- 9 نوفمبر 2009
- 1,243
- 25
- 0
يعتبر علم التجويد من العلوم التي ارتبطت ارتباطاً وثيقاً بالقرآن، ووضعت لأجله، قاصرة طرفها عليه، و هو الذي يعني بتجويد القراءة وتحسينها لهذا القرآن المعجز، وذلك بإعطاء كل حرف من حروفه حقّه ومستحقّه من مخرجه وصفته اللازمة له.
و في هذا الموضوع حاول الباحث اظهار العلاقة بين هذه الأحكام التجويدية والمعنى العام في النص.
المد اللازم
ويتحقق إذا وقع بعد حرف المدّ ساكن، وسُمّي لازماً للزوم مدّه: ليصل بالمدّة إلى اللفظ بالساكن.
من شواهد المدّ اللازم:
أ- قول الله سبحانه وتعالى لأم موسى: { إنا رادّوه إليك وجاعلوه من المرسلين } "سورة القصص آية 7"
هذه الآية فيها وعد من الله عز وجل لأم موسى أنه سيردّ إليها ولدها موسى عليه السلام بعد أن تلقيه في اليم، ونهاها عن الخوف والحزن، والجملة في موقع العلّة للنهيين، لأن ضمان ردّه إليها يقتضي أنه لا يهلك وأنها لا تشتاق إليه بطول الغياب فكان لزاماً تحقق الوعد وإيفائه، لأنه وعد من الله ووعد الله حق، وقد كان ذلك { فرددناه إلى أمّه كي تقرّ عينها ولا تحزن ولتعلم أن وعد الله حقٌّ ولكنّ أكثرهم لا يعلمون } "سورة القصص آية 13" ، فالمدّ اللازم، وإيفاء الوعد لازم، وتحقق الردّ لازم، وهذه هي العلاقة بين نوع المدّ والمعنى واضحة جليّة.
ويتحقق إذا وقع بعد حرف المدّ ساكن، وسُمّي لازماً للزوم مدّه: ليصل بالمدّة إلى اللفظ بالساكن.
من شواهد المدّ اللازم:
أ- قول الله سبحانه وتعالى لأم موسى: { إنا رادّوه إليك وجاعلوه من المرسلين } "سورة القصص آية 7"
هذه الآية فيها وعد من الله عز وجل لأم موسى أنه سيردّ إليها ولدها موسى عليه السلام بعد أن تلقيه في اليم، ونهاها عن الخوف والحزن، والجملة في موقع العلّة للنهيين، لأن ضمان ردّه إليها يقتضي أنه لا يهلك وأنها لا تشتاق إليه بطول الغياب فكان لزاماً تحقق الوعد وإيفائه، لأنه وعد من الله ووعد الله حق، وقد كان ذلك { فرددناه إلى أمّه كي تقرّ عينها ولا تحزن ولتعلم أن وعد الله حقٌّ ولكنّ أكثرهم لا يعلمون } "سورة القصص آية 13" ، فالمدّ اللازم، وإيفاء الوعد لازم، وتحقق الردّ لازم، وهذه هي العلاقة بين نوع المدّ والمعنى واضحة جليّة.
ب-قول المولى عز وجل: { ولا يضارّ كاتب ولا شهيد وإن تفعلوا فإنه فسوقٌ بكم }"سورة البقرة آية 282 "
في الآية نهي عن المضارّة، وفيها قراءتان ( يضارِرْ، يضارَرَ ) فتكون مع الإدغام والتشديد محتملة لأن تكون مبنيّة للفاعل أو مبنيّة للفاعل أو مبنيّة للمفعول. فعلى المعنى الأول يكون النهي للكاتب والشاهد عن ترك الشهادة، وترك الإجابة إلى ما يطلب منهما، وعن التحريف والزيادة والنقصان. وعلى الثاني النهي عن الإضرار بهما بأن يعجلا عن مهم أو لا يعطى الكاتب حقّه، أو يحمل الشاهد مئونة المجيء من بلد إلى بلد.
إذا أصبح عدم الإضرار بالكاتب والشاهد أو منهما لازماً، لأنه لو حدث ذلك فهو فسوق وعصيان فناسب هذا المعنى هذا المدّ اللازم في هذه الكلمة.
في الآية نهي عن المضارّة، وفيها قراءتان ( يضارِرْ، يضارَرَ ) فتكون مع الإدغام والتشديد محتملة لأن تكون مبنيّة للفاعل أو مبنيّة للفاعل أو مبنيّة للمفعول. فعلى المعنى الأول يكون النهي للكاتب والشاهد عن ترك الشهادة، وترك الإجابة إلى ما يطلب منهما، وعن التحريف والزيادة والنقصان. وعلى الثاني النهي عن الإضرار بهما بأن يعجلا عن مهم أو لا يعطى الكاتب حقّه، أو يحمل الشاهد مئونة المجيء من بلد إلى بلد.
إذا أصبح عدم الإضرار بالكاتب والشاهد أو منهما لازماً، لأنه لو حدث ذلك فهو فسوق وعصيان فناسب هذا المعنى هذا المدّ اللازم في هذه الكلمة.
ت-الطّامّة – الصّاخّة – الحاقّة:
الطّامّة: هي الحادثة أو الواقعة التي تطمّ، أي تعلو وتغلب بمعنى تفوق أمثالها من نوعها بحيث يقل مثلها من نوعها، مأخوذ من طمّ الماء إذا غمر الأشياء. وهذا الوصف يؤذن بالشدّة والهول إذ لا يقال مثله إلّا في الأمور المهولة، والقيامة تطمّ على كل شيء، وتُسمّى الداهية التي لا يستطاع دفعها: طامّة
والصّاخّة: صيحة شديدة من صيحات الإنسان تصخّ الأسماع أي تصمّها
الحاقّة: اسم فاعل من حقّ الشيء يحقّ إذا كان صحيح الوجوب، ومنه حقّت كلمة العذاب والمراد به القيامة والبعث، وقال ابن عباس سُمّيت القيامة حاقّة، لأنها تبدي حقائق الأشياء.
وهذه الكلمات عبارة عن أسماء ليوم القيامة، ويوم القيامة آت لا محالة ولا ريب ولا شك فيه، فهو لازم الوقوع، والآيات الدّالّة على ذلك كثيرة.
وأغلب ظنّي أن هذا المدّ اللازم يوحي بلزوم تحقّق معنى الآية الواردة فيها، وهذا ظاهر من جميع الآيات التي تتحدث عن وقوع الساعة.
يقول ابن عاشور في حديثه عن الحاقّة: ( وإيثار هذه المادّة وهذه الصيغة يسمح باندراج معانٍ صالحة بهذا المقام فيكون ذلك من الإيجاز البديع لتذهب نفوس السامعين كل مذهب ممكن من مذاهب الهول والتخويف بما يحقّ حلوله بهم )
الطّامّة: هي الحادثة أو الواقعة التي تطمّ، أي تعلو وتغلب بمعنى تفوق أمثالها من نوعها بحيث يقل مثلها من نوعها، مأخوذ من طمّ الماء إذا غمر الأشياء. وهذا الوصف يؤذن بالشدّة والهول إذ لا يقال مثله إلّا في الأمور المهولة، والقيامة تطمّ على كل شيء، وتُسمّى الداهية التي لا يستطاع دفعها: طامّة
والصّاخّة: صيحة شديدة من صيحات الإنسان تصخّ الأسماع أي تصمّها
الحاقّة: اسم فاعل من حقّ الشيء يحقّ إذا كان صحيح الوجوب، ومنه حقّت كلمة العذاب والمراد به القيامة والبعث، وقال ابن عباس سُمّيت القيامة حاقّة، لأنها تبدي حقائق الأشياء.
وهذه الكلمات عبارة عن أسماء ليوم القيامة، ويوم القيامة آت لا محالة ولا ريب ولا شك فيه، فهو لازم الوقوع، والآيات الدّالّة على ذلك كثيرة.
وأغلب ظنّي أن هذا المدّ اللازم يوحي بلزوم تحقّق معنى الآية الواردة فيها، وهذا ظاهر من جميع الآيات التي تتحدث عن وقوع الساعة.
يقول ابن عاشور في حديثه عن الحاقّة: ( وإيثار هذه المادّة وهذه الصيغة يسمح باندراج معانٍ صالحة بهذا المقام فيكون ذلك من الإيجاز البديع لتذهب نفوس السامعين كل مذهب ممكن من مذاهب الهول والتخويف بما يحقّ حلوله بهم )
هذه إشارات في علاقة المدّ بالمعنى، وأن المعنى يأتي ليضيف على النص إيحاء لم يكن ليظهر لو لم يوجد المد.
والكلام هنا أطول من هذا، لكن هذا مفاده طلباً للإيجاز.
والكلام هنا أطول من هذا، لكن هذا مفاده طلباً للإيجاز.
المصدر:
د. نجيب علي عبد الله السودي
أستاذ اللغويات المساعد
جامعة تعز – اليمن
د. نجيب علي عبد الله السودي
أستاذ اللغويات المساعد
جامعة تعز – اليمن