إعلانات المنتدى


يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله و كونوا مع الصادقين

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

الماسة الزرقاء

مزمار ذهبي
21 مايو 2006
1,022
0
0
((يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله و كونوا مع الصادقين ))



كثيرة هي مفقوداتنا الثمينة في هذا الزمان ...ومن هذه المفقودات التي أحاول سرد بعضها من خلال عدة مشاركات أطرحها هو الصدق ...نعم الصدق هو أحد مفقوداتنا الثمينة في هذا الزمان ...!!!

أبدأ حديثي عن الصدق بتعريف ابن القيم ( رحمه الله ) ......وهو من أجمل ماقيل عن الصدق قال الإمام ابن القيم في مدارجه :

الصدق هو منزل القوم الأعظم الذي فيه تنشأ جميع منازل السالكين و الطريق الأقوم الذي من لم يسر عليه فهو من المنقطعين الهالكين وبه تميز أهل النفاق من أهل الإيمان ، و سكان الجنان من أهل النيران و هو سيف الله في أرضه الذي ما وضع على شئ إلا قطعه و لا واجه باطلاً إلا أرداه و صرعه ، من صال به لم تُرَد صولته و من نطق به علت على الخصوم كلمته ، فهو روح الأعمال و محك الأحوال و الحامل على اقتحام الأهوال و الباب الذي دخل منه الواصلون على ذي الجلال و هو أساس بناء الدين و عمود فسطاط اليقين و درجته تالية لدرجة النبوة التي هي أرفع درجات العالمين و من مساكنهم في الجنات تجري العيون و الأنهار إلى مساكن الصديقين كما كان من قلوبهم إلى قلوبهم في هذه الدار متصل و معين.


قال تعالى : (ومن يطع الله و الرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين و الصديقين و الشهداء و الصالحين و حَسُنَ أولئك رفيقا)...
الإيمان أساسه الصدق و النفاق أساسه الكذب ... و في الصحيحين من حديث بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : (إنَّ الصدق يهدي إلى البر و إن البرَّ يهدي إلى الجنة و إن الرجل ليصدُقَ حتى يكون صدِّيقاً ، و إن الكذب يهدي إلى الفجور و إن الفجور يهدي إلى النار و إن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذاباً )

وقد بين سبحانه وتعالى مراد الصدق بقوله :
( (ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق و المغرب و لكن البر من آمن بالله و اليوم الآخر و الملائكة و الكتاب و النبيين و آتى المال على حبه ذوي القربى و اليتامى و المساكين و ابن السبيل و السائلين و في الرقاب و أقام الصلاة و آتى الزكاة و الموفون بعهدهم إذا عاهدوا و الصابرين في البأساء و الضراء و حين البأس أولئك الذين صدقوا و أولئك هم المتقون ))


فالصدق ليس مجرد كلمة نرددها ...أو شعار نرفعه في حياتنا ...بل هو إيمان يستقر في النفس وينعكس أفعالا وأقوالا خالصة لوجهه الكريم ...فالمؤمن لابد أن يكون صادقا وهو لايكذب أبدا ...ولايوجد إيمان بدون صدق ...!!!


واسمحوا لي وباختصار وبرأي متواضع أن أقسم الصدق لثلاث مراتب :

أولا ...وهو الأهم : الصدق مع الله ...

ويتمثل بتقوى الله وخشيته في السر والعلن ...وباستشعار مراقبته لنا ...فليس من الصدق مع الله أبدا أن نأخذ من الدين مايوافق هوى أنفسنا ونترك مايخالف هوى الأنفس ومن عدم الصدق مع الله أن تجد البعض يدعي تقوى الله وخشيته ثم إذا خلا بمحارم الله فهو لايقيم لها وزنا ولايتورع عن الوقوع بها وانتهاكها ...والله المستعان .

فمثلا ....من الناس اليوم من نراه في الصباح في المسجد العابد التقي ...وفي الليل هو في حانات الخمر ...
وآخر يأتي ليحدثنا عن ضعف المسلمين وهوانهم على أعدائهم وعن ضياع الدين وهو لايتوانى عن التعامل بالربا ...
ومن الناس يتحدث عن الأخوة في الله ...( وأن المسلم أخو المسلم ...لايظلمه ولايحقره ..)
ثم هو ذا يبيعه ويشتريه بدراهم معدودة ...!!

ونرى أيضا المرأة متخمرة ومستترة بحجاب يغطي جسمها و نَتْن الغيبة والنميمة يفوح منها....

نرى اليوم الكثير من التنقضات في الأقوال والأفعال ...تناقضات تحير معها العقول ...!!!

لكن هذا هو الكذب والنفاق بعينه يقول تعالى : (( إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم ..))


ثانيا ...الصدق مع النفس ...

فمن الناس من يفتقد الصدق حتى مع نفسه ...
فهو مكابر مغرور لا يعترف بأخطائه بل يلقيها على الآخرين لا يحاسب نفسه أبدا لأنه الواعي الحكيم الذي لايخطأ ...لايرى إلا نفسه ..فهو فوق الناس جميعا ...هكذا أنواع من الناس قد افتقدت الصدق حتى مع أنفسها ومارست عليها الغش والخداع ...والله المستعان .



ثالثا ...الصدق مع الآخرين ...

وهذا قد افتقدناه كثيرا كثيرا في حياتنا ...
بل أصبحه وجوده نادرا ...
بل إنه من كثرة الكذب لما نجد الإنسان الصادق نعجز عن تصديقه ...لأن الكذب صار يجري في دم وعروق الناس هذه الأيام ...والله المستعان
.



لنبحث عن الصدق هذه الأيام ...

أين يوجد ...هل مات مع نفوسنا وقلوبنا التي ماتت وأغرتها الدنيا الفانية وشهواتها ...أم أن الصدق قد سئم منا وهجرنا إلى غير رجعة وترك مكانه للكذب ليستوطن القلوب والنفوس ؟؟!!

أين هو ؟!!

أين هو في أقوالنا وأفعالنا ...؟!!

أين هو في معاملاتنا مع الناس ؟؟!!

أين هو في أسرنا... في تعامل أفراد الأسرة مع بعضهم البعض ؟؟!!

أين هو في دور تعليمنا ؟؟!!

أين هو في مؤسساتنا الرسمية ؟؟!!

أين هو في إعلامنا المقروء والمسموع ...؟؟!!

أين هو عند ملتزمي هذه الأيام ؟؟!!



لقد افتقدناه اليوم في كل أمورنا ..في أقوالنا وأفعالنا ..وفي كل صغيرة وكبيرة في حياتنا ...
بل لقد ابتليت مجتمعاتنا هذه الأيام بآفة اسمها الكذب ...واستمرأت الكثير من النفوس هذه الكلمة وصارت قرينة أقوالهم وأفعالهم ...والله المستعان .



فمتى نتنبه لهذا الخطر ...ومتى نبني أسرنا ومجتمعاتنا على أساس الصدق في كل أمورنا ...
متى ؟؟؟!!!!


أسأل الله أن يرزقنا الصدق في القول والعمل ...وأن يجعلنا من عباده الصادقين ...اللهم آمين .


م- ن - ق - و - ل
 

*رضا*

إداري قدير سابق وعضو شرف
عضو شرف
4 يونيو 2006
41,911
118
63
الجنس
ذكر
رد: يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله و كونوا مع الصادقين

اللهم إنا نسألك الصدق والإخلاص في القول والعمل
اللهم أحينا حياة الصادقين، واكتب لنا بخاتمة الصديقين، واحشرنا في زمرة المتقين مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً آمين


جزاكِ ربي خير الجزاء أختي الكريمة على هذا التذكير
 

فالح الخزاعي

مدير عام سابق وعضو شرف
عضو شرف
27 أغسطس 2005
11,537
84
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
رد: يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله و كونوا مع الصادقين

أين هو ؟!!

أين هو في أقوالنا وأفعالنا ...؟!!

أين هو في معاملاتنا مع الناس ؟؟!!

أين هو في أسرنا... في تعامل أفراد الأسرة مع بعضهم البعض ؟؟!!

أين هو في دور تعليمنا ؟؟!!

أين هو في مؤسساتنا الرسمية ؟؟!!

أين هو في إعلامنا المقروء والمسموع ...؟؟!!

أين هو عند ملتزمي هذه الأيام ؟؟!!


هذه هي الأسئلة التي تحمل في طياتها أس المشكلة !

جزاك الله خيرا
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع