- 4 نوفمبر 2007
- 1,989
- 18
- 0
- القارئ المفضل
- عبد الرحمن السديس
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:70%;background-color:limegreen;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
موسوعة الإعجاز الكوني في القرآن والسنة
(بسم الل)
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث للبشر أجمعين محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد
المعجزة هي أرقى وأقوى وسيلة لإقناع الملحد بصدق الرسالة الإلهية. وهذه هي الطريقة التي ارتضاها الله سبحانه وتعالى لأنبيائه عليهم السلام. فأيد كل رسول بمعجزة ليقيم الحجة على قومه ولتكون سنداً له وتثبيتاً في رحلة دعوته إلى الله تعالى. لذلك فانك تجد في كل عصر من العصور معجزة تناسب علوم ذلك العصر, أما معجزة القرآن فكانت هي المعجزة المناسبة لجميع العصور ولجميع الناس على اختلاف عقائدهم ولغاتهم.
المعجزة سلاح الأنبياء
منذ زمن سيدنا نوح عليه السلام وحتى يومنا هذا لغة الإلحاد واحدة, فالملحد يطلب باستمرار الدليل المادي والمباشر على وجود الله جل جلاله ويطلب البرهان الملموس على صدق الرسالة الإلهية
لقد أتى الله عز وجل سيدنا نوحاً عليه السلام حجة وبلاغة في النقاش فكان يستخدم مخلوقات الله تعالى للدلالة على وجود الله, وقد استخدم الرقم سبعة كدليل على قدرة الله في خلق السماوات السبع, بأن ينظروا ويتفكروا في خلق هذه السماوات فقال لهم: (ألم تروا كيف خلق الله سبع سماوات طباقاً وجعل القمر فيهن نوراً وجعل الشمس سراجاً) [نوح: 15-16].
هذا النص الكريم مليء بالحقائق العلمية, فالقمر هو جسم بارد يعكس نور الشمس لذلك سماه الله تعالى (نوراً) , فأما الشمس فهي جسم ملتهب ينتج الضوء والحرارة تماماً مثل السراج فسماها الله تعالى (سراجاً) , ومع أن هذه الحقائق العلمية لم تكتشف إلا في عصرنا الحديث فإنها موجودة منذ زمن سيدنا نوح عليه السلام.
إذن استخدم سيدنا نوح عليه السلام معجزات كونية لإثبات صدق رسالته إلى قومه ولكن ماذا كان ردهم؟ بعد مناقشات طويلة قالوا له: (قالوا يا نوح قد جادلتنا فأكثرت جدالنا) [هود: 32]. لذلك فقد أغرقهم الله وأنجى نوحاً والذين آمنوا معه وهذه سنة الله في خلقه.
وتمر السنوات ويكثر الكفر والإلحاد ويأتي زمن سيدنا إبراهيم عليه السلام حيث انتشرت عبادة الكواكب والأصنام. ويبدأ خليل الرحمن بالتفكر في هذا الكون وما فيه من كواكب, ليزداد يقيناً بالله تعالى. ويأتي البيان الإلهي متحدثاً عن هذا الرسول الكريم: (وكذلك نري إبراهيم ملكوت السماوات والأرض وليكون من الموقنين) [الأنعام: 75].
وتأمل معي قوله تعالى: (وليكون من الموقنين) والذي نرى فيه الدليل على أن رؤية ملكوت الله تزيد المؤمن يقيناً بالله عز وجل. لأننا لا نستطيع رؤية الخالق سبحانه ولكن هنالك ما يدل على وجوده وعظمته, فعظمة الخلق تدل على عظمة الخالق تبارك وتعالى.
لقد بين إبراهيم عليه السلام لقومه بأن هذه الكواكب التي يعبدونها ويسجدون لها من دون الله ليست آلهة لأنها تغيب, ولكن الله سبحانه وتعالى لا يغيب أبداً. وهذه الحجة آتاها الله لسيدنا إبراهيم ليقنع بها قومه. (وتلك حجتنا آتيناها لإبراهيم على قومه نرفع درجات من نشاء) [الأنعام: 83].
أما سيدنا صالح عليه السلام فقد آتاه الله معجزة الناقة لتكون شاهداً على صدق رسالته من الله تعالى.
وقد سخر الله لسيدنا سليمان عليه السلام الجبال والرياح والشياطين وعلمه لغة الطير والنمل ومعجزات أخرى.
ويأتي سيدنا المسيح عيسى عليه السلام ليؤيده الله بروح القدس ويؤتيه من المعجزات ما يحيي بها الموتى ويخلق من الطين كهيئة الطير فتكون طيراً بإذن الله ويشفي الأكمه والأبرص ومعجزات أخرى كلها لتجعل الناس مؤمنين بصدق هذا الرسول الكريم, حتى طريقة خلق هذا النبي من غير أب فيها معجزة وكلامه في المهد فيه معجزة أيضاً.
وهكذا لكل نبي معجزة أو عدد من المعجزات, فكانت هذه المعجزات سلاحاً فعالاً في مواجهة الإلحاد والكفر, ولتثبيت الإيمان والاستمرار على الحق. ولكن كان على الدوام فريقان: فريق يؤمن بهذه المعجزة ويصدقها, وفريق يجحد بهذه المعجزة ويكذبها.
معجزة سيدنا موسى عليه السلام الذي أرسله الله تعالى إلى فرعون وملأه, ولكن ما هو العصر الذي بعث فيه سيدنا موسى وهل جاءت المعجزة مناسبة لذلك العصر؟
لقد ازداد طغيان فرعون كثيراً فأفسد في الأرض وجعل من نفسه إلها وعلا علواً كبيراً بغير الحق وملأ الأرض كفراً وإلحاداً وعناداً. وفي ظل هذه الظروف ماذا فعل له الله تعالى؟ لم يخسف به الأرض فجأة, ولم يدمره دون سابق إنذار, بل أرسل له رسولاً كريماً هو سيدنا موسى عليه السلام, ليهديه إلى صراط الله المستقيم عسى أن يؤمن ويعود إلى خالفه سبحانه وتعالى. وهذه هي رحمة الله بعباده, على الرغم من كفرهم وعصيانهم يرسل إليهم من يقنعهم بالعودة إلى الله تعالى.
ولكن فرعون أبى إلا الكفر وطلب من موسى الدليل والبرهان, فألقى موسى بعصاه فإذا هي ثعبان مبين, ماذا كان رد فعل فرعون على هذه المعجزة؟ إن عصر فرعون كان عصر السحر والسحرة لذلك وعلى الفور قال لموسى: (إن هذا لساحر عليم) [الشعراء: 34], وقام فرعون بجمع السحرة من كل بلد واجتمعوا في مشهد مهيب هم وفرعون وجنوده وقوته على جانب وعلى الجانب الآخر كان موسى وحيداً ولكن رب هؤلاء جميعاً كان معه!
ويلقي السحرة بحبالهم وعصيهم ويسحرون أعين الناس ويخيل للناس أن هذه الحبال قد تحولت إلى ثعابين تتحرك, وفي هذه اللحظة يأتي الأمر الإلهي لموسى عليه السلام بأن يلقي عصاه فإذا هي ثعبان حقيقي يلتهم حبال السحرة وعصيهم ويبطل سحرهم وإفكهم.
وتأتي اللحظة الحاسمة عندما يرى السحرة هذا الثعبان الحقيقي ليدركوا أنه ليس سحراً, فهم أخبر الناس بالسحر , ليدركوا أن هذا العمل لا يقدر عليه موسى بل هو من صنع رب موسى, ويدركوا أنهم إلى ربهم منقلبون فيسجدون لله أمام عظمة هذه المعجزة ويعلنون توبتهم وندمهم وإيمانهم ورجوعهم إلى الحق تعالى: (قالوا إنا نطمع أن يغفر لنا ربنا خطايانا أن كنا أول المؤمنين) [الشعراء: 51].
هذه هي عظمة المعجزة وقوتها, في ثوان معدودة قلبت السحرة الذين هم أشد كفراً ونفاقاً وإلحاداً من قمة الطغيان إلى قمة الإيمان! فبعد أن كانوا أعداء لموسى عليه السلام أصبحوا مدافعين عن رسالته بل أصبحوا عباداً أوفياء لله تعالى يدعون إلى الله.
ومن عظمة هذه المعجزة أنها جاءت في التوقيت المناسب وتحدى بها موسى أناساً برعوا في السحر, فكانت من نوع سحرهم ليكون التحدي أبلغ, وهذا ما جعل السحرة يسارعون إلى الإيمان. ولو تحداهم بمعجزة أخرى لا يفهمونها لم يكن هنالك تأثير قوي يذكر.
ويمكن القول: إن المعجزة هي أقوى وسيلة هيأها الله تعالى لهداية البشر وإقامة الحجة عليهم بل وزيادة إيمانهم ورجوعهم إلى الله عز وجل في كل عصر من العصور.
هذه هي معجزة سيدنا موسى عليه السلام, وهذا هو تأثيرها في زمنها, ولكن السؤال ماذا بالنسبة لمعجزة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام؟ وما هو العصر الذي جاءت فيه هذه المعجزة؟ وكيف تحدت البشر في زمنها قبل ألف وأربع مئة سنة؟
آخر المعجزات :
معجزة نبي العالمين محمد صلى الله عليه وسلم هي آخر المعجزات، ولذلك فقد كانت قرآناً يُتلى إلى يوم القيامة، وما الإعجاز العلمي الذي نعيشه اليوم إلا امتدادا لمعجزات الأنبياء، فالأنبياء رسالتهم واحدة ومنهجهم واحد وإلههم واحد.
فمعجزة القرآن تتحدى المعارضين عبر العصور فهي أيام كانت تتحدى العرب الفصحاء أن يأتوا بمثل القرآن فماذا فعل المشركون ليكسبوا التحدي ؟؟؟ لقد سكتوا ...
وقد وقع التحدي لهم بهذا القرآن بدءاً بأن يأتوا بمثله :
قال تعالى: {قل لئن اجتمعت الإنس والجن على يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً}
قال تعالى: {فليأتوا بحديث مثله إن كانوا صادقين} (الطور:33)
ثم تنزل معـهم إلى عشر سور:
فقال سبحانه وتعالى: {أم يقولون افتراه قل فاتوا بعشر سور مثله مفتريات وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين} (هود:13)
ثم تنزل معهم إلى سورة واحدة مثل سوره :
فقال تعالى: {أم يقولون افتراه قل فأتوا بسورة مثله وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين} (يونس:38)
ثـم تنزل معهم إلى سورة من مثل سوره أي مما يشابهه ويقاربه قال تعالى: {وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله واعدوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين} (البقرة:23)
وقد عجزوا عن هذا كله وإلى يومنا هذا، فلم يدع أحد أنه قد ألف سورة من مثل القرآن لفظاً وصياغة وكفى بهذا العجز إعجازاً ودلالة أن القرآن كلام الله حقاً وصدقاً.
ومعجزة القرآن في عصرنا الحديث تأتي فيما برع فيه الناس حاليا وهو العلم ليقول الله للناس فيما معناه أن كل ما أتيتم به من العلم الحديث في أواخر القرن الحادي والعشرين موجود في القرآن منذ ألف وأربعمائة سنة أيام كان العالم يغط في جهل مخيف ، كل هذا على لسان نبي أمّيّ لايستطيع القراءة والكتابة !!!!!
وليعلن الناس إسلامهم وشهادتهم برسالة محمد كلما تم اكتشاف جديد في الإعجاز العلمي في القرآن الكريم سواءا كانوا أساتذة جامعيين أو أطباء أو مهندسين أو رجال أعمال أو رجال سياسة أو رجال دين قساوسة وحاخامات وبوذيين ومن جميع الديانات أو حتى أناس عاديين .
وهذا من دلائل أن رسالة محمد هي آخر الرسالات لأن معجزات القرآن والحديث تتوافق مع كل المتغيرات عبر كل العصور ، كيف لا وكل من هم بعد محمد هم من أمته فمنهم من آمن ومنهم من صدّ عنه . ورسالة محمد صلى الله عليه وسلم عالمية ويلزم كل البشر أن يتبعوها وهذه هي الأدلة من الكتاب المعجز :
يقول الله تعالى : (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ ) [سبأ:28].
ويقول تعالى : { وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ } [آل عمران:85].
قال صلى الله عليه وعلى آله وسلم: « والذي نفسي بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أهل النار ». [رواه مسلم في صحيحه].
أكرمنا الله تعالى وهو الرحيم الكريم بأن أي واحد منا وفي أي مكان أو زمان يمكنه رؤية معجزات القرآن العظيم، فهل نحمد الله تعالى على هذه النعمة العظيمة؟!
يقول تعالى: (وقل الحمد لله سيريكم آياته فتعرفونها وما ربك بغافل عما تعملون) [النمل: 93].
الإعجاز العلمي ليس كوني فقط ، بل هناك إعجاز طبي وغيبي ودوائي ولغوي بياني وتشريعي وما سنقدمه بإذن هو جزء يسير وهو ذلك المتعلق بالإعجاز في الكون .
ويقول تعالى: (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) [فصلت: 53].
الثقوب السوداء</B>
إعجـاز سـورة الحـديـد</B>
قال تعالى : (وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس) سورة الحديد 25 .
في هذه السورة إعجاز علمي و إعجاز عددي في آية واحدة، أما الإعجاز العلمي فهو قول الله جل وعلا: فكنت أقول الله يخبرنا عن أن الحديد نزل من السماء، لكن نحن نستخرج الحديد من الأرض، فكان المقدَّر أن يقال خلقنا الحديد لا (أنزلنا الحديد) ووجدنا بعض المفسرين –رضوان الله عليهم- يقولون يعني –جزاهم الله خيراً- أنزلنا بمعنى خلقنا، فيرد عليهم آخرون من المفسرين قالوا:لا، لو أراد الله أن يقول خلقنا لقال خلقنا ولكنه قال أنزلنا، فلما قابلت البروفيسور (أرمسترونج) من أميركا وهو أحد أربعة في وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) وسألته هذا السؤال قلت له: أخبرني كيف خلق الحديد في الأرض؟ قال: الحديد يستحيل أن يكون خلق في الأرض، الحديد لابد أن يكون قد خلق في السماء ونزل إلى الأرض، لماذا؟ قال: لأن تكوين ذرة حديد واحدة لما حسبناها وجدنا أنها تحتاج إلى طاقة مثل طاقة المجموعة الشمسية أربع مرات، فالحديد عنصر وافد من الكون.
أما الإعجاز العددي يقول بعض الباحثين: نحن عندنا معجزة في الحديد، لكن من الناحية الرقمية، فيقولون الحديد له وزن ذري ومعه خمسة أوزان ذرية، الوزن الذري الأوسط 57، وزن الذرة 57، افتح المصحف.. إذا فتحت أي مصحف الآن ستجد سورة الحديد رقمها في المصحف 57، فيقولون الوزن الذري.. الوزن الذري 57 ورقم سورة الحديد 57، ثم يقولون العدد الذري.. العدد الذري شيء.. 26 للحديد، العدد الذري 26، آية سورة الحديد.. آية الحديد في سورة الحديد رقمها 26 إذا حسبنا البسملة آية، فيقولون هل هذه مصادفة أن يكون رقم السورة هو الوزن الذري ورقم الآية هو العدد الذري؟!
المصدر : عن محاضرة للشيخ عبد المجيد الزنداني في قناة الجزيرة بتصرف 24/02/2002
مواقع النجوم
قال تعالى : ( فلا أقسم بمواقع النجوم ، و إنه لقسم لو تعلمون عظيم . ) [ سورة الواقعة ]
يشير القرآن الكريم هنا إلى عظمة السر المودع في مواقع النجوم ، التي هي مواضعها بالنسبة لبعضها البعض في السماء ، و يشتمل ذلك البعد الشاسع بينها بالإضافة إلى تحركاتها المقدرة لها في أفلاكها ، و العظمة إن كانت وصفاً من الله سبحانه و تعالى كان تقديرها حق قدرها فوق مقدور البشر ، لكن الله ـ سبحانه و تعالى ـ ينبهنا إلى أن إدراك بعض جوانب و أسرار هذا القسم العظيم لا يتم إلا بإعمال العقل و تحصيل العلم .
و الحديث عن مواقع النجوم يتطلب قياس مسافات . فنحن على الأرض نستخدم وحدات المتر و الكيلومتر لقياس المسافات المتاحة لنا ، و كان بعض القدماء يقدرون المسافات على أساس عدد الأيام اللازمة لقطع المسافات سيرا على الأقدام أو ركبا على الخيل أو الجمال . لكن الأمر يختلف عند قياس بعد النجوم ن حيث وجد العلماء أن وحدة الكيلومتر التي تكون الوحدة هي " السنة الضوئية " أي المسافة التي يقطعها الضوء في سنة أرضية كاملة . و لما كانت سرعة الضوء معروفة و تساوي ثلاثمائة ألف كيلومتر في الثانية ، و كانت أيام السنة معروفة و تساوي 365يوماً ، و اليوم يساوي 24 ساعة ، و الساعة تساوي 60 دقيقة ، فإن السنة الضوئية تساوي حاصل ضرب هذه الأعداد و يقدر بحوالي 9,5مليون مليون كيلومتر ، أي أن السنة الضوئية في حقيقة الأمر وحدة طولية لقياس المسافات الشاسعة في الفضاء الكوني ، فبدلاً من ان نقول : إن الشمس هي أقرب النجوم إلينا و تبعد عنا مسافة 15 مليون كيلومتر ، و هذه المسافة يقطعها الضوء في 8 و ثلث دقيقة ، فإنه يمكن القول بأن المسافة بيننا و بين الشمس تساوي 8 و ثلث دقيقة ضوئية .
و على هذا الأساس يكون أقرب النجوم إلينا بعد الشمس هو النجم الخافت الذي يسمى " ألفا قنطورس " و يبعد عنا مسافة 4، 4 سنة ضوئية ، أي ما يعادل 42 مليون مليون كيلومتر تقريباً . و هذا يعني ان الناظر إلى النجم يرى الضوء الذي انبعث منه منذ 4، 4 سنة بعد قطع مسافة 42 مليون مليون كيلومتر تقريباً ، أي أن النجم الذي ينظر إليه الآن هو بحالته التي كان عليها منذ 4، 4 سنة ، فالحاضر هنا على الأرض يكون ماضياً هناك بسبب البعد الشاسع للنجوم ، إنه يفوق الخيال و لكنه من الحقائق العلمية المسلم بها .
و إذا كان هذا شيئا يفوق الخيال بالنسبة لنجوم الأخرى التي تقدر ببلايين البلايين و لا ترى منها إلا النزر اليسير في صفحة السماء الصافية ، فعلى سبيل المثال ، هناك نجم الشعرى اليمانية ، و هو أسطع النجوم التي نراها في السماء و ليس أقربها ، يقع على بعد 9 سنوات ضوئية ، و عندما يمتد البصر و لا يرى شيئاً ، فإنه يستعين بأجهزة التلسكوب المزودة بكاميرات التصوير الفوتوغرافية و الإلكتروني ، و يستطيع أن يستقبل الضوء غير المرئي المنبعث من مجرات تبعد عنا أكثر من بليون ( ألف مليون ) سنة ضوئية ، و لقد ساهمت المراصد الفضائية حديثاً في اكتشاف نجوم و مجرات و أشباه نجوم قد حدث و تم فعلا منذ بلايين السنين ، و إن الله هو وحده هو العليم بحالها الآن فلم يكن الإنسان قد وجد بعد على الأرض عندما انطلق الضوء من هذه النجوم منذ عشرة بلايين سنة ضوئية .
و يزيد العقل دهشة عندما يعلم ان كل هذه النجوم تتحرك بسرعات هائلة لا ندركها ن نظر لبعدها الهائل عنا . فالشمس ـ على سبيل المثال ـ تجري بسرعة 19 كيلومتر في الثانية ، و تدور حول نفسها مرة كل 27 يوماً في المتوسط ، و يجري مع الشمس مجموعتها الشمسية بسرعة فائقة تبلغ 220 كيلومتر في الثانية منتمية لمجرتنا المعروفة باسم " الطريق اللبني " أو " درب التبانية " ، و هذه المجرة تدور حول المجرة نفسها مرة كل 250 مليون سنة . و كل النجوم الأخرى تدور حول نفسها وحول المجرة التي تنتمي إليها ، و تتباعد المجرات عن بعضها في فضاء الكون السحيق . و لا يزال العلم عاجزاً عن كشف الكثير من أسرار هذا الكون الذي اقسم الخالق الواحد بمواقع النجوم فيه .. ( و إنه لقسم لو تعلمون عظيم ) .
المصدر : رحيق العلم و الإيمان الدكتور أحمد فؤاد باشا
انشقاق القمر
قال الله تعالى : (اقتربت الساعة وانشق القمر ، وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر) سورة القمر.
يحدّث (داوود موسى بيسكوك) رئيس الحزب الإسلامي البريطاني يقول سبب إسلامي أني استمعت إلى مناظرة وقعت بين ثلاثة من علماء الفضاء الأميركان مع مجموعة من العلماء البريطانيين في التليفزيون البريطاني فقال البريطانيون للأميركان: كم أنفقتم من المليارات حتى وصلتم إلى القمر، ما الذي جئتم به؟ جئتمونا بأحجار؟ هذه الأحجار هل قيمتها تساوي المليارات التي أنفقتموها؟ فخشي الأميركان من تشويه سمعتهم أمام جمهورهم في أميركا وفي أوروبا فقالوا: لا، نحن لم نصعد من أجل هذا، وإنما صعدنا من أجل أن نحقق في ظاهرة أذهلتنا فقد وجدنا أن القمر مشقوق نصفين، وأن كل نصف ابتعد عن النصف الآخر وأنه عاد والتحم النصفان وأن دليلنا على ذلك هو أن سلاسل الجبال التي كانت ملتحمة بعضها مع بعض.. سلاسل الجبال التي كانت ملتحمة بعضها مع بعض لما عاد الالتحام حدث لها انزياح فأصبح الجبل نصف الجبل هذا يلتحم مع نصف الجبل الآخر ونصف الجبل الآخر يلتحم مع نصف الجبل الآخر، وهكذا جميع الجبال.. أنصاف الجبال التي في سلاسل جبال في إحدى الجهات وجدوها متقدمها عن مثيلاتها وأنصافها الأخرى التي أصبحت متأخرة مما دل.. دلهم على أن القمر قد انشق وهي معجزة لمحمد –صلى الله عليه وسلم- سجلها القرآن في قوله تعالى: (اقتربت الساعة وانشق القمر وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر) سورة القمر.
المصـدر: محاضرة للشيخ عبدالمجيد الزنداني في قناة الجزيرة بتصرف 24/02/2002
قال تعالى : ( فلا أقسم بالخنس الجواري الكنس )التكوير (15 ـ16).
خنس : تعني في اللغة اختبأ و اختفى , و خنس صيغة مبالغة تعني أجرام مبالغ في اختفائها
يقسم الله سبحانه وهو غني عن القسم لعباده أقسم بحقيقة لم يعرفها العلماء إلا منذ سنوات قليلة ، و التي هي الثقوب السوداء و هي حالة من النجوم العملاقة تتركز عادة في قلب المجرات و تعتبر مراكز ثقل للمجرات وهي حالة كثيفة جداً للمادة لا يكاد العقل البشري أن يتصورها ، تتكدس فيها المادة بحيث تتلاشى المسافات البينية بين مكونات الذرات لأن الذرة أغلبها فارغ ، و حجم المادة فيها ضئيل للغاية ، فإذا تلاشت المسافات بين اللبنات الأساسية للذرة تضائل حجمها تضائلاً شديداً حتى لا تكاد تدرك ، وبتكديس المادة في داخل النجم العملاق تصبح له جاذبية فوق التصور تحول دون انفلات الضوء منه ، و حينئذ يختفي هو ومركز ثقل المجرة ، لأن كل ما في المجرة من أجرام تترابط بجاذبية الثقب الأسود كمركز للثقل لها.
و لكي يتكون ثقب أسود لابد أن تنضغط كتلته تعادل السرعة الكونية أو سرعة الضوء ، و على سبيل التشبيه فإن نجماً في حجم الشمس التي يبلغ قطرها 1392000 كيلومتراً تحتاج إلى الانضغاط حتى يصبح قطرها 3 كيلومترات فقط كي تتحول إلى ثقب أسود .
وكل ما يسقط داخل أفقه لا يمكنه الخروج منه, أو إرسال أية إشارة عبر حدوده.
وقد أفادت الحسابات النظرية في الثلث الأول من القرن العشرين إلى إمكانية وجود مثل هذه الأجرام السماوية ذات الكثافات الفائقة والجاذبية الشديدة كارل شفارز تشايلد Karl schwars child 1916 م, روبرت أوبنهايمر 1934 Robert oppenheimer إلا أنها لم تكتشف إلا في سنة1971, بعد اكتشاف النجوم النيوترونية بأربع سنوات ففي خريف سنة1967 م أعلن الفلكيان البريطانيان توني هيويش (Tony Hewish) وجوسلين بل (Jocelyn Bell) عن اكتشافهما لأجرام سماوية صغيرة الحجم ( بأقطار في حدود 16 كيلو متر) تدور حول محورها بسرعات مذهلة بحيث تتم دورتها في فترة زمنية تتراوح بين عدد قليل من الثواني إلي اجزاء لاتكاد تدرك من الثانية الواحدة وتصدر موجات راديوية منتظمة أكدت أن تلك الأجرام هي نجوم نيوترونية (Neutron Stars) ذات كثافة فائقة تبلغ بليون طن للسنتيمتر المكعب.
وفي سنة1971 م اكتشف علماء الفلك أن بعض النجوم العادية تصدر وابلا من الاشعة السينية, ولم يجدوا تفسيرا علميا لذلك إلا وقوعها تحت تأثير أجرام سماوية غير مرئية ذات كثافات خارقة للعادة, ومجالات جاذبية عالية الشدة, وذلك لأن النجوم العادية ليس في مقدورها إصدار الأشعة السينية من ذاتها, وقد سميت تلك النجوم الخفية باسم الثقوب السود (Black Holes), وقد سميت بالثقوب لقدرتها الفائقة علي ابتلاع كل ما تمر به أو يدخل في نطاق جاذبيتها من مختلف صور المادة والطاقة من مثل الغبار الكوني والغازات والاجرام السماوية المختلفة, ووصفت بالسواد لأنها معتمة تماما لعدم قدرة الضوء علي الإفلات من مجال جاذبيتها علي الرغم من سرعته الفائقة المقدرة بحوالي الثلاثمائة ألف كيلو متر في الثانية (299792,458 كم/ ث) وقد اعتبرت الثقوب السود مرحلة الشيخوخة في حياة النجوم وهي المرحلة التي قد تسبق انفجارها وعودة مادتها إلى دخان السدم دون أن يستطيع العلماء حتى هذه اللحظة معرفة كيفية حدوث ذلك.
ومن العجيب أن العلماء الغربيين يسمون هذه الثقوب السود تسمية مجازية عجيبة حين يسمونها بالمكانس العملاقة التي تبتلع(أو تشفط) كل شيء يقترب منها إلى داخلها:
Giant Vacuum Cleaners that Suck in everything insight</B>
وهذا توكيد لقوله تعالى: (الكنّس) .
فياترى كيف لمحمد النبي الأمّي أن يعلم بحقيقة لم تعلمها إلا وكالة ناسا منذ سنوات وهي حقيقة لم يكن يعلمها إلا الله وقتها ؟ ، الإجابة : أن القرآن الكريم الذي أوحي لمحمد هو كتاب الله وكلامه سبحانه .
المصدر : من آيات الإعجاز في القرآن الكريم الدكتور زغلول النجار
انشقاق القمر
قال الله تعالى : (اقتربت الساعة وانشق القمر ، وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر) سورة القمر.
يحدّث (داوود موسى بيسكوك) رئيس الحزب الإسلامي البريطاني يقول سبب إسلامي أني استمعت إلى مناظرة وقعت بين ثلاثة من علماء الفضاء الأميركان مع مجموعة من العلماء البريطانيين في التليفزيون البريطاني فقال البريطانيون للأميركان: كم أنفقتم من المليارات حتى وصلتم إلى القمر، ما الذي جئتم به؟ جئتمونا بأحجار؟ هذه الأحجار هل قيمتها تساوي المليارات التي أنفقتموها؟ فخشي الأميركان من تشويه سمعتهم أمام جمهورهم في أميركا وفي أوروبا فقالوا: لا، نحن لم نصعد من أجل هذا، وإنما صعدنا من أجل أن نحقق في ظاهرة أذهلتنا فقد وجدنا أن القمر مشقوق نصفين، وأن كل نصف ابتعد عن النصف الآخر وأنه عاد والتحم النصفان وأن دليلنا على ذلك هو أن سلاسل الجبال التي كانت ملتحمة بعضها مع بعض.. سلاسل الجبال التي كانت ملتحمة بعضها مع بعض لما عاد الالتحام حدث لها انزياح فأصبح الجبل نصف الجبل هذا يلتحم مع نصف الجبل الآخر ونصف الجبل الآخر يلتحم مع نصف الجبل الآخر، وهكذا جميع الجبال.. أنصاف الجبال التي في سلاسل جبال في إحدى الجهات وجدوها متقدمها عن مثيلاتها وأنصافها الأخرى التي أصبحت متأخرة مما دل.. دلهم على أن القمر قد انشق وهي معجزة لمحمد –صلى الله عليه وسلم- سجلها القرآن في قوله تعالى: (اقتربت الساعة وانشق القمر وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر) سورة القمر.
المصـدر: محاضرة للشيخ عبدالمجيد الزنداني في قناة الجزيرة بتصرف 24/02/2002
والجبال أوتاداً
قال تعالى : ( أَلَمْ نَجْعَلِ الأرْضَ مِهَادًا ، وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا ) (سورة النبأ: 6-7) .
تشير الآية إلى أن الجبال أوتاد للأرض ، والوتد يكون منه جزء ظاهر على سطح الأرض ، ومعظمه غائر فيها ، ووظيفته التثبيت لغيره . بينما نرى علماء الجغرافيا والجيولوجيا يعرفون الجبل بأنه: كتلة من الأرض تبرز فوق ما يحيط بها، وهو أعلى من التل. ويقول د. زغلول النجار: إن جميع التعريفات الحالية للجبال تنحصر في الشكل الخارجي لهذه التضاريس، دون أدنى إشارة لامتداداتها تحت السطح، والتي ثبت أخيراً أنها تزيد على الارتفاع الظاهر بعدة مرات. ثم يقول: ولم تكتشف هذه الحقيقة إلا في النصف الأخير من القرن التاسع عشر عندما تقدم السيرجورج ايري بنظرية مفادها أن القشرة الأرضية لا تمثل أساساً مناسباً للجبال التي تعلوها، وافترض أن القشرة الأرضية وما عليها من جبال لا تمثل إلا جزءاً طافياً على بحر من الصخور الكثيفة المرنة ، وبالتالي فلا بد أن يكون للجبال جذور ممتدة داخل تلك المنطقة العالية الكثافة لضمان ثباتها واستقرارها. وقد أصبحت نظرية ايري حقيقة ملموسة مع تقدم المعرفة بتركيب الأرض الداخلي عن طريق القياسات الزلزالية، فقد أصبح معلوماً على وجه القطع أن للجبال جذوراً مغروسة في الأعماق ويمكن أن تصل إلى ما يعادل 15مرة من ارتفاعاتها فوق سطح الأرض، وأن للجبال دوراً كبيراً في إيقاف الحركة الأفقية الفجائية لصفائح طبقة الأرض الصخرية. هذا وقد بدأ فهم هذا الدور في إطار تكتونية الصفائح منذ أواخر الستينيات. ويعرف الدكتور زغلول الجبال في ضوء المعلومات الحديثة فيقول إن الجبال ما هي إلا قمم لكتل عظيمة من الصخور تطفو في طبقة أكثر كثافة كما تطفو جبال الجليد في الماء ولقد وصف القرآن الجبال شكلاً ووظيفة، فقال تعالى: ﴿ وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا ﴾ (النبأ:7) وقال تعالى ﴿ وَأَلْقَى فِي الأرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ ﴾(لقمان:10)وقال أيضاً ﴿ وَجَعَلْنَا فِي الأرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ وَجَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجًا سُبُلا لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ﴾(الأنبياء:31) والجبال أوتاد بالنسبة لسطح الأرض، فكما يختفي معظم الوتد في الأرض للتثبيت، كذلك يختفي معظم الجبل في الأرض لتثبيت قشرة الأرض . وكما تثبت السفن بمراسيها التي تغوص في ماء سائل ، فكذلك تثبت قشرة الأرض بمراسيها الجبلية التي تمتد جذورها في طبقةٍ لزجةٍ نصف سائلة تطفو عليها القشرة الأرضية. ولقد تنبه المفسرون رحمهم الله إلى هذه المعاني فأوردوها في تفسيرهم لقوله تعالى: ﴿ وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا ﴾ ، واليك أمثلة من ذلك :
1- قال ابن الجوزي : ﴿ وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا ﴾ للأرض لئلا تميد.
2- وقال الزمخشري ﴿ وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا ﴾: أي أرسيناها بالجبال كما يرس البيت بالأوتاد.
3- وقال القرطبي :﴿ وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا ﴾ أي لتسكن ولا تتكفأ بأهلها .
4- وقال أبو حيان:﴿ وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا ﴾ أي ثبتنا الأرض بالجبال كما يثبت البيت بالأوتاد.
5- وقال الشوكاني:﴿ وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا ﴾ الأوتاد جمع وتد أي جعلنا الجبال أوتاداً للأرض لتسكن ولا تتحرك كما يرس البيت بالأوتاد.
أول الجبال خلقاً البركانية : عندما خلق الله القارات بدأت في شكل قشرةٍ صلبةٍ رقيقة تطفو على مادة الصهير الصخري ، فأخذت تميد وتضطرب، فخلق الله الجبال البركانية التي كانت تخرج من تحت تلك القشرة ، فترمي بالصخور خارج سطح الأرض ، ثم تعود منجذبةً إلى الأرض وتتراكم بعضها فوق بعض مكونة الجبال ، وتضغط بأثقالها المتراكمة على الطبقة اللزجة فتغرس فيها جذراً من مادة الجبل ، الذي يكون سبباً لثبات القشرة الأرضية واتزانها . وفي قوله تعالى : ﴿ وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ ﴾ (لقمان:10) إشارة إلى الطريقة التي تكونت بها الجبال البركانية بإلقاء مادتها من باطن الأرض إلى الأعلى ثم عودتها لتستقر على سطح الأرض . ويجلي حديث الرسول هذه الكيفية ، فقد روى أنس بن مالك عن النبي أنه قال: ( لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ الأرْضَ جَعَلَتْ تَمِيدُ ، فَخَلَقَ الْجِبَالَ فَعَادَ بِهَا عَلَيْهَا .. الحديث ) . فتأمل في قول النبي المبين لكيفية خلق الجبال : "فعاد بها عليها"، أي أن خلقها كان بخروجها من الأرض وعودتها عليها.
أوجه الإعجاز :
إن من ينظر إلى الجبال على سطح الأرض لا يرى لها شكلاً يشبه الوتد أو المرساة، وإنما يراها كتلاً بارزة ترتفع فوق سطح الأرض، كما عرفها الجغرافيون والجيولوجيون. ولا يمكن لأحدٍ أن يعرف شكلها الوتدي ، أو الذي يشبه المرساة إلا إذا عرف جزءها الغائر في الصهير البركاني في منطقة الوشاح، وكان من المستحيل لأحدٍ من البشر أن يتصور شيئاً من ذلك حتى ظهرت نظرية سيرجورج ايري عام 1855م . فمن أخبر محمداً بهذه الحقيقة الغائبة في باطن القشرة الأرضية وما تحتها على أعماق بعيدة تصل إلى عشرات الكيلومترات ، قبل معرفة الناس لها بثلاثة عشر قرناً ؟ ومن أخبر محمداً بوظيفة الجبال ، وأنها تقوم بعمل الأوتاد والمراسي، وهي الحقيقة التي لم يعرفها الإنسان إلا بعد عام 1960م ؟ وهل شهد الرسول خلق الأرض وهي تميد ؟ وتكوين الجبال البركانية عن طريق الإلقاء من باطن الأرض وإعادتها عليها لتستقر الأرض ؟ ألا يكفي ذلك دليلاً على أن هذا العلم وحي أنزله الله على رسوله النبي الأمي في الأمة الأمية ، في العصر الذي كانت تغلب عليه الخرافة والأسطورة ؟ إنها البينة العلمية الشاهدة بأن مصدر هذا القرآن هو خالق الأرض والجبال ، وعالم أسرار السموات والأرض القائل : ﴿ قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَوَاتِ وَالأرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾(الفرقان:6).
المصدر: موقع الإيمان على شبكة الإنترنت تصميم مركز بحوث جامعة الإيمان بإشراف الشيخ عبد المجيد الزنداني . .
انكدار النجوم
قال تعالى : ( و إذا النجوم انكدرت ) سورة التكوير(2)
وقال تعالى : ( فإذا النجوم طمست ) سورة المرسلات (8)
ويأتي العلم التجريبي في أواخر القرن العشرين ليؤكد على أن في مراحل حياة النجوم مرحلة انكدار ثم مرحلة طمس .
فالنجم هو جرم سماوي متوهج ، مشتعل ، مضيء بذاته ومن مسببات هذا الاشتعال عملية الاندماج النووي في داخل جسم النجم ، فإذا تحول لب النجم بالكامل إلى حديد فالنجم يسلك مسلكاً من اثنين حسب كتلته الابتدائية ، فإما أن ينفجر أو أن يتكدس على ذاته ، فإذا تكدس على ذاته بلغ النجم من الكثافة مبلغاً لا يسمح للضوء أن ينفلت من عقاله فلا يرى ، ولكنه يمر قبل ذلك برحلة انكدار يصف هذه الحقيقة وصفاً بديعاً الحق سبحانه و تعالى: ( و إذا النجوم إنكدرت ) و (إذا النجوم طمست ) ونحن نرى ذلك من حولنا واقعاً تمر به نجوم السماء في دورة حياة سجّلها علماء الفلك في العقود المتأخرة من القرن العشرين .
المصدر : عن كتاب من آيات الإعجاز العلمي في القرآن د زغلول النجار
سلخ الليل من النهار
قال تعالى : " و آية لهم الليل نسلخ منه النهار فإذا هم مظلمون " يس 37 .
و فق المفسرون القدامى في تفسير ما معنى " و آية لهم الليل نسلخ منه النهار" مشبهين رقة طبقة النور بجلد الذبيحة الذي إذا سلخ عن الذبيحة ترك الباقي متجانساً ، وحَّد ظلمة الليل فأصبح كياناً متجانسا، فإذا و جدنا طبقة النور التي تحيط بالأرض لا تتجاوز 200 كم فقط ، و المسافة بيننا و بين الشمس 150 مليون كم ، و لا أقول بقية الكون ، فلك أن تتخيل دقة التعبير القرآني " و آية لهم الليل نسلخ منه النهار فإذا هم مظلمون " يس 37 .
المصدر : من آيات الإعجاز في القرآن الكريم الدكتور زغلول النجار
[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
موسوعة الإعجاز الكوني في القرآن والسنة
(بسم الل)
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث للبشر أجمعين محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد
المعجزة هي أرقى وأقوى وسيلة لإقناع الملحد بصدق الرسالة الإلهية. وهذه هي الطريقة التي ارتضاها الله سبحانه وتعالى لأنبيائه عليهم السلام. فأيد كل رسول بمعجزة ليقيم الحجة على قومه ولتكون سنداً له وتثبيتاً في رحلة دعوته إلى الله تعالى. لذلك فانك تجد في كل عصر من العصور معجزة تناسب علوم ذلك العصر, أما معجزة القرآن فكانت هي المعجزة المناسبة لجميع العصور ولجميع الناس على اختلاف عقائدهم ولغاتهم.
المعجزة سلاح الأنبياء
منذ زمن سيدنا نوح عليه السلام وحتى يومنا هذا لغة الإلحاد واحدة, فالملحد يطلب باستمرار الدليل المادي والمباشر على وجود الله جل جلاله ويطلب البرهان الملموس على صدق الرسالة الإلهية
لقد أتى الله عز وجل سيدنا نوحاً عليه السلام حجة وبلاغة في النقاش فكان يستخدم مخلوقات الله تعالى للدلالة على وجود الله, وقد استخدم الرقم سبعة كدليل على قدرة الله في خلق السماوات السبع, بأن ينظروا ويتفكروا في خلق هذه السماوات فقال لهم: (ألم تروا كيف خلق الله سبع سماوات طباقاً وجعل القمر فيهن نوراً وجعل الشمس سراجاً) [نوح: 15-16].
هذا النص الكريم مليء بالحقائق العلمية, فالقمر هو جسم بارد يعكس نور الشمس لذلك سماه الله تعالى (نوراً) , فأما الشمس فهي جسم ملتهب ينتج الضوء والحرارة تماماً مثل السراج فسماها الله تعالى (سراجاً) , ومع أن هذه الحقائق العلمية لم تكتشف إلا في عصرنا الحديث فإنها موجودة منذ زمن سيدنا نوح عليه السلام.
إذن استخدم سيدنا نوح عليه السلام معجزات كونية لإثبات صدق رسالته إلى قومه ولكن ماذا كان ردهم؟ بعد مناقشات طويلة قالوا له: (قالوا يا نوح قد جادلتنا فأكثرت جدالنا) [هود: 32]. لذلك فقد أغرقهم الله وأنجى نوحاً والذين آمنوا معه وهذه سنة الله في خلقه.
وتمر السنوات ويكثر الكفر والإلحاد ويأتي زمن سيدنا إبراهيم عليه السلام حيث انتشرت عبادة الكواكب والأصنام. ويبدأ خليل الرحمن بالتفكر في هذا الكون وما فيه من كواكب, ليزداد يقيناً بالله تعالى. ويأتي البيان الإلهي متحدثاً عن هذا الرسول الكريم: (وكذلك نري إبراهيم ملكوت السماوات والأرض وليكون من الموقنين) [الأنعام: 75].
وتأمل معي قوله تعالى: (وليكون من الموقنين) والذي نرى فيه الدليل على أن رؤية ملكوت الله تزيد المؤمن يقيناً بالله عز وجل. لأننا لا نستطيع رؤية الخالق سبحانه ولكن هنالك ما يدل على وجوده وعظمته, فعظمة الخلق تدل على عظمة الخالق تبارك وتعالى.
لقد بين إبراهيم عليه السلام لقومه بأن هذه الكواكب التي يعبدونها ويسجدون لها من دون الله ليست آلهة لأنها تغيب, ولكن الله سبحانه وتعالى لا يغيب أبداً. وهذه الحجة آتاها الله لسيدنا إبراهيم ليقنع بها قومه. (وتلك حجتنا آتيناها لإبراهيم على قومه نرفع درجات من نشاء) [الأنعام: 83].
أما سيدنا صالح عليه السلام فقد آتاه الله معجزة الناقة لتكون شاهداً على صدق رسالته من الله تعالى.
وقد سخر الله لسيدنا سليمان عليه السلام الجبال والرياح والشياطين وعلمه لغة الطير والنمل ومعجزات أخرى.
ويأتي سيدنا المسيح عيسى عليه السلام ليؤيده الله بروح القدس ويؤتيه من المعجزات ما يحيي بها الموتى ويخلق من الطين كهيئة الطير فتكون طيراً بإذن الله ويشفي الأكمه والأبرص ومعجزات أخرى كلها لتجعل الناس مؤمنين بصدق هذا الرسول الكريم, حتى طريقة خلق هذا النبي من غير أب فيها معجزة وكلامه في المهد فيه معجزة أيضاً.
وهكذا لكل نبي معجزة أو عدد من المعجزات, فكانت هذه المعجزات سلاحاً فعالاً في مواجهة الإلحاد والكفر, ولتثبيت الإيمان والاستمرار على الحق. ولكن كان على الدوام فريقان: فريق يؤمن بهذه المعجزة ويصدقها, وفريق يجحد بهذه المعجزة ويكذبها.
معجزة سيدنا موسى عليه السلام الذي أرسله الله تعالى إلى فرعون وملأه, ولكن ما هو العصر الذي بعث فيه سيدنا موسى وهل جاءت المعجزة مناسبة لذلك العصر؟
لقد ازداد طغيان فرعون كثيراً فأفسد في الأرض وجعل من نفسه إلها وعلا علواً كبيراً بغير الحق وملأ الأرض كفراً وإلحاداً وعناداً. وفي ظل هذه الظروف ماذا فعل له الله تعالى؟ لم يخسف به الأرض فجأة, ولم يدمره دون سابق إنذار, بل أرسل له رسولاً كريماً هو سيدنا موسى عليه السلام, ليهديه إلى صراط الله المستقيم عسى أن يؤمن ويعود إلى خالفه سبحانه وتعالى. وهذه هي رحمة الله بعباده, على الرغم من كفرهم وعصيانهم يرسل إليهم من يقنعهم بالعودة إلى الله تعالى.
ولكن فرعون أبى إلا الكفر وطلب من موسى الدليل والبرهان, فألقى موسى بعصاه فإذا هي ثعبان مبين, ماذا كان رد فعل فرعون على هذه المعجزة؟ إن عصر فرعون كان عصر السحر والسحرة لذلك وعلى الفور قال لموسى: (إن هذا لساحر عليم) [الشعراء: 34], وقام فرعون بجمع السحرة من كل بلد واجتمعوا في مشهد مهيب هم وفرعون وجنوده وقوته على جانب وعلى الجانب الآخر كان موسى وحيداً ولكن رب هؤلاء جميعاً كان معه!
ويلقي السحرة بحبالهم وعصيهم ويسحرون أعين الناس ويخيل للناس أن هذه الحبال قد تحولت إلى ثعابين تتحرك, وفي هذه اللحظة يأتي الأمر الإلهي لموسى عليه السلام بأن يلقي عصاه فإذا هي ثعبان حقيقي يلتهم حبال السحرة وعصيهم ويبطل سحرهم وإفكهم.
وتأتي اللحظة الحاسمة عندما يرى السحرة هذا الثعبان الحقيقي ليدركوا أنه ليس سحراً, فهم أخبر الناس بالسحر , ليدركوا أن هذا العمل لا يقدر عليه موسى بل هو من صنع رب موسى, ويدركوا أنهم إلى ربهم منقلبون فيسجدون لله أمام عظمة هذه المعجزة ويعلنون توبتهم وندمهم وإيمانهم ورجوعهم إلى الحق تعالى: (قالوا إنا نطمع أن يغفر لنا ربنا خطايانا أن كنا أول المؤمنين) [الشعراء: 51].
هذه هي عظمة المعجزة وقوتها, في ثوان معدودة قلبت السحرة الذين هم أشد كفراً ونفاقاً وإلحاداً من قمة الطغيان إلى قمة الإيمان! فبعد أن كانوا أعداء لموسى عليه السلام أصبحوا مدافعين عن رسالته بل أصبحوا عباداً أوفياء لله تعالى يدعون إلى الله.
ومن عظمة هذه المعجزة أنها جاءت في التوقيت المناسب وتحدى بها موسى أناساً برعوا في السحر, فكانت من نوع سحرهم ليكون التحدي أبلغ, وهذا ما جعل السحرة يسارعون إلى الإيمان. ولو تحداهم بمعجزة أخرى لا يفهمونها لم يكن هنالك تأثير قوي يذكر.
ويمكن القول: إن المعجزة هي أقوى وسيلة هيأها الله تعالى لهداية البشر وإقامة الحجة عليهم بل وزيادة إيمانهم ورجوعهم إلى الله عز وجل في كل عصر من العصور.
هذه هي معجزة سيدنا موسى عليه السلام, وهذا هو تأثيرها في زمنها, ولكن السؤال ماذا بالنسبة لمعجزة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام؟ وما هو العصر الذي جاءت فيه هذه المعجزة؟ وكيف تحدت البشر في زمنها قبل ألف وأربع مئة سنة؟
آخر المعجزات :
معجزة نبي العالمين محمد صلى الله عليه وسلم هي آخر المعجزات، ولذلك فقد كانت قرآناً يُتلى إلى يوم القيامة، وما الإعجاز العلمي الذي نعيشه اليوم إلا امتدادا لمعجزات الأنبياء، فالأنبياء رسالتهم واحدة ومنهجهم واحد وإلههم واحد.
فمعجزة القرآن تتحدى المعارضين عبر العصور فهي أيام كانت تتحدى العرب الفصحاء أن يأتوا بمثل القرآن فماذا فعل المشركون ليكسبوا التحدي ؟؟؟ لقد سكتوا ...
وقد وقع التحدي لهم بهذا القرآن بدءاً بأن يأتوا بمثله :
قال تعالى: {قل لئن اجتمعت الإنس والجن على يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً}
قال تعالى: {فليأتوا بحديث مثله إن كانوا صادقين} (الطور:33)
ثم تنزل معـهم إلى عشر سور:
فقال سبحانه وتعالى: {أم يقولون افتراه قل فاتوا بعشر سور مثله مفتريات وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين} (هود:13)
ثم تنزل معهم إلى سورة واحدة مثل سوره :
فقال تعالى: {أم يقولون افتراه قل فأتوا بسورة مثله وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين} (يونس:38)
ثـم تنزل معهم إلى سورة من مثل سوره أي مما يشابهه ويقاربه قال تعالى: {وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله واعدوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين} (البقرة:23)
وقد عجزوا عن هذا كله وإلى يومنا هذا، فلم يدع أحد أنه قد ألف سورة من مثل القرآن لفظاً وصياغة وكفى بهذا العجز إعجازاً ودلالة أن القرآن كلام الله حقاً وصدقاً.
ومعجزة القرآن في عصرنا الحديث تأتي فيما برع فيه الناس حاليا وهو العلم ليقول الله للناس فيما معناه أن كل ما أتيتم به من العلم الحديث في أواخر القرن الحادي والعشرين موجود في القرآن منذ ألف وأربعمائة سنة أيام كان العالم يغط في جهل مخيف ، كل هذا على لسان نبي أمّيّ لايستطيع القراءة والكتابة !!!!!
وليعلن الناس إسلامهم وشهادتهم برسالة محمد كلما تم اكتشاف جديد في الإعجاز العلمي في القرآن الكريم سواءا كانوا أساتذة جامعيين أو أطباء أو مهندسين أو رجال أعمال أو رجال سياسة أو رجال دين قساوسة وحاخامات وبوذيين ومن جميع الديانات أو حتى أناس عاديين .
وهذا من دلائل أن رسالة محمد هي آخر الرسالات لأن معجزات القرآن والحديث تتوافق مع كل المتغيرات عبر كل العصور ، كيف لا وكل من هم بعد محمد هم من أمته فمنهم من آمن ومنهم من صدّ عنه . ورسالة محمد صلى الله عليه وسلم عالمية ويلزم كل البشر أن يتبعوها وهذه هي الأدلة من الكتاب المعجز :
يقول الله تعالى : (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ ) [سبأ:28].
ويقول تعالى : { وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ } [آل عمران:85].
قال صلى الله عليه وعلى آله وسلم: « والذي نفسي بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أهل النار ». [رواه مسلم في صحيحه].
أكرمنا الله تعالى وهو الرحيم الكريم بأن أي واحد منا وفي أي مكان أو زمان يمكنه رؤية معجزات القرآن العظيم، فهل نحمد الله تعالى على هذه النعمة العظيمة؟!
يقول تعالى: (وقل الحمد لله سيريكم آياته فتعرفونها وما ربك بغافل عما تعملون) [النمل: 93].
الإعجاز العلمي ليس كوني فقط ، بل هناك إعجاز طبي وغيبي ودوائي ولغوي بياني وتشريعي وما سنقدمه بإذن هو جزء يسير وهو ذلك المتعلق بالإعجاز في الكون .
ويقول تعالى: (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) [فصلت: 53].
الثقوب السوداء</B>
إعجـاز سـورة الحـديـد</B>
قال تعالى : (وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس) سورة الحديد 25 .
في هذه السورة إعجاز علمي و إعجاز عددي في آية واحدة، أما الإعجاز العلمي فهو قول الله جل وعلا: فكنت أقول الله يخبرنا عن أن الحديد نزل من السماء، لكن نحن نستخرج الحديد من الأرض، فكان المقدَّر أن يقال خلقنا الحديد لا (أنزلنا الحديد) ووجدنا بعض المفسرين –رضوان الله عليهم- يقولون يعني –جزاهم الله خيراً- أنزلنا بمعنى خلقنا، فيرد عليهم آخرون من المفسرين قالوا:لا، لو أراد الله أن يقول خلقنا لقال خلقنا ولكنه قال أنزلنا، فلما قابلت البروفيسور (أرمسترونج) من أميركا وهو أحد أربعة في وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) وسألته هذا السؤال قلت له: أخبرني كيف خلق الحديد في الأرض؟ قال: الحديد يستحيل أن يكون خلق في الأرض، الحديد لابد أن يكون قد خلق في السماء ونزل إلى الأرض، لماذا؟ قال: لأن تكوين ذرة حديد واحدة لما حسبناها وجدنا أنها تحتاج إلى طاقة مثل طاقة المجموعة الشمسية أربع مرات، فالحديد عنصر وافد من الكون.
أما الإعجاز العددي يقول بعض الباحثين: نحن عندنا معجزة في الحديد، لكن من الناحية الرقمية، فيقولون الحديد له وزن ذري ومعه خمسة أوزان ذرية، الوزن الذري الأوسط 57، وزن الذرة 57، افتح المصحف.. إذا فتحت أي مصحف الآن ستجد سورة الحديد رقمها في المصحف 57، فيقولون الوزن الذري.. الوزن الذري 57 ورقم سورة الحديد 57، ثم يقولون العدد الذري.. العدد الذري شيء.. 26 للحديد، العدد الذري 26، آية سورة الحديد.. آية الحديد في سورة الحديد رقمها 26 إذا حسبنا البسملة آية، فيقولون هل هذه مصادفة أن يكون رقم السورة هو الوزن الذري ورقم الآية هو العدد الذري؟!
المصدر : عن محاضرة للشيخ عبد المجيد الزنداني في قناة الجزيرة بتصرف 24/02/2002
مواقع النجوم
قال تعالى : ( فلا أقسم بمواقع النجوم ، و إنه لقسم لو تعلمون عظيم . ) [ سورة الواقعة ]
يشير القرآن الكريم هنا إلى عظمة السر المودع في مواقع النجوم ، التي هي مواضعها بالنسبة لبعضها البعض في السماء ، و يشتمل ذلك البعد الشاسع بينها بالإضافة إلى تحركاتها المقدرة لها في أفلاكها ، و العظمة إن كانت وصفاً من الله سبحانه و تعالى كان تقديرها حق قدرها فوق مقدور البشر ، لكن الله ـ سبحانه و تعالى ـ ينبهنا إلى أن إدراك بعض جوانب و أسرار هذا القسم العظيم لا يتم إلا بإعمال العقل و تحصيل العلم .
و الحديث عن مواقع النجوم يتطلب قياس مسافات . فنحن على الأرض نستخدم وحدات المتر و الكيلومتر لقياس المسافات المتاحة لنا ، و كان بعض القدماء يقدرون المسافات على أساس عدد الأيام اللازمة لقطع المسافات سيرا على الأقدام أو ركبا على الخيل أو الجمال . لكن الأمر يختلف عند قياس بعد النجوم ن حيث وجد العلماء أن وحدة الكيلومتر التي تكون الوحدة هي " السنة الضوئية " أي المسافة التي يقطعها الضوء في سنة أرضية كاملة . و لما كانت سرعة الضوء معروفة و تساوي ثلاثمائة ألف كيلومتر في الثانية ، و كانت أيام السنة معروفة و تساوي 365يوماً ، و اليوم يساوي 24 ساعة ، و الساعة تساوي 60 دقيقة ، فإن السنة الضوئية تساوي حاصل ضرب هذه الأعداد و يقدر بحوالي 9,5مليون مليون كيلومتر ، أي أن السنة الضوئية في حقيقة الأمر وحدة طولية لقياس المسافات الشاسعة في الفضاء الكوني ، فبدلاً من ان نقول : إن الشمس هي أقرب النجوم إلينا و تبعد عنا مسافة 15 مليون كيلومتر ، و هذه المسافة يقطعها الضوء في 8 و ثلث دقيقة ، فإنه يمكن القول بأن المسافة بيننا و بين الشمس تساوي 8 و ثلث دقيقة ضوئية .
و على هذا الأساس يكون أقرب النجوم إلينا بعد الشمس هو النجم الخافت الذي يسمى " ألفا قنطورس " و يبعد عنا مسافة 4، 4 سنة ضوئية ، أي ما يعادل 42 مليون مليون كيلومتر تقريباً . و هذا يعني ان الناظر إلى النجم يرى الضوء الذي انبعث منه منذ 4، 4 سنة بعد قطع مسافة 42 مليون مليون كيلومتر تقريباً ، أي أن النجم الذي ينظر إليه الآن هو بحالته التي كان عليها منذ 4، 4 سنة ، فالحاضر هنا على الأرض يكون ماضياً هناك بسبب البعد الشاسع للنجوم ، إنه يفوق الخيال و لكنه من الحقائق العلمية المسلم بها .
و إذا كان هذا شيئا يفوق الخيال بالنسبة لنجوم الأخرى التي تقدر ببلايين البلايين و لا ترى منها إلا النزر اليسير في صفحة السماء الصافية ، فعلى سبيل المثال ، هناك نجم الشعرى اليمانية ، و هو أسطع النجوم التي نراها في السماء و ليس أقربها ، يقع على بعد 9 سنوات ضوئية ، و عندما يمتد البصر و لا يرى شيئاً ، فإنه يستعين بأجهزة التلسكوب المزودة بكاميرات التصوير الفوتوغرافية و الإلكتروني ، و يستطيع أن يستقبل الضوء غير المرئي المنبعث من مجرات تبعد عنا أكثر من بليون ( ألف مليون ) سنة ضوئية ، و لقد ساهمت المراصد الفضائية حديثاً في اكتشاف نجوم و مجرات و أشباه نجوم قد حدث و تم فعلا منذ بلايين السنين ، و إن الله هو وحده هو العليم بحالها الآن فلم يكن الإنسان قد وجد بعد على الأرض عندما انطلق الضوء من هذه النجوم منذ عشرة بلايين سنة ضوئية .
و يزيد العقل دهشة عندما يعلم ان كل هذه النجوم تتحرك بسرعات هائلة لا ندركها ن نظر لبعدها الهائل عنا . فالشمس ـ على سبيل المثال ـ تجري بسرعة 19 كيلومتر في الثانية ، و تدور حول نفسها مرة كل 27 يوماً في المتوسط ، و يجري مع الشمس مجموعتها الشمسية بسرعة فائقة تبلغ 220 كيلومتر في الثانية منتمية لمجرتنا المعروفة باسم " الطريق اللبني " أو " درب التبانية " ، و هذه المجرة تدور حول المجرة نفسها مرة كل 250 مليون سنة . و كل النجوم الأخرى تدور حول نفسها وحول المجرة التي تنتمي إليها ، و تتباعد المجرات عن بعضها في فضاء الكون السحيق . و لا يزال العلم عاجزاً عن كشف الكثير من أسرار هذا الكون الذي اقسم الخالق الواحد بمواقع النجوم فيه .. ( و إنه لقسم لو تعلمون عظيم ) .
المصدر : رحيق العلم و الإيمان الدكتور أحمد فؤاد باشا
انشقاق القمر
قال الله تعالى : (اقتربت الساعة وانشق القمر ، وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر) سورة القمر.
يحدّث (داوود موسى بيسكوك) رئيس الحزب الإسلامي البريطاني يقول سبب إسلامي أني استمعت إلى مناظرة وقعت بين ثلاثة من علماء الفضاء الأميركان مع مجموعة من العلماء البريطانيين في التليفزيون البريطاني فقال البريطانيون للأميركان: كم أنفقتم من المليارات حتى وصلتم إلى القمر، ما الذي جئتم به؟ جئتمونا بأحجار؟ هذه الأحجار هل قيمتها تساوي المليارات التي أنفقتموها؟ فخشي الأميركان من تشويه سمعتهم أمام جمهورهم في أميركا وفي أوروبا فقالوا: لا، نحن لم نصعد من أجل هذا، وإنما صعدنا من أجل أن نحقق في ظاهرة أذهلتنا فقد وجدنا أن القمر مشقوق نصفين، وأن كل نصف ابتعد عن النصف الآخر وأنه عاد والتحم النصفان وأن دليلنا على ذلك هو أن سلاسل الجبال التي كانت ملتحمة بعضها مع بعض.. سلاسل الجبال التي كانت ملتحمة بعضها مع بعض لما عاد الالتحام حدث لها انزياح فأصبح الجبل نصف الجبل هذا يلتحم مع نصف الجبل الآخر ونصف الجبل الآخر يلتحم مع نصف الجبل الآخر، وهكذا جميع الجبال.. أنصاف الجبال التي في سلاسل جبال في إحدى الجهات وجدوها متقدمها عن مثيلاتها وأنصافها الأخرى التي أصبحت متأخرة مما دل.. دلهم على أن القمر قد انشق وهي معجزة لمحمد –صلى الله عليه وسلم- سجلها القرآن في قوله تعالى: (اقتربت الساعة وانشق القمر وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر) سورة القمر.
المصـدر: محاضرة للشيخ عبدالمجيد الزنداني في قناة الجزيرة بتصرف 24/02/2002
قال تعالى : ( فلا أقسم بالخنس الجواري الكنس )التكوير (15 ـ16).
خنس : تعني في اللغة اختبأ و اختفى , و خنس صيغة مبالغة تعني أجرام مبالغ في اختفائها
يقسم الله سبحانه وهو غني عن القسم لعباده أقسم بحقيقة لم يعرفها العلماء إلا منذ سنوات قليلة ، و التي هي الثقوب السوداء و هي حالة من النجوم العملاقة تتركز عادة في قلب المجرات و تعتبر مراكز ثقل للمجرات وهي حالة كثيفة جداً للمادة لا يكاد العقل البشري أن يتصورها ، تتكدس فيها المادة بحيث تتلاشى المسافات البينية بين مكونات الذرات لأن الذرة أغلبها فارغ ، و حجم المادة فيها ضئيل للغاية ، فإذا تلاشت المسافات بين اللبنات الأساسية للذرة تضائل حجمها تضائلاً شديداً حتى لا تكاد تدرك ، وبتكديس المادة في داخل النجم العملاق تصبح له جاذبية فوق التصور تحول دون انفلات الضوء منه ، و حينئذ يختفي هو ومركز ثقل المجرة ، لأن كل ما في المجرة من أجرام تترابط بجاذبية الثقب الأسود كمركز للثقل لها.
و لكي يتكون ثقب أسود لابد أن تنضغط كتلته تعادل السرعة الكونية أو سرعة الضوء ، و على سبيل التشبيه فإن نجماً في حجم الشمس التي يبلغ قطرها 1392000 كيلومتراً تحتاج إلى الانضغاط حتى يصبح قطرها 3 كيلومترات فقط كي تتحول إلى ثقب أسود .
وكل ما يسقط داخل أفقه لا يمكنه الخروج منه, أو إرسال أية إشارة عبر حدوده.
وقد أفادت الحسابات النظرية في الثلث الأول من القرن العشرين إلى إمكانية وجود مثل هذه الأجرام السماوية ذات الكثافات الفائقة والجاذبية الشديدة كارل شفارز تشايلد Karl schwars child 1916 م, روبرت أوبنهايمر 1934 Robert oppenheimer إلا أنها لم تكتشف إلا في سنة1971, بعد اكتشاف النجوم النيوترونية بأربع سنوات ففي خريف سنة1967 م أعلن الفلكيان البريطانيان توني هيويش (Tony Hewish) وجوسلين بل (Jocelyn Bell) عن اكتشافهما لأجرام سماوية صغيرة الحجم ( بأقطار في حدود 16 كيلو متر) تدور حول محورها بسرعات مذهلة بحيث تتم دورتها في فترة زمنية تتراوح بين عدد قليل من الثواني إلي اجزاء لاتكاد تدرك من الثانية الواحدة وتصدر موجات راديوية منتظمة أكدت أن تلك الأجرام هي نجوم نيوترونية (Neutron Stars) ذات كثافة فائقة تبلغ بليون طن للسنتيمتر المكعب.
وفي سنة1971 م اكتشف علماء الفلك أن بعض النجوم العادية تصدر وابلا من الاشعة السينية, ولم يجدوا تفسيرا علميا لذلك إلا وقوعها تحت تأثير أجرام سماوية غير مرئية ذات كثافات خارقة للعادة, ومجالات جاذبية عالية الشدة, وذلك لأن النجوم العادية ليس في مقدورها إصدار الأشعة السينية من ذاتها, وقد سميت تلك النجوم الخفية باسم الثقوب السود (Black Holes), وقد سميت بالثقوب لقدرتها الفائقة علي ابتلاع كل ما تمر به أو يدخل في نطاق جاذبيتها من مختلف صور المادة والطاقة من مثل الغبار الكوني والغازات والاجرام السماوية المختلفة, ووصفت بالسواد لأنها معتمة تماما لعدم قدرة الضوء علي الإفلات من مجال جاذبيتها علي الرغم من سرعته الفائقة المقدرة بحوالي الثلاثمائة ألف كيلو متر في الثانية (299792,458 كم/ ث) وقد اعتبرت الثقوب السود مرحلة الشيخوخة في حياة النجوم وهي المرحلة التي قد تسبق انفجارها وعودة مادتها إلى دخان السدم دون أن يستطيع العلماء حتى هذه اللحظة معرفة كيفية حدوث ذلك.
ومن العجيب أن العلماء الغربيين يسمون هذه الثقوب السود تسمية مجازية عجيبة حين يسمونها بالمكانس العملاقة التي تبتلع(أو تشفط) كل شيء يقترب منها إلى داخلها:
Giant Vacuum Cleaners that Suck in everything insight</B>
وهذا توكيد لقوله تعالى: (الكنّس) .
فياترى كيف لمحمد النبي الأمّي أن يعلم بحقيقة لم تعلمها إلا وكالة ناسا منذ سنوات وهي حقيقة لم يكن يعلمها إلا الله وقتها ؟ ، الإجابة : أن القرآن الكريم الذي أوحي لمحمد هو كتاب الله وكلامه سبحانه .
المصدر : من آيات الإعجاز في القرآن الكريم الدكتور زغلول النجار
انشقاق القمر
قال الله تعالى : (اقتربت الساعة وانشق القمر ، وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر) سورة القمر.
يحدّث (داوود موسى بيسكوك) رئيس الحزب الإسلامي البريطاني يقول سبب إسلامي أني استمعت إلى مناظرة وقعت بين ثلاثة من علماء الفضاء الأميركان مع مجموعة من العلماء البريطانيين في التليفزيون البريطاني فقال البريطانيون للأميركان: كم أنفقتم من المليارات حتى وصلتم إلى القمر، ما الذي جئتم به؟ جئتمونا بأحجار؟ هذه الأحجار هل قيمتها تساوي المليارات التي أنفقتموها؟ فخشي الأميركان من تشويه سمعتهم أمام جمهورهم في أميركا وفي أوروبا فقالوا: لا، نحن لم نصعد من أجل هذا، وإنما صعدنا من أجل أن نحقق في ظاهرة أذهلتنا فقد وجدنا أن القمر مشقوق نصفين، وأن كل نصف ابتعد عن النصف الآخر وأنه عاد والتحم النصفان وأن دليلنا على ذلك هو أن سلاسل الجبال التي كانت ملتحمة بعضها مع بعض.. سلاسل الجبال التي كانت ملتحمة بعضها مع بعض لما عاد الالتحام حدث لها انزياح فأصبح الجبل نصف الجبل هذا يلتحم مع نصف الجبل الآخر ونصف الجبل الآخر يلتحم مع نصف الجبل الآخر، وهكذا جميع الجبال.. أنصاف الجبال التي في سلاسل جبال في إحدى الجهات وجدوها متقدمها عن مثيلاتها وأنصافها الأخرى التي أصبحت متأخرة مما دل.. دلهم على أن القمر قد انشق وهي معجزة لمحمد –صلى الله عليه وسلم- سجلها القرآن في قوله تعالى: (اقتربت الساعة وانشق القمر وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر) سورة القمر.
المصـدر: محاضرة للشيخ عبدالمجيد الزنداني في قناة الجزيرة بتصرف 24/02/2002
والجبال أوتاداً
قال تعالى : ( أَلَمْ نَجْعَلِ الأرْضَ مِهَادًا ، وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا ) (سورة النبأ: 6-7) .
تشير الآية إلى أن الجبال أوتاد للأرض ، والوتد يكون منه جزء ظاهر على سطح الأرض ، ومعظمه غائر فيها ، ووظيفته التثبيت لغيره . بينما نرى علماء الجغرافيا والجيولوجيا يعرفون الجبل بأنه: كتلة من الأرض تبرز فوق ما يحيط بها، وهو أعلى من التل. ويقول د. زغلول النجار: إن جميع التعريفات الحالية للجبال تنحصر في الشكل الخارجي لهذه التضاريس، دون أدنى إشارة لامتداداتها تحت السطح، والتي ثبت أخيراً أنها تزيد على الارتفاع الظاهر بعدة مرات. ثم يقول: ولم تكتشف هذه الحقيقة إلا في النصف الأخير من القرن التاسع عشر عندما تقدم السيرجورج ايري بنظرية مفادها أن القشرة الأرضية لا تمثل أساساً مناسباً للجبال التي تعلوها، وافترض أن القشرة الأرضية وما عليها من جبال لا تمثل إلا جزءاً طافياً على بحر من الصخور الكثيفة المرنة ، وبالتالي فلا بد أن يكون للجبال جذور ممتدة داخل تلك المنطقة العالية الكثافة لضمان ثباتها واستقرارها. وقد أصبحت نظرية ايري حقيقة ملموسة مع تقدم المعرفة بتركيب الأرض الداخلي عن طريق القياسات الزلزالية، فقد أصبح معلوماً على وجه القطع أن للجبال جذوراً مغروسة في الأعماق ويمكن أن تصل إلى ما يعادل 15مرة من ارتفاعاتها فوق سطح الأرض، وأن للجبال دوراً كبيراً في إيقاف الحركة الأفقية الفجائية لصفائح طبقة الأرض الصخرية. هذا وقد بدأ فهم هذا الدور في إطار تكتونية الصفائح منذ أواخر الستينيات. ويعرف الدكتور زغلول الجبال في ضوء المعلومات الحديثة فيقول إن الجبال ما هي إلا قمم لكتل عظيمة من الصخور تطفو في طبقة أكثر كثافة كما تطفو جبال الجليد في الماء ولقد وصف القرآن الجبال شكلاً ووظيفة، فقال تعالى: ﴿ وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا ﴾ (النبأ:7) وقال تعالى ﴿ وَأَلْقَى فِي الأرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ ﴾(لقمان:10)وقال أيضاً ﴿ وَجَعَلْنَا فِي الأرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ وَجَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجًا سُبُلا لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ﴾(الأنبياء:31) والجبال أوتاد بالنسبة لسطح الأرض، فكما يختفي معظم الوتد في الأرض للتثبيت، كذلك يختفي معظم الجبل في الأرض لتثبيت قشرة الأرض . وكما تثبت السفن بمراسيها التي تغوص في ماء سائل ، فكذلك تثبت قشرة الأرض بمراسيها الجبلية التي تمتد جذورها في طبقةٍ لزجةٍ نصف سائلة تطفو عليها القشرة الأرضية. ولقد تنبه المفسرون رحمهم الله إلى هذه المعاني فأوردوها في تفسيرهم لقوله تعالى: ﴿ وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا ﴾ ، واليك أمثلة من ذلك :
1- قال ابن الجوزي : ﴿ وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا ﴾ للأرض لئلا تميد.
2- وقال الزمخشري ﴿ وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا ﴾: أي أرسيناها بالجبال كما يرس البيت بالأوتاد.
3- وقال القرطبي :﴿ وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا ﴾ أي لتسكن ولا تتكفأ بأهلها .
4- وقال أبو حيان:﴿ وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا ﴾ أي ثبتنا الأرض بالجبال كما يثبت البيت بالأوتاد.
5- وقال الشوكاني:﴿ وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا ﴾ الأوتاد جمع وتد أي جعلنا الجبال أوتاداً للأرض لتسكن ولا تتحرك كما يرس البيت بالأوتاد.
أول الجبال خلقاً البركانية : عندما خلق الله القارات بدأت في شكل قشرةٍ صلبةٍ رقيقة تطفو على مادة الصهير الصخري ، فأخذت تميد وتضطرب، فخلق الله الجبال البركانية التي كانت تخرج من تحت تلك القشرة ، فترمي بالصخور خارج سطح الأرض ، ثم تعود منجذبةً إلى الأرض وتتراكم بعضها فوق بعض مكونة الجبال ، وتضغط بأثقالها المتراكمة على الطبقة اللزجة فتغرس فيها جذراً من مادة الجبل ، الذي يكون سبباً لثبات القشرة الأرضية واتزانها . وفي قوله تعالى : ﴿ وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ ﴾ (لقمان:10) إشارة إلى الطريقة التي تكونت بها الجبال البركانية بإلقاء مادتها من باطن الأرض إلى الأعلى ثم عودتها لتستقر على سطح الأرض . ويجلي حديث الرسول هذه الكيفية ، فقد روى أنس بن مالك عن النبي أنه قال: ( لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ الأرْضَ جَعَلَتْ تَمِيدُ ، فَخَلَقَ الْجِبَالَ فَعَادَ بِهَا عَلَيْهَا .. الحديث ) . فتأمل في قول النبي المبين لكيفية خلق الجبال : "فعاد بها عليها"، أي أن خلقها كان بخروجها من الأرض وعودتها عليها.
أوجه الإعجاز :
إن من ينظر إلى الجبال على سطح الأرض لا يرى لها شكلاً يشبه الوتد أو المرساة، وإنما يراها كتلاً بارزة ترتفع فوق سطح الأرض، كما عرفها الجغرافيون والجيولوجيون. ولا يمكن لأحدٍ أن يعرف شكلها الوتدي ، أو الذي يشبه المرساة إلا إذا عرف جزءها الغائر في الصهير البركاني في منطقة الوشاح، وكان من المستحيل لأحدٍ من البشر أن يتصور شيئاً من ذلك حتى ظهرت نظرية سيرجورج ايري عام 1855م . فمن أخبر محمداً بهذه الحقيقة الغائبة في باطن القشرة الأرضية وما تحتها على أعماق بعيدة تصل إلى عشرات الكيلومترات ، قبل معرفة الناس لها بثلاثة عشر قرناً ؟ ومن أخبر محمداً بوظيفة الجبال ، وأنها تقوم بعمل الأوتاد والمراسي، وهي الحقيقة التي لم يعرفها الإنسان إلا بعد عام 1960م ؟ وهل شهد الرسول خلق الأرض وهي تميد ؟ وتكوين الجبال البركانية عن طريق الإلقاء من باطن الأرض وإعادتها عليها لتستقر الأرض ؟ ألا يكفي ذلك دليلاً على أن هذا العلم وحي أنزله الله على رسوله النبي الأمي في الأمة الأمية ، في العصر الذي كانت تغلب عليه الخرافة والأسطورة ؟ إنها البينة العلمية الشاهدة بأن مصدر هذا القرآن هو خالق الأرض والجبال ، وعالم أسرار السموات والأرض القائل : ﴿ قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَوَاتِ وَالأرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾(الفرقان:6).
المصدر: موقع الإيمان على شبكة الإنترنت تصميم مركز بحوث جامعة الإيمان بإشراف الشيخ عبد المجيد الزنداني . .
انكدار النجوم
قال تعالى : ( و إذا النجوم انكدرت ) سورة التكوير(2)
وقال تعالى : ( فإذا النجوم طمست ) سورة المرسلات (8)
ويأتي العلم التجريبي في أواخر القرن العشرين ليؤكد على أن في مراحل حياة النجوم مرحلة انكدار ثم مرحلة طمس .
فالنجم هو جرم سماوي متوهج ، مشتعل ، مضيء بذاته ومن مسببات هذا الاشتعال عملية الاندماج النووي في داخل جسم النجم ، فإذا تحول لب النجم بالكامل إلى حديد فالنجم يسلك مسلكاً من اثنين حسب كتلته الابتدائية ، فإما أن ينفجر أو أن يتكدس على ذاته ، فإذا تكدس على ذاته بلغ النجم من الكثافة مبلغاً لا يسمح للضوء أن ينفلت من عقاله فلا يرى ، ولكنه يمر قبل ذلك برحلة انكدار يصف هذه الحقيقة وصفاً بديعاً الحق سبحانه و تعالى: ( و إذا النجوم إنكدرت ) و (إذا النجوم طمست ) ونحن نرى ذلك من حولنا واقعاً تمر به نجوم السماء في دورة حياة سجّلها علماء الفلك في العقود المتأخرة من القرن العشرين .
المصدر : عن كتاب من آيات الإعجاز العلمي في القرآن د زغلول النجار
سلخ الليل من النهار
قال تعالى : " و آية لهم الليل نسلخ منه النهار فإذا هم مظلمون " يس 37 .
و فق المفسرون القدامى في تفسير ما معنى " و آية لهم الليل نسلخ منه النهار" مشبهين رقة طبقة النور بجلد الذبيحة الذي إذا سلخ عن الذبيحة ترك الباقي متجانساً ، وحَّد ظلمة الليل فأصبح كياناً متجانسا، فإذا و جدنا طبقة النور التي تحيط بالأرض لا تتجاوز 200 كم فقط ، و المسافة بيننا و بين الشمس 150 مليون كم ، و لا أقول بقية الكون ، فلك أن تتخيل دقة التعبير القرآني " و آية لهم الليل نسلخ منه النهار فإذا هم مظلمون " يس 37 .
المصدر : من آيات الإعجاز في القرآن الكريم الدكتور زغلول النجار
[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]