- 28 يونيو 2009
- 213
- 1
- 0
- الجنس
- ذكر
[font=tahoma (arabic)]بسم الله الرحمن الرحيم[/font]
[font=tahoma (arabic)]الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين[/font]
[font=tahoma (arabic)]الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين[/font]
[font=tahoma (arabic)]صحف الطيبين[/font]
[font=tahoma (arabic)]صحيفة القرآن المجيد[/font]
[font=tahoma (arabic)]أهمية التدبر في القرآن المجيد[/font]
[font=tahoma (arabic)]أهمية التدبر في القرآن المجيد[/font]
[font=tahoma (arabic)]أهمية التدبر في القرآن المجيد :[/font]
التدبير : هو أخذ الشيء بعد الشيء . والمراد به هنا :التأمل في الآية بعد الآية . أو التأمل بعد التأمل في الآية نفسها .
والتدبر والتأمل في آيات القرآن المجيد : يدعو لرسوخ الإيمان ، والعزم على العمل بمضمون التعاليم الإلهية في جميع الظروف ، وينشط عقل الإنسان للتفكر والبحث والتحقيق ، سواء في الحياة الدينية والمعنوية أو الحياة العادية المتعلقة بالبحوث العلمية النظرية أو التجريبية أو المتعلقة بالعلوم المادية .
ولما كان المهم للإنسان هو الحياة المعنوية ليصل لسعادته الحقيقة ، ويجب أن يكون التطور في الحياة المادية وتحصيل إمكاناتها والرفاه الدنيوي هو لغرض التمتع بالحياة المعنوية ، وإلا الذي عنده رفاه مادي دون المعنوي فهو كالحيوان المدلل أو البهيمة التي همها علفها بل أضل سبيل .
وعلى هذا أن ما يراد من التدبر في القرآن المجيد :هو لرسوخ العقيدة بالله تعالى وتوحيده ، والاقتناع التام والقاطع بما يريد الله من العبودية له وإقامة أحكامه بجد ومثابرة وبدون تهاون ، وفي جميع الظروف والذي يتبعه الوصول لسعادة الدنيا والآخرة .
فإن المتدبر في القرآن المجيد يرى جميع المعارف الموجودة فيه سواء المتعلقة بالأخلاق أو الأعمال أو العبادات أو المعاملات أو الأخلاق أو المبدأ والتدبير والمعاد أو القوانين الاجتماعية والسياسة والاقتصادية والحقوق الفردية والقصص والأمثال والتاريخ ، كلها تعبر له عن وحدانية المبدأ وحاكميته المطلقة الهادية للوجود ولكل شي لصراطه المناسب لحاله .
والمؤمن : الذي يؤمن بإله ورب له القدرة المطلقة يتوكل عليه ويعتمد عليه بإيمان راسخ بحصول النتيجة المتوخاة من عمله الذي يريد به الوصول إلى الله تعالى وقربه .
ولذا قال تعالى : {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا}(الإسراء/9).
ولما كان القرآن المجيد هو أحسن الحديث فقد مدح الله من يتابع ويتبع علوم القرآن المجيد قال تعالى : {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ}(الزمر/23). {الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الأَلْبَابِ}(الزمر/18).
ولهذا إن الله تعالى قد سمى العلم نور ورفع من يحصله انظر قوله تعالى في هذه الآيات الكريمة : {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}(الأنعام/122).
{يَرْفَعْ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُون خَبِيرٌ} (المجادلة/11).
والقرآن الكريم : الداعي للتفكر والتعلم والتدبر والتعقل لكتاب من إله حق فيه تعالم حقه لا يأتيه الباطل ولا اختلاف فيه ، وأن اتباعه ومتعلمي علومه بالتدبر والتفكر لقوم ملئت نفسهم اطمئنان بمعتقدهم ورسخ إيمانهم في أرواحهم وتفاني وجهاد لتعلمه وتعليمه وتطبيقه والدعوة إليه حتى لو يكلفهم حياتهم الدنيوية ، وهم خلاف من لا يدري حقيقة معتقده ومقدار الخداع والغش وانتفاع منظريه ومصالح الدعاة إليه فلا رسوخ عقيدة عندهم ولا تفاني لتطبيق مبادئه إلا بمقدار ما تدر لهم من المصالح والمنافع الدنيوية ولا نظر عندهم للحق والمعنى والوجدان والإنصاف ، بل عندهم الغاية تبرر الوسيلة .
ولذا يحث القرآن المجيد على التدبر فيه : لعلموا أنه من الله الواحد الحق في جميع آياته الداعية لمعرفة الله وتعاليمه من غير اختلاف ولا تخلف في غرض ولا غاية ولا مطلب من مطالبه ، بل كله يدعوا لله الواحد الأحد ويصدق بعضه البعض الأخر ويفسره ويوضح مطالبه .
قال تعالى : {أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا} (النساء/82) {أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا}(محمد/24).
التدبير : هو أخذ الشيء بعد الشيء . والمراد به هنا :التأمل في الآية بعد الآية . أو التأمل بعد التأمل في الآية نفسها .
والتدبر والتأمل في آيات القرآن المجيد : يدعو لرسوخ الإيمان ، والعزم على العمل بمضمون التعاليم الإلهية في جميع الظروف ، وينشط عقل الإنسان للتفكر والبحث والتحقيق ، سواء في الحياة الدينية والمعنوية أو الحياة العادية المتعلقة بالبحوث العلمية النظرية أو التجريبية أو المتعلقة بالعلوم المادية .
ولما كان المهم للإنسان هو الحياة المعنوية ليصل لسعادته الحقيقة ، ويجب أن يكون التطور في الحياة المادية وتحصيل إمكاناتها والرفاه الدنيوي هو لغرض التمتع بالحياة المعنوية ، وإلا الذي عنده رفاه مادي دون المعنوي فهو كالحيوان المدلل أو البهيمة التي همها علفها بل أضل سبيل .
وعلى هذا أن ما يراد من التدبر في القرآن المجيد :هو لرسوخ العقيدة بالله تعالى وتوحيده ، والاقتناع التام والقاطع بما يريد الله من العبودية له وإقامة أحكامه بجد ومثابرة وبدون تهاون ، وفي جميع الظروف والذي يتبعه الوصول لسعادة الدنيا والآخرة .
فإن المتدبر في القرآن المجيد يرى جميع المعارف الموجودة فيه سواء المتعلقة بالأخلاق أو الأعمال أو العبادات أو المعاملات أو الأخلاق أو المبدأ والتدبير والمعاد أو القوانين الاجتماعية والسياسة والاقتصادية والحقوق الفردية والقصص والأمثال والتاريخ ، كلها تعبر له عن وحدانية المبدأ وحاكميته المطلقة الهادية للوجود ولكل شي لصراطه المناسب لحاله .
والمؤمن : الذي يؤمن بإله ورب له القدرة المطلقة يتوكل عليه ويعتمد عليه بإيمان راسخ بحصول النتيجة المتوخاة من عمله الذي يريد به الوصول إلى الله تعالى وقربه .
ولذا قال تعالى : {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا}(الإسراء/9).
ولما كان القرآن المجيد هو أحسن الحديث فقد مدح الله من يتابع ويتبع علوم القرآن المجيد قال تعالى : {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ}(الزمر/23). {الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الأَلْبَابِ}(الزمر/18).
ولهذا إن الله تعالى قد سمى العلم نور ورفع من يحصله انظر قوله تعالى في هذه الآيات الكريمة : {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}(الأنعام/122).
{يَرْفَعْ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُون خَبِيرٌ} (المجادلة/11).
والقرآن الكريم : الداعي للتفكر والتعلم والتدبر والتعقل لكتاب من إله حق فيه تعالم حقه لا يأتيه الباطل ولا اختلاف فيه ، وأن اتباعه ومتعلمي علومه بالتدبر والتفكر لقوم ملئت نفسهم اطمئنان بمعتقدهم ورسخ إيمانهم في أرواحهم وتفاني وجهاد لتعلمه وتعليمه وتطبيقه والدعوة إليه حتى لو يكلفهم حياتهم الدنيوية ، وهم خلاف من لا يدري حقيقة معتقده ومقدار الخداع والغش وانتفاع منظريه ومصالح الدعاة إليه فلا رسوخ عقيدة عندهم ولا تفاني لتطبيق مبادئه إلا بمقدار ما تدر لهم من المصالح والمنافع الدنيوية ولا نظر عندهم للحق والمعنى والوجدان والإنصاف ، بل عندهم الغاية تبرر الوسيلة .
ولذا يحث القرآن المجيد على التدبر فيه : لعلموا أنه من الله الواحد الحق في جميع آياته الداعية لمعرفة الله وتعاليمه من غير اختلاف ولا تخلف في غرض ولا غاية ولا مطلب من مطالبه ، بل كله يدعوا لله الواحد الأحد ويصدق بعضه البعض الأخر ويفسره ويوضح مطالبه .
قال تعالى : {أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا} (النساء/82) {أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا}(محمد/24).
قال السيد الطباطبائي رحمه الله في تفسير الميزان :
(( و أنك لو تتبعت الكتاب الإلهي ثم تدبرت في آياته وجدت ما لعله يزيد على ثلاثمائة آية تتضمن دعوة الناس إلى التفكر أو التذكر أو التعقل ، أو تلقن النبي صلى الله عليه وآله وسلم الحجة لإثبات حق أو لإبطال باطل كقوله: "قل فمن يملك من الله شيئا إن أراد أن يهلك المسيح ابن مريم و أمه" الآية أو تحكي الحجة عن أنبيائه و أوليائه كنوح و إبراهيم و موسى و سائر الأنبياء العظام، و لقمان و مؤمن آل فرعون و غيرهما عليهم السلام كقوله: "قالت رسلهم أ في الله شك فاطر السموات و الأرض": إبراهيم: 10، و قوله: "و إذ قال لقمان لابنه و هو يعظه يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم": لقمان : 13، و قوله: "و قال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله و قد جاءكم بالبينات من ربكم" الآية: غافر: 28، و قوله حكاية عن سحرة فرعون: "قالوا لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات و الذي فطرنا فاقض ما أنت قاض إنما تقضي هذه الحياة الدنيا" إلى آخر ما احتجوا به : طه : 72.
و لم يأمر الله تعالى عباده في كتابه و لا في آية واحدة أن يؤمنوا به أو بشيء مما هو من عنده أو يسلكوا سبيلا على العمياء و هم لا يشعرون ، حتى أنه علل الشرائع و الأحكام التي جعلها لهم مما لا سبيل للعقل إلى تفاصيل ملاكاها بأمور تجري مجرى الاحتجاجات كقوله : "إن الصلاة تنهى عن الفحشاء و المنكر و لذكر الله أكبر": العنكبوت: 45 و قوله: "كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون": البقرة: 138، و قوله في آية الوضوء: "ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج و لكن يريد ليطهركم و ليتم نعمته عليكم لعلكم تشكرون": المائدة: 6 إلى غير ذلك من الآيات.
و هذا الإدراك العقلي أعني طريق الفكر الصحيح الذي يحيل إليه القرآن الكريم و يبني على تصديقه ما يدعو إليه من حق أو خير أو نفع ، و يزجر عنه من باطل أو شر أو ضر إنما هو الذي نعرفه بالخلقة و الفطرة مما يتغير و لا يتبدل و لا يتنازع فيه إنسان و إنسان ، و لا يختلف فيه اثنان، و إن فرض فيه اختلاف أو تنازع فإنما هو من قبيل المشاجرة في البديهيات ينتهي إلى عدم تصور أحد المتشاجرين أو كليهما حق المعنى المتشاجر فيه لعدم التفاهم الصحيح )).
وما نرمي إليه في هذا الكتاب :هو بيان مواضع آيات القرآن المجيد وغرض سوره الكريمة ؛ لكي تساعد المؤمنين للوصول إلى المعنى المراد من الآيات ، والمطلب المرجو من قراءة القرآن المجيد ، كما وتهيئ الفكر للتوقد والتفكر بشكل سليم عند تدبر الآيات القرآنية الشريفة .
ونأمل بعونه تعالى أن نصل للمعنى المراد من الآيات الكريمة مستعينين بالله تعالى وبكتابه وآياته ، وبما نحصل عليه من الروايات المساعدة لفهمه بالشكل الصحيح بتوسط ما بأيدينا من الروايات المفسرة لآيات القرآن المجيد الآتية عن نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين صلاة الله وسلامه عليهم أجمعين ، بما بأيدينا من التفاسير وبالخصوص الميزان في تفسير القرآن للعلامة الطباطبائي قدس الله روحه وتغمده برحمته فإنه احسن ما كتب في هذا الباب .
ونجعل الشرح والبيان بشكل مختصر على نحو الإشارة المفهمة والإجمال الغير مخل بالبيان ، والذي يساعدنا على فهم غرض سور القرآن ومواضيع آياته الفرعية والكلية ، وينفعنا في التدبر ومعرفة خلاصة مفاهيم القرآن وتعاليمه ، ويعمق معرفتنا ويرسخ اعتقادنا ويشوقنا لطلب العلم الإلهي ، وعلى الله نتوكل وبه نستعين ونقول :
(( و أنك لو تتبعت الكتاب الإلهي ثم تدبرت في آياته وجدت ما لعله يزيد على ثلاثمائة آية تتضمن دعوة الناس إلى التفكر أو التذكر أو التعقل ، أو تلقن النبي صلى الله عليه وآله وسلم الحجة لإثبات حق أو لإبطال باطل كقوله: "قل فمن يملك من الله شيئا إن أراد أن يهلك المسيح ابن مريم و أمه" الآية أو تحكي الحجة عن أنبيائه و أوليائه كنوح و إبراهيم و موسى و سائر الأنبياء العظام، و لقمان و مؤمن آل فرعون و غيرهما عليهم السلام كقوله: "قالت رسلهم أ في الله شك فاطر السموات و الأرض": إبراهيم: 10، و قوله: "و إذ قال لقمان لابنه و هو يعظه يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم": لقمان : 13، و قوله: "و قال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله و قد جاءكم بالبينات من ربكم" الآية: غافر: 28، و قوله حكاية عن سحرة فرعون: "قالوا لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات و الذي فطرنا فاقض ما أنت قاض إنما تقضي هذه الحياة الدنيا" إلى آخر ما احتجوا به : طه : 72.
و لم يأمر الله تعالى عباده في كتابه و لا في آية واحدة أن يؤمنوا به أو بشيء مما هو من عنده أو يسلكوا سبيلا على العمياء و هم لا يشعرون ، حتى أنه علل الشرائع و الأحكام التي جعلها لهم مما لا سبيل للعقل إلى تفاصيل ملاكاها بأمور تجري مجرى الاحتجاجات كقوله : "إن الصلاة تنهى عن الفحشاء و المنكر و لذكر الله أكبر": العنكبوت: 45 و قوله: "كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون": البقرة: 138، و قوله في آية الوضوء: "ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج و لكن يريد ليطهركم و ليتم نعمته عليكم لعلكم تشكرون": المائدة: 6 إلى غير ذلك من الآيات.
و هذا الإدراك العقلي أعني طريق الفكر الصحيح الذي يحيل إليه القرآن الكريم و يبني على تصديقه ما يدعو إليه من حق أو خير أو نفع ، و يزجر عنه من باطل أو شر أو ضر إنما هو الذي نعرفه بالخلقة و الفطرة مما يتغير و لا يتبدل و لا يتنازع فيه إنسان و إنسان ، و لا يختلف فيه اثنان، و إن فرض فيه اختلاف أو تنازع فإنما هو من قبيل المشاجرة في البديهيات ينتهي إلى عدم تصور أحد المتشاجرين أو كليهما حق المعنى المتشاجر فيه لعدم التفاهم الصحيح )).
وما نرمي إليه في هذا الكتاب :هو بيان مواضع آيات القرآن المجيد وغرض سوره الكريمة ؛ لكي تساعد المؤمنين للوصول إلى المعنى المراد من الآيات ، والمطلب المرجو من قراءة القرآن المجيد ، كما وتهيئ الفكر للتوقد والتفكر بشكل سليم عند تدبر الآيات القرآنية الشريفة .
ونأمل بعونه تعالى أن نصل للمعنى المراد من الآيات الكريمة مستعينين بالله تعالى وبكتابه وآياته ، وبما نحصل عليه من الروايات المساعدة لفهمه بالشكل الصحيح بتوسط ما بأيدينا من الروايات المفسرة لآيات القرآن المجيد الآتية عن نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين صلاة الله وسلامه عليهم أجمعين ، بما بأيدينا من التفاسير وبالخصوص الميزان في تفسير القرآن للعلامة الطباطبائي قدس الله روحه وتغمده برحمته فإنه احسن ما كتب في هذا الباب .
ونجعل الشرح والبيان بشكل مختصر على نحو الإشارة المفهمة والإجمال الغير مخل بالبيان ، والذي يساعدنا على فهم غرض سور القرآن ومواضيع آياته الفرعية والكلية ، وينفعنا في التدبر ومعرفة خلاصة مفاهيم القرآن وتعاليمه ، ويعمق معرفتنا ويرسخ اعتقادنا ويشوقنا لطلب العلم الإلهي ، وعلى الله نتوكل وبه نستعين ونقول :
[font=tahoma (arabic)]المستعين بالله وطالب غفرانه[/font]
[font=tahoma (arabic)]خادم علوم آل محمد عليهم السلام[/font]
[font=tahoma (arabic)]الشيخ حسن جليل حردان الأنباري[/font]
[font=tahoma (arabic)]خادم علوم آل محمد عليهم السلام[/font]
[font=tahoma (arabic)]الشيخ حسن جليل حردان الأنباري[/font]