- 2 يوليو 2006
- 8,187
- 128
- 63
- الجنس
- ذكر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
الدئرة الثالثة المجتلب يخرج منها : الهزج والرجز والرمل.
الدائرة الرابعة المشتبه يخرج منها : السريع والمنسرح والخفيف والمضارع والمقتضب والمجتث .
الدائرة الخامسة المتفق يخرج منها : المتقارب .
على الر غم من ان دوائر الخليل العروضية ظلت لغزاً من الالغاز بعده فلم يكتشف سرها احد من الدارسين الا اننا يمكن ان نثبت فيها حقيقتين ، اولاهما ان الخليل اوجد هذه الدوائر بتخطيط رياضي احكمه بعد تأمل طويل وتجارب مضنية لذا كان الاساس فيها تشابه المقاطع الصوتية من الاسباب والاوتاد ، ثانيهما هي انه استخدم منهجه اللغوي في القياس في حصره عدد اوزان الشعر فيها مما اضطره الى تطبيق فكرة الاصل كما طبقت في الصرف والنحو وحاول ان يرد ماخالف الاصل الى اصله بعلة من العلل او سبب من الاسباب وهذا يقابل قضية الضرورات الشعرية وما يتحمله الشعر في الدرس النحوي(72) ومحاولة ردها الى اصلها ، فقد رويت جملة من النماذج الشعرية عدها العروضيون شاذة ووصفوها بالاضطراب وهي مما لايدخل في نظام الخليل ولم يعتد بها ومنهم من عدها بقايا لاوزان لم يدخلها الخليل في عروضه(73) وللحديث عن هذا الموضوع آتً .
لقد استطاع الخليل بعد استقرائه الشامل للعربية ان يوجد اساساً للايقاع فوجد العربية مؤلفة من اصوات وحروف ، هذه الحروف اساسها المتحرك والساكن وفي ذوقه للحروف حاول ان يحدد مخارجها وقد وجد ان الساكن لاينطق به الا في ضل الحركة وان الساكنين لا يجتمعان في العربية الا اذا كان اولهما صوت لين ووجد انه لا يجتمع اكثر من اربع متحركات في الشعر وعلى هذا حاول ان يبدأ بأيجاد مقاطع تؤلف اجزاء يقيس بها الوزن . فوضع اولاً رمزيـن للساكنيـن الالف ( 1 ) ولل
(72) انظر باب مايحتمل الشعر في كتاب سيبوية 1 \ 26 ـ 32 وما تعرض في ثنايا الكتاب .
(73) فصل الحديث في هذا من القدماء ابو الحسن العروضي في كتابه ( العروض والقافية ) ( باب الاجتماع للعروض والرد على من خالف ابنية العرب ) وانظر في قضية الاصل ايضاً عبث الوليد للمعري 98 ، 183 ، 306 ، 443
دائرة ( 5 ) ثم حدد المقاطع التالية :
1 ـ السبب الخفيف وهو حرفان اولهما متحرك والآخر ساكن ورمزه ( 1 5 ) .
2 ـ السبب الثقيل حرفان متحركان ورمزه ( 5 5 ) .
3 ـ الوتد المجموع ثلاثة احرف الاول والثاني متحركان وثالثها ساكن ورمزه ( 1 5 5 ) .
4 ـ الوتد المفروق ثلاثة احرف اولها وثالها متحركان والوسط ساطن ورمزه ( 1 5 1 ) .
5 ـ الفاصلة الصغرى وهي اربعة احرف ثلاثة متحركة ورابعها ساكن ورمزها ( 1 5 5 5 ) .
6 ـ الفاصلة الكبرى وهي خمسة احرف اربعة متحركة خامسها ساكن ورمزها ( 1 5 5 5 5 ) .
ان اساس المقاطع لديه السبب بنوعيه والوتد بنوعيه اما الفاصلتان فيمكن تجزئتهما الى مقاطعهما .
ومن هذه المقاطع الف اجزاء لقياس الوزن وهي التفعيلات جعلها من اصل ( فعل ) الذي اتخذه للميزان الصرفي لوزن صيغ الالفاض وارجاعها الى اصلها .
وقد حصر الاجزاء او التفاعيل في ثمان هي :
اثنتان خماسيتان : فعولن وفاعلن
وست سباعية : مفاعيلن وفاعلاتن ومستفعلن ومفاعلتن ومتفاعلن ومفعولات .
وقد جعل وحدة الوزن تتمثل في شطر البيت الاول في الشعر العربي توزن بمجموعة من التفاعيل على وفق المتحركات والسواكن فيه . وقد وجد الجزء الاخير من هذا الشطر الذي اطلق عليه ( العروض ) يقابله الجزء الاخير الذي اطلق عليه ( الضرب ) والتفعيلات الباقية حشو .
ووجد ان الذي يحدث الايقاع في القصيدة هذا التوازن والتشابه بين المتحركات والسواكن في شطري البيت .
وهناك تفعيلات في التغييرات التي تحصل في الضرب او تفعيلات الحشو من الزحافات والعلل ، وانواع المجزوءات والمشطورات يرجع فيها الى كتب العروض .
لقد حدد الخليل البحور بخمسة عشر بحراً واحصي اعاريضها بأربع وثلاثين وضروبها بثلاثة وستين ضرباً(74) وحصر هذه البحور بالدوائر الخمس التي ذكرتها فجعل بناء الدوائر على اصول البحور واصطنع طريقة الفك وهي ان تفك التفعيلات اجزاء واجزاء التفعيلات هي الاسباب والاوتاد لتستخرج البحر من الدوائر ، وقد ذكرت ان الخليل جمع هذه البحور في دوائره على اساس تشابه المقاطع الصوتية من الاسباب والاوتاد وسر براعة الخليل يكمن في علمه الدوائر كما يظهر فيها حسه الموسيقي ، فقد هداه احساسه الفني الا ان الوتد اقوى من السبب(75) لأنه هو السبب الايقاع النغمي في الشعر ولأنه رآه بالاستقراء لايصاب بالتغيير كما تصاب الاسباب ، فالزحافات جميعاً تصيب الاسباب فقط اما العلل فمنها علل الزيادة فليس لها اثر فيه واما علل النقص كالقطع والبتر والصلم والحذف فهي لاتصيب الا الجزء الاخير من البيت وهو الضرب ويبقى الوتد سليماً في سائر تفعيلات البيت .
لقد جعل كل اصل دائرة بحراً يبدأ بالوتد المجموع ولما كان الوتد اقوى من السبب وجب تقديمه ما عدا الدائرة الرابعة فقد ترك فيه القياس وقدم فيها السريع واوله ( مستفعلن ) ولم يقدم المضارع واوله ( مفاعلين ) ، وقد علل العروضيون هذا بقولهم ( ان مفاعلين في المضارع ، لاتجيء سالمة قط اما ان تجيء مقبوضة او مكفوفة فلما بطل ان يكون المضارع اولاً لكراهتهم ابتداء الدائرة ببحر يكون اوله مثل هذا كان السريع اولى بالتقديم ثم رتب عليه المنسرح )(76) .
اما طريقة فك الدوائر فقط واضحة للعروضين في نهاية كل دائرة في كتبهم فعلى سبيل التمثيل الدائرة الاولى واصلها الطويل يبدأ بـ ( فعولن ) فالمديد ينفك من ( لن ) بعد ترك الجزء الاول من التفعيلة وهو ( فعو ) فبداية البحر الجديد هي
(74) واذا اضفنا بحر المتدارك تصبح الاعاريض ستاً وثلاثين عروضاً والضروب سبعاة وستين ضرباً .
(75) هذا ما نقله العروضيون . انظر الكتاب الكافي في العروض والقوافي للتبريزي 50 .
(76) الكافي 128 .
دور البصرة في نشأة الدراسات اللغوية (العروض) ـ 24 ـ
( لن ) من فعولن وينتهي هذا البحر بالجزء المتروك فأذا اردت مواصلة الفك تستخدم الطريقة نفسها اي تترك الجزء الاول من البحر الثاني وهكذا حتي تصل الى البحر الاصل وهو الطويل وهكذا يكون الفك في باقي الدوائر(77) .
العـروض بعـد الخليـل ـ مـن البصـرة الـى الآفـاق :
مرت الاشارة الى مابين علمي العروض والنحو من خصائص مشتركة فكلاهما بصري النشأة وكلاهما نضج على يد الخليل بن احمد البصري وحتى اسباب نشأتها متشابهه في وجوه ثم كلاهما خرج من البصرة وانتشر في الافاق على يد الدارسين ، وظل العلمان يتوسعان بعد الخليل حتى بلغا من التعقيد والضخامة مبلغاً احس به الدارسون فكانت فيهما هحاولات لتيسيرهما في القديم والحديث .
لقد اخذ العروض عن الخليل حينما استوت قواعده وقام نظامه على ما وضع من اصول وظوابط وبعد تأمل وتجارب مضنية مر فيها الخليل حتى اتهمه بالتخليط اقرب الناس اليه لأنه لم يكن يفهم ما كان الخليل صانعه ، روى تلميذه النضر بن شميل انه ( كان اصحاب الشعر يمرون بالخليل فيتكلمون في النحو فقال الخليل لابد لهم من اصل فوضع العروض فخلا في بيت ووضع بين يديه طست وجعل يقرعه بعود ويقول : فاعلن مستفعلن فعولن ، قال : فسمعه اخوه فخرج الى المسجد فقال : ان اخي قد اصابه جنون فادخلهم على الخليل وهـو يضـرب بالطســت )(78) ، مانفهمه من هذا الخبر وغيره من الاخبار ان اصحاب الشعر كان بينهم وبين الخليل محاورات في قضايا الشعر واقامة ما انكسر من اوزانه وكان الخليل يرى في نفسه العلم بالشعر واسراره ، قال مرة لأبن مناذر : ( انما انتم معشر الشعراء تبع لي وانا سكان السفينة ان قرضتكم ورضيت عنكم نفقتم والا
(77) انظر في فك الدوائر العقد الفريد 5 \ 430 ، الاقناع لأبن عباد ، كتاب العروض لأبن جني ، الكافي للتبريزي .
(78) نور القيس 58 ، وانظر موسيقى الشعر 59 .
كفيتكم )(79) .
كان مما يسمع من اضطراب في اوزان الشعر وخطأ رواته فيه حافز للتأمل واطالة الفكر لوضع نظام يضبطه ، وانا لا استبعد الاخبار التي رويت في حياته والتي كانت تثير التداعي في نفسه لوضع العروض من مروره بسوق الصفارين او سماعه وقع مطارق الصفارين وغير ذلك كل ذلك لايستبعد وليس بالضرورة ان تؤخذ كما رويت فكلها يشير الى حقيقة انشغال الخليل بوضع علم كان يدرك اهميته وخطره لذا استكمل عمله في وضع علم العروض خصص له درساً يمليه ، على من طلب تعلمه .
لقد اخذ هذا العلم عن الخليل تلامذته ذكر في مقدمتهم ابو محمد البزي تلميد ابي عمرو بن العلاء وكان شاعراً راويـاً ومشتغـلاً بالنحـو(80) .
واخذ العروض عنه ايضاً عبد الله بن هارون بن السميذع العروضي وهو من اهل البصرة وكان مقدماً فيه ( وكان يقول اوزاناً من العروض غريبة من شعره ثم اخذ ذلك عنه ونحا نحوه في رزين العروضي فأتى ببدائع جمة وجعل اكثر شعره في هذا الجنس )(81) .
واخذه عنه ايضاً الاخفش الاوسط بالاتصال به فقد صحبه قبل صحبته لسيبوية(82) والدليل على اخذه العروض منه مباشرة سؤاله اياه عن البحور وعلل تسميتها ، روى الزجاجي عن ابن دريد عن ابي حاتم عن الاخفش انه سأل الخليل ( بعد ان عمل كتاب العروض : لم سميت الطويل طويلا ؟ قال : لأنه بتمام اجزائه ، قلت فالبسيط ؟ قال : لأنه انبسط عن مدى الطويل وجاء وسطه فَعِلُنْ وآخره فَعُلن ، قلت فالمديد ؟ قال : تمدد سباعيه حول خماسية )(83) . وهكذا حتى آخر
(79) الاغاني 6 \ 10 .
(80) نور االقبس 80 ، معجم الادباء 7 \ 289 .
(81) الاغاني 6 \ 10 .
(82) طبقات الزبيدي 73 .
(83) العمدة 1 \ 115 وكذا جاء في نور القبس
البحور ، وقد ذكر من بين كتب الاخفش كتاب العروض وكتاب القوافي والكتابان على مااعتقد اثران من آثار الخليل وقد وصل الينا كتاب القوافي وكثرة نقله عن الخليل فيه يدل على ذلك وما افاده ولم يذكر معه اسم الخليل اكثر من تصريحة به ، فالخليل كان يملي عمله املاء على تلامذته فكما املأ معظم مادة الكتاب وسجلها سيبويه املأ مادة العروض والقوافي فسجلها او سجل معظمها الاخفش في كتابيه .
وعن طريق هؤلاء التلامذة انتشر عروض الخليل في الآفاق فاليزيدي والاخفش انتقلا الى بغداد وشهدت لهما حلقات الدرس هناك واخذ عنهما التلامذة في البصرة وبغداد ومن بغداد انتشر على يد من درس فيها من طلبة العلم من مصر والاندلس وغيرهما من الامصار(84) .
كان الاحساس بصعوبة هذا العلم منذ نشأته لدى من ضعف احساسه بموسيقى الشعر ، روي ان بعض من كان يتردد على الخليل لتعلم العروض فلم يحظ منه بشيء واراد الخليل ان يعرفه فطلب منه يوماً ان يقطع البيت :
اذا لم تستطع شيئاً فدعه وجاوزه الى ما iiتستطيع
ففهم قصده وانصرف (85) .
وان اصحاب السليقة في قول الشعر لايرون كبير فائدة في دراسة العروض وبذل الوقت في تعلمه لأنهم يعتمدون على ملكتهم وسليقتهم في نظم الشعر .
لقد عبر عن هذا الموقف من العروض جملة من النقاد من بينهم الجاحظ فبعد ان ذكر الخليل بأعجاب في بيانه وعده من كبار المتكلمين ورؤساء النظارين كما سبق وصفه في موضع آخر على لسان النظام بالغرور وانه ( فتنته دوائره التي لايحتاج اليها غيره )(86) ثم جاء قدامة بن جعفر فقال في علمي الوزن والقوافي : ( فليست
(84) كان انتشار العروض كأنتشار النحو البصري في الافاق على يد تلامذة شيوخ البصرة في بغداد وغيرها من المدن .
(85) نور القبس 71 . وفيات الاعيان 2 / 247 .
(86) الحيوان 1 / 151 .
الضرورة داعية اليها لسهولة وجودها في طباع اكثر الناس من غير تعلم . ثم ما نرى ايضاً من استغناء الناس عن هذا العلم فيما بعد واضعيه الى هذا الوقت فان من يعلمه ومن لا يعلمه ليس يعول في شعر اذا اراد قوله الا على ذوقه دون الرجوع اليه ، فكان هذا العلم مما يقال فيه : ان الجهل فيه غير ضائر وما كانت هذه حاله فليست اليه ضرورة )(87) ولأبن رشيق مذهب قريب من هذا بأن المطبوع مستغن بطبعه عن الاسماء واوزانها وعللها(88) .
وقد مر في اول هذا البحث موقف اشد من عروض الخليل وهو محاولة نقضه وابطال دوائره وقد الف معاصر للخليل وهو بزرج العروضي كتاباً في ذلك ، وكرر المحاولة بعد ذلك اثنان احدهما الناشيء الاكبر ( ت 293 هـ ) والاخر على بن هارون المنجم ( ت 352 هـ )(89) .
لم يصل الينا شيء من هذه الكتب ، اما كتاب بزرج العروضي الكوفي فأكبر ضني انه آثار الخلاف بين الكوفيين والبصريين هذا اذا كان بزرج قد الف كتابه المذكور ، اما الآخران فما اظن ان نقضهما لعروض الخليل يعطي بديلاً له .
لقد ضل عروض الخليل يدرس طيلة القرون التي اعقبت الخليل حتى العصر الحاضر على وفق الاسس والضوابط والمقاييس التي وضعها له ولم تتغير حتى شواهده لدى الدارسين والمؤلفين في الغالب ، ومن المؤلفين القدماء من كان كثير الاحتجاج لعروض الخليل وفوائد درسه فكان ابو الحسن العروضي يطيل الدفاع عنه في كتابة العروض والقوافي ويرد اقوال من خالفه وينسبه الى الجهل كما دافع عن دوائره العروضية وعن الاوزان التي احصاها ورد اقوال من رأى ان اوزان الشعر اكثر مما اثبته الخليل في عروضه(90) .
(87) نقد الشعر 13 ،14 .
(88) العمدة 1 / 113 .
(89) الفهرست 212 . وخصص ابو الحسن العروضي احد ابواب كتاب العروض والقافية للرد على الناشيء ، انباه الرواة 2 / 128 ، ديوان الناشيء الاكبر تحقيق هلال ناجي مجلة المورد م (11) ع (1) 1982 .
(90) انظر باب الاحتجاج للعروض الذي مر ذكره .
لقد الفت الكتب والفصول في العروض فلم يحاول احد من اعادة دراسة العروض على اسس غير ما اقام الخليل عليها نظامه وكل ما كان من بعض الدارسين هو اختصار اجزائه ودمج بعض بحوره كما فعل الجوهري ( ت 398 هـ ) في عروضه ، واقدم ما وصل الينا من هذا العلم ماضمنه ابن عبد ربه ( ت 328 هـ ) كتابه العقد الفريد ( كتاب الجوهرة الثانية ) فقد جعله في اعاريض الشعر وعلل القوافي في جزئين : احدهما للفرش اختصره في ارجوزة من نظمه جمع فيها كل ما يدخل العروض ويجوز في حشوه من الزحاف كما ذكر دوائر الخليل ووصفها وصفاً دقيقاً ، اما الجزء الثاني فخصصه للمثال كما قال في ثلاث وستين قطعة على ثلاثة وستين ضرباً من ضروب العروض وهي التي اثبتها الخليل في عروضه ثم ضمن مقطعة بيتاً من الابيات التي استشهد بها الخليل في عروضه(91) .
وقد اوضح ابن رشيق صورة دراسة العروض بعد الخليل في قوله : ( فأول من الف الاوزان وجمع الاعاريض والضروب الخليل بن احمد فوضع فيه كتاباً سماه ( العروض ) استخفافاً . . ثم الف الناس بعده واختلفوا على مقادير استنباطهم حتى وصل الامر الى ابي نصر اسماعيل بن حماد الجوهري فبين الاشياء واوضحها في اختصار والى مذهب يذهب حذاق اهل الوقت وارباب الصناعة )(92) ثم ذكر ماقام به الجوهري من اختصار خالف به الخليل وهو اختصاره الاجزاء الى سبعة بدلاً من ثمانية في عروض الخليل اذا نقص منها جزء ( معمولات ) مستدلاً بأنه منقول من ( مستفع لن ) مفروق الوتر اي مقدم النون على اللام ، وجعل الجوهري عدد بحور الشعر اثنى عشر باباً مع المتدارك بدلاً من خمسة عشر باباً التي وضعها الخليل ولم يثبت فيها المتدارك ثم ( زعم ان الخليل انما اراد بكثرة الالقاب الشرح والتقريب ، قال : والا فالسريع هو من البسيط والمنسرح والمقتضب من الرجز والمجتث من الخفيف ، لأن كل بيت مركب من مستفعلن فهو عنده مـن الرجـز طال او قصـر )(93) .
(91) انظر العقد الفريد 5 / 424 . . وما بعدها .
(92) العمدة 1 / 114 .
(93) العمدة 1 / 144 ، 115 .
كانت محاولة الجوهري فيما بعد في دراسة العروض على النحو قال انه حاول ان يختصر فيها فهي كالمحولات القديمة في تيسير النحو وتسهيله باختصاره او شرحه ، فقد الفت في العروض الكتب الموجزة التعليمية التي تختصر من الابواب والعلل ولم تظهر الدراسات المعنية في تطوير العروض ودراسته على اسس من علم اللغة الا في العصر الحديث(94) .
(94) ممن ساهم في ذلك من العرب د . محمد النويهي ، الدكتور ابراهيم انيس و د . كمال ابو ديب و د . محمد مندور وغيرهم .
( مصادر البحث ومراجعه ) :
ـ ابو عمر بن العلاء ـ جهوده في القراءة والنحو ـ زهير زاهد ـ نشر مركز دراسات الخليج العربي بجامعة البصرة 1987 .
ـ اخبار النحويين البصريين ـ السيرافي ـ مطبعة مصطفى البابي الحلبي بمصر 1955 م .
ـ ارشاد الاريب الى معرفة الاديب ياقوت الحموي ـ مطبعة هنية بالموسكي بمصر 1927 .
ـ اعجاز القرآن ـ ابو بكر الباقلاني تحـ السيد احمد صقر ط3 دار المعارف بمصر .
ـ الأغاني ـ ابو الفرج الاصفهاني ط الساسي ـ مطبعة التقدم بمصر .
ـ الاقناع في العروض ـ الصاحب بن عباد ـ تحـ الشيخ آل ياسين ـ بغداد 1960 .
ـ انباه الرواة على انباه النحاة ـ القفطي ـ دار الكتب المصرية 1950 .
ـ الانتفاع من تراثنا العروضي لتجديد شعرنا المعاصر ـ الاستاذ هلال ناجي ـ مجلة الافكار الاردنية ـ ايلول 1977 .
ـ الايقاع في الشعر العربي ـ د . مصطفى جمال الدين ط2 مطبعة النعمان النجف 1974 .
الايضاح في علل النحو ـ الزجاجي ـ تحـ مازن المبارك ـ نشر دار العروبة 1959 .
ـ بدايات الشعر العربي بين الكم والكيف ـ د . محمد عوني عبد الرؤوف ـ مكتبة الخانجي .
ـ البيان والتبيين ـ الجاحظ ـ تحـ عبد السلام هارون ط 4 مكتبة الخانجي القاهرة .
ـ تاج العروس ـ محمد مرتضى الزبيدي .
ـ تاريخ الادب العربي ـ بروكلمان ـ ترجمة د . النجار ـ دار المعارف بمصر .
ـ تاريخ الحياة الموسيقية ـ مصطفى كامل الصراف ـ دار اليقضة العربية ـ دمشق .
تاريخ الموسيقى العربية ـ هنري فارمر ـ ترجمة جرجيس فتح الله - مكتبة الحياة بيروت .
ـ تحقيق مال الهند من مقولة ـ البيروني ـ حيدر اباد الدكن الهند 1958 .
ـ تقويم الفكر النحوي ـ د . علي ابو المكارم ـ دار الثقافة بيروت ـ 1975 .
ـ التنبيه على حدوث التصحيف ـ حمزة الاصفهاني تحـ الشيخ آل ياسين ـ مكتبة النهضة بغداد 1967 .
ـ تهذيب اللغه ـ ابو منصور الازهري ـ المؤسسة المصرية العامة ـ 1964 م .
ـ الجاحظ ، حياته وآثاره ـ د . طه الحاجري ـ دار المعارف بمصر 1962 م .
ـ جمهرة المغنين ـ خليل مردم ـ المطبعة الهاشمية بدمشق 1964 .
ـ الجوهرة في العروض والقافية ـ ياسين جمزة البصري ـ تحـ د . عبد الحسين المبارك وفاخر جبر جامعة البصرة 1987 .
ـ الحيوان ـ الجاحظ ـ تحـ هارون . مكتبة مصطفى البابي بمصر .
ـ الخصائص ـ ابن جني ـ تحـ محمد علي النجار ـ دار الكتب المصرية 952 ـ 1956 .
ـ الخليل بن احمد الفراهيدي ـ د . مهدي المخرومي مطبعة الزهراء ـ بغداد 1960 .
ـ ديوان الناشيء الاكبر ـ تحـ هلال ناجي مجلة المورد العراقية العدد الاول 1982 .
ـ رسائل الجاحظ ـ تحـ هارون مكتبة الخانجي بالقاهرة 1964 .
ـ السيرة النبوية ـ ابن هشام ـ تحـ السقا وآخرين ط2 مصطفى البابي بمصر 1955 م .
ـ الشامل ـ معجم في علوم اللغة العربية ومصطلحاتها ـ اسر وجنيدي ـ دار العودة بيروت .
ـ الشعر والغناء في المدينة ومكة ـ د . شوقي ضيف ـ دار الثقافة بيروت .
ـ الصاحبي ـ ابو الحسين احمد بن فارس . تحـ احمد صقر ـ مطبعة عيسى البابي ـ القاهرة
ـ طبقات الشعراء ـ ابن المعتز ـ تحـ عبد الستار فراج ـ دار المعرفة بمصر .
ـ طبقات فحول الشعراء ـ ابن سلام ـ تحـ محمود محمد شاكر . مطبعة المدني ـ القاهرة .
ـ طبقات النحويين واللغويين ـ ابو بكر الزبيدي ـ تحـ ابو الفضل ابراهيم ـ دار المعارف بمصر .
ـ عبث الوليد ـ المعري ـ تحـ ناديا الدولة ـ دمشق 1976 .
ـ عبقري من البصرة ـ د . مهدي المخرومي ـ وزارة الاعلام العراقية 1972 .
ـ العروض ـ تهذيبه واعادة تدوينه ـ الشيخ جلال الحنفي ـ مطبعة العاني بغداد 1987 .
ـ كتاب العروض والقافية ـ ابو الحسن العروضي ـ مخطوط صورته في خزانة الاستاذ هلال ناجي .
ـ العقد الفريد ـ ابن عبد ربه ـ مطبعة لجنة التأليف والترجمة ـ القاهرة 1949 .
ـ العمدة ـ ابن رشيق ـ تحـ محي الدين عبد الحميد ـ مطبعة حجازي بالقاهرة 1934 .
ـ كتاب العين ـ الخليل بن احمد الفراهيدي ـ تحـ د . المخروجي والسامرائي ـ وزارة الثقافة والاعلام بغداد .
ـ غاية النهاية في طبقات القراء ـ ابن الجزري نشر براجستراسر ـ السعادة .
ـ فن التقطيع الشعري . د . صفاء خلوصي ومنشورات مكتبة المتنبي ـ بيروت .
ـ الفن ومذاهبه في الشعر العربي ـ د . شوقي ضيف ـ دار المعاف بمصر ط4 .
ـ الفهرست ـ ابن النديم ـ مطبعة الاستقامة ـ القاهرة .
ـ في البنيه الايقاعية للشعر العربي ـ د . كمال ابو ديب ـ ط3 بغداد 1987 .
ـ في الشعر لأرسطو ـ ترجمة ابي بشر متي ـ حققة وترجمة ثانية د . شكري عياد القاهرة 1967
ـ في علم الكلام ـ د . احمد محمد صبحي ط 2 دار الكتب الجامعية بالاسكندرية 1976 .
ـ القافية والاصوات اللغوية ـ د . محمد عوني عبد الرؤوف ـ القاهرة 1977 .
ـ القاموس المحيط ـ الفيروز ابادي .
ـ قراءة عروضية في المعلقات العشر ـ عبد المنعم احمد ـ مطبعة الارشاد بغداد 1986 .
ـ القسطاس المستقيم في علم العروض ـ الزمخشري ـ تحـ د . بهيجة الحسني ـ مكتبة الاندلس ببغداد 1969 .
ـ قضايا الشعر المعاصر ـ نازك الملائكة ـ دار الآداب ـ بيروتن ـ 1962 .
ـ كتاب القوافي ـ ابو الحسن الاخفش تحـ د . عزة حسن دمشق 1962 .
ـ كتاب القوافي ـ ابو يعلى التنوخي ـ تحـ عوني عبد الرؤوف ـ القاهرة 1975 .
ـ كتاب الكافي في العروض والقوافي والخطيب التبريزي ـ تحـ الحساني حسن ـ مجلة معهد المخطوطات العربية 1966 .
ـ الكامل ـ المبرد ـ تحـ ابو الفضل ابراهيم وشحاته ـ دار النهضة مصر .
ـ الكتاب ـ سيبوية ـ تحـ هارون دار القلم 966 ـ 1968 .
ـ لسان العرب ـ ابن منظور ـ دار صادر بيروت .
ـ اللغة الشاعرة ـ عباس محمود العقاد ـ مكتبة غريب ـ مطبعة الاستقلال الكبرى
ـ اللغة والنحو ـ د . حسن عون ـ مطبعة رويال الاسكندرية 1952 .
ـ مؤلفات الكندي الموسيقية ـ تحـ زكريا يوسف بغداد 1962 .
ـ مراتب النحويين ـ ابو الطيب اللغوي ـ تحـ ابو الفضل ابراهيم ـ مكتبة نهضة مصر مروج الذهب ـ المسعودي ـ دار الاندلس ط 4 بيروت 1981 .
ـ المصاحف ـ ابو بكر السجستاني ـ تصحيح جفري القاهرة 1936 .
ـ معجم الادباء ارشاد الاديب .
ـ المعيار في اوزان الاشعار ـ ابو بكر الشنتريني ـ تحـ ط 1 بيروت 1968 .
ـ مفاتيح العلوم ـ ابو عبد الله الخوارزمي ـ مطبعة الشرق بمصر .
ـ المفصل في تاريخ العرب قبل الاسلام ـ د . جواد علي ـ دار العلم للملايين ومكتبة النهضة 1968 .
ـ مقدمة ابن خلدون ـ مطبعة الكشاف بيروت .
ـ مقدمة في ادب العراق القديم ـ طه باقر ـ دار الحرية ببغداد 1976 .
ـ الممتع في صنعة الشعر ـ عبد الكريم النهشلي ـ تحـ زغلول سلام ـ منشأة المعارف بالاسكندرية .
ـ منهاج البلغاء وسراج الادباء ـ ابو الحسن حازم القرطاجني ـ تحـ الخوجة تونس 1966 .
ـ موسيقى الشعر . د . ابراهيم انيس ـ دار القلم بيروت ط 4 .
ـ موسيقى الشعر العربي ـ د . شكري عياد دار المعرفة ـ القاهرة 1978 .
ـ الموسيقي الكبير ـ ابو نصر الفارابي ـ تحـ غطاس عبد الملك ـ دار الكاتب العربي ـ القاهرة .
ـ الموشح ـ المرزباني ـ تحـ البجاوي دار نهضة مصر 1965 .
ـ النحو العربي والدرس الحديث ـ د . عبده الراجحي ـ دار النهضة العربية بيروت .
ـ نزهة الالباء ـ ابن الانباري ـ تحـ السامرائي ـ مكتبة الاندلس بغداد 1970 .
ـ نظرية الشعر عند الفلاسفة المسلمين ـ د . الفت كمال الروني ـ دار التنوير ـ بيروت 1983 .
ـ نظريات الشعر عند العرب ـ د . مصطفى الجوزو دار الطليعة بيروت 1981 .
ـ نقد الشعر ـ قدامة بن جعفر ـ تحـ كمال مصطفى ـ مكتبة الخانجي 1963 .
ـ نور القبس المختصر من المقتبس للمرزباني واختصار اليغموري تحـ زلهايم ـ 1964 .
ـ وفيات الاعيان ـ ابن خلكان ـ تحـ احسان عباس ـ دار الثقافة بيروت .
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
الدئرة الثالثة المجتلب يخرج منها : الهزج والرجز والرمل.
الدائرة الرابعة المشتبه يخرج منها : السريع والمنسرح والخفيف والمضارع والمقتضب والمجتث .
الدائرة الخامسة المتفق يخرج منها : المتقارب .
على الر غم من ان دوائر الخليل العروضية ظلت لغزاً من الالغاز بعده فلم يكتشف سرها احد من الدارسين الا اننا يمكن ان نثبت فيها حقيقتين ، اولاهما ان الخليل اوجد هذه الدوائر بتخطيط رياضي احكمه بعد تأمل طويل وتجارب مضنية لذا كان الاساس فيها تشابه المقاطع الصوتية من الاسباب والاوتاد ، ثانيهما هي انه استخدم منهجه اللغوي في القياس في حصره عدد اوزان الشعر فيها مما اضطره الى تطبيق فكرة الاصل كما طبقت في الصرف والنحو وحاول ان يرد ماخالف الاصل الى اصله بعلة من العلل او سبب من الاسباب وهذا يقابل قضية الضرورات الشعرية وما يتحمله الشعر في الدرس النحوي(72) ومحاولة ردها الى اصلها ، فقد رويت جملة من النماذج الشعرية عدها العروضيون شاذة ووصفوها بالاضطراب وهي مما لايدخل في نظام الخليل ولم يعتد بها ومنهم من عدها بقايا لاوزان لم يدخلها الخليل في عروضه(73) وللحديث عن هذا الموضوع آتً .
لقد استطاع الخليل بعد استقرائه الشامل للعربية ان يوجد اساساً للايقاع فوجد العربية مؤلفة من اصوات وحروف ، هذه الحروف اساسها المتحرك والساكن وفي ذوقه للحروف حاول ان يحدد مخارجها وقد وجد ان الساكن لاينطق به الا في ضل الحركة وان الساكنين لا يجتمعان في العربية الا اذا كان اولهما صوت لين ووجد انه لا يجتمع اكثر من اربع متحركات في الشعر وعلى هذا حاول ان يبدأ بأيجاد مقاطع تؤلف اجزاء يقيس بها الوزن . فوضع اولاً رمزيـن للساكنيـن الالف ( 1 ) ولل
(72) انظر باب مايحتمل الشعر في كتاب سيبوية 1 \ 26 ـ 32 وما تعرض في ثنايا الكتاب .
(73) فصل الحديث في هذا من القدماء ابو الحسن العروضي في كتابه ( العروض والقافية ) ( باب الاجتماع للعروض والرد على من خالف ابنية العرب ) وانظر في قضية الاصل ايضاً عبث الوليد للمعري 98 ، 183 ، 306 ، 443
دائرة ( 5 ) ثم حدد المقاطع التالية :
1 ـ السبب الخفيف وهو حرفان اولهما متحرك والآخر ساكن ورمزه ( 1 5 ) .
2 ـ السبب الثقيل حرفان متحركان ورمزه ( 5 5 ) .
3 ـ الوتد المجموع ثلاثة احرف الاول والثاني متحركان وثالثها ساكن ورمزه ( 1 5 5 ) .
4 ـ الوتد المفروق ثلاثة احرف اولها وثالها متحركان والوسط ساطن ورمزه ( 1 5 1 ) .
5 ـ الفاصلة الصغرى وهي اربعة احرف ثلاثة متحركة ورابعها ساكن ورمزها ( 1 5 5 5 ) .
6 ـ الفاصلة الكبرى وهي خمسة احرف اربعة متحركة خامسها ساكن ورمزها ( 1 5 5 5 5 ) .
ان اساس المقاطع لديه السبب بنوعيه والوتد بنوعيه اما الفاصلتان فيمكن تجزئتهما الى مقاطعهما .
ومن هذه المقاطع الف اجزاء لقياس الوزن وهي التفعيلات جعلها من اصل ( فعل ) الذي اتخذه للميزان الصرفي لوزن صيغ الالفاض وارجاعها الى اصلها .
وقد حصر الاجزاء او التفاعيل في ثمان هي :
اثنتان خماسيتان : فعولن وفاعلن
وست سباعية : مفاعيلن وفاعلاتن ومستفعلن ومفاعلتن ومتفاعلن ومفعولات .
وقد جعل وحدة الوزن تتمثل في شطر البيت الاول في الشعر العربي توزن بمجموعة من التفاعيل على وفق المتحركات والسواكن فيه . وقد وجد الجزء الاخير من هذا الشطر الذي اطلق عليه ( العروض ) يقابله الجزء الاخير الذي اطلق عليه ( الضرب ) والتفعيلات الباقية حشو .
ووجد ان الذي يحدث الايقاع في القصيدة هذا التوازن والتشابه بين المتحركات والسواكن في شطري البيت .
وهناك تفعيلات في التغييرات التي تحصل في الضرب او تفعيلات الحشو من الزحافات والعلل ، وانواع المجزوءات والمشطورات يرجع فيها الى كتب العروض .
لقد حدد الخليل البحور بخمسة عشر بحراً واحصي اعاريضها بأربع وثلاثين وضروبها بثلاثة وستين ضرباً(74) وحصر هذه البحور بالدوائر الخمس التي ذكرتها فجعل بناء الدوائر على اصول البحور واصطنع طريقة الفك وهي ان تفك التفعيلات اجزاء واجزاء التفعيلات هي الاسباب والاوتاد لتستخرج البحر من الدوائر ، وقد ذكرت ان الخليل جمع هذه البحور في دوائره على اساس تشابه المقاطع الصوتية من الاسباب والاوتاد وسر براعة الخليل يكمن في علمه الدوائر كما يظهر فيها حسه الموسيقي ، فقد هداه احساسه الفني الا ان الوتد اقوى من السبب(75) لأنه هو السبب الايقاع النغمي في الشعر ولأنه رآه بالاستقراء لايصاب بالتغيير كما تصاب الاسباب ، فالزحافات جميعاً تصيب الاسباب فقط اما العلل فمنها علل الزيادة فليس لها اثر فيه واما علل النقص كالقطع والبتر والصلم والحذف فهي لاتصيب الا الجزء الاخير من البيت وهو الضرب ويبقى الوتد سليماً في سائر تفعيلات البيت .
لقد جعل كل اصل دائرة بحراً يبدأ بالوتد المجموع ولما كان الوتد اقوى من السبب وجب تقديمه ما عدا الدائرة الرابعة فقد ترك فيه القياس وقدم فيها السريع واوله ( مستفعلن ) ولم يقدم المضارع واوله ( مفاعلين ) ، وقد علل العروضيون هذا بقولهم ( ان مفاعلين في المضارع ، لاتجيء سالمة قط اما ان تجيء مقبوضة او مكفوفة فلما بطل ان يكون المضارع اولاً لكراهتهم ابتداء الدائرة ببحر يكون اوله مثل هذا كان السريع اولى بالتقديم ثم رتب عليه المنسرح )(76) .
اما طريقة فك الدوائر فقط واضحة للعروضين في نهاية كل دائرة في كتبهم فعلى سبيل التمثيل الدائرة الاولى واصلها الطويل يبدأ بـ ( فعولن ) فالمديد ينفك من ( لن ) بعد ترك الجزء الاول من التفعيلة وهو ( فعو ) فبداية البحر الجديد هي
(74) واذا اضفنا بحر المتدارك تصبح الاعاريض ستاً وثلاثين عروضاً والضروب سبعاة وستين ضرباً .
(75) هذا ما نقله العروضيون . انظر الكتاب الكافي في العروض والقوافي للتبريزي 50 .
(76) الكافي 128 .
دور البصرة في نشأة الدراسات اللغوية (العروض) ـ 24 ـ
( لن ) من فعولن وينتهي هذا البحر بالجزء المتروك فأذا اردت مواصلة الفك تستخدم الطريقة نفسها اي تترك الجزء الاول من البحر الثاني وهكذا حتي تصل الى البحر الاصل وهو الطويل وهكذا يكون الفك في باقي الدوائر(77) .
العـروض بعـد الخليـل ـ مـن البصـرة الـى الآفـاق :
مرت الاشارة الى مابين علمي العروض والنحو من خصائص مشتركة فكلاهما بصري النشأة وكلاهما نضج على يد الخليل بن احمد البصري وحتى اسباب نشأتها متشابهه في وجوه ثم كلاهما خرج من البصرة وانتشر في الافاق على يد الدارسين ، وظل العلمان يتوسعان بعد الخليل حتى بلغا من التعقيد والضخامة مبلغاً احس به الدارسون فكانت فيهما هحاولات لتيسيرهما في القديم والحديث .
لقد اخذ العروض عن الخليل حينما استوت قواعده وقام نظامه على ما وضع من اصول وظوابط وبعد تأمل وتجارب مضنية مر فيها الخليل حتى اتهمه بالتخليط اقرب الناس اليه لأنه لم يكن يفهم ما كان الخليل صانعه ، روى تلميذه النضر بن شميل انه ( كان اصحاب الشعر يمرون بالخليل فيتكلمون في النحو فقال الخليل لابد لهم من اصل فوضع العروض فخلا في بيت ووضع بين يديه طست وجعل يقرعه بعود ويقول : فاعلن مستفعلن فعولن ، قال : فسمعه اخوه فخرج الى المسجد فقال : ان اخي قد اصابه جنون فادخلهم على الخليل وهـو يضـرب بالطســت )(78) ، مانفهمه من هذا الخبر وغيره من الاخبار ان اصحاب الشعر كان بينهم وبين الخليل محاورات في قضايا الشعر واقامة ما انكسر من اوزانه وكان الخليل يرى في نفسه العلم بالشعر واسراره ، قال مرة لأبن مناذر : ( انما انتم معشر الشعراء تبع لي وانا سكان السفينة ان قرضتكم ورضيت عنكم نفقتم والا
(77) انظر في فك الدوائر العقد الفريد 5 \ 430 ، الاقناع لأبن عباد ، كتاب العروض لأبن جني ، الكافي للتبريزي .
(78) نور القيس 58 ، وانظر موسيقى الشعر 59 .
كفيتكم )(79) .
كان مما يسمع من اضطراب في اوزان الشعر وخطأ رواته فيه حافز للتأمل واطالة الفكر لوضع نظام يضبطه ، وانا لا استبعد الاخبار التي رويت في حياته والتي كانت تثير التداعي في نفسه لوضع العروض من مروره بسوق الصفارين او سماعه وقع مطارق الصفارين وغير ذلك كل ذلك لايستبعد وليس بالضرورة ان تؤخذ كما رويت فكلها يشير الى حقيقة انشغال الخليل بوضع علم كان يدرك اهميته وخطره لذا استكمل عمله في وضع علم العروض خصص له درساً يمليه ، على من طلب تعلمه .
لقد اخذ هذا العلم عن الخليل تلامذته ذكر في مقدمتهم ابو محمد البزي تلميد ابي عمرو بن العلاء وكان شاعراً راويـاً ومشتغـلاً بالنحـو(80) .
واخذ العروض عنه ايضاً عبد الله بن هارون بن السميذع العروضي وهو من اهل البصرة وكان مقدماً فيه ( وكان يقول اوزاناً من العروض غريبة من شعره ثم اخذ ذلك عنه ونحا نحوه في رزين العروضي فأتى ببدائع جمة وجعل اكثر شعره في هذا الجنس )(81) .
واخذه عنه ايضاً الاخفش الاوسط بالاتصال به فقد صحبه قبل صحبته لسيبوية(82) والدليل على اخذه العروض منه مباشرة سؤاله اياه عن البحور وعلل تسميتها ، روى الزجاجي عن ابن دريد عن ابي حاتم عن الاخفش انه سأل الخليل ( بعد ان عمل كتاب العروض : لم سميت الطويل طويلا ؟ قال : لأنه بتمام اجزائه ، قلت فالبسيط ؟ قال : لأنه انبسط عن مدى الطويل وجاء وسطه فَعِلُنْ وآخره فَعُلن ، قلت فالمديد ؟ قال : تمدد سباعيه حول خماسية )(83) . وهكذا حتى آخر
(79) الاغاني 6 \ 10 .
(80) نور االقبس 80 ، معجم الادباء 7 \ 289 .
(81) الاغاني 6 \ 10 .
(82) طبقات الزبيدي 73 .
(83) العمدة 1 \ 115 وكذا جاء في نور القبس
البحور ، وقد ذكر من بين كتب الاخفش كتاب العروض وكتاب القوافي والكتابان على مااعتقد اثران من آثار الخليل وقد وصل الينا كتاب القوافي وكثرة نقله عن الخليل فيه يدل على ذلك وما افاده ولم يذكر معه اسم الخليل اكثر من تصريحة به ، فالخليل كان يملي عمله املاء على تلامذته فكما املأ معظم مادة الكتاب وسجلها سيبويه املأ مادة العروض والقوافي فسجلها او سجل معظمها الاخفش في كتابيه .
وعن طريق هؤلاء التلامذة انتشر عروض الخليل في الآفاق فاليزيدي والاخفش انتقلا الى بغداد وشهدت لهما حلقات الدرس هناك واخذ عنهما التلامذة في البصرة وبغداد ومن بغداد انتشر على يد من درس فيها من طلبة العلم من مصر والاندلس وغيرهما من الامصار(84) .
كان الاحساس بصعوبة هذا العلم منذ نشأته لدى من ضعف احساسه بموسيقى الشعر ، روي ان بعض من كان يتردد على الخليل لتعلم العروض فلم يحظ منه بشيء واراد الخليل ان يعرفه فطلب منه يوماً ان يقطع البيت :
اذا لم تستطع شيئاً فدعه وجاوزه الى ما iiتستطيع
ففهم قصده وانصرف (85) .
وان اصحاب السليقة في قول الشعر لايرون كبير فائدة في دراسة العروض وبذل الوقت في تعلمه لأنهم يعتمدون على ملكتهم وسليقتهم في نظم الشعر .
لقد عبر عن هذا الموقف من العروض جملة من النقاد من بينهم الجاحظ فبعد ان ذكر الخليل بأعجاب في بيانه وعده من كبار المتكلمين ورؤساء النظارين كما سبق وصفه في موضع آخر على لسان النظام بالغرور وانه ( فتنته دوائره التي لايحتاج اليها غيره )(86) ثم جاء قدامة بن جعفر فقال في علمي الوزن والقوافي : ( فليست
(84) كان انتشار العروض كأنتشار النحو البصري في الافاق على يد تلامذة شيوخ البصرة في بغداد وغيرها من المدن .
(85) نور القبس 71 . وفيات الاعيان 2 / 247 .
(86) الحيوان 1 / 151 .
الضرورة داعية اليها لسهولة وجودها في طباع اكثر الناس من غير تعلم . ثم ما نرى ايضاً من استغناء الناس عن هذا العلم فيما بعد واضعيه الى هذا الوقت فان من يعلمه ومن لا يعلمه ليس يعول في شعر اذا اراد قوله الا على ذوقه دون الرجوع اليه ، فكان هذا العلم مما يقال فيه : ان الجهل فيه غير ضائر وما كانت هذه حاله فليست اليه ضرورة )(87) ولأبن رشيق مذهب قريب من هذا بأن المطبوع مستغن بطبعه عن الاسماء واوزانها وعللها(88) .
وقد مر في اول هذا البحث موقف اشد من عروض الخليل وهو محاولة نقضه وابطال دوائره وقد الف معاصر للخليل وهو بزرج العروضي كتاباً في ذلك ، وكرر المحاولة بعد ذلك اثنان احدهما الناشيء الاكبر ( ت 293 هـ ) والاخر على بن هارون المنجم ( ت 352 هـ )(89) .
لم يصل الينا شيء من هذه الكتب ، اما كتاب بزرج العروضي الكوفي فأكبر ضني انه آثار الخلاف بين الكوفيين والبصريين هذا اذا كان بزرج قد الف كتابه المذكور ، اما الآخران فما اظن ان نقضهما لعروض الخليل يعطي بديلاً له .
لقد ضل عروض الخليل يدرس طيلة القرون التي اعقبت الخليل حتى العصر الحاضر على وفق الاسس والضوابط والمقاييس التي وضعها له ولم تتغير حتى شواهده لدى الدارسين والمؤلفين في الغالب ، ومن المؤلفين القدماء من كان كثير الاحتجاج لعروض الخليل وفوائد درسه فكان ابو الحسن العروضي يطيل الدفاع عنه في كتابة العروض والقوافي ويرد اقوال من خالفه وينسبه الى الجهل كما دافع عن دوائره العروضية وعن الاوزان التي احصاها ورد اقوال من رأى ان اوزان الشعر اكثر مما اثبته الخليل في عروضه(90) .
(87) نقد الشعر 13 ،14 .
(88) العمدة 1 / 113 .
(89) الفهرست 212 . وخصص ابو الحسن العروضي احد ابواب كتاب العروض والقافية للرد على الناشيء ، انباه الرواة 2 / 128 ، ديوان الناشيء الاكبر تحقيق هلال ناجي مجلة المورد م (11) ع (1) 1982 .
(90) انظر باب الاحتجاج للعروض الذي مر ذكره .
لقد الفت الكتب والفصول في العروض فلم يحاول احد من اعادة دراسة العروض على اسس غير ما اقام الخليل عليها نظامه وكل ما كان من بعض الدارسين هو اختصار اجزائه ودمج بعض بحوره كما فعل الجوهري ( ت 398 هـ ) في عروضه ، واقدم ما وصل الينا من هذا العلم ماضمنه ابن عبد ربه ( ت 328 هـ ) كتابه العقد الفريد ( كتاب الجوهرة الثانية ) فقد جعله في اعاريض الشعر وعلل القوافي في جزئين : احدهما للفرش اختصره في ارجوزة من نظمه جمع فيها كل ما يدخل العروض ويجوز في حشوه من الزحاف كما ذكر دوائر الخليل ووصفها وصفاً دقيقاً ، اما الجزء الثاني فخصصه للمثال كما قال في ثلاث وستين قطعة على ثلاثة وستين ضرباً من ضروب العروض وهي التي اثبتها الخليل في عروضه ثم ضمن مقطعة بيتاً من الابيات التي استشهد بها الخليل في عروضه(91) .
وقد اوضح ابن رشيق صورة دراسة العروض بعد الخليل في قوله : ( فأول من الف الاوزان وجمع الاعاريض والضروب الخليل بن احمد فوضع فيه كتاباً سماه ( العروض ) استخفافاً . . ثم الف الناس بعده واختلفوا على مقادير استنباطهم حتى وصل الامر الى ابي نصر اسماعيل بن حماد الجوهري فبين الاشياء واوضحها في اختصار والى مذهب يذهب حذاق اهل الوقت وارباب الصناعة )(92) ثم ذكر ماقام به الجوهري من اختصار خالف به الخليل وهو اختصاره الاجزاء الى سبعة بدلاً من ثمانية في عروض الخليل اذا نقص منها جزء ( معمولات ) مستدلاً بأنه منقول من ( مستفع لن ) مفروق الوتر اي مقدم النون على اللام ، وجعل الجوهري عدد بحور الشعر اثنى عشر باباً مع المتدارك بدلاً من خمسة عشر باباً التي وضعها الخليل ولم يثبت فيها المتدارك ثم ( زعم ان الخليل انما اراد بكثرة الالقاب الشرح والتقريب ، قال : والا فالسريع هو من البسيط والمنسرح والمقتضب من الرجز والمجتث من الخفيف ، لأن كل بيت مركب من مستفعلن فهو عنده مـن الرجـز طال او قصـر )(93) .
(91) انظر العقد الفريد 5 / 424 . . وما بعدها .
(92) العمدة 1 / 114 .
(93) العمدة 1 / 144 ، 115 .
كانت محاولة الجوهري فيما بعد في دراسة العروض على النحو قال انه حاول ان يختصر فيها فهي كالمحولات القديمة في تيسير النحو وتسهيله باختصاره او شرحه ، فقد الفت في العروض الكتب الموجزة التعليمية التي تختصر من الابواب والعلل ولم تظهر الدراسات المعنية في تطوير العروض ودراسته على اسس من علم اللغة الا في العصر الحديث(94) .
(94) ممن ساهم في ذلك من العرب د . محمد النويهي ، الدكتور ابراهيم انيس و د . كمال ابو ديب و د . محمد مندور وغيرهم .
( مصادر البحث ومراجعه ) :
ـ ابو عمر بن العلاء ـ جهوده في القراءة والنحو ـ زهير زاهد ـ نشر مركز دراسات الخليج العربي بجامعة البصرة 1987 .
ـ اخبار النحويين البصريين ـ السيرافي ـ مطبعة مصطفى البابي الحلبي بمصر 1955 م .
ـ ارشاد الاريب الى معرفة الاديب ياقوت الحموي ـ مطبعة هنية بالموسكي بمصر 1927 .
ـ اعجاز القرآن ـ ابو بكر الباقلاني تحـ السيد احمد صقر ط3 دار المعارف بمصر .
ـ الأغاني ـ ابو الفرج الاصفهاني ط الساسي ـ مطبعة التقدم بمصر .
ـ الاقناع في العروض ـ الصاحب بن عباد ـ تحـ الشيخ آل ياسين ـ بغداد 1960 .
ـ انباه الرواة على انباه النحاة ـ القفطي ـ دار الكتب المصرية 1950 .
ـ الانتفاع من تراثنا العروضي لتجديد شعرنا المعاصر ـ الاستاذ هلال ناجي ـ مجلة الافكار الاردنية ـ ايلول 1977 .
ـ الايقاع في الشعر العربي ـ د . مصطفى جمال الدين ط2 مطبعة النعمان النجف 1974 .
الايضاح في علل النحو ـ الزجاجي ـ تحـ مازن المبارك ـ نشر دار العروبة 1959 .
ـ بدايات الشعر العربي بين الكم والكيف ـ د . محمد عوني عبد الرؤوف ـ مكتبة الخانجي .
ـ البيان والتبيين ـ الجاحظ ـ تحـ عبد السلام هارون ط 4 مكتبة الخانجي القاهرة .
ـ تاج العروس ـ محمد مرتضى الزبيدي .
ـ تاريخ الادب العربي ـ بروكلمان ـ ترجمة د . النجار ـ دار المعارف بمصر .
ـ تاريخ الحياة الموسيقية ـ مصطفى كامل الصراف ـ دار اليقضة العربية ـ دمشق .
تاريخ الموسيقى العربية ـ هنري فارمر ـ ترجمة جرجيس فتح الله - مكتبة الحياة بيروت .
ـ تحقيق مال الهند من مقولة ـ البيروني ـ حيدر اباد الدكن الهند 1958 .
ـ تقويم الفكر النحوي ـ د . علي ابو المكارم ـ دار الثقافة بيروت ـ 1975 .
ـ التنبيه على حدوث التصحيف ـ حمزة الاصفهاني تحـ الشيخ آل ياسين ـ مكتبة النهضة بغداد 1967 .
ـ تهذيب اللغه ـ ابو منصور الازهري ـ المؤسسة المصرية العامة ـ 1964 م .
ـ الجاحظ ، حياته وآثاره ـ د . طه الحاجري ـ دار المعارف بمصر 1962 م .
ـ جمهرة المغنين ـ خليل مردم ـ المطبعة الهاشمية بدمشق 1964 .
ـ الجوهرة في العروض والقافية ـ ياسين جمزة البصري ـ تحـ د . عبد الحسين المبارك وفاخر جبر جامعة البصرة 1987 .
ـ الحيوان ـ الجاحظ ـ تحـ هارون . مكتبة مصطفى البابي بمصر .
ـ الخصائص ـ ابن جني ـ تحـ محمد علي النجار ـ دار الكتب المصرية 952 ـ 1956 .
ـ الخليل بن احمد الفراهيدي ـ د . مهدي المخرومي مطبعة الزهراء ـ بغداد 1960 .
ـ ديوان الناشيء الاكبر ـ تحـ هلال ناجي مجلة المورد العراقية العدد الاول 1982 .
ـ رسائل الجاحظ ـ تحـ هارون مكتبة الخانجي بالقاهرة 1964 .
ـ السيرة النبوية ـ ابن هشام ـ تحـ السقا وآخرين ط2 مصطفى البابي بمصر 1955 م .
ـ الشامل ـ معجم في علوم اللغة العربية ومصطلحاتها ـ اسر وجنيدي ـ دار العودة بيروت .
ـ الشعر والغناء في المدينة ومكة ـ د . شوقي ضيف ـ دار الثقافة بيروت .
ـ الصاحبي ـ ابو الحسين احمد بن فارس . تحـ احمد صقر ـ مطبعة عيسى البابي ـ القاهرة
ـ طبقات الشعراء ـ ابن المعتز ـ تحـ عبد الستار فراج ـ دار المعرفة بمصر .
ـ طبقات فحول الشعراء ـ ابن سلام ـ تحـ محمود محمد شاكر . مطبعة المدني ـ القاهرة .
ـ طبقات النحويين واللغويين ـ ابو بكر الزبيدي ـ تحـ ابو الفضل ابراهيم ـ دار المعارف بمصر .
ـ عبث الوليد ـ المعري ـ تحـ ناديا الدولة ـ دمشق 1976 .
ـ عبقري من البصرة ـ د . مهدي المخرومي ـ وزارة الاعلام العراقية 1972 .
ـ العروض ـ تهذيبه واعادة تدوينه ـ الشيخ جلال الحنفي ـ مطبعة العاني بغداد 1987 .
ـ كتاب العروض والقافية ـ ابو الحسن العروضي ـ مخطوط صورته في خزانة الاستاذ هلال ناجي .
ـ العقد الفريد ـ ابن عبد ربه ـ مطبعة لجنة التأليف والترجمة ـ القاهرة 1949 .
ـ العمدة ـ ابن رشيق ـ تحـ محي الدين عبد الحميد ـ مطبعة حجازي بالقاهرة 1934 .
ـ كتاب العين ـ الخليل بن احمد الفراهيدي ـ تحـ د . المخروجي والسامرائي ـ وزارة الثقافة والاعلام بغداد .
ـ غاية النهاية في طبقات القراء ـ ابن الجزري نشر براجستراسر ـ السعادة .
ـ فن التقطيع الشعري . د . صفاء خلوصي ومنشورات مكتبة المتنبي ـ بيروت .
ـ الفن ومذاهبه في الشعر العربي ـ د . شوقي ضيف ـ دار المعاف بمصر ط4 .
ـ الفهرست ـ ابن النديم ـ مطبعة الاستقامة ـ القاهرة .
ـ في البنيه الايقاعية للشعر العربي ـ د . كمال ابو ديب ـ ط3 بغداد 1987 .
ـ في الشعر لأرسطو ـ ترجمة ابي بشر متي ـ حققة وترجمة ثانية د . شكري عياد القاهرة 1967
ـ في علم الكلام ـ د . احمد محمد صبحي ط 2 دار الكتب الجامعية بالاسكندرية 1976 .
ـ القافية والاصوات اللغوية ـ د . محمد عوني عبد الرؤوف ـ القاهرة 1977 .
ـ القاموس المحيط ـ الفيروز ابادي .
ـ قراءة عروضية في المعلقات العشر ـ عبد المنعم احمد ـ مطبعة الارشاد بغداد 1986 .
ـ القسطاس المستقيم في علم العروض ـ الزمخشري ـ تحـ د . بهيجة الحسني ـ مكتبة الاندلس ببغداد 1969 .
ـ قضايا الشعر المعاصر ـ نازك الملائكة ـ دار الآداب ـ بيروتن ـ 1962 .
ـ كتاب القوافي ـ ابو الحسن الاخفش تحـ د . عزة حسن دمشق 1962 .
ـ كتاب القوافي ـ ابو يعلى التنوخي ـ تحـ عوني عبد الرؤوف ـ القاهرة 1975 .
ـ كتاب الكافي في العروض والقوافي والخطيب التبريزي ـ تحـ الحساني حسن ـ مجلة معهد المخطوطات العربية 1966 .
ـ الكامل ـ المبرد ـ تحـ ابو الفضل ابراهيم وشحاته ـ دار النهضة مصر .
ـ الكتاب ـ سيبوية ـ تحـ هارون دار القلم 966 ـ 1968 .
ـ لسان العرب ـ ابن منظور ـ دار صادر بيروت .
ـ اللغة الشاعرة ـ عباس محمود العقاد ـ مكتبة غريب ـ مطبعة الاستقلال الكبرى
ـ اللغة والنحو ـ د . حسن عون ـ مطبعة رويال الاسكندرية 1952 .
ـ مؤلفات الكندي الموسيقية ـ تحـ زكريا يوسف بغداد 1962 .
ـ مراتب النحويين ـ ابو الطيب اللغوي ـ تحـ ابو الفضل ابراهيم ـ مكتبة نهضة مصر مروج الذهب ـ المسعودي ـ دار الاندلس ط 4 بيروت 1981 .
ـ المصاحف ـ ابو بكر السجستاني ـ تصحيح جفري القاهرة 1936 .
ـ معجم الادباء ارشاد الاديب .
ـ المعيار في اوزان الاشعار ـ ابو بكر الشنتريني ـ تحـ ط 1 بيروت 1968 .
ـ مفاتيح العلوم ـ ابو عبد الله الخوارزمي ـ مطبعة الشرق بمصر .
ـ المفصل في تاريخ العرب قبل الاسلام ـ د . جواد علي ـ دار العلم للملايين ومكتبة النهضة 1968 .
ـ مقدمة ابن خلدون ـ مطبعة الكشاف بيروت .
ـ مقدمة في ادب العراق القديم ـ طه باقر ـ دار الحرية ببغداد 1976 .
ـ الممتع في صنعة الشعر ـ عبد الكريم النهشلي ـ تحـ زغلول سلام ـ منشأة المعارف بالاسكندرية .
ـ منهاج البلغاء وسراج الادباء ـ ابو الحسن حازم القرطاجني ـ تحـ الخوجة تونس 1966 .
ـ موسيقى الشعر . د . ابراهيم انيس ـ دار القلم بيروت ط 4 .
ـ موسيقى الشعر العربي ـ د . شكري عياد دار المعرفة ـ القاهرة 1978 .
ـ الموسيقي الكبير ـ ابو نصر الفارابي ـ تحـ غطاس عبد الملك ـ دار الكاتب العربي ـ القاهرة .
ـ الموشح ـ المرزباني ـ تحـ البجاوي دار نهضة مصر 1965 .
ـ النحو العربي والدرس الحديث ـ د . عبده الراجحي ـ دار النهضة العربية بيروت .
ـ نزهة الالباء ـ ابن الانباري ـ تحـ السامرائي ـ مكتبة الاندلس بغداد 1970 .
ـ نظرية الشعر عند الفلاسفة المسلمين ـ د . الفت كمال الروني ـ دار التنوير ـ بيروت 1983 .
ـ نظريات الشعر عند العرب ـ د . مصطفى الجوزو دار الطليعة بيروت 1981 .
ـ نقد الشعر ـ قدامة بن جعفر ـ تحـ كمال مصطفى ـ مكتبة الخانجي 1963 .
ـ نور القبس المختصر من المقتبس للمرزباني واختصار اليغموري تحـ زلهايم ـ 1964 .
ـ وفيات الاعيان ـ ابن خلكان ـ تحـ احسان عباس ـ دار الثقافة بيروت .