القرآن في عهد عثمان
أسبابه
اتسعت الفتوحات في زمن عثمان واستبحر العمران
وتفرق المسلمون في الأمصار والأقطار ونبتت ناشئة
جديدة كانت بحاجة إلى دراسة القرآن وطال عهد
الناس بالرسول والوحي والتنـزيل وكان أهل كل إقليم
من أقاليم الإسلام يأخذون بقراءة من اشتهر بينهم من
الصحابة فأهل الشام يقرؤون بقراءة أبي بن كعب وأهل
الكوفة يقرؤون بقراءة عبد الله بن مسعود وغيرهم يقرأ
بقراءة أبي موسى الأشعري فكان بينهم اختلاف
في حروف الأداء ووجوه القراءة بطريقة فتحت باب
الشقاق والنـزاع في قراءة القرآن أشبه بما كان
بين الصحابة قبل أن يعلموا أن القرآن نـزل على سبعة
أحرف بل كان هذا الشقاق أشد لبعد عهد هؤلاء بالنبوة
وعدم وجود الرسول بينهم يطمئنون إلى حكمه
ويصدرون جميعا عن رأيه واستفحل الداء حتى كفر
بعضهم بعضا وكادت تكون فتنة في الأرض وفساد كبير
ولم يقف هذا الطغيان عند حد بل كاد يلفح بناره جميع
البلاد الإسلامية حتى الحجاز والمدينة وأصاب الصغار
والكبار على سواء.
أخرج ابن أبي داود في المصاحف من طريق أبي قلابة أنه
قال لما كانت خلافة عثمان جعل المعلم يعلم قراءة الرجل
والمعلم يعلم قراءة الرجل فجعل الغلمان يلتقون فيختلفون
حتى ارتفع ذلك إلى المعلمين حتى كفر بعضهم بعضا
فبلغ ذلك عثمان فخطب فقال أنتم عندي تختلفون فمن
نأى عني من الأمصار أشد اختلافا. وصدق عثمان فقد
كانت الأمصار النائية أشد اختلافا ونـزاعا من المدينة
والحجاز وكان الذين يسمعون اختلاف القراءات من
تلك الأمصار إذا جمعتهم المجامع أو التقوا على جهاد
أعدائهم يعجبون من ذلك وكانوا يمعنون في التعجب
والإنكار كلما سمعوا زيادة في اختلاف طرق أداء القرآن
وتأدى بهم التعجب إلى الشك والمداجاة ثم إلى التأثيم والملاحاة.
وتيقظت الفتنة التي كادت تطيح فيها الرؤوس وتسفك
الدماء وتقود المسلمين إلى مثل اختلاف اليهود والنصارى
في كتابهم كما قال حذيفة لعثمان في الحديث الآتي قريبا
أضف إلى ذلك أن الأحرف السبعة التي نـزل بها
القرآن لم تكن معروفة لأهل تلك الأمصار ولم يكن
من السهل عليهم أن يعرفوها كلها حتى يتحاكموا إليها
فيما يختلفون إنما كان كل صحابي في إقليم يقرئهم بما
يعرف فقط من الحروف التي نـزل عليها القرآن
ولم يكن بين أيديهم مصحف جامع يرجعون إليه
فيما شجر بينهم من هذا الخلاف والشقاق البعيد
لهذه الأسباب والأحداث رأى عثمان بثاقب رأيه
وصادق نظره أن يتدارك الخرق قبل أن يتسع على
الراقع وأن يستأصل الداء قبل أن يعز الدواء فجمع
أعلام الصحابة وذوي البصر منهم وأجال الرأي بينه
وبينهم في علاج هذه الفتنة ووضع حد لذلك الاختلاف
وحسم مادة هذا النـزاع
فأجمعوا أمرهم على استنساخ مصاحف يرسل
منها إلى الأمصار وأن يؤمر الناس بإحراق كل ما عداها
وألا يعتمدوا سواها وبذلك يرأب الصدع ويجبر
الكسر وتعتبر تلك المصاحف العثمانية الرسمية نورهم
الهادي في ظلام هذا الإختلاف ومصباحهم الكشاف في
ليل تلك الفتنة وحكمهم العدل في ذاك النـزاع والمراء
وشفاءهم الناجع من مصيبة ذلك الداء
آلية نسخ القرآن في عهد عثمان رضي الله عنه
وشرع عثمان رضي الله عنه في تنفيذ هذا القرار الحكيم
حول أواخر سنة أربع وعشرين وأوائل سنة خمس وعشرين
من الهجرة فعهد في نسخ المصاحف إلى أربعة من خيرة
الصحابة وثقات الحفاظ وهم زيد بن ثابت
وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن
الحارث بن هشام وهؤلاء الثلاثة الأخيرون من قريش
وأرسل عثمان إلى أم المؤمنين حفصة بنت عمر فبعثت
إليه بالصحف التي عندها وهي الصحف التي جمع القرآن
فيها على عهد أبي بكر رضي الله عنه وأخذت لجنة الأربعة
هؤلاء في نسخها وجاء في بعض الروايات أن الذين
ندبوا لنسخ المصاحف كانوا اثني عشر رجلا
وما كانوا يكتبون شيئا إلا بعد أن يعرض على الصحابة
ويُقرُّوا أن رسول الله قرأ على هذا النحو الذي
نجده الآن في المصاحف .
محمد بن محمود حوا
نسخ القرآن في عهد عثمان
أسبابه
اتسعت الفتوحات في زمن عثمان واستبحر العمران
وتفرق المسلمون في الأمصار والأقطار ونبتت ناشئة
جديدة كانت بحاجة إلى دراسة القرآن وطال عهد
الناس بالرسول والوحي والتنـزيل وكان أهل كل إقليم
من أقاليم الإسلام يأخذون بقراءة من اشتهر بينهم من
الصحابة فأهل الشام يقرؤون بقراءة أبي بن كعب وأهل
الكوفة يقرؤون بقراءة عبد الله بن مسعود وغيرهم يقرأ
بقراءة أبي موسى الأشعري فكان بينهم اختلاف
في حروف الأداء ووجوه القراءة بطريقة فتحت باب
الشقاق والنـزاع في قراءة القرآن أشبه بما كان
بين الصحابة قبل أن يعلموا أن القرآن نـزل على سبعة
أحرف بل كان هذا الشقاق أشد لبعد عهد هؤلاء بالنبوة
وعدم وجود الرسول بينهم يطمئنون إلى حكمه
ويصدرون جميعا عن رأيه واستفحل الداء حتى كفر
بعضهم بعضا وكادت تكون فتنة في الأرض وفساد كبير
ولم يقف هذا الطغيان عند حد بل كاد يلفح بناره جميع
البلاد الإسلامية حتى الحجاز والمدينة وأصاب الصغار
والكبار على سواء.
أخرج ابن أبي داود في المصاحف من طريق أبي قلابة أنه
قال لما كانت خلافة عثمان جعل المعلم يعلم قراءة الرجل
والمعلم يعلم قراءة الرجل فجعل الغلمان يلتقون فيختلفون
حتى ارتفع ذلك إلى المعلمين حتى كفر بعضهم بعضا
فبلغ ذلك عثمان فخطب فقال أنتم عندي تختلفون فمن
نأى عني من الأمصار أشد اختلافا. وصدق عثمان فقد
كانت الأمصار النائية أشد اختلافا ونـزاعا من المدينة
والحجاز وكان الذين يسمعون اختلاف القراءات من
تلك الأمصار إذا جمعتهم المجامع أو التقوا على جهاد
أعدائهم يعجبون من ذلك وكانوا يمعنون في التعجب
والإنكار كلما سمعوا زيادة في اختلاف طرق أداء القرآن
وتأدى بهم التعجب إلى الشك والمداجاة ثم إلى التأثيم والملاحاة.
وتيقظت الفتنة التي كادت تطيح فيها الرؤوس وتسفك
الدماء وتقود المسلمين إلى مثل اختلاف اليهود والنصارى
في كتابهم كما قال حذيفة لعثمان في الحديث الآتي قريبا
أضف إلى ذلك أن الأحرف السبعة التي نـزل بها
القرآن لم تكن معروفة لأهل تلك الأمصار ولم يكن
من السهل عليهم أن يعرفوها كلها حتى يتحاكموا إليها
فيما يختلفون إنما كان كل صحابي في إقليم يقرئهم بما
يعرف فقط من الحروف التي نـزل عليها القرآن
ولم يكن بين أيديهم مصحف جامع يرجعون إليه
فيما شجر بينهم من هذا الخلاف والشقاق البعيد
لهذه الأسباب والأحداث رأى عثمان بثاقب رأيه
وصادق نظره أن يتدارك الخرق قبل أن يتسع على
الراقع وأن يستأصل الداء قبل أن يعز الدواء فجمع
أعلام الصحابة وذوي البصر منهم وأجال الرأي بينه
وبينهم في علاج هذه الفتنة ووضع حد لذلك الاختلاف
وحسم مادة هذا النـزاع
فأجمعوا أمرهم على استنساخ مصاحف يرسل
منها إلى الأمصار وأن يؤمر الناس بإحراق كل ما عداها
وألا يعتمدوا سواها وبذلك يرأب الصدع ويجبر
الكسر وتعتبر تلك المصاحف العثمانية الرسمية نورهم
الهادي في ظلام هذا الإختلاف ومصباحهم الكشاف في
ليل تلك الفتنة وحكمهم العدل في ذاك النـزاع والمراء
وشفاءهم الناجع من مصيبة ذلك الداء
آلية نسخ القرآن في عهد عثمان رضي الله عنه
وشرع عثمان رضي الله عنه في تنفيذ هذا القرار الحكيم
حول أواخر سنة أربع وعشرين وأوائل سنة خمس وعشرين
من الهجرة فعهد في نسخ المصاحف إلى أربعة من خيرة
الصحابة وثقات الحفاظ وهم زيد بن ثابت
وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن
الحارث بن هشام وهؤلاء الثلاثة الأخيرون من قريش
وأرسل عثمان إلى أم المؤمنين حفصة بنت عمر فبعثت
إليه بالصحف التي عندها وهي الصحف التي جمع القرآن
فيها على عهد أبي بكر رضي الله عنه وأخذت لجنة الأربعة
هؤلاء في نسخها وجاء في بعض الروايات أن الذين
ندبوا لنسخ المصاحف كانوا اثني عشر رجلا
وما كانوا يكتبون شيئا إلا بعد أن يعرض على الصحابة
ويُقرُّوا أن رسول الله قرأ على هذا النحو الذي
نجده الآن في المصاحف .
محمد بن محمود حوا