رد: ما سر الرقم7
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكر الجميع على ما تفظلوا به ..
أمّا سؤالا الشيخ الوهراني ؛ فتواضع منه أن يسأل قاصرا مثلي ؛ وعموماً لا دليل شرعيّاً واضحاً على هذا ترتيب الطبقات هذا وإنّما هو شيء ذكره بعضهم لا أكثر ولا أقل ؛ لذلك تعمدت أنا –لو لاحظت استاذي الكريم- أن أسرد الترتيب بخلاف ترتيب الشعر ، أمّا الضحضاح فلا أعرف عنه شيئاً في الأدلّة ولا سمعت فيه شيئاً ..
تنبيه هام:
كانت مشاركتي الآنفة التي أضحت نقاشاً طيبّاً على هذه المائدة المباركة ، من باب جري الكلام لا أكثر ولا أقل ، وليست هي في صدد تأسيس عقيدة والعياذ بالله ، ومن ثمّ فمطالبتي بالدليل وإن كان أمراً حسناً بل مطلوب شرعاً ، لكنّه فيما نحن فيه غير تام ؛ لوضوح أنّ مشاركتي كلّها لا تعدو متابعة أختنا دنيا الأمل ، صاحبة موضوع السبعة الآنف ؛ ووجه عدم التمام هو أنّها رعاها الله ذكرت عجائب الدنيا السبعة والمعادن السبعة علاوة على أشواط الطواف وغير ذلك ، وجِماع ما جاءت به ناظر إلى سر هذا الرقم لا إلى أمر شرعي محض في الدين والعقيدة ، هذا ما فهمته من بحث الأخت لما خلطت علوم الدنيا بعلوم الآخرة !!!. وعجب غفلة شيخنا الشهاب عن هذا !!!.
لكن لو كان بحث السبعة الآنف ناظر إلى أمر شرعي فلي موقف آخر من مثل هذه البحوث ؛ وإنّي والله ما كنت لأفوه به لولا ما أثرتموه من الدليل الشرعي والمطالبة به ، ولولا مداخلة بعض الأخوة لمّا اثاروا مسألة التعبّد..
أقول مستعينا بالله : ذكر العلماء ما يجوز الخوض فيه من دين الله وفيما لا يجوز ، وفيما يتسامح فيه وما لا يتسامح فيه ..، ومردّ ما يجوز وما لا يجوز هو القول في دين الله فقها وعقيدة إلى الدليل الشرعي اثباتاً ونفياً ، والدليل الشرعي منحصر كما لا يخفى بالكتاب أو السنّة أو الإجماع التام أو القياس الصريح .. ، وهناك ما يتسامح فيه كقول الإمام أحمد بن حنبل : إذا جاء الحلال والحرام شدَّدْنَا في الأسانيد ؛ وإذا جاء التّرغيب والتّرهيب تساهلنا في الأسانيد .
وثمّة مسائل فروع العقائد لا نصّ فيها معتمداً ؛ فمن ذلك السؤال عن طعم فاكهة الجنّة وهل أنّه من سنخ ما في الدنيا أم لا ؟!. وعن أهل الحشر بأيّ عمر سيحشرون؟!. وعن احتياج الزواج في الجنّة الى عقد ام لا ، ومن هو العاقد بناء عليه ؟!. وعن كيفيّة انسلاخ خمر الجنّة عن الإسكار ؟!. ولماذا رأى ملك مصر سبع بقرات ولم ير سبعة أغنام ؟!. ومن هذا الباب بحث سر رقم السبعة أعلاه ، وهكذا مئات بل آلاف المسائل من هذا القبيل ..
والإنصاف فإنّي سمعت شيوخنا العلماء يحدّثون عن السلف ، وكلماتهم في الكتب غير عزيزة (=كثيرة) ، أنّهم كانوا يكرهون الخوض في مثل هذه الأمور ، ويكرهون اهتمام النّاس بذلك بل يعدّونه من الجهل ؛ لأنّ الإنسان كلّما خاض فيها كلّما ازداد جهلاً ؛ فالخوض فيها كشرب ماء البحر لا يزيد العطشان إلا عطشا ، ودليل العلماء الشرعي على ذلك عدم الدليل على أنّ النبيّ عليه الصلاة والسلام أو العترة أو الصحابة الكبار أو التابعين أو من جاء بعدهم ممّن يؤخذ بقوله ويتعبّد بدينه كان يخوض في ذلك ، بل قد ذكر بعض أهل العلم ونقّاد التاريخ أنّ الاهتمام بذلك مما ظهر في نهايات العهد الاموي واشتدّ في بدايات العصر العبّاسي الأوّل لمّا جاءت الفلسفة فأحرقت أخضر الفطرة ويابس العقل وبساطة التلقي ، بل قد قال البعض إنّها خطّة شعوبية تهدف إلى تلويث العقل الاسلامي ؛ كالذي حصل عند المسيحيّة في مجمع نيقيا في القرن الثالث الميلادي لما قالوا ان المسيح ثالث ثلاثة ؛ فضّ الله أفواههم بما قالوا ؛ فقبل هذا التاريخ لم يكن المسيح عليه السلام الا نبياً رسولاً..
ما أريد قوله –وهو تساؤل جاهل- هو أنّ بث مثل هذه المواضيع كموضوع السبعة الآنف وغيره ، ربما –أقول ربما- يكشف عن اهتمام زائد عن اهتمام الرسول والصحابة والتابعين !!!. هذا مع التسليم بأنّه ممّا يجوز الخوض فيه لكن بشرط عدم وصوله إلى مرحلة الاعتقاد المطلق كما هو الحال في اصول الدين وفروعه الأساس .
وفي الجملة فلو كان اشكال الأخوة هو الدليل ؛ فعندي هاهنا على أصل هذه البحوث إشكاليتان قد ذكرهما العلماء بلا تحفّظ هما :
1- خنق القرآن والسنّة بما يستنتج العقل البشري القاصر في الفيزياء والرياضيات ونحو ذلك !!!.
2- الاهتمام الزائد على اهتمام الرسالة والعترة والصحابة في المسكوت عنه من فرعيّات مسائل الشرع والعقيدة التي لا نصّ فيها ولا أثارة من علم .
وفي الأمران ما فيهما ، وهذا حتّى لو قلنا بجواز الخوض في مثل هذه البحوث لعدم النهي الشرعي فيما يقال أو لعدم صدق الابتداع والاحداث ؛ إذ قد أثر عن كتب بعض الأئمة أنّ العلم بمثل ذلك أمرٌ لا يضرّ من جهله ولا ينفع من علمه ، وأنّه تكلّف زائد!!!!!!!!!!
أكتفي بهذين النصين لبيان المطلوب ؛ أخرج البخاري (في صحيحه 8 :143) قال : حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زيد عن مثبت عن أنس قال كنا عند عمر فقال : نهينا عن التكلف .
وأخرج الحاكم النيسابوري (في المستدرك 2 :514) قال : حدثنا أبو عبد الله حدثنى ابي ثنا اسحاق انبأ يعقوب بن ابراهيم بن سعد ثنا ابى عن صالح عن ابن شهاب ان انس بن مالك رضى الله عنه اخبره انه سمع عمر بن الخطاب رضى الله عنه يقول فانبتنا فيها حبا وعنبا وقضبا وزيتونا ونخلا وحدائق غلبا وفاكهة وابا قال فكل هذا قد عرفناه فما الاب ثم نقض عصا كنت في يده فقال هذا العمر الله التكلف اتبعوا ما تبين لكم من هذا الكتاب هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه . انتهى وكذلك قال الإمام الذهبي في التلخيص 2 : 514 .
سؤااااااااااااااالي :
لو عرضنا هذا بحث السبعة الآنف على عمر بن الخطاب وقلنا له : إنّ عجائب الدنيا سبعة ، والطواف سبعة ، ونحتفل في اليوم السابع للطفل و....، فماذا سيقول بربكم ؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!. انتظر الاجابة .
تلميذكم الورشان