- 17 مارس 2009
- 1,579
- 6
- 0
- الجنس
- ذكر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله وكفى وصلاة وسلاما على عباده الذين اصطفى : -
فضل اللغة العربية
عَرَفَ عظمة اللغة العربية مَنْ اطّلع عليها وتعلّمها وغاص في أسرارها من العرب في القديم والحديث ،
ولا عجب في أنْ يشهدوا بعظمتها لأنهم أهل اللغة ، والاطّلاع على أقوالهم يزيدنا علماً وثقةً بها ، لكنّ
الاطّلاع على شهادات غير العرب في العربية له طَعْمٌ آخر ، لأنّهم عرفوا قيمةَ لغتنا وهم ليسوا منّا ، وهو
ما يدفعنا إلى محاولة معرفة ما عرفوه منها ، لنزداد اعتزازاً بها ونغرس الاعتزاز في نفوس أبنائنا.
إنّ كثيراً من أبناء المسلمين يجهل فضل لغته وجوانب عظمتها ، ولذا ترى كثيراً منهم يقف في صفّ
الأعداء - دون أن يقصد - لجهله بها ، فهو مقتنعٌ قناعةً قويّةً بأنّ العربية لغةٌ متخلّفةٌ صعبةٌ تخلو من
الإبداع والفنّ ، فبسبب جهله بها يقف هذا الموقف ، وفي الجانب الآخر ترى بعض العجم من غير
المسلمين وهو يكيل المديح والإشادة بالعربية لما رآه فيها من مواطن العظمة .
من أجل هذا الواقع المرّ نحتاج جميعاً إلى ما يزيدنا قناعةً واعتزازاً بها ، وممّا يقنعنا بها قراءة تلك الأقوال سواءً قالها عربيٌ أم غير عربي.
مكانة وأهمية اللغة العربية
إن القرآن كما نصّت آيات عديدة عربي اللسان، والقرآن هـو مصدر تشريعنا نحن المسلمين ومنهاج
حياتنا، وميزان ديننا ودنيانا وآخرتنا فكيف لا تكـون العربية التي أُنزل بها من أكبر همومنا، وملء السمع
منّا والبصر والفؤاد؟!
لقد كّرم الله تعالى هذه اللغة العربية ؛ إذ أنزل كتابه الكـريـم بهــا على رجل من أهلها
-صلى الله عليه وسلم-، وكرّمها إذ حفِِظَها بحفظ ذلك الكتاب العظيم،
وهذا التكريم قطعي الدلالة على أنها خير اللغات، وما انحسار ظلها في هذا الزمن وضـيـق انتشـارها إلا
دليل على ضعف أهلها في تعلمها وتعليمها، وتلك حقيقة لا سبيل إلى جحدها أو الـمماراة فيها، وإلا فإن
الإسلام الذي حكم العالم قروناً مديدة قد نُحّيَ هو الآخر في هذا العـصـر الكـئيب عـن مـوقــع القـيـادة
والسـلـطـان، أفيُحملُ الإسلام وهو دين الله الخاتم وكلمته العليا وزر انتكاسنا وارتكاسنا؟! أم من يحمل
ذلك الوزر الثقيل غيرنا نحن المسلمين؟!
إن اللسان العربي شعار الإسلام ولغة القرآن وأهله كما يقول ابن تيمية رحمه الله تعالى وإن اللغات من
أعظم شعائر الأمم التي بها يتميزون، لكن العربية هي وحدها لغة الدين، وأيّ دين؟ إنه الإسلام الذي
أكمله الله وارتضـاه »ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يُقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين«.
ولقد استفاد الـعــدو مــن الصراع الممتد بيننا وبينه، فعلم أن المسلمين يرون في القرآن العظيم منهاج
حياتهم، وقوام وجودهم وتفوقهم، وأنهم يجعلونه فوق شُبهات العقول وشهوات الأنفس، وأن لا سبيل لهم
إلى العلم بالقرآن والعمل به: إلا من طريق اللغة، وبذلك أدرك العدو أن اقتحام حـصــون الـمـسلمين إنما
يتحقق بتخريب لغتهم، وتشويه صورتها في عيونهم وعقولهم،
وأن من شأن ذلك أن يضمن له الفوز عليهم بأقل الخسائر وأرخص التكاليف، ولا شك في أن البحث عـــن
أسباب الضعف في التعبير اللغوي من دون إدراك هذه الحقيقة إنما هو بحث عقيم لا يفضي إلا إلى مزيد
من التخبط والضلال.
إن الأمـــة التي يضعف تأثيرها في حركة الحياة يدبّ الضعف في أطرافها جميعاً، ويسري الوهن في روحها
كلّه، فليس الضعف اللغوي إلا مظهراً من مظاهر التخلف الكثيرة في هذه الأمة المغلوبة، وليس من ريب
في أن معرفة الداء الذي أركـس الأمــة وهــو انحرافها عن منهج الله هو الخطوة الأولى على طريق
شفائها، وما شفاؤها إلا في فـرارها إلى ربها القادر، حـتـى يُعيد لها الكَرّة الأولى على عدوّها، فتعود كما
كانت خير أمة أُخرجــت لـلـنـاس، ويومـئـذٍ تعزّ لغتها كما عزّت من قبل، ويصلح آخر أمرها كما صلح أوله،
وتتوقف معاناة أبنائها من كيد أعدائهم لهم، ومكرهم بهم، إذ يأمرونهم أن يكفروا بالله ربهم، وأن يرضوا
بأن يصبح الإســــلام ويُمسي غريباً بينهم، يحيا في نفوس أشتاتٍ منهم مستضعفين، تُكال لهم التهم،
وتسـتـباح دمــاؤهم وأموالهم إذا هم خرجوا به عن حدود الشعائر التعبدية في المساجد والبيوت.
ولقد كــان مـن أكـبـر الـكـيـد لنا أن يزعم أعداؤنا أن نجاحاتهم الكبيرة في ميادين العلم مستفيدين من سنن
الله الكونـيـة في تسخير ما في الأرض جميعاً لبني آدم أنها إنما كانت نتيجة فصلهم بين الدين والدنيا، وأن
يربطوا بمكرٍ تزول منه الجبال بين نهضتهم وكفرهم من جهة وبين تخلّف المسلمين وإسلامهم من جهة
أخرى، مع أنهم كانوا في الماضي كفاراً وكـــانوا أشدّ تخلفا وكان المسلمون مسلمين حقاً، وكانت لهم
السيادة والقيادة والتمكين في الأرض، عـلــى أن العدو قد نجح في كيده إلى حد كبير، وانظر بعضاً من أبناء
المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها مفتونين بالغرب، خواضين في مستنقعات تقليده، مطموسي
الأبصار والبصائر، يصبـحــون ويُمسون وهم يرون في الغرب قدوةً وإماماً! حتى إذا قال واحد ممن
يُسَمّون علماء التربية الحديثة: إن الطفل لا يصح أن يُلقّن شيئاً لا يدرك معناه، قالوا: لا ينبغي إذاً أن يُحَفّظَ
شيئاً من القرآن حتى يبلغ سن الرشد، وهم يعلمون أن ما من دولة من دول العالم إلا ويحفظ أطفالها مـن
الأنـاشـيـد مــا لا يدركــون معناه، ويعلمون أن آباءنا وأجدادنا كانوا يبدؤون في طفولتهم الغضّة بحفظ
الـقـرآن، وكـانـوا خيراً منّا في تفكيرهم وتعبيرهم مِراراً كثيرة..
وإن قال قائل من فلاسفة التربية الحديثة: إن الفـنــون الأدبية ينبغي أن تكون حيّة واقعية، آثر غير قليل
من أصحابنا كتّاب هذه الفنون أن يجعـلـوها بالعاميّة أو يجعلوا الحوار فيها كذلك وذلك عندهم أضـعـف
الإيـمـان!، وكذلك أصبح إعلاميّونا ومعلمونا مغرمين بالعامية حتى إذا حمل أحدهم نفسه على ما تكره،وحمّلها ما لا تطيق تكلّف الفصحى على استحياءٍ تكلّفاً، وجاء بها معجمة غير مُعرَبة!
الحمد لله وكفى وصلاة وسلاما على عباده الذين اصطفى : -
فضل اللغة العربية
عَرَفَ عظمة اللغة العربية مَنْ اطّلع عليها وتعلّمها وغاص في أسرارها من العرب في القديم والحديث ،
ولا عجب في أنْ يشهدوا بعظمتها لأنهم أهل اللغة ، والاطّلاع على أقوالهم يزيدنا علماً وثقةً بها ، لكنّ
الاطّلاع على شهادات غير العرب في العربية له طَعْمٌ آخر ، لأنّهم عرفوا قيمةَ لغتنا وهم ليسوا منّا ، وهو
ما يدفعنا إلى محاولة معرفة ما عرفوه منها ، لنزداد اعتزازاً بها ونغرس الاعتزاز في نفوس أبنائنا.
إنّ كثيراً من أبناء المسلمين يجهل فضل لغته وجوانب عظمتها ، ولذا ترى كثيراً منهم يقف في صفّ
الأعداء - دون أن يقصد - لجهله بها ، فهو مقتنعٌ قناعةً قويّةً بأنّ العربية لغةٌ متخلّفةٌ صعبةٌ تخلو من
الإبداع والفنّ ، فبسبب جهله بها يقف هذا الموقف ، وفي الجانب الآخر ترى بعض العجم من غير
المسلمين وهو يكيل المديح والإشادة بالعربية لما رآه فيها من مواطن العظمة .
من أجل هذا الواقع المرّ نحتاج جميعاً إلى ما يزيدنا قناعةً واعتزازاً بها ، وممّا يقنعنا بها قراءة تلك الأقوال سواءً قالها عربيٌ أم غير عربي.
مكانة وأهمية اللغة العربية
إن القرآن كما نصّت آيات عديدة عربي اللسان، والقرآن هـو مصدر تشريعنا نحن المسلمين ومنهاج
حياتنا، وميزان ديننا ودنيانا وآخرتنا فكيف لا تكـون العربية التي أُنزل بها من أكبر همومنا، وملء السمع
منّا والبصر والفؤاد؟!
لقد كّرم الله تعالى هذه اللغة العربية ؛ إذ أنزل كتابه الكـريـم بهــا على رجل من أهلها
-صلى الله عليه وسلم-، وكرّمها إذ حفِِظَها بحفظ ذلك الكتاب العظيم،
وهذا التكريم قطعي الدلالة على أنها خير اللغات، وما انحسار ظلها في هذا الزمن وضـيـق انتشـارها إلا
دليل على ضعف أهلها في تعلمها وتعليمها، وتلك حقيقة لا سبيل إلى جحدها أو الـمماراة فيها، وإلا فإن
الإسلام الذي حكم العالم قروناً مديدة قد نُحّيَ هو الآخر في هذا العـصـر الكـئيب عـن مـوقــع القـيـادة
والسـلـطـان، أفيُحملُ الإسلام وهو دين الله الخاتم وكلمته العليا وزر انتكاسنا وارتكاسنا؟! أم من يحمل
ذلك الوزر الثقيل غيرنا نحن المسلمين؟!
إن اللسان العربي شعار الإسلام ولغة القرآن وأهله كما يقول ابن تيمية رحمه الله تعالى وإن اللغات من
أعظم شعائر الأمم التي بها يتميزون، لكن العربية هي وحدها لغة الدين، وأيّ دين؟ إنه الإسلام الذي
أكمله الله وارتضـاه »ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يُقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين«.
ولقد استفاد الـعــدو مــن الصراع الممتد بيننا وبينه، فعلم أن المسلمين يرون في القرآن العظيم منهاج
حياتهم، وقوام وجودهم وتفوقهم، وأنهم يجعلونه فوق شُبهات العقول وشهوات الأنفس، وأن لا سبيل لهم
إلى العلم بالقرآن والعمل به: إلا من طريق اللغة، وبذلك أدرك العدو أن اقتحام حـصــون الـمـسلمين إنما
يتحقق بتخريب لغتهم، وتشويه صورتها في عيونهم وعقولهم،
وأن من شأن ذلك أن يضمن له الفوز عليهم بأقل الخسائر وأرخص التكاليف، ولا شك في أن البحث عـــن
أسباب الضعف في التعبير اللغوي من دون إدراك هذه الحقيقة إنما هو بحث عقيم لا يفضي إلا إلى مزيد
من التخبط والضلال.
إن الأمـــة التي يضعف تأثيرها في حركة الحياة يدبّ الضعف في أطرافها جميعاً، ويسري الوهن في روحها
كلّه، فليس الضعف اللغوي إلا مظهراً من مظاهر التخلف الكثيرة في هذه الأمة المغلوبة، وليس من ريب
في أن معرفة الداء الذي أركـس الأمــة وهــو انحرافها عن منهج الله هو الخطوة الأولى على طريق
شفائها، وما شفاؤها إلا في فـرارها إلى ربها القادر، حـتـى يُعيد لها الكَرّة الأولى على عدوّها، فتعود كما
كانت خير أمة أُخرجــت لـلـنـاس، ويومـئـذٍ تعزّ لغتها كما عزّت من قبل، ويصلح آخر أمرها كما صلح أوله،
وتتوقف معاناة أبنائها من كيد أعدائهم لهم، ومكرهم بهم، إذ يأمرونهم أن يكفروا بالله ربهم، وأن يرضوا
بأن يصبح الإســــلام ويُمسي غريباً بينهم، يحيا في نفوس أشتاتٍ منهم مستضعفين، تُكال لهم التهم،
وتسـتـباح دمــاؤهم وأموالهم إذا هم خرجوا به عن حدود الشعائر التعبدية في المساجد والبيوت.
ولقد كــان مـن أكـبـر الـكـيـد لنا أن يزعم أعداؤنا أن نجاحاتهم الكبيرة في ميادين العلم مستفيدين من سنن
الله الكونـيـة في تسخير ما في الأرض جميعاً لبني آدم أنها إنما كانت نتيجة فصلهم بين الدين والدنيا، وأن
يربطوا بمكرٍ تزول منه الجبال بين نهضتهم وكفرهم من جهة وبين تخلّف المسلمين وإسلامهم من جهة
أخرى، مع أنهم كانوا في الماضي كفاراً وكـــانوا أشدّ تخلفا وكان المسلمون مسلمين حقاً، وكانت لهم
السيادة والقيادة والتمكين في الأرض، عـلــى أن العدو قد نجح في كيده إلى حد كبير، وانظر بعضاً من أبناء
المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها مفتونين بالغرب، خواضين في مستنقعات تقليده، مطموسي
الأبصار والبصائر، يصبـحــون ويُمسون وهم يرون في الغرب قدوةً وإماماً! حتى إذا قال واحد ممن
يُسَمّون علماء التربية الحديثة: إن الطفل لا يصح أن يُلقّن شيئاً لا يدرك معناه، قالوا: لا ينبغي إذاً أن يُحَفّظَ
شيئاً من القرآن حتى يبلغ سن الرشد، وهم يعلمون أن ما من دولة من دول العالم إلا ويحفظ أطفالها مـن
الأنـاشـيـد مــا لا يدركــون معناه، ويعلمون أن آباءنا وأجدادنا كانوا يبدؤون في طفولتهم الغضّة بحفظ
الـقـرآن، وكـانـوا خيراً منّا في تفكيرهم وتعبيرهم مِراراً كثيرة..
وإن قال قائل من فلاسفة التربية الحديثة: إن الفـنــون الأدبية ينبغي أن تكون حيّة واقعية، آثر غير قليل
من أصحابنا كتّاب هذه الفنون أن يجعـلـوها بالعاميّة أو يجعلوا الحوار فيها كذلك وذلك عندهم أضـعـف
الإيـمـان!، وكذلك أصبح إعلاميّونا ومعلمونا مغرمين بالعامية حتى إذا حمل أحدهم نفسه على ما تكره،وحمّلها ما لا تطيق تكلّف الفصحى على استحياءٍ تكلّفاً، وجاء بها معجمة غير مُعرَبة!
مما أعجبنى فنقلته لكم