- 9 نوفمبر 2009
- 1,243
- 25
- 0
واجبنا نحو القرآن "1"
قال تعالى: "إنما أُمرت أن أعبد رب هذه البلدة الذي حرمها وله كل شيء وأُمرت أن أكون من المسلمين وأن أتلو القرآن"
أي وأُمرت أن أتلو القرآن قال ابن كثير: (أي أتلوه على الناس وأُبلغهم إياه.. أي أنا مبلغ ومنذر) والمقصود أن النبي صلى الله عليه و سلم أُمر بتلاوة القرآن لنفسه ولأمته ولتبليغه للناس وبيانه ولتحريك القلوب به وإحياء النفوس به بإذن الله عز وجل وقد جاء في دعاء إبراهيم:
"ربنا وأبعث فيهم رسولٌ منهم يتلو عليهم آياتك ".
وقال جل وعلا:
"هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويعلمهم الكتاب والحكمة".
فالتلاوة هي الطريق إلى هذا العلم والجسر إلى ذلك الفهم وهي الباب الذي يلج منه الإنسان إلى تأثر قلبه وميل نفسه وهداية عقله واستقامة سلوكه بالقرآن الكريم:
"واتل ما أوحي إليك من كتاب ربك لا مبدل لكلماته"
ولنقف مع الأجر ولننظر إلى الأثر ولنعرف الآداب ولنجتنب المحاذير في شأن تلاوة القرآن.
أما الأجر: فتأتينا الآيات التي تُهيّج النفوس المؤمنة والقلوب المُحبة المتشوقة إلى مثوبة الله ورضوانه:
"إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سراً وعلانية يرجون تجارة لن تبور ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله إنه غفورٌ شكور"
قال ابن كثير: (أي يرجون ثوابا عند الله لابد من حصوله..وفي.. فضائل القرآن أنه يقول لصاحبه إن كل تاجر من وراء تجارته وإنك اليوم من وراء كل تجارة).
و عائشة رضي الله عنها عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال:
(الذي يقرأ القرآن وهو ماهرٌ به مع السفرة الكرام البررة) الذي يحسن التلاوة ويجيدها تصحيحاً وترتيلاً مع السفرة الكرام البررة منْزلته مع الملائكة الأطهار في منزلة عالية سمواً بإيمانه وارتفاعاً وقرباً لصلته بالله عز وجل ورفعة لمنزلته وتعظيماً لأجره، قال النووي (قال القاضي يحتمل أن يكون معنى كونه مع الملائكة أن له في الآخرة منازل يكون فيها رفيقا للملائكة السفرة لاتصافه بصفتهم من حمل كتاب الله تعالى ويحتمل أن يراد أنه عامل بعملهم وسالك مسلكهم) (والذي يقرأ القرآن ويتعتع فيه وهو عليه شاق فله أجران) قال النووي: وأما الذي يتتعتع فيه فهو الذي يتردد في تلاوته لضعف حفظه فله أجران أجر بالقراءة وأجر بتتعته في تلاوته ومشقته.
وأما الأدب الذي ينبغي أن يكون في تلاوة القرءان حتى يدرك القارئ الأجر ويتحقق أثر التلاوة، فيتمثل في:
"التـرتـيـــــل"
قال عز وجل:"ورتل القرءان ترتيلا"
وجاء القوم أرتالاً أي بعضهم إثر بعض أي شيئاً فشيئا.
وهذه أم سلمة سئلت عن وصف قراءة النبي فوصفتها قال: (فإذا هي تنعت قراءة مفسرة حرفاً حرفا)
أي أنه كان يتلو القرءان بتؤدة وتأني وترتيل حتى كأنك تسمع كل حرفٍ وحده وتميزه عن غيره.
وسُئل أنس عن قراءة رسول الله فقال:
(فقال: كانت مدا. ثم قرأ بسم الله الرحمن الرحيم يمد ببسم الله ويمد بالرحمن ويمد بالرحيم).
فمدها ليبيّن كيفية قراءة المصطفى.
وعن ابن مسعود أن رجلا جاء فقال:
(قرأت المفصلَ في ركعة فقال ابن مسعود هذّاً كهذِّ الشعر) أي سرعة وتتابع من غير ترتيل وحُسن تلاوة (هذاً كهذّ الشعر إن أقواماً يقرؤون القرءان لا يُجاوز تراقيهم ولكن إذا وقع في القلب فيرسخ فيه نفعٌ).
فهذه هي الغاية من الترتيل: ألا وهي التوقير والإجلال للقرآن وحصول فرصة التدبر والتأمل ومن بعد ذلك حصول فرصة التغير والتأثر بهذا القرءان.
ومن هنا قال ابن عباس (لأن أقرأ سورة البقرة فأرتلها أحب إلي من أن أقرأ القرآن كله هذرمة). أي من غير ترتيل وحُسن تلاوة.
وحسن التلاوة معين على التدبر، يقول ابن كثير في الترتيل:" المطلوب شرعاً إنما هو تحسين الصوت الباعث على تدبر القرآن وتفهمه"، ويقول النووي:" الترتيل مستحب للتدبر وغيره"، قال ابن باز عن قارئ القرآن:" ينبغي له أن لا يتعجل، وأن يطمئن في قراءته، وأن يرتل...المشروع للمؤمن أن يعتني بالقرآن ويجتهد في إحسان قراءته، وتدبر القرآن والعناية بالمعاني ولا يعجل"، والعكس صحيح فالقراءة السريعة بعيدة كل البعد عن التدبر كما قال القرطبي:" لا يصح التدبر مع الهذّ".
التدبر و الفهم
والمراد بالتدبر: تفهّم المعاني وتدبر المقاصد ليحصل الاتعاظ ويقع العمل.- التدبر في القرآن غاية من غايات إنزاله: يقول الله تعالى: "كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب" . ومدح الحق جل وعلا من تدبر وانتفع، فذكر من صفات عباد الرحمن:"وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمّاً وَعُمْيَاناً" (الفرقان:73)
- وذم من لا يتدبرون القرآن وأنكر عليهم فقال تعالى:"أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها"
- التدبر من علامات الإيمان:"الله نزل أحسن الحديث كتاباً متشابهاً تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله"، "الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته أولئك يؤمنون به"
- التدبر يزيد الإيمان: "إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً وعلى ربهم يتوكلون".
- تدبر القرآن من النصيحة لكتاب الله، قال صلى الله عليه و سلم: (الدين النصيحة)، قلنا لمن؟قال صلى الله عليه و سلم: (لله ولرسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم).
- ترك التدبر يؤدي إلى قسوة القلب: "ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون". وهو من أنواع هجر القرآن الذي شكاه النبي صلى الله عليه و سلم لربه: "وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجوراً".
- وذم من لا يتدبرون القرآن وأنكر عليهم فقال تعالى:"أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها"
- التدبر من علامات الإيمان:"الله نزل أحسن الحديث كتاباً متشابهاً تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله"، "الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته أولئك يؤمنون به"
- التدبر يزيد الإيمان: "إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً وعلى ربهم يتوكلون".
- تدبر القرآن من النصيحة لكتاب الله، قال صلى الله عليه و سلم: (الدين النصيحة)، قلنا لمن؟قال صلى الله عليه و سلم: (لله ولرسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم).
- ترك التدبر يؤدي إلى قسوة القلب: "ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون". وهو من أنواع هجر القرآن الذي شكاه النبي صلى الله عليه و سلم لربه: "وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجوراً".
نسأل الله - عز وجل - أن يجعل قلوبنا مقبلة على كتابه تدبراً وتأملاً وتغيراً وتأثرا ونسأله - عز وجل - أن يشغل ألسنتنا بذكره وتلاوة كتابه
منقول
إعداد: محمد بن محمود حوا
إعداد: محمد بن محمود حوا